يعد أقل تعبير عن رفض الجرائم الصهيونية:سلاح “المقاطعة” وأثره على شركات عالمية داعمة للكيان خلال عام
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
الثورة / ناصر جرادة / وكالات
حرّكت عملية «طوفان الأقصى» عجلة الاندفاع نحو تفعيل سلاح المقاطعة على نحو غير مسبوق في تاريخ المقاطعة خلال فترة الصراع مع العدو الصهيوني، إذ لجأ الكثير من المسلمين وغيرهم حول العالم من المتضامنين مع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى سلاح المقاطعة كتعبير منهم عن رفضهم للجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، حيث شكّلت المقاطعة جزءًا فاعلًا من المعركة وألقت بتأثيراتها الثقيلة على كاهل الشركات والأطراف الداعمة للكيان الصهيوني، وعلى الواقع الداخلي لهذا الكيان المأزوم، لا سيما الاقتصادي.
وخلال عام من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذي تسبب في استشهاد وجرح الآلاف من الفلسطينيين، اثبت سلاح المقاطعة من جديد نجاعته وفاعليته، بدليل تأثر أرباح بعض الشركات العالمية نتيجة حملات المقاطعة التي كبدتها خسائر مالية كبيرة باعتراف الشركات نفسها، وتقول بعض الشركات التي لها نشاط في إسرائيل، ومنها «يونيليفر» و»نستله»، إن المبيعات تتراجع في البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
أبرز خسائر الشركات العالمية
أحدث المستجدات كانت عند شركة التأمين الفرنسية «أكسا»، والتي اضطرت لبيع استثماراتها في جميع البنوك «الإسرائيلية» الكبرى (ثلاثة بنوك) وكذلك من شركة «إلبيت» للتصنيع العسكري. وهذا الخبر جاء على لسان الرئيس التنفيذي للشركة في أبريل، والذي ذكر أنه «ليس لدى الشركة أي استثمارات في البنوك «الإسرائيلية»، مباشرة أو غير مباشر».
مطاعم «كنتاكي» هي إحدى الشركات التي تناولتها أيضًا التقارير، فقد صرحت، في أغسطس، عن انخفاض مبيعاتها بنسبة 3% في الربع الثاني من العام الحالي، وقال الرئيس التنفيذي لشركة «يام براندز» المالكة لسلسلة مطاعم كنتاكي إنّ هذا التراجع يعود إلى حد كبير لتراجع المبيعات في عدد من الأسواق نتيجة «الصراع في الشرق الأوسط» حسب قوله.. وهذا يُضاف إلى تصريح مطاعم «أمريكانا» التي تدير السلسلة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي كشفت في نهاية يوليو أنها تبطئ خطط النمو لعام 2024م بعد انخفاض صافي أرباحها 41% في الربع الثاني.
تزامنًا مع كنتاكي؛ أعلنت شركة ماكدونالدز في 29 يوليو انخفاضًا بنسبة 1% في مبيعاتها في جميع أنحاء العالم، خلال الربع الثاني من العام الحالي، وهو أول انخفاض فصلي لها منذ العام 2020م، وشمل ذلك انخفاضًا بنسبة 1.3% في قطاع الأسواق الدولية المرخصة، وكحال الأولى، فقد عزت إدارة الشركة السبب في ذلك إلى تأثيرات الحرب الدائرة في المنطقة، ويأتي هذا الاعتراف بعد اعتراف سابق لرئيسها التنفيذي في بداية العام عن تأثر العديد من الأسواق الإقليمية بشكل ملموس بفعل المقاطعة.
الخسائر انسحبت، أيضًا، على شركة «ستاربكس» التي أقالت رئيسها التنفيذي لاكسمان ناراسيمهان في 13أغسطس، خاصة وأن سهم «ستاربكس» خسر ربع قيمته في السنة الأخيرة بما نسبته 17% لأسباب عدة أهمها المقاطعة، وقد صرّحت الشركة في 30 يوليو، بأنّ مبيعات المتاجر العالمية انخفضت 3% في الربع الثالث من العام الجاري.
