دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار يُنظِّمان النسخة الرابعة من جلسات «الملتقى» ربع السنوية
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
نظَّمت دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار النسخة الرابعة من جلسات «الملتقى» ربع السنوية، التي جمعت قادة أعمال وممثّلين عن الشركات العائلية والمسؤولين الحكوميين في أبوظبي لمناقشة التطورات الاقتصادية، وفرص الاستثمار النوعية التي توفِّرها الإمارة.
تضطَّلع الشركات العائلية بدور مهم في دفع النمو عبر العديد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك العقارات والبناء وتجارة التجزئة والقطاع المالي، وتؤدِّي دوراً أساسياً في الاقتصاد المحلي، ودفع الجهود الرامية لتحقيق أهداف استراتيجية التنويع الاقتصادي على المدى الطويل.
ويشير التقرير الصادر عن شركة «كي بي إم جي الدولية المحدودة» إلى أنَّ الشركات العائلية تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ودعم النمو الاقتصادي في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، حيث تبلغ نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات نحو 60%، وتوظِّف نحو 80% من القوى العاملة في القطاع الخاص، وتمثِّل نحو 90% من الشركات الخاصة في الدولة.
وخلال الفعالية، أكَّد معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، تسارُع وتيرة نمو الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى زيادة عدد الرخص التجارية الصادرة في إمارة أبوظبي بنسبة 196% خلال العقد الماضي.
وقال معالي أحمد جاسم الزعابي: «تواصل أبوظبي تعزيز مكانتها بوصفها مركزاً رائداً وجاذباً للمواهب والاستثمارات والأعمال. واسترشاداً برؤية القيادة الرشيدة، ودعم مبادرات (اقتصاد الصقر)، تُسرِّع إمارة أبوظبي التحوُّل نحو اقتصاد أكثر تنوُّعاً وابتكاراً واستدامة. وتؤكِّد قوة وحيوية ونمو الاقتصاد التزامنا بترسيخ دور أبوظبي الريادي ضمن الاقتصادات المتطوِّرة والفاعلة في العالم. وتأتي مبادراتنا لتحفيز الابتكار، واستقطاب الاستثمارات النوعية، ودعم المستثمرين في القطاع الصناعي، وتطوير سلاسل التوريد والقيمة المحلية، ضمن مساعينا المستمرة لتطوير منظومة اقتصادية مزدهرة توفِّر للمواهب فرص عمل مهنية مجزية، وتعزِّز المزيد من النموّ والتنويع الاقتصادي والاستدامة في الإمارة».
واستعرضت الفعالية الإنجازات التي حقَّقها قطاع التصنيع المحلي في إطار استراتيجية أبوظبي الصناعية، التي أُطلِقَت في 30 يونيو 2022، وأسهمت في زيادة مساهمة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي من 83 مليار درهم في عام 2022 إلى 101 مليار درهم بنهاية عام 2023. وشهدت الرخص الصناعية الجديدة «رواد» ارتفاعاً تجاوز 40% في السنة الثانية منذ إطلاق الاستراتيجية (في الفترة بين يوليو 2023 إلى يونيو 2024)، وتضاعف إجمالي استثمارات الرخص الجديدة نحو ثلاث مرات ليصل إلى 10.8 مليارات درهم خلال الفترة نفسها.
وبلغت قيمة العطاءات الحكومية الممنوحة للشركات الحاصلة على شهادات المحتوى المحلي 21 مليار درهم حتى شهر مارس 2024، بزيادة قدرها 33% مقارنةً بالعام الأول من إطلاق استراتيجية أبوظبي الصناعية. وتُمنَح شهادات المحتوى المحلي للشركات التي تُسهم في تعزيز القيمة للاقتصاد المحلي. ويهدف برنامج أبوظبي للمحتوى المحلي إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وتمكين اقتصاد المعرفة، وتعزيز توظيف التكنولوجيا، وتحسين معدَّلات التوطين، مع إعطاء الأولوية للإنتاج المحلي وسلاسل التوريد.
