الثورة / متابعات

وصف سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء في لبنان من هجوم صهيوني سيبراني “بالثقيل” و “الدامي”، مؤكداً أنه امتحان كبير، وتم تجاوزه بشموخ وبرؤوس مرفوعة.

وقال السيد حسن في كلمة له خصصت للحديث حول هذه الأحداث عصر امس:” لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وانسانياً وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة اللبنانية وتاريخ لبنان، وقد يكون غير مسبوق في تاريخ الصراع مع إسرائيل، وغير مسبوق في العالم”، مضيفاً أن العدو الإسرائيلي لديه تفوق على المستوى التكنولوجي، لكن عندما ندخل في هذا الصراع، فنحن نراهن على الجهاد، والتضحيات والوقت، وطبيعة الحرب طيلة التاريخ هي سجال، يوم لنا ويوم علينا.

وأكد أن الهجوم الصهيوني على لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء كبير وغير مسبوق، وسيواجه بحساب عسير، وقصاص عادل، وأن الرد هو ما ترون وليس ما تسمعون، منوهاً بأننا في جزء من المعركة الأكثر دقة وعمقاً، وأن الهجوم لم يسقطهم، ولن يسقط المقاومة -إن شاء الله- وستصبح المقاومة أقوى، وأشد صلابة، وقدرة على مواجهة كل الاحتمالات.

هدف العدو.. قتل 5 آلاف مدني

وأشار السيد حسن نصر الله إلى الهدف الحقيقي للعدو الإسرائيلي من الهجوم على أجهزة الاتصالات اللاسلكية والبيجر في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي، موضحاً أن العدو كان يعلم أن عدد الأجهزة يزيد عن 4 آلاف، معتقداً أنها موزعة على العاملين في حزب الله، موضحاً أن العدو الإسرائيلي عندما قام بتفجير أجهزة البيجر، كان يتعمد قتل 4 آلاف انسان في دقيقة واحدة، بمعزل عن عدد الذين يمكن أن يقتلوا في محيطهم، فهذه كانت نية العدو، ومستوى اجرامه، ثم كرر هذا العمل يوم الأربعاء، فكان الهدف الأكبر هو قتل ما لا يقل عن 5 آلاف في دقيقتين.

وتساءل السيد حسن: ماذا يمكن أن نسمي هذا العمل؟

وقال: هو عمل إجرامي، وهي عملية إرهابية كبرى، ومجزرة، وابادة جماعية، تضاف إلى مجازره منذ ايجاده في منطقتنا.

كما وصفه بالعدوان الكبير على لبنان وشعبه، ومقاومته وسيادته، وجرائم حرب، أو إعلان حرب.

ولفت إلى أن عناية الله، وتكاتف المجتمع، حالت دون تحقيق الهدف الخبيث للعدو الصهيوني، لأن عدداً من هذه “البيجرات” كانت خارج الخدمة، وبعضها كان بعيداً، وبعضها لم يوزع أساساً.

وأوضح أنهم شكلوا لجان تحقيق داخلية متعددة، وقد توصلوا إلى نتيجة شبه قطعية، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من الوقت للوصول إلى نتيجة واضحة، ليبنى على الشيء مقتضاه.

لماذا قام العدو بهذه المجزرة؟

وتساءل السيد حسن نصر الله مرة أخرى عن هدف العدو الصهيوني من هذه المجزرة.

وقال: إن السبب في ذلك، هي محاولة العدو الإسرائيلي إيقاف جبهة لبنان المساندة لغزة، والتي أكد أنها “فاعلة ومؤثرة وضاغطة على العدو”، منوهاً بأن القادة الصهاينة يؤكدون أنهم يتعرضون لهزيمة تاريخية في الشمال، وأن حزب الله يحقق إنجازات تاريخية، وهم يحكون عن حجم الخسائر وعن التهجير، وعن معركة الاستنزاف، وأن صراخ المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة طيلة الأشهر الماضية، يؤكد على أن جبهة لبنان مؤثرة، إلى جانب الجبهات الأخرى في اليمن والعراق.

