بوابة الوفد:
2025-06-03@12:52:12 GMT

علومنا القديمة مشروع نهضة

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT


 

 

أثبت التاريخ أن اتصال الحضارة.. وانتقال علومها من جيل إلى جيل.. أهم بكثير من القمة التى وصلت لها تلك الحضارة.. وربما هذا ما دفع الرئيس الصينى شى جين بينغ للتفاخر بحضارة بلاده.. عندما داعبه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.. بأن الحضارة المصرية أعرق من حضارة بلاده.. فكان رده القاطع لكن حضارتنا الوحيدة المتصلة عبر التاريخ ليومنا هذا.


نعم اتصال الحضارة هو الأهم.. ورغم آلاف السنين من انقطاع الحبل السرى بين مصريى اليوم وحضارة أجدادهم.. إلا أن الكارثة الحقيقية التى واجهت استمرار حضارتهم.. كانت فى جهل وسذاجة الأبناء.. واعتقادهم أن ارثهم الثمين.. مجرد كنوز ذهبية فى المقابر أو منحوتات بارعة.. جاهلين أن كنزهم الحقيقى كان فى البرديات التى أتلفوها.. أو منحوها للصوص الغرب دون مقابل باعتبارها أوراق لا قيمة لها.. فرحنا وتغنينا كثيرا بعظمة الآثار المصرية.. وأتلفنا البرديات التى حملت لنا أسرار بناء هذه الحضارة.. فوقفنا فى مؤخرة الركب نتسول التقنية.. بعدما كنا أسيادها يوما ما.
فبجانب أهمية البرديات المصرية القديمة فى كشف فصول تاريخنا.. كانت العلوم المتقدمة أهم ما حملته تلك البرديات.. أضعناها واحتفى بها العالم لتملأ جامعاتهم ومتاحفهم بل ومراكزهم العلمية والبحثية.. ومن يظن أن علوم قدماء المصريين كانت مجرد أسس.. أو لا تصلح للبناء عليها جاهل.. أقل من أن يسمح له بمجرد الكلام أو إبداء رأى.. فتقنيات البناء الخضراء الحديثة، وعلوم الفلك والفضاء، ومواد البناء الحديثة، والبرمجيات والخوارزميات، والأدوية والعلاجات الحديثة، وتقنيات الطاقة المتجددة.. كلها مجالات يمكننا تطوير صناعات متقدمة فيها.. تتفوق بمراحل على ما وصلت إليه الحضارة الغربية اليوم.. بل إن الكيمياء المصرية القديمة يمكن استخدامها اليوم فى تخليق مواد جديدة قادرة على استعادة مجد الماضى..هذا فقط إن أردنا.. أو استطعنا قراءة ما لدينا من علوم نجهلها، ولفائف مكدسة فى مخازننا(فى انتظار أقرب كارثة ماسورة مجارى تغرقها كغيرها).
خلال رحلة بحثى عن كنوز مصر الحقيقية.. هالنى حجم البرديات المنهوبة من حضارتنا.. فما يتواجد منها بشكل معلن فى يد الغرب يتخطى 200 ألف بردية أكثرها فى علوم.. الرياضيات كبردية رايند التى تتضمن 87 مشكلة رياضية وحلولها.. وبرديتى موسكو وبرلين.. وفى الفلك برديات كارلسبرج وبروكلين وهاريس.. وفى الطب بردية إدوين سميث التى تحتوى على معلومات عن جراحة الدماغ وعلاج الجروح، وبرديات إبرس ولندن.
وهذا ما يدفعنى للتساؤل بكاء على اللبن المسكوب.. لماذا لا تدشن الدولة المصرية مشروعا قوميا تحت عنوان «كشف كنوز الفراعنة».. يقوم بالأساس على حركة ترجمة نشطة.. يتم فيها إخراج كل ما لدينا من لفائف وبرديات فى شتى العلوم ومجالات الأدب والفنون والاجتماع.. وترجمتها للغة العربية.. العربية فقط.. على أن يوجه نتاج تلك الترجمات لكل جهة فى مجال تخصصها.. لتكون تحت أعين باحثين حقيقيين.. وفتح المجال أمامهم للبناء عليها.. ولماذا لا يقرر بعضها على طلاب المدارس أيضا.. فأقل ما يمكن أن يحققه هذا المشروع.. هو تسجيل حقوق مصر العلمية والأدبية فى علوم اليوم.. وربط الأبناء بالأجداد من جديد.. ولتكون أقل اعتذارًا يمكن تقديمه للأجداد العظماء عن بيع أجسادهم للأغيار.. فكل نهضة تبدأ بالترجمة.. وكل حضارة تبدأ بالعمل الجاد والإخلاص للوطن. نعم علومهم القديمة قادرة على الدفع بنا لمقدمة ركب الحضارة.. فقط إن أخلصنا النوايا.. وعدنا لجذورنا.. ومن ابتعد عن أصله سهل اجتثاثه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله الرئيس الأمريكي السابق

إقرأ أيضاً:

الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة يزور المتحف المصري الكبير

استقبل المتحف المصري الكبير بان كي مون، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والوفد المرافق له، وذلك بحضور كيم يونغ هيون، سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى مصر، وذلك على هامش زيارته الرسمية إلى القاهرة.

وكان في استقبالهم الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، الذي رحّب بالضيوف واصطحبهم في جولة شاملة شملت الساحة الخارجية، والبهو الرئيسي، والدَّرَج العظيم، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسية التي تسرد مراحل تطور الحضارة المصرية القديمة منذ بداية الأسرات مرورًا بالعصور المختلفة وصولًا إلى العصرين اليوناني والروماني، وذلك من خلال سيناريو عرض متحفي حديث ومتكامل.

وقد أعرب بان كي مون عن إعجابه الشديد بما شهده من تنظيم وثراء ثقافي داخل المتحف، مشيدًا بالجهود المبذولة في إنشاء هذا الصرح الحضاري الفريد، وما يحتويه من كنوز أثرية نادرة تسهم في تعريف العالم بعظمة الحضارة المصرية القديمة، وتعكس رؤية مصر الحديثة في صون التراث وتعزيز الحوار الثقافي العالمي.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة يزور المتحف المصري الكبير
  • لدولة الحديثة لا تُبنى بالشعارات..بل بالحسم
  • رئيس جامعة أسيوط يشيد بمشروعات وكالة الفضاء المصرية ودورها في دعم علوم الفضاء
  • سعر سبيكة الذهب 10 جرام btc اليوم الاثنين 2\6\2025 في أسواق الصاغة المصرية
  • سعر الدولار اليوم الإثنين 2 يونيو 2025 في البنوك المصرية
  • بكام سعر الريال السعودي اليوم في البنوك المصرية؟
  • حدائق تلال الفسطاط.. مشروع لإحياء القاهرة التاريخية ومصر القديمة
  • سعر الريال السعودي اليوم الإثنين 2 يونيو 2025.. في البنوك المصرية بكام؟
  • باستخدام الدم وقشر البيض ويرفض الأدوات الحديثة.. هذا الفنان في مهمة لنسخ الفنون الصخرية القديمة
  • هل تفتح أبواب الإخلاء؟.. الدستورية تفصل اليوم في أزمة الإيجارات القديمة