صحيفة الاتحاد:
2025-10-08@00:11:19 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: هناك أرض تكفي للجميع

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

«لماذا يتقاتل البشر من أجل الأرض، فهناك أرض تكفي للجميع…!!!»، هذا كلام لسيدة عجوز أوكرانية لم تفهم معنى الحرب في أوكرانيا ولا معنى التدمير للحياة والمكان وتشريد الناس، وجاء ذلك في تغطية من التلفزيون الألماني (DW) في 15 يناير 2024، تظهر فيها السيدة باكيةً على منظر الدمار الذي وقع على بيتها وبيوت جيرانها، ومع وجعها فقد كانت تلوم أوكرانيا وروسيا معاً، ولذا كانت صرختها إنسانيةً وليست انحيازية مما يعزز التعاطف مع وجعها بما أنها تصرخ باسم الأرض وباسم الحياة وباسم البشر وليس باسم السياسة، إنها تبكي من أجل الأرض التي يفسد فيها البشر ويسفكون الدماء باسم الأرض، وهذه فتنة ثقافية يشترك فيها كل البشر بكل أجناسهم، وتاريخ صرخة السيدة الأوكرانية يتوافق مع تواريخ أحداث غزة، حيث الموت والدمار والقتل والتشريد باسم الأرض، أي قتل الأرض باسم الأرض، في حين أن في الأرض ما يكفي لحياة مشتركة بين البشر كلهم من دون حاجة لأن يقتل بعضهم بعضاً.


مسكينةٌ هي الأرض، كلٌ يدّعي أنه يحميها ولكنهم يفسدونها، وكلما وجد البشر فرصةً لسفك الدماء توسلوا لها بأي وسيلة تظهر فسادهم الذي يصورونه بصورة الحق مع أنه باطلٌ مطلق، ومن هنا تكون الحرب مقدسةً حيناً وتكون من أجل الأرض حيناً آخر وتكون من أجل شعار أيديولوجي ببعد سياسي أو بعد عقدي، وكلا البعدين مضادان للسياسة وللدين معاً لأن السياسة تفاوضيةٌ بالضرورة المعنوية لها، والدين تصالحي بالضرورة الإنسانية للتعبد. 
ولكن يجري خطف المعاني للمتاجرة فتأتي الحروب ويعم الإفساد في الأرض بدل عمران الأرض الذي هو لب معنى الدين ومعنى التحضر، ونرى المفارقات الخطيرة من حيث إن أهم الديمقراطيات هي التي صنعت أخطر الحروب العالمية، وهي التي ألقت قنبلةً ذريةً مدمرةً على هيروشيما، وكل ذلك باسم التحضر والسلام، وكانت دعوى الحرية والسلام هي أيضاً دعوى الاستعمار وهي دعوى حروب أوروبا كلها مذ تقوت أوروبا ومذ حركت نظرياتها الفلسفية الإنساني منها والحربي، وكذلك حوّل الإنسان الاقتصاد إلى حروب طاحنة، وفي ذلك كانت الحرب بين الرأسمالية والاشتراكية، ومثلها حروب الثقافات والحضارات والديانات، وكل ذلك يقف وراءه الإنسان وتأويلاته للمعاني وتسخير المفاهيم للقيم لخدمة شروره، حتى إن الإعلام نفسه الذي هو أداة إخبار وتثقيف أصبح أداةَ برمجةٍ ذهنية لمصلحة المهيمن الذي بيده صناعة المنتج الأعلى قدرة وتأثيراً فسخّر مهاراته العلمية والتقنية لكي يزين القُبحيات ويشوه الجماليات، مادام ذلك يدرّ عليه المصلحة والمال.
وفي النهاية فليس لذوي الضمائر إلا أن يبكوا مع العجوز الأوكرانية ومع الفلسطينيين، ففي الأرض ما يكفي لأن يعتاش عليها الجميع، إذاً لماذا نتحارب على مكان يكفي لكل البشر ويزيد عليهم، ولماذا نلوث مكاناً نعيش فوقه ونتنسم نسماته وسنموت فيه، ولكن بعد أن نلوثه.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: عصر القارئ د. عبدالله الغذامي يكتب: المشاكلة والاختلاف

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي باسم الأرض من أجل

إقرأ أيضاً:

من سيري إلى ديب فيك.. تطور مذهل في تقليد أصوات البشر

لم تعد الأصوات المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي مقتصرة على المساعدات الرقمية مثل "سيري" و"أليكسا" بنبراتها الآلية ورتابة أدائها، إذ كشفت دراسة علمية حديثة أن المستمع العادي لم يعد قادرًا على التمييز بين صوت الإنسان والصوت الاصطناعي المقلَّد "ديب فيك"، فالتطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي جعل الأصوات الاصطناعية قادرة على محاكاة النبرة البشرية بدقة مذهلة. فما كان يوماً صوتًا آليًا جافًا أصبح اليوم أقرب إلى صوتٍ حقيقي ينبض بالعاطفة والتعبير.

