النسيج اليدوي .. صناعة تجسّد الهوية بلمسة عصرية
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
تنسج الحرفية كذية بنت عبدالله القرينية أعمالها بخيوط الشغف، لتحيك حكاية هوية عُمانية تتجدّد مع كل قطعة تصنعها بيديها، فقد بدأت الحرفة إرثا عن والدتها وجدّتها، حيث بدأت بتعلم أساسيات النسيج التقليدي من بيئتها المنزلية، لتحولها لاحقاً إلى مشروع عصري يحمل اسم "إبداعات النسيج"، يدمج بين الأصالة والحداثة، بعد أن التحقت بمراكز تدريبية وتعلمت تقنيات جديدة طورت فيها مهاراتها من خلال البحث والتجربة، موضحةً أن حرفة النسيج هي فن قديم يعتمد فيه على خيوط وأدوات بسيطة مثل النول، ويتم تحويلها بلمسة يد إلى قطع تراثية أو فنية، فهي شغل يد وصبر وفكر، تعبر عن هويتنا العمانية وتاريخها.
أكدت القرينية أن حرفة النسيج اليدوي تمثل شغفا وهوية بالنسبة لها، وليست مجرد صناعة تقليدية بل فنّ يحمل في كل غرزة قصة من تراث سلطنة عُمان، مشيرة إلى أن انطلاقتها بدأت في عام 2014 بعد التحاقها بمركز تدريب وإنتاج النسيج والسجاد اليدوي في منطقة الحجيرة بولاية السويق، حيث استمرت فيه لمدة ست سنوات لاكتساب مزيد من الخبرات في تقنيات إنتاج البُسط اليدوية الحديثة ذات الأحجام الكبيرة والتصاميم المستوحاة من المعالم الأثرية العُمانية، كجزء من الحفاظ على الهوية والثقافة.
وأوضحت القرينية أنها أسست مشروعها الخاص تحت اسم "إبداعات النسيج" في عام 2022، وافتتحت مشغلا لإنتاج قطع نسيجية تحمل طابعا تراثيا ممزوجا بروح عصرية، مؤكدةً أنها تعتبر الحرفة جزءًا منها ومن هويتها، وهي سبب استمرارها رغم الكثير من التحديات التي واجهتها، مشيدة بدور هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعمها ومتابعتها، ما ساهم في انطلاقتها بثقة وثبات.
وعن الفرق بين النسيج اليدوي التقليدي والمطوّر، أشارت القرينية إلى أن الأول يعتمد على أدوات بسيطة مثل النول الأرضي وينتج قطعًا تراثية مثل السيح، السيور أو ما يطلق عليها بالأحزمة، الميداليات، الصدر والمحجبة، وغالبًا ما تُستخدم هذه القطع للزينة في المناسبات التقليدية مثل "زينة للجمال" أو المجالس، أما النسيج المطوّر، فتُستخدم فيه أنوال حديثة ويُدمج مع عناصر التصميم العصري مثل رسومات لمعالم أثرية أو مناظر طبيعية من عُمان، كما يتم فيها إدخال التطريز والخطوط الفنية الحديثة لتلبي الذوق العصري، مع الحفاظ على رموز التراث وروحه، موضحةً أنها بدأت باستخدام الأنوال المتطورة وبعض الأدوات المساعدة في شد الخيوط وترتيبها، وهو ما ساعد في تحسين دقة العمل وتسريع الإنتاج دون التأثير على جودة المنتج، بل جعلها مميزة وجميلة أكثر.
أكدت القرينية أن أبرز التحديات التي واجهتها هي صعوبة الحصول على خامات ذات جودة عالية، والحاجة المستمرة للتوعية بقيمة القطعة اليدوية التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، مشيرة إلى أن بعض القطع قد تستغرق من يومين إلى أسبوع أو أكثر، بحسب تفاصيل التصميم ونوعية الخيوط المستخدمة، وتفضّل القرينية استخدام خامات الصوف والقطن نظرًا لجودتها العالية ولمستها الناعمة، لكنها تعتمد على خامات مستوردة من الخارج عبر جهات متخصصة، وذلك بسبب تفاوت جودة الخامات المحلية وعدم ملاءمتها أحيانًا لبعض التصاميم المطوّرة.
