دفن 60 جثة مجهولة الهوية في مدينة صعدة
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
نفذت النيابة العامة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، عملية دفن 60 جثة مجهولة الهوية، كانت محفوظة في ثلاجة هيئة مستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة .
وأوضح رئيس نيابة الاستئناف في محافظة صعدة، القاضي إبراهيم جاحز ، أن هذه العملية تأتي في إطار مهام النيابة العامة الإنسانية، بالتعاون مع فرع الادلة الجنائية ومكتب الصحة وهيئة المستشفى الجمهوري بالمحافظة، مبينا أن بعض الجثث تعود لجنسيات أفريقية ماتوا على الحدود السعودية أما موت طبيعي أو استهدفهم حرس الحدود السعودي.
وأكد القاضي جاحز أن النيابة عملت كل ما تستطيع من أجل الوصول إلى ذوي الجثث بالتنسيق مع فرع الشؤون الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر، وبعد أن تعذر ذلك شرعت في إجراءات الدفن المؤقت وفقا للقانون.
من جانبه، أشار مدير الطب الشرعي في مكتب النائب العام، الدكتور علاء الضبيعي، إلى أن عملية الدفن جاءت تنفيذاً لتوجيهات واهتمام النائب العام بهذا الجانب الإنساني، انطلاقا من مبدأ “إكرام الإنسان حياً وميتاً”.
وبيّن الدكتور الضبيعي أن الدفن يمثل الطريقة الوحيدة لإبقاء المعلومات الوراثية، وخصائص حمضها النووي، التي من خلالها يمكن استحضارها والرجوع إليها لفحص الرُّفات؛ في حال ظهور من يطالب بها.
وأكد حرص النيابة على تنفيذ عملية الدفن للجثث حسب المعايير المعتمدة محلياً ودولياً، التي تشمل الفحص السريري وعمل التعريفات لخصائصها الوراثية، والترقيم للقبور، والصور، والتي سبقها أيضا الإعلان في الصحف .
حضر عملية الدفن وكيل نيابة المخالفات والبحث والسجون القاضي محمود علوي، وممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بشير طاهر، والطبيب الشرعي، ماجد الحكيمي، والطبيب هيثم الصامت، وممثل فرع الادلة الجنائية في صعدة النقيب أحمد على سالم ، وممثل الجالية الاثيوبية في صعدة محمد عارف .
سبأالمصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
النسيج اليدوي .. صناعة تجسّد الهوية بلمسة عصرية
تنسج الحرفية كذية بنت عبدالله القرينية أعمالها بخيوط الشغف، لتحيك حكاية هوية عُمانية تتجدّد مع كل قطعة تصنعها بيديها، فقد بدأت الحرفة إرثا عن والدتها وجدّتها، حيث بدأت بتعلم أساسيات النسيج التقليدي من بيئتها المنزلية، لتحولها لاحقاً إلى مشروع عصري يحمل اسم "إبداعات النسيج"، يدمج بين الأصالة والحداثة، بعد أن التحقت بمراكز تدريبية وتعلمت تقنيات جديدة طورت فيها مهاراتها من خلال البحث والتجربة، موضحةً أن حرفة النسيج هي فن قديم يعتمد فيه على خيوط وأدوات بسيطة مثل النول، ويتم تحويلها بلمسة يد إلى قطع تراثية أو فنية، فهي شغل يد وصبر وفكر، تعبر عن هويتنا العمانية وتاريخها.
أكدت القرينية أن حرفة النسيج اليدوي تمثل شغفا وهوية بالنسبة لها، وليست مجرد صناعة تقليدية بل فنّ يحمل في كل غرزة قصة من تراث سلطنة عُمان، مشيرة إلى أن انطلاقتها بدأت في عام 2014 بعد التحاقها بمركز تدريب وإنتاج النسيج والسجاد اليدوي في منطقة الحجيرة بولاية السويق، حيث استمرت فيه لمدة ست سنوات لاكتساب مزيد من الخبرات في تقنيات إنتاج البُسط اليدوية الحديثة ذات الأحجام الكبيرة والتصاميم المستوحاة من المعالم الأثرية العُمانية، كجزء من الحفاظ على الهوية والثقافة.
