مهددة بالاختفاء والبحر سيبلعها.. توفالو تطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بحدودها
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
في ظل تصاعد أزمة التغير المناخي وارتفاع مستويات سطح البحر، تعيش جزيرة توفالو تحت تهديد بالغرق خلال السنوات المقبلة، وفي اجتماع الأمم المتحدة غدًا الأربعاء سيطلب رئيس الوزراء، فيليتي تيو، من الدول الأعضاء الاعتراف الدائم بحدود البلاد البحرية وإقامة دولة مستقلة، وفقًا لوكالة «رويترز».
معلومات عن توفالوتوفالو دولة جزرية في جنوب المحيط الهادي تابعة للمملكة المتحدة، تتكون من 9 جزر مرجانية صغيرة قليلة السكان، وتعد من أكثر الدول تأثرا بارتفاع مستوى سطح البحر الذي بلغ 15 سنتيمترا خلال الـ30 عامًا الماضية، مع توقعات بأن المد والجزر اليومي يغمر نصف الجزيرة والعاصمة فونافوتي بحلول عام 2050 بالرغم من محاولتها لبناء جدران وحواجز بحرية، لذلك أصبح الوضع أكثر خطورة حيث يواجه سكان الجزيرة تحديات كبيرة في حياتهم اليومية، ويعتمدون على خزانات مياه الأمطار وحدائق مرتفعة لزراعة الخضروات بعد أن أدت مياه البحر المالحة إلى تدمير المياه الجوفية والمحاصيل الزراعية.
خلال اجتماع الأمم المتحدة الذي يعقد غدًا الأربعاء، سيتحدث رئيس وزراء توفالو فيليتي تيو حول ضرورة تناول قضية ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل رسمي وليس مجرد جزء من مناقشات تغير المناخ، كما سيسعي للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بحدودها البحرية وأنها دولة دائمة، وتغيير شرط وجود أراض جافة للاعتراف بالدولة.
ويأمل المسؤولون أن يؤدي الاعتراف الدولي بحدود توفالو البحرية كدولة دائمة إلى توفير مصدر دخل اقتصادي، حيث تستفيد البلاد حاليًا من استخدام مياه توفالو من أساطيل صيد الأسماك الأجنبية والتي تدفع للبلاد 30 مليون دولار أمريكي كرسوم ترخيص سنويًا، بالإضافة إلى توفير السيادة القانونية من خلال الاعتراف الدائم بحدود توفالو والذي يعني أن الدولة ستظل لديها حقوق قانونية في مياهها الإقليمية، حتى إذا غرقت أراضيها، إلى جانب حماية الهوية والثقافة من خلال الحفاظ على الاعتراف بالدولة وحقوقها، يسعى سكان توفالو للحفاظ على هويتهم الثقافية وتراثهم، حتى لو اضطروا للانتقال إلى أماكن أخرى.
كما أن الاعتراف الدائم بحدود توفالو سيوفر المساعدات الدولية وحقوق اللاجئين، مما يساعد في توفير الموارد والخدمات للسكان المتأثرين، وفي حال غرقت الجزيرة، سيكون للسكان وضع قانوني كلاجئين أو مهاجرين، ما يضمن لهم الحقوق القانونية والحماية في الدول الأخرى.
وتم الإعلان عن معاهدة المناخ والأمن التاريخية مع أستراليا عام 2023 التي تتيح لـ280 مواطن من سكان الجزيرة الهجرة سنويًا إلى أستراليا بدءًا من العام المقبل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غرق جزيرة تغيرات مناخية الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
حاورته الجزيرة نت.. طبيب فلسطيني ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم
غزة- تقديرا لجهوده الإنسانية والطبية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اختارت مجلة تايم الأميركية الطبيب الفلسطيني الدكتور يونس عوض الله ضمن قائمتها السنوية العالمية "تايم 100 صحة" (TIME100 Health) لعام 2025، التي تضم شخصيات بارزة هي الأكثر تأثيرا في مجال الصحة حول العالم.
