كتبت" الاخبار": أطلق السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي حملة بعنوان «بيتي بيتك»، تدعو إلى استقبال العائلات اللبنانية والسورية. ولاقت الحملة استحساناً واسعاً ومشاركة من عدد كبير من السوريين الذين عرضوا - بعبارات ملؤها الحب - فتحَ منازلهم واستقبال القادمين من لبنان. وبالفعل، توجّه عدد كبير من النازحين الواصلين في اليوم الأول للنزوح، إلى منازل أقاربهم ومعارفهم وعدد من المشاركين في الحملة.
وإلى جانب الجهات الأهلية، لم تتوانَ الجهات الحكومية عن التحضير لاستقبال من سيدخل أراضيها، بتقديم التسهيلات والخدمات الممكنة، حتى و«إن طال البقاء». وبدأت التجهيزات الحكومية لاستقبال النازحين من لبنان باكراً، حيث استنفرت المحافظات الثلاث (ريف دمشق – حمص – طرطوس) المتضمنة المعابر الحدودية الخمسة (جديدة يابوس وجسر قمار وجوسيه ودبوسية ومطربا والعريضة) التي تربط سوريا بلبنان، ورفعت جاهزيتها. كما وجّهت بتعاون مديريات الصحة والشؤون الاجتماعية والنقل والسياحة وإدارة الهجرة والجوازات، مع الجهات الأهلية، لخدمة الوافدين من الجانب اللبناني. كذلك، زادت إدارة الهجرة والجوازات عدد العناصر على المنافذ الحدودية لتسهيل إجراءات الدخول في أقل وقت ممكن، في ظل معلومات غير مؤكدة عن إلغاء فرض تصريف المئة دولار على كل السوريين العائدين.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة جاهزية كل المنشآت الصحية والنقاط الطبية على المعابر الحدودية لاستقبال جميع الحالات الوافدة، وتقديم الخدمات الصحية اللازمة في المعابر وفي أماكن إقامة الوافدين. وتفيد دائرة الإعلام والعلاقات العامة في الوزارة، «الأخبار»، بأنها دخلت في حالة جهوزية كاملة منذ يوم 24 أيلول.
من جانبه، يشير نائب محافظ ريف دمشق، جاسم المحمود، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن جاهزية المحافظة لاستقبال النازحين من لبنان في أعلى مستوياتها، بعد تشكيل غرفة عمليات لمتابعة كل الأمور وتقديم الخدمات والتسهيلات لهم على مدار الساعة، موضحاً أنه تم تجهيز 3 مراكز إيواء هي: الحرجلة – الدوير – التنمية الريفية في يبرود. ويضيف أن «المراكز جاهزة لإقامة وتقديم الخدمات، لكن حتى الآن لم يدخل أي نازح، سواء كان سورياً أو لبنانياً، فأغلب الواصلين اتجهوا إلى منازل أقاربهم ومعارفهم، إلى جانب دخول 1200 شخص إلى 3 فنادق في منطقة السيدة زينب، تم وضعها بالكامل تحت خدمة النازحين بتبرع من أصحاب تلك الفنادق».
على أنه لا توجد أرقام دقيقة متكاملة صادرة عن جهة رسمية توضح النسبة الدقيقة لعدد النازحين الذين دخلوا الأراضي السورية، كون الأعداد تتزايد بين الحين والآخر. إلا أنه وفقاً لتصريح المحمود، فقد دخل خلال اليومين الماضيين عبر معبر جديدة يابوس، حوالي 18 ألف سوري و6 آلاف لبناني. كما أشارت مصادر محلية إلى أن حوالي 600 سوري و1200 لبناني دخلوا عبر معبرَي جوسيه ومطربا في محافظة حمص، فيما حركة العبور من معبر العريضة في محافظة طرطوس اعتيادية ولم تشهد أيّ حالة نزوح.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
معبر تاريخي.. "درب زبيدة" أهم طرق الحج في العصر الإسلامي
يُعد "درب زبيدة" من أبرز الطرق التاريخية في الجزيرة العربية، وارتبط منذ القدم بمسارات القوافل التجارية، ثم اكتسب أهمية متعاظمة بعد ظهوره كأحد أهم طرق الحج في العصر الإسلامي، ممتدًا من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة، ويعبر بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، وهي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق وصولًا إلى مكة المكرمة.