ولفت إلى أن جبهة لبنان هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن العدو منذ اليوم الأول يسعى إلى إطفاء جبهة الإسناد اللبنانية، واستخدم في ذلك الكثير من محاولات الضغط والتهويل، وحاول الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة، عن طريق التهديد بالحرب الشاملة منذ 11 شهراً لكنه فشل.

وأضاف: “لقد استخدم العدو كل الأساليب لفصل جبهة لبنان عن غزة، ومن ضمنها اغتيالات القادة، وارعاب الناس، وفتح جدار الصوت، وكل هذا جزء من المعركة، وهذه الضربة جاءت في هذا السياق، لأن كل المحاولات السابقة فشلت، فلجأت إلى هذا الأسلوب الإجرامي”.

وبين أنه وصلت إليهم رسائل يوم الثلاثاء عبر قنوات رسمية وغير رسمية تقول بوضوح إن هدفنا من هذه الضربة هو أن تتوقفوا عن دعم غزة، وإن لم تتوقفوا فلدينا المزيد.

وللجواب على كل التساؤل قال السيد حسن نصر الله : “الجواب باسم الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى في المستشفيات وباسم الذين فقدوا عيونهم والناس الصابرين والأوفياء وتحملوا مسؤولية القيام بهذا الواجب الديني والأخلاقي في نصرة غزة ، نقول : جبهة لبنان لن تتوقف إلا بتوقف العدوان على قطاع غزة، أياً تكن التضحيات، والاحتمالات، والأفق الذي تذهب إليه المنطقة.

وطمأن السيد حسن الأصدقاء قائلاً :”

“اطمئنوا بنيتنا كبيرة وقوية ومتينة ومتماسكة، وقدراتنا كبيرة واستعداداتنا عالية، والعدو يعرف أن ما حصل لم يمس عزيمتنا، ولا نظام القدرة والسيطرة ولا حضورنا بل سيزيدنا قوة ومتانة وصلابة”.

نقل المعركة إلى الشمال

وبخصوص الحديث الأخير للعدو الإسرائيلي عن نقل المعركة إلى الشمال، قال السيد حسن نصر الله :”أقول لنتنياهو ، ولجيش العدو لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال، و إلى المستعمرات في الشمال، وافعلوا ما شئتم، وهذا تحدي كبير بيننا وبينكم، والسبيل الوحيد هو وقف العدوان والحرب على قطاع غزة وعلى الضفة.

وأضاف : “بالعكس، ما ستقدمون عليه من توسيع الحرب في الشمال، سيزيد من تهجير السكان، وسيبعد فرصة العودة الآمنة.

وأكد السيد حسن أن المقاومة اللبنانية تتمنى دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية، وقال : “إذا جاءوا إلينا أهلاً وسهلاً، ونعتبرها فرصة تاريخية ونتمناها، وستكون لها تأثيرات كبرى.

وواصل: “نحن نفتش عن دباباتهم بالسراج والفتيلة، وحين يأتون إلينا فأهلاً وسهلاً، وسنعتبر هذا التهديد فرصة تاريخية نتمناها، مشيراً إلى أن لجوء العدو إلى ما يسميه الحزام الأمني في الأراضي اللبنانية، سوف يتحول إلى هاوية وفخ وكمين لجيش الاحتلال”.

وكان السيد حسن قد استهل كلمته بتقديم الشكر لكل الذين تبرعوا بالدعم في مختلف المناطق اللبنانية، ولكل من بادر في نقل جريح على كتفه أو على سيارته أو بأية طريقة، لافتاً إلى أن “ما شهدناه هو تعاطي إيجابي وجدَّي وكبير واهتمام عالي يشكرون عليه.

