خبيران عسكريان: إسرائيل فشلت في القضاء على حماس لكنها متمسكة بتهجير السكان
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تمكنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إعادة بناء نفسها بشكل كبير بعد عام من الحرب، وهو ما دفع جيش الاحتلال إلى شن عمليات جديدة شمال قطاع غزة لمنع المقاومة من استعادة سيطرتها وأيضا لمواصلة تهجير من تبقى، كما أكد الخبيران العسكريان اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا.
وأصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء جديدة في بيت لاهيا وجباليا التي لا تزال القسام توجه ضربات للقوات الموجودة فيها وتوقعها في كمائن ومنازل مفخخة، حسب الدويري.
ومع الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى، أعلنت القسام قصف تل أبيب برشقة من الصواريخ في قصف هو الأول منذ 13 أغسطس/آب الماضي.
ورغم تعرض القسام لخسائر كبيرة دفعتها لتقليص 12 كتيبة كانت في الشمال إلى 8 كتائب بعد المرحلة الثانية من العملية البرية الإسرائيلية -أي أنها خسرت ثلث قوتها- فإنها أعادت تشكيل هذه القوات في 12 كتيبة مرة أخرى، وهو ما يؤكد نجاحها في تجنيد مقاتلين جدد، برأي الدويري.
وفيما يتعلق بتوفير الذخائر، قال الدويري إن المقاومة لا يوجد أمامها في ظل الحصار الخانق إلا الاعتماد على الهندسة العكسية لإعادة استخدام مخلفات الحرب الإسرائيلية التي لم تنفجر والتي تقدر بنحو 7 آلاف كيلوغرام.
ويرى الخبير العسكري أن هدف العمليات التي تشنها إسرائيل في الشمال هو مواصلة تهجير السكان وإنشاء منطقة عازلة بدليل أن هناك خطط استيطان تم نشرها في هذه المنطقة.
حماس تعايشت مع الحربومع ذلك، يقول الدويري إن إسرائيل فشلت في القضاء على حماس بعد عام كامل من الحرب بدليل أن الأخيرة لا تزال تطلق الصواريخ وتستهدف القوات والآليات في مختلف مناطق القطاع حتى اليوم.
واتفق العميد إلياس حنا مع الحديث السابق، وقال إن القسام يمكنها إعادة استخدام القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر بسهولة لأنها لا تتطلب علما ولا إمكانيات كبيرة، حسب قوله.
وأشار إلى أن العمليات الإسرائيلية في الشمال تهدف أيضا إلى جانب التهجير، إرباك قوات القسام ومنعها من استعادة تماسكها والسيطرة على الأرض خصوصا بعد سحب جزء كبير من القوات ونقلها لجبهة لبنان مما منح مقاتلي المقاومة أريحية كبرى في التحرك.
وإلى جانب ذلك، تريد إسرائيل من خلال عمليات الشمال إلى جمع مزيد من المعلومات أيضا عن تحركات المقاومة وقدراتها.
وقال حنا إن لدى حماس منظومة أسلحة تعطيها قدرة تكتيكية على مواجهة جيش الاحتلال بعد دراسته لعام كامل من الحرب، وهو ما تمكن رؤيته في تعرض إسرائيل لأكبر عملية استهداف لآلياتها في تاريخها.
وأشار الخبير العسكري إلى أن غزة صمدت في هذه الحرب لأن عمقها الإستراتيجي عمودي وليس أفقيا كما هي الحال في لبنان، وقال إن هذا العمق يتمثل بشكل أساسي في الأنفاق وقذائف شواظ والياسين التي أصبحت أسلحة تكتيكية في المعركة.
كما إن القسام -برأي حنا- نجحت في التأقلم مع المعركة وأعادت ترتيب نفسها وتطوير أسلحتها بكثير من الابتكار وهو ما يتضح في عمليات المواجهة الأخيرة ومنها استخدام صاروخ "المقادمة" الذي يتطلب عملا لوجيستيا وتصنيعيا كبيرا.
وخلص حنا إلى أن الاحتلال لن يكون أمامه إلا مواصلة شن عمليات متقطعة في القطاع لمنع القسام من استعادة تنظيمها بشكل كامل ولتوفير قدرة على دخول غزة مستقبلا دون عوائق، بينما المقاومة ستواصل الاعتماد على الاستنزاف والاقتصاد في استخدام القوة وتحقيق الانتصار بعدم الهزيمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وهو ما
إقرأ أيضاً:
هل فشلت مفاوضات إسطنبول في كبح التصعيد بالحرب الأوكرانية؟
يترقب الجميع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية بعد نهاية الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول من دون نتائج فارقة، وسط تساؤلات بشأن السيناريوهات المقبلة في ظل التصعيد المتبادل بين الجانبين.
وبشأن مفاوضات إسطنبول، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف -الذي رأس وفد بلاده في مفاوضات إسطنبول- إن كييف طالبت بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما على الأقل.
