الأمن نعمة من أعظم النعم، فهو الهدف النبيل الذى تنشده المجتمعات، وتتسابق إلى تحقيقه الشعوب، وأشارت إليه الأديان: «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ».
ويُعد الأمن عند ذوى العقول أعظم نعمة بعد الإيمان بالله، وليس غريباً أن يكون الأمن مطلباً يطلبه المخلصون لبلدانهم، كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا»، لنعلم أن انتشار الأمن مطلب من أهم مطالب الحياة، وضرورة من أهم ضروريات البشر، لا تتحقق مصالح الناس والبلاد إلا بوجوده، ولا تتحقق أهداف المجتمعات وتطلعاتها إلا بانتشاره، إن من ينظر فى أوضاع بعض الدول من حولنا يعرف حقاً ما تعنيه هذه النعمة من قيمة عظيمة، فكم من بلاد حولنا يعيش أهلها الخوف والذعر والقلق والاضطراب فلا يأمنون على أرواحهم ولا على أموالهم ولا على منازلهم ولا يتمتعون بحياة بل إن بعضهم ينتظر الموت يأتيه فى كل لحظة.
لا يمكن أن يستقر أى مجتمع إلا تحت ظل الأمن، وقديماً قيل: الأمن نصف العيش، وإن مطلب الأمن يسبق مطلب الغذاء، فبغير الأمن لا يستساغ طعام ولا يهنأ بعيش ولا ينعم براحة. فقد يتحمل الإنسان الفقر والجوع والعطش ولكنه لا يمكن أن يعيش فى غياب الأمن. «الأمن» ليس كلمة تقال بل هو أمل ينشده الكثيرون فى العديد من دول العالم الآن، ونحن ولله الحمد نعيش فى وطننا مطمئنين على أرواحنا وأموالنا.
إن نعمة الأمن والاستقرار التى تتمتع بها مصر لم تأت صدفة، بل كانت نتيجة لجهد وعزيمة وإخلاص المصريين ووقوفهم خلف قيادتهم الحكيمة، وهو ما ساهم دوماً فى جعل مصر واحة للأمن والأمان.
وتُعد بلادنا مكاناً آمناً ومستقراً فى إقليم يعيش حالة الاضطراب، ووجهة للمستثمرين وبوابة للاستثمار فى دول المنطقة، بعد أن واجهنا تحديات اقتصادية، واليوم السوق المصرى يزخر بالفرص الواعدة لقطاعات عديدة، منها الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودعم الأفكار الريادية، والسياحة والتجارة وتعزيز الشراكات.
لم يكن لهذا الأمن أن يستتب لولا يقظة القيادة الحكيمة ورجال الأمن وتطهيرهم البلاد من كل من تسوّل له نفسه المساس بسلامة الوطن والمواطنين.
جهاز الأمن اليقظ لحماية الوطن مدعوم بكل الإمكانات المادية والبشرية لفرض النظام وسيادة القانون بمكافحة الجريمة وملاحقة أرباب السوابق والحرب على الإرهاب وتوجيه الضربات الاستباقية التى تباغت المجرمين قبل شروعهم فى مخططاتهم الخائبة.
الأمن ميزة لبلادنا تُضاف إلى ميزات أخرى كثيرة.
إننى وبصفتى نائباً لرئيس البرلمان العربى كانت خلال 11 عاماً على أجندة البرلمان العربى متابعة تطور الأحداث فى المنطقة وبلادها، فلسطين، العراق، لبنان، اليمن، سوريا، السودان، تونس، الصومال وليبيا.
وكانت كل جلسة نناقش فيها تطورات الأوضاع الأمنية أجدنى أقول الحمد لله على نعمة الأمن والأمان ببلدى من هول ما أسمعه وأراه خلال زياراتى من مآسٍ إنسانية فى تلك البلاد الشقيقة والعزيزة على الشعب المصرى.
قوتنا كدولة محورية هى فى وحدتنا خلف الرئيس القائد ومؤسسات الدولة وفى مقدمتها جيشنا العظيم، الذى صنفته منظمة جلوبال باور، المختصة بتصنيفات الجيوش عالمياً، التاسع عالمياً، متقدماً على إسرائيل وتركيا.
