هيمنة مصرية على كأس السوبر الأفريقي قبل قمة الأهلي والزمالك
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
ستكون قمة قطبي الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك غدا الجمعة على ملعب المملكة أرينا بالعاصمة السعودية الرياض سطرا جديدا في هيمنة الأندية المصرية والعربية أيضا على كأس السوبر الأفريقي لكرة القدم منذ انطلاق النسخة الأولى للمسابقة في عام 1993.
تقام بطولة السوبر الأفريقي من مباراة واحدة تجمع بين الفائز بلقب دوري أبطال أفريقيا مع الفائز ببطولة أبطال الكؤوس، قبل أن يتم دمجها مع كأس الاتحاد الأفريقي تحت مسمى كأس الكونفدرالية.
وتعد الأندية المصرية صاحبة الكلمة العليا في الفوز بكأس السوبر الأفريقي برصيد 12 مرة بواقع 8 مرات للأهلي مقابل 4 مرات للزمالك، كما خسر الأهلي اللقب أيضا في 3 مناسبات أعوام 1994 أمام غريمه الزمالك وفي 2015 و2023 أمام وفاق سطيف واتحاد العاصمة من الجزائر، بينما خسره الزمالك مرة واحدة في عام 2001 أمام هارتس أوف أوك الغاني.
وبخلاف الأهلي والزمالك تضم قائمة الفائزين بكأس السوبر الأفريقي 15 فريقا آخر وهم مازيمبي من الكونغو الديمقراطية (3 مرات) بينما فاز باللقب مرتين كل من النجم الساحلي التونسي والرجاء المغربي وأنيمبا النيجيري، بينما حقق اللقب مرة واحدة أندية الترجي التونسي والوداد المغربي وأفريكا سبور الإيفواري الفائز بأول نسخة في 1993 وهارتس أوف أوك ونهضة بركان المغربي والمغرب الفاسي ووفاق سطيف واتحاد العاصمة من الجزائر، ماميلودي صن داونز وأورلاندو بايرتس من جنوب أفريقيا وأسيك أبيدجان الإيفواري.
في المقابل فرطت 9 أندية أخرى في فرصة ثمينة للفوز بهذه الكأس القارية وهي الصفاقسي التونسي، موتيما بيمبي من الكونغو الديمقراطية وشبيبة القبائل الجزائري والمقاولون العرب المصري والفتح الرباطي والجيش الملكي من المغرب وكايزر تشيفز الجنوب أفريقي والملعب المالي وليوبار الكونغولي.
وفي إطار الهيمنة المصرية على كأس السوبر الأفريقي تحل الأندية المغربية في المركز الثاني بقائمة الأكثر تتويجا بـ5 ألقاب مقابل 3 ألقاب للأندية التونسية والكونغو الديمقراطية، بينما تبقى الأندية التونسية الأكثر خسارة للقب برصيد 10 مرات تليها أندية المغرب 8 مرات ومصر 5 مرات والكونغو الديمقراطية 3 مرات.
ويعد الترجي التونسي أكثر الأندية خسارة للقب السوبر الأفريقي برصيد 4 مرات، خلفه يتساوى كل من منافسيه المحليين النجم الساحلي والصفاقسي والأهلي المصري والوداد المغربي برصيد 3 مرات ثم مازيمبي والرجاء البيضاوي مرتان.
وتحتفظ المغرب بأن لها العدد الأكبر من الأندية الفائزة باللقب (4 أندية) بينما فاز بالمسابقة إجمالا 17 فريقا منهم 6 فرق فازت باللقب أكثر من مرة.
وطرأ على بطولة السوبر الأفريقي عددا من المتغيرات على مستوى ملعب البطولة والجوائز المالية التي بدأت بحصول البطل على 100 ألف دولار أمريكي مقابل 75 ألف دولار للوصيف وزادت إلى 200 ألف دولار للبطل مقابل 150 ألف دولار للوصيف قبل أن تقفز أخيرا إلى 500 ألف دولار للبطل مقابل 250 ألف دولار للوصيف.
أما بشأن ملاعب البطولة فقد حاول الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) خلال النسخ الأولى السير على خطى الاتحاد الأوروبي بإقامة اللقاء في ملعب محايد، ولم تستمر التجربة سوى في عامي 1994 بمباراة الأهلي والزمالك في ملعب البنك الوطني بمدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا، و1995 حيث لعب الترجي التونسي ضد موتيما بيمبي الكونغولي في مصر باستاد الإسكندرية.
ولم تحقق فكرة اللعب على ملعب محايد المكاسب التسويقية والدعائية المنتظرة من (كاف) ليتقرر إقامة البطولة على ملعب الفريق الفائز بلقب دوري الأبطال اعتبارا من عام 1996 حتى عام 2018.
وكانت نسخة 2007 استثناء وحيدا حيث التقى الأهلي مع النجم الساحلي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمناسبة احتفالات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باليوبيل الذهبي بمرور 50 عاما على إقامة النسخة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية.