ويمتد الطريق على مسافة تقارب 1400 كم، وأسهم في تسهيل رحلات الحج والسفر عبر الصحاري القاحلة، مجسّدًا بذلك جانبًا من عبقرية التخطيط الهندسي الذي تميزت به الحضارة الإسلامية في تنظيم البنى التحتية لخدمة الإنسان.أهم طرق الحج والتجارةوبلغ "درب زبيدة" ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى حيث كان من أهم طرق الحج والتجارة إبان تلك الحقبة، حيث أُقيمت محطات متتابعة على امتداده، وبنيت البرك لجمع الماء بطريقة ذكية جدًا وفي أماكن مختارة بعناية فائقة لتخزين المياه وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء.
أخبار متعلقة ورشة عمل تعرض مسار الظواهر الجوية المحتملة في موسم الحجدراسة سعودية تكشف: ثدييات كبيرة عاشت بالجزيرة العربية قبل 10 آلاف عامأبشر.. أبرز الأسئلة الشائعة عن خدمة تصريح دخول مكة خلال موسم الحجإلى جانب آبار عميقة محفورة بعناية، وشكّلت هذه المحطات نقاط راحة وأمان للحجاج والمسافرين، ما خفّف عنهم مشقة الطريق وأمّن لهم موارد أساسية في قلب الصحراء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } درب زبيدة معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء - واس
وكان الطريق مزودًا بالأعلام وهي إشارات تدل على الطرق بينها مسافات معلومة وتبنى الأعلام من حجارة متفاوتة الأحجام وترص على بعضها على هيئة شكل مخروطي وتبنى عادة قرب مصادر المياه وعند مفترق الطرق لترشد الحاج والمسافر.
كما زُود الطريق بالأميال وهي علامات توضح عليها المسافات محفورة على الحجر.
وبلغت المسافة بين كل بريد وآخر نحو 12 ميلًا إسلاميًا (24 كيلومترًا)، فيما كان العلم يُقام في منتصف المسافة، مرفوعًا ليسهل تمييزه -من بعد-، وحُملت على تلك الأعلام، الدلالة على دقة التنظيم وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج والمسافرعناية عمرانية خاصةوشهد الطريق عناية عمرانية خاصة، حيث رُصفت أرضيته في المناطق الرملية بالحجارة لتثبيت المسار، ومنع انزلاق القوافل.
كما أُقيمت محطات رئيسة على امتداده، منها "القاع" "زُبالا" "الشيحيات"، و"فيد"، و"الأجفر"، و"القاعية"، التي توافرت فيها المياه والطعام وأدوات الراحة، فكانت ملتقى للقوافل ومراكز تموين واستراحة في عمق الصحراء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } درب زبيدة معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء - واس
ويمتلك "درب زبيدة" مقومات تاريخية وهندسية تستدعي الحفظ والتوثيق، فهو لا يعبّر عن وسيلة تنقّل قديمة فحسب، بل يُظهر وعيًا عاليًا في خدمة الحجاج وتنظيم المسارات الصحراوية، واحتفظت بعض البرك بمياهها النقية حتى اليوم، ما يعكس جودة البناء واستمراريته.إحياء الطريق وتأهيل معالمهوفي إطار رؤية المملكة 2030، تواصل الجهات المختصة جهودها لإحياء هذا الطريق وتأهيل معالمه، ضمن مشاريع تهدف إلى إبراز العمق الحضاري للمملكة، وتعزيز السياحة التراثية.
ويُنتظر أن يسهم "درب زبيدة" في تقديم تجربة ثقافية متكاملة للزوار، تُعيد ربط الأجيال المعاصرة بماضيها، وتُظهر قيمة هذا الطريق الذي عبرت عليه الحضارة، وسارت فيه القوافل، وخُدمت من خلاله أعداد لا تُحصى من ضيوف الرحمن.