شركة «نستله» كانت، أيضًا، من الشركات التي شملتها المقاطعة، والتي أعلنت أن مبيعاتها المعلنة في منطقة أفريقيا وآسيا انخفضت 6.8% في النصف الأول من العام الحالي، وقال الرئيس التنفيذي للشركة إنهم «يشهدون ترددًا مستمرًا من جانب المستهلكين في بعض الأسواق المختارة نتيجةً للوضع السياسي في الشرق الأوسط».
وشركات التكنولوجيا الفائقة لم تسلم هي، أيضًا، من تبعات المقاطعة، فقد ذكر موقع «كالكاليست الإسرائيلي» أن شركة «INTEL» لصناعة الرقائق قررت وقف عملية توسعة بقيمة 25 مليار دولار لمصنعها في “إسرائيل”، وأشار الموقع إلى أن موردي «INTEL» تلقوا إشعارًا بإلغاء العقود الموقّعة معهم، والتي كانت تنص على توريد المعدات والمواد اللازمة لتوسعة مصنعها الجديد في “كريات جات”، في جنوب فلسطين المحتلة.
بينما قالت “يونيليفر” البريطانية في فبراير 2024م، إن نمو مبيعات الربع الرابع في منطقة جنوب شرق آسيا تضرر بسبب مقاطعة المستهلكين في إندونيسيا للعلامات التجارية للشركات متعددة الجنسيات “على خلفية الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط”.
وقالت صحيفة «Financial Times» إنه “من مصر إلى إندونيسيا، ومن السعودية إلى باكستان، المستهلكون يتجنبون السلع” التي تنتجها شركات متعددة الجنسيات مشهورة في صناعة الأغذية والمشروبات، احتجاجًا على “دعمها لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة”.
ووصفت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته في أغسطس 2024م، مقاطعة منتجات شركات عالمية كبرى بأنها “الأوسع انتشارًا في الذاكرة الحديثة”، مما “يؤكد على كيفية تصاعد الحملات الاجتماعية بشكل مفاجئ وتأثيرها على الشركات العملاقة”.
وأكدت تقارير صحفية أن مقاطعة منتجات شركات عالمية للأغذية والمشروبات في الدول الإسلامية تؤثر سلباً على إيرادات الشركات المتعددة الجنسيات ومشغلي امتيازاتها، مما يؤدي إلى تفاقم تأثير تباطؤ الاستهلاك العالمي على نتائجها المالية.
إذ وصف، أمري باهل ساندهو – الرئيس التنفيذي لشركة “أمريكانا للمطاعم”، التي تدير علامات تجارية مثل KFC، بيتزا هت و” كريسبي كريم” في الشرق الأوسط وكازاخستان، مدة وشدة مقاطعة منتجات شركات عالمية بأنها “غير مسبوقة” على حد تعبيره.
وقالت الشركة إن أرباح الربع الثاني انخفضت بنسبة 40% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، “رغم افتتاح 81 مطعمًا في النصف الأول من هذا العام”، متأثرة بحملات المقاطعة التي استهدفت الشركة في البلدان الإسلامية.
كما ذكرت شركة “مونديليز” لصناعة الوجبات الخفيفة أن المقاطعات أثرت على نمو مبيعاتها بنسبة 2% في الربع الثاني، في حين قالت “لوريال” إن المقاطعات ساهمت في انخفاض نمو مبيعاتها بنسبة 2% في النصف الأول من هذا العام.
هذه النتائج القوية والمؤثرة لعملية المقاطعة الاقتصادية، تشدّ الانتباه نحو المرحلة التالية للحرب القائمة، وكيفية العمل على استمرار حملات المقاطعة بهذا الزخم والوتيرة، ما يستدعي جهودًا مكثّفة من الحملات الفاعلة في هذا السياق في مختلف الدول العربية. ذلك؛ لأن دور المقاطعة ليس محصورًا بمراحل زمنية معينة، بل هو نضال مستمر.