واعتبارا من عام 2019 كانت الخطوة الاستثنائية الأكبر بإقامة أربع نسخ متتالية خارج حدود القارة الأفريقية واستضافتها قطر، قبل أن تستضيف السعودية نسخة العام الماضي 2023 في الطائف وستحتضن نسخة العام الجاري في ملعب المملكة أرينا ضمن فاعليات موسم الرياض.
وستكون قمة الأهلي والزمالك غدا الجمعة في الرياض هي المواجهة الخامسة التي تجمع فريقين من بلد واحد في كأس السوبر الأفريقي، حيث التقى قطبا الكرة المصرية في مباراة القرن العشرين بنسخة 1994، وتوج الزمالك أيضا بنسخة 1997 على حساب المقاولون العرب، وفاز النجم الساحلي على الصفاقسي في نسخة 2008 بينما فاز نهضة بركان بنسخة 2022 على حساب الوداد البيضاوي.
وفي 32 نسخة سابقة، حسم الفريق الفائز بكأس السوبر اللقب بعد اللجوء لركلات الترجيح وهم أفريكا سبور الإيفواري في 1993 والزمالك في 1997 والنجم الساحلي في 1998 والأهلي في 2006 و2007 و2021 ومازيمبي في 2011 والمغرب الفارسي في 2012 ووفاق سطيف في 2015
وقبل قمة الأهلي الفائز بدوري الأبطال في 2024 والزمالك بطل الكونفدرالية في 2024، فإن الفريق الفائز بدوري أبطال أفريقيا كان الطرف الخاسر في كأس السوبر الأفريقي خلال 6 مناسبات حيث فاز أفريكا سبور الإيفواري على الوداد البيضاوي في النسخة الأولى في أبيدجان عام 1993، وفاز النجم الساحلي على الرجاء البيضاوي في عام 1997، وفاز المغرب الفاسي على الترجي التونسي في عام 2012، وفاز الرجاء البيضاوي والزمالك على الترجي التونسي في عامي 2019 و2020، وأخيرا فاز نهضة بركان على الوداد البيضاوي في عام 2022.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأهلي الزمالك الأهلي والزمالك السوبر الأفريقي كأس السوبر الأفريقي کأس السوبر الأفریقی الأهلی والزمالک الترجی التونسی النجم الساحلی ألف دولار فی عام
إقرأ أيضاً:
المحافظات المحتلّة.. بين هيمنة السعودية وسطوة الإمارات صراع يهدد بالانهيار
الثورة نت | تقرير ـ هاشم الأهنومي
منذ سنوات، تعيش المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة للاحتلال حالة غير مسبوقة من التمزق، بعدما تحوّلت إلى ساحة مفتوحة لصراع النفوذ بين السعودية والإمارات، في هذا الواقع، تتعدد أدوات الاحتلال، وتتكاثر أذرعه العسكرية، فيما يجد المواطن نفسه محاصرًا بين مشاريع خارجية متناقضة، يتحمل وحده كلفة الفوضى والانهيار.
لم يتشكل هذا المشهد فجأة، بل جاء نتيجة تراكم طويل لتحركات الاحتلال وأدواته من المرتزقة الذين فقدوا أي صلة بالمصلحة الوطنية.
هيمنة سعودية.. مشروع يمتد من الحدود إلى البحرحين بدأت القوات السعودية التوسع في حضرموت والمهرة، كان المشهد أقرب إلى عملية إحلال كاملة للنفوذ المحلي، النقاط العسكرية ظهرت على الطرق الحيوية، والمنافذ البرية تحوّلت إلى مراكز يديرها ضباط سعوديون مباشرة، بينما تراجع المرتزقة الموالون للرياض إلى أدوار هامشية لا تتجاوز تنفيذ التعليمات.
ومع مرور الوقت، أصبح الهدف السعودي أوضح: مشروع نفوذ ممتد من حدودها إلى بحر العرب، يضمن لها السيطرة على خطوط التجارة الدولية، ويحوّل المحافظات الشرقية إلى منطقة نفوذ أمنية واقتصادية تخضع لإدارة سعودية مباشرة، بعيدًا عن أي اعتبارات وطنية أو سيادية.
سطوة إماراتية.. مليشيات تصنع قواعد النفوذعلى الضفة الأخرى، رسمت الإمارات مسارًا أكثر عدوانية في عدن وشبوة وسقطرى، لم تعتمد على قواتها النظامية فقط، بل أنشأت مليشيات خاصة تعمل خارج الإطار، وتدين بالولاء الكامل لأبوظبي، هذه المليشيات أصبحت هي صاحبة القرار الفعلي، والمرتزقة مجرد واجهة شكلية.