وفيما يتعلق بالتسويق، أوضحت القرينية أنها تستخدم منصة إنستجرام لنشر صور ومواد مرئية توثّق مراحل العمل، ما ساهم في الوصول إلى جمهور أوسع من مختلف المحافظات، وحتى من خارج سلطنة عمان، مؤكدة أن بعض المتابعين تواصلوا لطلب منتجات خاصة أو للمشاركة في ورش العمل، وأن أغلب زبائنها من محبي التراث والقطع الفنية الفريدة، خصوصًا الذين يبحثون عن الهدايا اليدوية والديكورات التراثية، مشيرةً إلى أن الطلب يتزايد عند تقديم المنتجات بشكل جاذب وتعريف الجمهور بخلفياتها الثقافية.
وقد شاركت كذية القرينية في عدد من المعارض التراثية داخل سلطنة عمان وفي دول الخليج، معتبرة أن تلك المشاركات أسهمت في رفع الوعي بالحرفة وزيادة الإقبال على منتجاتها، خاصة من قبل الفئات الشابة، وقد قدّمت حلقات تدريبية بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في المعاهد أو المدارس، ووجدت إقبالًا جيدًا من الفتيات اللواتي أحببن تجربة النسيج واستمتعن بما يصنعن بأيديهن.
وترى القرينية أن من أهم المهارات اللازمة لممارسة هذه الحرفة الصبر، وحب التفاصيل، والمهارة اليدوية، إلى جانب الذوق الفني والاستعداد المستمر للتعلم والتجربة، معبرةً عن تفاؤلها بمستقبل هذه الحرفة، لأن النسيج اليدوي العُماني قادر على المنافسة عالميًا بشرط الحفاظ على جودته وتقديمه بطريقة معاصرة تحاكي الذوق العالمي وتوثّق قصته.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدرب السعودية: الآن بدأت المنافسة الحقيقية في كأس العرب
الرياض/الدوحة (د ب أ)
أكد هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، أن المنافسة الحقيقية بدأت في بطولة كأس العرب لكرة القدم، المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، مشدداً على ضرورة التركيز أمام منتخب فلسطين للعبور للدور قبل النهائي. وعقد المدير الفني الفرنسي مؤتمراً صحفياً، اليوم الأربعاء، للحديث عن المواجهة المرتقبة أمام منتخب فلسطين غداً الخميس في دور الثمانية للمسابقة.
وقال رينارد إن «المنافسة الحقيقية بدأت في البطولة»، مشدداً على أن المنتخب السعودي سيعمل على التركيز من أجل الوصول للمربع الذهبي، لا سيما وأنه سيخوض مواجهة لن تكون سهلة أمام فلسطين.
وأضاف رينارد: «المنتخب الفلسطيني يملك معنويات كبيرة في هذه البطولة، وهو ما سيزيد من صعوبة اللقاء، لكنه أكد على اعتياد المنتخب السعودي على خوض مثل هذه المواجهات واللعب بروح كبيرة تليق بقيمة قميص المنتخب (الأخضر)».
وحول ما إذا كان سيقوم بالمداورة بين اللاعبين في مباراة الغد، قال رينارد: «لم نبدأ بذات التشكيلة في المواجهات الثلاث الأولى وكنا نريد القيام بالمداورة ليكون اللاعبون مستعدين للمواجهات الثلاث الأخيرة، كان من المهم العناية باللاعبين خاصة الذين لعبوا في الدوري المحلي أو في دوري أبطال آسيا والجميع مستعد لمواجهة الغد».
وعن إمكانية وصول المباراة إلى ركلات الترجيح وكيفية العمل على تطوير ذلك لدى اللاعبين، في ظل إهدار ركلات جزاء في مباريات سابقة، قال مدرب المنتخب السعودي: «سنقدم ما في وسعنا لإنهاء المواجهة في الـ90 دقيقة بطبيعة الحال وإلا علينا أن نتأقلم على واقعنا، ما تتحدث عنه هو مشكلة على الفريق وتجاوزنا هذه المشكلة ونستعد بكثير من الحزم لتحقيق هدفنا وعلينا التأقلم مع الواقع.»
ورداً على سؤال حول تأثير عدد الأجانب في الدوري السعودي على أداء اللاعب السعودي قال رينارد: «يتكرر هذا السؤال دائماً، من المهم أن نتوصل لنوع من التوازن كي يتمكن اللاعبون من اللعب بشكل أوسع وهذا رأيي كمدرب للمنتخب، طبيعي أن نكون سعداء بتطور الدوري». يذكر أن منتخب السعودية صعد للأدوار الإقصائية في البطولة، بعدما حل في المركز الثاني بالمجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، بفارق نقطة خلف منتخب المغرب (المتصدر)، فيما تصدر منتخب فلسطين ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات تونس وقطر وسوريا، برصيد 5 نقاط.