في المقابل، قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي إن موسكو سلمت الجانب الأوكراني مسودة مذكرة تتضمن اقتراحا محددا بوقف لإطلاق النار، مدته 3 أيام.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والمحلل السياسي إيلكر سيزر إن مفاوضات إسطنبول "لم تشهد إنجازا أو اختراقا خاصة بالنظر إلى طبيعة الوفدين المشاركين فيها"، مشيرا إلى أنها اقتصرت على تبادل الأسرى وهو أمر معتاد.
ووفق حديث سيزر لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن مفاوضات إسطنبول ليست سوى البداية، ولا تزال بمرحلة مبكرة ولم تتعطل، خاصة أن المفاوضين من فرق فنية تقنية.
بدورها، أعربت المحللة السياسية الروسية إيلينا سوبونينا عن قناعتها بأن مفاوضات إسطنبول "لم تنجح سياسيا، لكنها لم تفشل في ظل التقدم بالأمور الإنسانية".
إعلانوأشارت سوبونينا إلى أن المفاوضات عُقدت في إسطنبول رغم الهجمات الأوكرانية "الاستفزازية"، لافتة إلى أن روسيا اقترحت أمورا إنسانية مثل تبادل الأسرى، إذ إن وقف إطلاق النار ليس سياسيا فحسب بل إنسانيا أيضا.
وقالت إن مقترح الهدنة الأوكراني لمدة شهر يعتبر "مُضرا"، إذ ستحصل كييف على أسلحة من دول أوروبا، وستعيد تموضع قواتها، وهو ليس مقبولا روسيًا.
ووفق هذا الطرح، فإن مفاوضات إسطنبول لم تغير قناعات روسيا بضرورة اعتراف أوكرانيا بشبه جزيرة القرم والأقاليم الأوكرانية الأربعة التي ضمتها روسيا، وحياد أوكرانيا.
أما الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف فقال إن روسيا لا تريد السلام أو الهدنة وإنما استمرار الحرب، مشيرا إلى أن شروط روسيا لوقف الحرب تعد بمثابة تنازلات، وهو ما ليس مقبولا أوكرانيًا.
الهجوم الأوكراني
وبشأن هجوم "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّ، رأى سيزر أنه يبعث برسالة قوية للولايات المتحدة مفادها أنه "لدينا أوراق كبيرة وقوية نلعبها ضد روسيا، ولا تقللوا من قدراتنا".
واستدل بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دأب على القول إن أوكرانيا خسرت الحرب، ولا تملك أوراقا لمواجهة الروس، وعليها الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
من جانبه، أكد شوماكوف أن العملية تم التخطيط لها منذ عام ونصف العام، معتبرا تدمير أوكرانيا مقاتلات وقاذفات إستراتيجية "يقلل من الإمكانيات النووية الروسية".
أما المحللة السياسية الروسية فقالت إنه لا توجد خسائر عسكرية روسية بالشكل الذي تصوره أوكرانيا للعالم، مشيرة إلى أن "التضخيم الأوكراني جزء من الحرب الإعلامية".
لكنها أقرت في الوقت نفسه بأن هجوم أوكرانيا يعد خطيرا استخباراتيا، كما أنه يبعث برسالة لأميركا مفادها أن كييف غير مستعدة لمفاوضات السلام.
وكانت أوكرانيا استبَقت الجولة الثانية من مفاوضاتها مع روسيا في إسطنبول بهجوم واسع النطاق بطائرات مسيرة على أهداف حيوية في روسيا، أعاد إلى الأذهان هجومها العام الماضي على مقاطعة كورسك.
إعلانفقد تعرضت مطارات عسكرية روسية في 5 مناطق بعمق البلاد لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية، وأكدت وزارة الدفاع الروسية رسميا الغارات الأوكرانية، واصفة إياها بـ"عمل إرهابي من قِبل نظام كييف".
التوقعات؟
وأعربت إيلينا سوبونينا عن قناعتها بأن روسيا متفوقة على أوكرانيا عسكريا، مما يضعها في موقف قوة لفرض شروطها، خاصة ضرورة حياد كييف، وضمان ألا تكون في الصف الغربي.
ولم تستبعد عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأميركي في ظل وجود أرضية مهيأة، لكنها استبعدت عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني، إذ لا توجد توافقات سياسية، كما أن التوافق الإنساني ليس كافيا.
لكن شوماكوف يؤكد أن روسيا "غرقت في مستنقع الحرب، ولا تستطيع تحقيق أهدافها خاصة في منطقة دونباس"، مشيرا إلى حصولها على مساعدات عسكرية من كوريا الشمالية.
ووفق الدبلوماسي السابق، فإن أوكرانيا مستعدة للدفاع عن نفسها ولديها الإمكانيات لاستهداف أسلحة نوعية روسية، معتبرا شروط موسكو لوقف الحرب "غير مقبولة".