عندما اندلعت الحرب على غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، آثر أخصائي الصحة والتغذية الدكتور عوض الله البقاء وعدم المغادرة والسفر للخارج، وعاد من تقاعده لعمله في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، للمساهمة في عمليات منقذة للحياة، وكان له إسهامات مؤثرة من قيادته حملات تطعيم وإنقاذ وسط ظروف معقدة، وفي ظل المخاطر والاحتياجات الهائلة وقلة الإمدادات الطبية.
وكانت هذه التجربة الملهمة للدكتور عوض الله محور فيلم وثائقي بعنوان "التهديد الصامت لغزة"، أنجزته "اليونيسيف" ويرصد معايشة واقعية للحياة الإنسانية والمهنية اليومية له خلال الحرب، وفاز هذا الفيلم بجائزة في مهرجان بالولايات المتحدة، والمنظمة الأممية بصدد توزيعه على كل مكاتبها في 159 دولة حول العالم.
ويعتبر الدكتور عوض الله -في حديث خاص مع الجزيرة نت- اختياره كطبيب فلسطيني من غزة ضمن الأكثر تأثيرا في المجال الصحي على المستوى العالمي خاتمة مشرفة لمسيرته المهنية، وتكريما له كطبيب فلسطيني عايش تجربة الحرب القاسية، دون أن ينسى مشاركة هذا الإنجاز مع "فريق من الزملاء والشركاء" الذين عمل معهم في المؤسسات الدولية وفي هيئات صحية أخرى في غزة.
إعلانوفي ما يأتي نص الحوار:
من الدكتور يونس عوض الله؟أنا يونس رمضان يوسف عوض الله من مواليد غزة في العام 1956، لأسرة لاجئة من بلدة "المسمية الكبيرة" في العام 1948.
أنهيت دراسة المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وبعد حصولي على شهادة المرحلة الثانوية، سافرت لدراسة الطب في جامعة الأزهر بمصر وتخرجت فيها عام 1981، وعملت في المستشفى الجامعي كمقيم جراحة أطفال لنحو عام ونصف العام.
في العام 1982 انتقلت للعمل بالسعودية وأقمت بها 20 عاما، ومن ثم عدت إلى غزة وعملت مديرا لدائرة صحة الطفل في وزارة الصحة الفلسطينية في سنة 2002. وخلال 8 سنوات كانت تجربة ناجحة ولها أثر كبير على صعيد اعتماد برامج وبروتوكولات معالجة الأمراض الحادة لدى الأطفال أقل من 5 أعوام، ودعم الرضاعة الطبيعية.
وفي العام 2010 التحقت بالعمل مع "اليونيسيف" أخصائي صحة وتغذية لنحو 12 سنة حتى تقاعدي، وقمنا خلال هذه الفترة بدعم برامج الصحة في غزة، ونجحنا في تقليل معدلات الوفيات لدى الأطفال والأمهات، وذلك من خلال تطوير أقسام الحضانة ومستشفيات الولادة، ودعم برامج التطعيم، ورفع كفاءة العاملين في القطاع الصحي، وإدارة الطوارئ خلال الحروب المتكررة، وغيرها من البرامج والأنشطة الصحية.
تقاعدت من اليونيسيف في سنة 2021 وكنت بعمر 65 عاما، لماذا عدت مع اندلاع الحرب؟عندما اندلعت الحرب تواصل معي زملاء في اليونيسيف لمساعدتهم في تجهيز قائمة مشتريات من المستلزمات الطبية الخاصة بالطوارئ، وقد استطعنا إنجازها في فترة قياسية خلال 3 أيام فقط، وتقديرا لهذا العمل، وقعوا معي عقدا جديدا كأخصائي صحة وتغذية، وهو ما وجدته تكريما من المؤسسة، وفرصة للمساهمة في إنقاذ الأرواح، خاصة في أوساط الأطفال والنساء وهم شريحة الضحايا الكبرى للحرب.
إعلان
لماذا آثرت البقاء وعدم مغادرة غزة رغم الحرب والمخاطر؟
عملت في المجال الطبي لعقود طويلة، وعائلتي كلها أطباء، وقد نشأنا وتعلمنا من والدنا وأخوتي الأكبر منا العطاء للآخرين، وتقديم حاجة الناس على أي حسابات ومصالح شخصية وذاتية، وأنا من المؤمنين بالعطاء والتضحية والانتماء لهذه الأرض، وعملنا في القطاع الصحي هي رسالة إنسانية سامية.