تغيّر كل شيء في المحافظات التي تقع تحت السطوة الإماراتية، الموانئ تُدار من غرف عمليات خارجية، المطارات تُغلق وتُفتح بأوامر إماراتية، والتحركات العسكرية تتم وفق أجندة لا علاقة لها بمصلحة اليمن، وهكذا تحوّلت كل محافظة إلى “إقطاعية” منفصلة عن الأخرى، يهيمن عليها طرف خارجي ويتحكم بها كما يشاء.
محافظات تتقاذفها مشاريع الاحتلاللم يعد التنافس بين السعودية والإمارات مجرد خلاف سياسي؛ فقد انتقل إلى الأرض على شكل صدامات مسلحة بين أدواتهما، ففي عدن، تتبدل السيطرة على المقرات والمعسكرات تبعًا لمزاج أبوظبي والرياض.
وفي شبوة، تتجدد المواجهات كلما حاولت إحدى الدولتين توسيع مجال نفوذها.
وفي أبين، تتعايش تشكيلات المرتزقة كمراكز قوى مستقلة، لا يجمعها مشروع مشترك سوى خدمة المحتل.
وتؤدي هذه المعادلة إلى فراغ شامل؛ المرتزقة ليسوا سلطة شرعية، والمحتل لا يهتم ببناء مؤسسات، والناس يعيشون بلا أمن ولا خدمات ولا مستقبل واضح.
تدهور الخدمات.. سردية الانهيار الذي يعيشه المواطنفي المحافظات المحتلة، لا يحتاج أحد لسماع خطاب سياسي لفهم حجم التدهور؛ فالحياة اليومية هي الدليل الأقوى، كهرباء منهارة، مياه مقطوعة، غياب للأمن، وتفشي للجرائم والاختطافات.
وفي عزّ الصيف، تتحول عدن إلى مدينة خانقة بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، بينما يعجز المرتزقة عن تقديم أي تفسير أو حل، كل ذلك لا يعكس فشل الإدارة فقط، بل انهيار شامل ناتج عن تعدد المليشيات وتضارب مصالح المحتلين، وغياب أي سلطة وطنية حقيقية.
عدن.. مدينة تحكي قصة الاحتلالعدن بما تحمله من رمزية وطنية، تعيش اليوم أكثر مراحلها قتامة، خريطة السيطرة داخل المدينة تتبدل بشكل مستمر، تبعًا للصراع السعودي الإماراتي.. المرتزقة يتحركون على وقع الأوامر الخارجية، بينما تتحول المدينة إلى مسرح مفتوح للفوضى.
سلطات متداخلة، مليشيات متقاتلة، وقرارات لا تُتخذ داخل اليمن أصلًا، بهذا الشكل، تغدو عدن المرآة الأكثر وضوحًا لحقيقة الاحتلال وتبعاته.
المهرة وحضرموت.. مخاوف تتعاظمفي المهرة، يشهد المواطنون تحوّل محافظتهم الهادئة إلى قاعدة متقدمة للنفوذ السعودي، قواعد عسكرية، نقاط تفتيش، سيطرة على المنافذ، وانتشار معدات ثقيلة في مناطق حساسة.. تتلاشى سلطة المرتزقة كليًا، بينما تتقدم الرياض لتفرض واقعًا جديدًا يمس الهوية الاجتماعية والسياسية للمحافظة.
أما حضرموت، فتمثل واحدة من أعقد ساحات الصراع؛ حيث تتقاطع مشاريع الاحتلال السعودي والإماراتي، وتتنافس المليشيات التابعة لهما على المعسكرات والمواقع النفطية، فيما يعيش المواطن حالة رعب دائم من انفجار المواجهات.
سقطرى.. الجزيرة التي صودرت هويتهاسقطرى أصبحت نموذجًا صارخًا للاحتلال الإماراتي المباشر، الجزيرة التي كانت رمزًا للطبيعة والهدوء باتت تُدار اليوم كما لو كانت جزءًا من مشروع اقتصادي إماراتي خاص:المطار والميناء والمقار الحكومية جميعها تحت إدارة مليشيات تتلقى تعليماتها من أبوظبي.
لم يكن التغيير تدريجيًا؛ بل حدث بسرعة خاطفة صادرت هوية الجزيرة، وغيّرت تركيبتها الإدارية والاجتماعية بالكامل، بينما المرتزقة يكتفون بدور المتفرج.
مستقبل مجهول ومحافظات على حافة الانهيارالمحافظات المحتلة لا تعيش مجرد اضطراب سياسي، بل انهيارًا شاملًا صنعه الاحتلال وأدواته من المرتزقة، الدولة غائبة، القرار الوطني مصادَر، القوى الخارجية تتحكم بكل تفاصيل الحياة، والاقتصاد ينهار بفعل النهب المنظم للثروات، وكلما اشتد الصراع بين السعودية والإمارات، ازداد الوضع سوءًا وارتفعت احتمالات الانفجار الأمني والاجتماعي، ما يجعل مستقبل تلك المحافظات مهددًا طالما بقي قرارها بيد المحتل.