وأوضحت القرينية أنها أسست مشروعها الخاص تحت اسم "إبداعات النسيج" في عام 2022، وافتتحت مشغلا لإنتاج قطع نسيجية تحمل طابعا تراثيا ممزوجا بروح عصرية، مؤكدةً أنها تعتبر الحرفة جزءًا منها ومن هويتها، وهي سبب استمرارها رغم الكثير من التحديات التي واجهتها، مشيدة بدور هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعمها ومتابعتها، ما ساهم في انطلاقتها بثقة وثبات.
وعن الفرق بين النسيج اليدوي التقليدي والمطوّر، أشارت القرينية إلى أن الأول يعتمد على أدوات بسيطة مثل النول الأرضي وينتج قطعًا تراثية مثل السيح، السيور أو ما يطلق عليها بالأحزمة، الميداليات، الصدر والمحجبة، وغالبًا ما تُستخدم هذه القطع للزينة في المناسبات التقليدية مثل "زينة للجمال" أو المجالس، أما النسيج المطوّر، فتُستخدم فيه أنوال حديثة ويُدمج مع عناصر التصميم العصري مثل رسومات لمعالم أثرية أو مناظر طبيعية من عُمان، كما يتم فيها إدخال التطريز والخطوط الفنية الحديثة لتلبي الذوق العصري، مع الحفاظ على رموز التراث وروحه، موضحةً أنها بدأت باستخدام الأنوال المتطورة وبعض الأدوات المساعدة في شد الخيوط وترتيبها، وهو ما ساعد في تحسين دقة العمل وتسريع الإنتاج دون التأثير على جودة المنتج، بل جعلها مميزة وجميلة أكثر.
أكدت القرينية أن أبرز التحديات التي واجهتها هي صعوبة الحصول على خامات ذات جودة عالية، والحاجة المستمرة للتوعية بقيمة القطعة اليدوية التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، مشيرة إلى أن بعض القطع قد تستغرق من يومين إلى أسبوع أو أكثر، بحسب تفاصيل التصميم ونوعية الخيوط المستخدمة، وتفضّل القرينية استخدام خامات الصوف والقطن نظرًا لجودتها العالية ولمستها الناعمة، لكنها تعتمد على خامات مستوردة من الخارج عبر جهات متخصصة، وذلك بسبب تفاوت جودة الخامات المحلية وعدم ملاءمتها أحيانًا لبعض التصاميم المطوّرة.
وفيما يتعلق بالتسويق، أوضحت القرينية أنها تستخدم منصة إنستجرام لنشر صور ومواد مرئية توثّق مراحل العمل، ما ساهم في الوصول إلى جمهور أوسع من مختلف المحافظات، وحتى من خارج سلطنة عمان، مؤكدة أن بعض المتابعين تواصلوا لطلب منتجات خاصة أو للمشاركة في ورش العمل، وأن أغلب زبائنها من محبي التراث والقطع الفنية الفريدة، خصوصًا الذين يبحثون عن الهدايا اليدوية والديكورات التراثية، مشيرةً إلى أن الطلب يتزايد عند تقديم المنتجات بشكل جاذب وتعريف الجمهور بخلفياتها الثقافية.
وقد شاركت كذية القرينية في عدد من المعارض التراثية داخل سلطنة عمان وفي دول الخليج، معتبرة أن تلك المشاركات أسهمت في رفع الوعي بالحرفة وزيادة الإقبال على منتجاتها، خاصة من قبل الفئات الشابة، وقد قدّمت حلقات تدريبية بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في المعاهد أو المدارس، ووجدت إقبالًا جيدًا من الفتيات اللواتي أحببن تجربة النسيج واستمتعن بما يصنعن بأيديهن.
وترى القرينية أن من أهم المهارات اللازمة لممارسة هذه الحرفة الصبر، وحب التفاصيل، والمهارة اليدوية، إلى جانب الذوق الفني والاستعداد المستمر للتعلم والتجربة، معبرةً عن تفاؤلها بمستقبل هذه الحرفة، لأن النسيج اليدوي العُماني قادر على المنافسة عالميًا بشرط الحفاظ على جودته وتقديمه بطريقة معاصرة تحاكي الذوق العالمي وتوثّق قصته.