ولا بد من الإشارة إلى جانب إنساني في تجربتي خلال الحرب، فأنا أقيم هنا في غزة ونزحت من بيتي في مدينة غزة إلى منطقة القرارة بمدينة خان يونس في جنوب القطاع قبل الانتقال إلى مدينة دير البلح وسطه، بينما زوجتي المريضة بالسرطان وبناتي الأربع بعيدات عني في الخارج.
ماذا أنجزت خلال تجربة الحرب؟كل يوم مر علينا خلال الحرب كان أسوأ مما قبله، وعملنا في ظروف خطرة وتحديات كبيرة، والاحتياجات ضخمة من الإمدادات الطبية والغذائية من أجل إنقاذ الأرواح، ورغم ذلك نجحنا في سد الفراغ ووفرنا الكثير من الأدوية، و50 جهاز حضانة، بحيث يكون لكل طفل حضانة واحدة بدلا من مشاركة كل 4 أطفال في واحدة، وساهمنا في تحسين جودة الخدمات بغية السيطرة على الأوبئة والأمراض.
عملي فني ميداني، وخلال الزيارات الميدانية لمتابعة العمل كانت الحركة خطيرة جدا رغم التنسيق، وأكثر من مرة تساقطت القذائف من حولنا وعلى مقربة منا، ولا ضمانة لحياتنا، وأرواحنا على أكفنا.
وإضافة لذلك، واجهنا معاناة من الناحية النفسية، حيث لا راحة ولا نوم ولا أمان، فضلا عن أزمات تعرقل العمل من حيث عدم توفر الإنترنت والانقطاع عن العالم والعيش في عزلة.
هل تعتبر تجربة الحرب هي الأصعب في مسيرتك المهنية؟ إعلانبكل تأكيد، هذه حرب غير مسبوقة وهي التجربة الأصعب ليس فقط في مسيرتي المهنية كطبيب، وإنما في مسيرتي الإنسانية، ولذلك وبناء على الظروف الخطرة والمعقدة من حولنا فإن تحقيق أي هدف كان بمثابة إنجاز كبير.
وخلالها عايشت الكثير من المواقف الصعبة والمؤثرة، من حيث التدمير والقتل ومشاهد كثيرة مؤذية لأي إنسان، خاصة الأعداد الكبيرة من الضحايا في أوساط الأطفال والنساء.
وهذه الحرب أنتجت حروبا أخرى موازية لها تتعلق بانتشار الأمراض والأوبئة، وأخرى يكابد فيها الجميع خصوصا النساء والأطفال من أجل البقاء على قيد الحياة، وذلك زاد من صعوبة المهمة وبذلنا جهودا أكبر من أجل السيطرة واستمرارية العمل.
ووثقت اليونيسيف تجربتي كطبيب عائد من التقاعد في فيلم كان عبارة عن قصة إنسانية من حيث توثيق ومعايشة حقيقية خلال العمل وحتى خلال فترات الراحة القصيرة، وتضمن مواقف إنسانية لم أتمالك فيها نفسي وبكيت، وفاز بجائزة في مهرجان بالولايات المتحدة يركز على الشخصيات الأكثر تأثيرا بالمجال الطبي حول العالم.
وتم تصوير هذا الفيلم على مدار 10 شهور، ومدته 32 دقيقة، واليونيسيف بصدد توزيعه على كل مكاتبها في 159 دولة حول العالم.
بناء على هذه التجربة الملهمة اختارتك مجلة تايم الأميركية ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرا في مجال الصحة حول العالم، ماذا يعني لك ذلك؟على المستوى الشخصي وكطبيب فلسطيني اعتبر هذا الاختيار خاتمة ممتازة وتتويجا لمسيرتي المهنية واعترافا بجهودي وتقديرا لكل شيء قدمته للإنسانية، وما زلت على استعداد للعمل حتى آخر لحظة في حياتي.
وعلى المستوى المهني، لا أدعي النجاح لوحدي، وهذا الإنجاز ليس شخصيا، فقد عملت مع فريق من الزملاء والشركاء في هيئات دولية ومحلية، كان لهم دور فيما حققناه من إنجازات.