أداة فاعلة
خلال عامٍ واحد، تمكنت المقاطعة من إثبات نفسها كأداة فاعلة بإمكانها ضرب البنى الاقتصادية للشركات الغربية الداعمة للاحتلال، وحتى للشركات الإسرائيلية العابرة للقارات والتي تتخذ أسماء مختلفة لتوريد منتجاتها، حيث كشفت نتائج الربع الأخير من العام الماضي، تراجع إيرادات أكثر من 200 شركة وانخفاضًا في قيمة الأسهم، وإغلاقًا في عدد من الفروع، وشملت سلاسل الأغذية والمشروبات وماكدونالدز وستاربكس وبرقر كينغ وكنتاكي.
أما نتائج المقاطعة الاقتصادية تراوحت بين تحقيق خسائر “معلن عنها”، كما في سلسلة مطاعم ماكدونالدز التي فقدت 7 مليارات دولار من قيمتها السوقية خلال النصف الأول من العام الجاري، وسلسلة مطاعم كنتاكي التي انخفض صافي أرباحها خلال المدة نفسها 41%، وسلسلة مقاهي ستاربكس التي انخفضت قيمة أسهمها بنسبة 17%.
إن نجاح المقاطعة بأشكالها المختلفة لن يُقاس يومًا بالاستجابة الكاملة لها، لا سيما مع ما تمثله من حرب على الرأسمالية الغربية وعقود من المصالح المشتركة بينها وبين كيان الاحتلال، اقتصاديًا ومجتمعيًا وسياسيًا وعسكريًا وأكاديميًا، ناهيك عن صعوبة تفكيك الروابط وحالة العضوية بين الغرب وربيبته، مع ما تتّسم به من أنماط الظهور والتخفي وصعوبة التتبُّع والانكشاف.
لكن النجاح الحقيقي لها هو تحولها من حالة عابرة إلى رواسخ ثقافية ومجتمعية في ذهن الأفراد والشعوب، مدفوعة بإحساسهم بضرورة اتخاذ موقف أخلاقي وإنساني تجاه الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل تراخي المجتمع الدولي وغياب إرادته السياسية عن وقف سيلان الدماء المستمر منذ عام.
يضاف إلى ذلك إحساسهم بالقدرة على التفكُّك من قيود الاستهلاك الغربي وتبعيته أولًا، وإمكانية تحدّيه والتأثير به وإضراره ثانيًا، ولا يقتصر ذلك على شعوب العوالم الشرقية والأوسطية فقط، إنما يتجاوزه للفرد الغربي الذي تكشّفت له الحقيقة الكولونيالية لتاريخه وحاضره.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الرئیس التنفیذی فی الشرق الأوسط النصف الأول من الربع الثانی شرکات عالمیة فی الربع من العام قطاع غزة ا بنسبة
إقرأ أيضاً:
ننشر قرارات محافظ الدقهلية استعدادًا لعيد الأضحى في المجلس التنفيذي
ترأس اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة، اليوم، في ديوان عام المحافظة، بحضور الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، واللواء عماد الدين عبد الله السكرتير العام، واللواء عماد الدكروري السكرتير العام المساعد، والعميد أ.ح الهيثم عواد المستشار العسكري للمحافظة، ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية ووكلاء الوزارة، ورؤساء قطاعات المرافق والخدمات، ورؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء، ومديري الإدارات بالمحافظة، وتولى أمانة الاجتماع محسن طه، مدير عام المجالس واللجان بالمحافظة.
أكد محافظ الدقهلية، على توزيع نوبتجيات إجازة عيد الأضحى، والتنسيق بين الوحدات المحلية والزراعة والري وكافة الجهات المعنية، وكلف محافظ الدقهلية، السكرتير العام، بمتابعة ملف مخالفات البناء، ومتابعة الرد على نقاط المتغيرات المكانية أولا بأول، مؤكدا أنه ليس من المقبول أو المسموح التأخير في الرد على نقاط المتغيرات وإنهاء ملفاتها أولا بأول، وشدد على اتخاذ وضع الجاهزية والاستعداد التام للتصدي بكل حسم لمحاولات مخالفات البناء، وتنفيذ الإزالة في المهد بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية كل في نطاقه.