وأوضح أن “من بركات هذه الدماء والمظلومية التي عشناها خلال هذه الأيام أننا شهدنا في لبنان ملحمة إنسانية وأخلاقية كبرى على المستوى الوطني والإنساني لم نشهدها منذ وقت طويل”، معتبراً أن العدو من خلال جريمته يومي الثلاثاء والأربعاء تجاوز كل الضوابط، والخطوط الحمراء، والتفجيرات وقعت بعضها في مستشفيات، وصيدليات، وأسواق، ومحلات، وسيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد الكثير من المدنيين والنساء والأطفال.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: یومی الثلاثاء والأربعاء السید حسن نصر الله وغیر مسبوق جبهة لبنان أن العدو إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخبير العسكري الفلسطيني أبوزيد: القرار اليمني بفتح جبهة جديدة على إسرائيل أربك العدو أمنيا وعسكريا

من الحظر الجوي إلى فرض الحظر البحري على أهم موانئ العدو الاسرائيلي، تواصل القوات المسلحة اليمنية تصعيدها بفتح جبهة جديدة في الصراع مع العدو الإسرائيلي، في إطار إسنادها لقطاع غزة في وجه العدوان.
في قراءته العسكرية للخطوة اليمنية، قال الخبير العسكري والإستراتيجي الفلسطيني نضال أبو زيد إن هذه الخطوة تأتي في إطار توسيع دائرة الأهداف الإسرائيلية، وهي تسبب إرباكًا أمنيًا وعسكريًا للاحتلال، وستضطره إلى إعادة توزيع خريطة انتشار قواته البحرية والجوية في ضوء الحظر الجوي والبحري، ما يؤدي إلى تشتيت جهوده العدوانية.
وأكد أبو زيد لـ”فلسطين أون لاين” أن تكرار استهداف مصالح العدو في البحرين الأحمر والمتوسط جعل من الاستراتيجية اليمنية أداة ضغط حقيقية على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة، مشيرًا إلى أن تداعيات هذه الخطوات العسكرية والأمنية باتت واضحة.
وبيّن أن العمليات اليمنية تفرض معادلة ردع جديدة في المنطقة، ملخّصها أن دولة العدو لم تعد تملك السيطرة على الإقليم، خاصة بعد انسحاب الجانب الأمريكي من المواجهة في اليمن.
وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصّل إلى اتفاق لوقف العدوان على اليمن بوساطة من سلطنة عمان، تاركًا العدو الإسرائيلي وحيدًا في حربه.
وأشار أبو زيد إلى أن العدو أصبح في مواجهة مفتوحة ومنفردة مع القوات اليمنية، بعد انسحاب الجانب الأمريكي من المواجهة المكلفة التي أرغمت ترامب على وقف العمليات.
ولفت إلى صعوبة قيام “إسرائيل” بحروب طويلة المدى دون دعم أمريكي.
وتابع أبو زيد أن العدو يسعى إلى تحقيق إنجاز استخباري في ظل فشل عملياته الجوية في تحييد اليمن عن المواجهة، ويبدو أن أجهزته الاستخبارية تبذل جهدًا كبيرًا داخل اليمن في محاولة للوصول إلى قيادات كبيرة، تمكّن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الإعلان عن “إنجاز” لم تستطع واشنطن تحقيقه.
وسبق للقوات المسلحة اليمنية أن أعلنت في الرابع من الشهر الجاري “حصارًا جويًا شاملًا” على العدو الاسرائيلي، من خلال استهداف مطاراته.

مقالات مشابهة

  • مأرب تحتشد لغزة.. 17 مسيرة وعشرات الوقفات تؤكد الجهوزية للفتح الموعود والرد على جرائم الإبادة
  • ثلاثة ظروف جوية تجتمع بداية الأسبوع القادم وتؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في المملكة بشكل كبير
  • احتشاد جماهيري كبير في محافظة صعدة ومديرياتها تنديداً بجرائم الإبادة والتجويع بحق أبناء غزة
  • الانتخابات البلدية في جنوب لبنان.. استحقاق كبير لـ حزب الله
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي فاشل في التأثير على الموقف اليمني وفاشل في ردع الموقف اليمني
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: اعتداءات العدو الإسرائيلي مستمرة على لبنان بكل أشكال الاعتداءات
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: معدلات الجوع تتصاعد بشكل كبير في قطاع غزة
  • غضب عالمي غير مسبوق لإطلاق الاحتلال “الإسرائيلي” النار تجاه دبلوماسيين أجانب في جنين
  • الخبير العسكري الفلسطيني أبوزيد: القرار اليمني بفتح جبهة جديدة على إسرائيل أربك العدو أمنيا وعسكريا