دراسة حديثة نُشرت في مجلة "PLoS One" بتاريخ 24 سبتمبر، كشفت أن المستمعين لم يعودوا قادرين على التمييز بين أصوات البشر والأخرى المزيفة التي تولدها أنظمة الذكاء الاصطناعي.وفق موقع "livescience".

 

نتائج غير متوقعة
أجرى فريق من جامعة كوين ماري في لندن تجربة على 80 صوتًا، نصفها من البشر والنصف الآخر مولد عبر الذكاء الاصطناعي. وطلب الباحثون من المشاركين تحديد ما إذا كان الصوت حقيقيًا أو مزيفًا.
النتائج كانت صادمة: أكثر من 58% من الأصوات المزيفة اعتُقد أنها أصوات بشرية حقيقية، بينما لم تُصنَّف سوى 62% من الأصوات البشرية بشكل صحيح، ما يعني أن الفارق الإحصائي بين الصوت الحقيقي والمقلد أصبح ضئيلاً.

أخبار ذات صلة ذكاء اصطناعي يتنبأ بصحتك بعد الستين بدقة مدهشة اختيار الإماراتية ابتسام المزروعي عضواً في مجلس تطوير الذكاء الاصطناعي بكازاخستان

الباحثة نادين لافان، قائدة الدراسة، قالت إن "الذكاء الاصطناعي لم يعد يخلق أصواتًا تشبه الإنسان فحسب، بل بدأ يتقن التفاصيل الدقيقة التي تخدع أذن المستمع".
مخاطر الأصوات المزيفة 
نتائج الدراسة تفتح الباب أمام مخاوف واسعة، فاستنساخ الأصوات أصبح أداة خطيرة في عمليات الاحتيال، إذ يمكن استخدامه لانتحال هوية الأشخاص أو تجاوز أنظمة التحقق الصوتي في البنوك.
وقد شهدت الولايات المتحدة عدة حوادث من هذا النوع، أبرزها في يوليو الماضي عندما خُدعت سيدة بمكالمة من "ابنتها" تطلب المال بعد "حادث مزعوم"، ليتضح لاحقًا أن الصوت مزيف بالكامل.

تقنيات مبهرة وسهلة الوصول
المثير في الدراسة أن الأصوات المستنسخة لم تُنتج بتقنيات معقدة أو مكلفة، بل باستخدام برامج متاحة تجاريًا وبكمية صغيرة من البيانات.. أحيانًا لا تتجاوز أربع دقائق من التسجيل الصوتي.
تقول الدراسة: "إن العملية باتت بسيطة للغاية ولا تحتاج إلى مهارات خاصة أو ميزانيات ضخمة، ما يجعل التزييف الصوتي متاحًا للجميع تقريبًا".
 آفاق جديدة للتقنية
وبالرغم  من المخاوف، يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي الصوتي قد يفتح مجالات إيجابية في التعليم والتواصل ودعم ذوي الإعاقة السمعية أو النطقية، عبر توليد أصوات واقعية مخصصة لكل مستخدم.
لكن التحدي الأكبر، كما يقول العلماء، هو إيجاد توازن بين الابتكار والحماية، لضمان أن تبقى التكنولوجيا في خدمة الإنسان لا ضده.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • أحمد عاطف آدم يكتب: احذر.. الذكاء الاصطناعي يكذب ويبتز
  • دورفال: “التواجد في المنتخب ليس متاحاً للجميع وهدفنا المونديال”
  • فلكية جدة: التلوث الضوئي يحجب درب التبانة عن مليارات البشر
  • “قرن وستة أعوام” و”كل سنة يا مامتي” يشاركان في المهرجان الدولي للسينما للجميع بتيزنيت
  • المراكز الأميركية للأمراض توقف توصيتها السابقة بأخذ لقاحات كوفيد-19 للجميع
  • القدس في عامَي الحرب.. انتهاكات طالت البشر والحجر والشجر
  • هل يشجع الذكاء الاصطناعي البشر على الغش؟
  • الرياضة للجميع يحتفي بيوم «العصا البيضاء»
  • ما القمر العملاق الذي يُنير سماء العالم العربي غدا؟
  • من سيري إلى ديب فيك.. تطور مذهل في تقليد أصوات البشر