وأضاف معالي الزعابي: «تؤكِّد الإنجازات التي حقَّقتها استراتيجية أبوظبي الصناعية خلال العامين الماضيين التزامنا الراسخ بتعزيز مكانة أبوظبي بوصفها المركز الصناعي الأكثر تنافسيةً في المنطقة، ودورها في صياغة مستقبل القطاع الصناعي».
وتضمَّنت الفعالية عرضاً قدَّمه سعادة العميد سالم عبدالله بن براك الظاهري، المدير العام لهيئة أبوظبي للدفاع المدني بالإنابة، حيث أكَّد سعادته أهمية الالتزام باشتراطات الوقاية والسلامة من الحرائق لحماية الأرواح والممتلكات، مشيراً إلى أنَّ العديد من الشركات العائلية في أبوظبي تمتلك استثمارات كبرى في مجالات العقارات والبناء وغيرها من القطاعات الحيوية الداعمة للاقتصاد. وشدَّد على أنَّ ضمان الالتزام بتلك الاشتراطات وإجراءات الإخلاء المعتمَدة يُعدُّ أمراً حاسماً لحماية استثماراتها، وضمان سلامة عملياتها التجارية.
وقدَّم فريق مكتب أبوظبي للاستثمار مجموعة من فرص الاستثمار والشراكة المتاحة للشركات العائلية ومجتمع الأعمال المحلي. ونجح المكتب خلال العام 2024 في جذب ما يزيد على 165 مستثمراً عالمياً من مختلف القطاعات، بما في ذلك الخدمات المالية والطاقة والتكنولوجيا، إضافةً إلى توقيع المكتب 27 اتفاقية تركِّز على الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدِّمة ومجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI). ويواصل مكتب أبوظبي للاستثمار جهوده لدمج المستثمرين الدوليين في منظومة الأعمال في أبوظبي، وتعزيز التعاون مع الشركات العائلية المحلية لتعزيز الاقتصاد ومواصلة تحقيق الازدهار.
وسلَّط الملتقى الضوء على «برنامج المساطحة في مكتب أبوظبي للاستثمار»، الذي يوفِّر فرصاً استثمارية مجزية لشركات القطاع الخاص على الأراضي المملوكة للحكومة، والاستفادة بشكل فاعل من الأراضي العامة في إمارة أبوظبي لتطوير مشاريع تعود بالفائدة على المجتمع والاقتصاد.
وشهدت الفعالية توقيع عددٍ من اتفاقيات مساطحة، التي تهدف إلى تطوير سوقين مجتمعيين ومنشأة صناعية، وتلبية احتياجات السكان في المجتمعات التي تخدمها، ودعم الشركات المحلية وتعزيز التنمية، إضافةً إلى توفير خيارات متنوّعة للبيع بالتجزئة. وتتضمَّن الاتفاقية التجارية الأولى تطوير وتصميم وتشغيل سوق مجتمعي في منطقة النهضة العسكرية في أبوظبي، بقيمة تُقدَّر بنحو 26.6 مليون درهم، والذي سيوفِّر خيارات البيع بالتجزئة، بما في ذلك متاجر التموين والصيدليات والمطاعم والمتاجر، لسكان المنطقة المحيطة، إضافةً إلى دوره في تلبية احتياجات سكان المنطقة. وفي منطقة الختم بمدينة العين، سيتم إنشاء سوق مجتمعي آخر على مساحة إجمالية تبلغ 20,461 متراً مربعاً، وسيشمل طرقاً ومناطق مواقف سيارات، ومساحات خضراء، ومنطقة مخصَّصة لشاحنات الطعام.