وأكد محافظ الدقهلية، أن غرفة عمليات المحافظة ممثلة في الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة، تعمل بالتنسيق والتواصل الكامل مع جميع غرف العمليات في جميع الجهات والوحدات المحلية، وتواجد ممثل لكل جهة داخل الشبكة، خلال إجازة العيد، ونوبتجيات على مدار 24 ساعة للتعامل مع أي طارئ في أي لحظة، والتعامل مع كافة الأزمات على وجه السرعة.
وشدد محافظ الدقهلية على جاهزية المجازر وتوفير الأطباء البيطريين بها، من أجل إستقبال رؤوس الأضاحي، مؤكدًا على منع الذبح في الشوارع والميادين حفاظًا على البيئة والصحة العامة، كما تم التوجيه باستمرار المتابعة الميدانية والرقابة المشددة من قبل لجان الطب البيطري خلال أيام العيد.
ووجه المحافظ بمتابعة توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة في المنافذ والجمعيات الإستهلاكية بجميع أنحاء المحافظة، واستمرار الحملات التموينية المكثفة لضبط الأسواق ومنع أي ممارسات احتكارية، بالإضافة إلى الرقابة على المخابز والأسواق والمنافذ للتأكد من جودة الخبز وتوفره، كما شدد على التنسيق بين الوحدات المحلية ومديرية التموين لتوفير الشوادر الخاصة ببيع اللحوم بأسعار مناسبة للمواطنين.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، وجه اللواء "مرزوق" لأهمية أن تكون المستشفيات ومرفق الإسعاف وبنوك الدم عند درجة الاستعداد القصوى، وتوفير أطقم الأطباء والتمريض، والاستعداد الكامل للتعامل مع الحالات الطارئة خلال أيام العيد، وفقًا للمعايير الطبية، والتأكيد على تواجد الفرق الطبية والتمريض طوال اليوم، دون غياب.
وأكد المحافظ على ضرورة جاهزية واستعداد مرافق مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والغاز على مدار الساعة، مع استمرار تشغيلها دون انقطاع خلال فترة الإجازة، والتعامل الفوري السريع مع أي أعطال طارئة.
كما تناول الاجتماع الاستعدادات لموسم الصيف، خاصة في مصيف جمصة، حيث وجّه المحافظ برفع كفاءته واستعداده لاستقبال المواطنين خلال أيام العيد، مشددًا على توفير فرق الإنقاذ البحري للتدخل الفوري عند الحاجة، وتكثيف أعمال النظافة وتوفير الخدمات للمصطافين.
وأكد المحافظ على متابعة انتظام حركة النقل العام بالتنسيق بين إدارة المرور والمواقف وتوفير العدد الكافي من المركبات لتسهيل تنقل المواطنين، ومنع وجود أي تكدسات مرورية، وضمان عدم استغلالهم من قبل بعض السائقين خلال إجازة العيد.
وشدد المحافظ على القيام بحملة نظافة وتجميل قبل بدء الاحتفالات بالعيد، ورفع كفاءة ومستوى النظافة العامة في كافة الطرق والشوارع والميادين، وقص وتهذيب الأشجار والجزر الوسطى، وفتح الحدائق والمتنزهات العامة مجانًا طوال اليوم أمام المواطنين، مع التأكيد على تعزيز التواجد الأمني والمروري لتسهيل الحركة وضمان أجواء آمنة خلال العيد، قائلًا "خلوا الناس تفرح"، ولن أقبل أي أعذار أو مبررات في التقصير في منظومة النظافة، وهي المعيار الأول لتقييم الأداء، ضمن معايير أخرى.
واختتم اللواء طارق مرزوق الاجتماع بالتأكيد على كافة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة في اتخاذ حالة طوارئ تامة لضمان راحة وسلامة المواطنين خلال العيد، مع التأكيد على العمل بروح الفريق الواحد لخدمة أبناء الدقهلية.
جانب من الاجتماع 1000196593 1000196599 1000196539 1000196536 1000196569 1000196494 1000196590 1000196497 1000196500 1000196503 1000196506 1000196545 1000196554 1000196530 1000196533 1000196557 1000196560 1000196578 1000196584 1000196605 1000196572 1000196575 1000196626 1000196620 1000196621 1000196566 1000196563 1000196527 1000196548 1000196551 1000196618 1000196521 1000196482 1000196610 1000196542