وكذلك وزارة الداخلية الشرطة الباسلة التى استطاعت أن تكتسب حب المواطنين وتسهر على خدمتهم، وكذلك الأجهزة الأمنية اليقظة ليل نهار لجمع المعلومات وتحقيق الأمان للشعب المصرى.
وقد بعثت كلمة الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية، بتوضيح مهم لسياسة مصر الخارجية التى تتسم بالتوازن والاعتدال الشديد والحرص على عدم إذكاء الصراعات، خاصة أن مصر ليس لديها أجندة خفية تجاه أحد، و«إن مصر اليوم لديها موقف ثابت لا يتغير، وموقف عادل تجاه قضية عادلة، وهى القضية الفلسطينية»، «علاوة على التأكيد بأن القوات المسلحة قوة رشيدة وأن الدولة المصرية ثابتة على موقفها فى دعم القضية الفلسطينية واستقرار وأمن المنطقة بتوازن واعتدال».
أخيراً وليس آخراً أختتم مقالى بأننا نعيش فى وطن بمقدراته، شعب وقائد وأرض ومؤسسات وطنية، فحافظوا على وطنكم لتظل رايته عالية خفاقة، ولننعم بنعمة الأمن والأمان.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوطن
إقرأ أيضاً:
هدف اليد يتكرر.. مارادونا يكتب التاريخ في مونديال 1986ونيمار يعيد المشهد| ما القصة؟
في واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم، لا يزال هدف الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا المعروف بـ"يد الرب" عالقا في ذاكرة الجماهير بعد ما يقارب أربعة عقود.
هدف يد الربهذا الهدف الشهير جاء خلال مواجهة نارية جمعت بين الأرجنتين وإنجلترا ، في ربع نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك، وساهم في تتويج "راقصي التانغو" بلقب البطولة.
مارادونا وقع على هدفين في تلك المباراة، أحدهما جاء بعد مراوغة مبهرة بدأت من منتصف الملعب واعتبر "هدف القرن"، بينما سجل الآخر بلمسة يد واضحة لم يرها الحكم في حينها، ما أثار جدلا واسعا استمر لسنوات.
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول مشروعية الهدف، قال مارادونا عبارته الشهيرة: "إنها يد الله"، التي تحولت لاحقًا إلى رمز تاريخي في عالم الساحرة المستديرة.
وقد بيعت القميص الذي ارتداه مارادونا في تلك المباراة ، بمزاد علني بمبلغ قياسي بلغ 9.3 مليون دولار، ليجسد الأثر العاطفي والرمزي لتلك اللحظة في ذاكرة كرة القدم العالمية.
نيمار يعيد المشهد ويغادر سانتوس مطروداوفي تكرار غير متوقع لتلك اللقطة الشهيرة، أعاد النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا المشهد بطريقة مثيرة للجدل، وذلك خلال مواجهة فريقه سانتوس أمام بوتافوغو ضمن منافسات الجولة الـ11 من الدوري البرازيلي.
نيمار، الذي يرجح أن تكون هذه مباراته الأخيرة بقميص سانتوس قبل نهاية عقده في 30 يونيو الجاري، تعرض للطرد بعد تسجيله هدفاً بيده على طريقة مارادونا.
اللاعب الشاب أثار الجدل منذ بداية اللقاء بتصريحات مستفزة تجاه جماهير الفريق الخصم، قائلاً: "سأسجل وسأذهب إليكم"، في إشارة إلى عزمه الاحتفال أمامهم.
وبعد تلقيه البطاقة الصفراء الأولى في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، عاد نيمار في اللحظات الأخيرة من اللقاء ليسجل هدفا غير شرعي بيده، ليلغي الحكم الهدف ويمنحه البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء مباشرة، ليغادر الملعب مطرود.
هذه البطاقة كانت رقم 16 في مسيرة نيمار الاحترافية، والخامسة له مع سانتوس، وآخر طرد كان قد تلقاه بقميص باريس سان جيرمان في ديسمبر 2022 خلال مواجهة ستراسبورغ في الدوري الفرنسي.
ومع توقف مباريات الدوري البرازيلي، في 12 يونيو استعدادا لفترة التوقف الدولي وكأس العالم للأندية، بات من المرجح أن تكون هذه المباراة هي الظهور الأخير لنيمار مع سانتوس، في نهاية مثيرة للجدل لمسيرة بدأت في الملاعب البرازيلية.