وقَّع أيضاً مكتب أبوظبي للاستثمار اتفاقية مساطحة لإنشاء الفرع الثالث لشركة أبوظبي للخرسانة الجاهزة ذ.م.م، وسيقام المصنع الذي تبلغ تكلفته 12 مليون درهم على مساحة 15 ألف متر مربع في مدينة زايد، وبمساحة بناء إجمالية تبلغ 536 متراً مربعاً.
وتوفِّر هذه المشاريع فرصاً استثمارية نوعية للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي، وتحسين جودة حياة المجتمعات في أبوظبي. ويوظِّف مكتب أبوظبي للاستثمار الأراضي العامة في أبوظبي بالشكل الأمثل عبر التعاون مع المستثمرين وتوجيه الاستثمارات المحلية إلى مشاريع ناجحة ومستدامة.
وتُسهم جلسات الملتقى، التي تنظِّمها دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، في إطْلاع مجتمع الأعمال على المستجدات الاقتصادية، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار في أبوظبي. وتُعدُّ الفعالية منصة للحوار بين الشركات والجهات الحكومية، ما يسهم في صياغة السياسات الداعمة للاستثمار وتعزيز الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الإمارة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دائرة التنمیة الاقتصادیة الناتج المحلی الإجمالی مکتب أبوظبی للاستثمار الشرکات العائلیة إمارة أبوظبی فی أبوظبی التی ت
إقرأ أيضاً:
تحوّل شامل في بلديات ونقل أبوظبي لتعزيز جودة الحياة والخدمات الذكية
تشهد أبوظبي، تحوّلاً شاملاً في قطاع البلديات والنقل، يهدف إلى تطوير مجتمعات حيوية بمعايير معيشية عالية وتعزيز البنية التحتية والخدمات الذكية، من خلال دمج المهام العقارية، وتحسين سلامة المباني، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التخطيط والتنقل، وتوسيع خدمات النقل العام، بما يسهم في رفع جودة الحياة وتعزيز الاستدامة في الإمارة.
وركزت دائرة البلديات والنقل في برنامجها التحولي على بناء مجتمعات حيوية بمعايير معيشية عالية عبر تخطيط عمراني شامل يدعم التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، وقد أثمرت هذه الجهود عن إنجاز المرحلة الأولى من استراتيجية نمط المعيشة في أبوظبي باعتماد ميزانية قدرها 42 مليار درهم للمشاريع الجديدة، وأسهم البرنامج منذ إطلاقه في عام 2023 في رفع تكامل المناطق من 67% إلى 81% بحلول عام 2025، ما يعكس تقدماً واضحاً في جودة الحياة اعتماداً على آراء المجتمع في التخطيط وصنع السياسات.
وقامت الدائرة بدمج جميع المهام العقارية البلدية في كيان مركزي متمثلاً بمركز أبوظبي العقاري، ما أدى إلى تقليص مجموع الخدمات من أكثر من 250 خدمة إلى أقل من 100 خدمة، وسجّل المركز زيادة في عدد التصرفات العقارية بنسبة 24% في عام 2024 بقيمة إجمالية بلغت 96.2 مليار درهم.
واستمر هذا الزخم الإيجابي ليشمل الاستثمار الأجنبي المباشر الذي بلغت قيمته أكثر من 7.86 مليار درهم خلال العام، بينما حافظ نشاط الاستثمار الأجنبي المباشر على قوّته في الربع الأول من عام 2025 بتسجيل 384 صفقة وصلت قيمتها الإجمالية إلى 1.582 مليار درهم.
وعززت دائرة البلديات والنقل استراتيجيتها للبنية التحتية، من خلال تبنّي نموذج متكامل لسلسلة القيمة يعزز المرونة المالية وكفاءة إنجاز المشاريع من مرحلة التخطيط والتصميم وصولاً إلى الإنشاء والصيانة، بما يضمن التوافق مع الأولويات الحكومية وتعظيم الفائدة طويلة المدى، فيما دعمت هذا النموذج برقابة مُعزَّزة تقوم على المراجعة المستمرة للمقترحات وتحديد أولوياتها وفق الاحتياجات الحالية والمستقبلية، مع اعتماد أدوات رقمية وتقنيات ذكية ترفع الإنتاجية وتتيح المراقبة الفورية والتخطيط التنبؤي واتخاذ القرار القائم على البيانات، الذي يسهم في تعزيز التنسيق والمساءلة وتحقيق نتائج أفضل على مستوى الإمارة.
كما رسّخت الدائرة منظومة الامتثال وسلامة المباني عبر تطوير إدارة تراخيص البناء وشهادات الإشغال، من خلال برنامج شهادة الإشغال والتقنين الصادر بالقرار الإداري رقم (1) لسنة 2024، الذي يعتمد مراحل تدريجية تركز على السلامة الأساسية وتعزز الشفافية وثقة السوق، فيما ساهمت منصة «بناء» عبر دمج نمذجة معلومات البناء والذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في تسريع التدقيق والمراجعة، وخفض أوقات إنجاز المعاملات بنسبة 70% في الإمارة.
أخبار ذات صلةوواصلت دائرة البلديات والنقل، توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز التخطيط العمراني والتنقل والخدمات البلدية، فبدأت في 2023 بمركبات فحص ذكية للكشف الآني عن النفايات والصيانة، ثم وسعت في 2024 استخدام التوأمة الرقمية لتحليل أنماط المعيشة ودعم التخطيط التنبؤي، كما كشفت في جيتكس 2025 عن منصة «LivAI» ونظام «عين المدينة» والنظام الآني للسلامة المرورية والروبوتات الذكية، ما عزز كفاءة إدارة المدن وتحسين الخدمات العامة.
كما واصلت بلديات أبوظبي والعين والظفرة تطوير خدماتها البلدية لتلبية احتياجات السكان في صيانة الحدائق والشواطئ وتطبيق معايير الصحة العامة، وقد أسهمت إعادة هيكلة دائرة البلديات والنقل في توحيد الخدمات، وتعزيز سلاسة العمليات التشغيلية، فيما تم افتتاح 17 مركزاً للتواجد البلدي مع خطط مستقبلية لزيادة أعدادها، بما يعزز الحوار المفتوح والمشاركة الفاعلة للمجتمع في صنع القرارات.
وأطلق مركز النقل المتكامل التابع للدائرة عام 2024 هويته الجديدة «أبوظبي للتنقل»، مع توسيع صلاحياته للنقل البري والجوي والبحري ومنح التراخيص، وسجلت شبكة النقل العام أكثر من 90 مليون رحلة بالحافلات و168 ألف راكب عبر النقل المائي، وأكثر من 28 مليون مسافر جواً، مع افتتاح محطات عبّارات جديدة لتحسين الربط البحري.
فيما وسّعت الدائرة خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة لتغطي نحو 50% من العاصمة، وشرعت في تركيب 1000 محطة شحن للسيارات الكهربائية ضمن خطط التحول إلى التنقل النظيف، بجانب برنامج الحافلات الخضراء الذي يهدف إلى تحويل نصف أسطول النقل العام إلى حافلات هيدروجين وكهرباء بحلول 2030.
وأكّد معالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل، أن الإنسان والمجتمع كانا دائماً محور جهود الدائرة، مشيراً إلى أن التحول التنظيمي يسهم في تسهيل الوصول إلى الخدمات وتسريع استجابتها لتلبية احتياجات النمو في الإمارة، مع استمرار الدائرة في تقديم أعلى مستويات الجودة للأفراد والمؤسسات.
وقال إن التغيير التنظيمي يعكس عزم أبوظبي على ترسيخ ريادتها في الخدمات الحكومية من خلال جهود أكثر من 8,000 موظف يساهمون بخبراتهم ومواردهم في دفع عجلة التقدم، ورفع مستوى الرفاه المعيشي في الإمارة.
المصدر: وام