المعارضة السورية تتجهز لمعركة حلب والنظام السوري مستنفر
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
شمال سوريا- لم تشهد خطوط التماس بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري وحلفائها تعزيزات عسكرية مماثلة منذ سنوات، كتلك التي تمت خلال الأيام القليلة الماضية في جبهات ريف حلب شمال غربي سوريا، وسط أنباء متواترة عن معركة وشيكة ستطلقها المعارضة للسيطرة على مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري وعاصمته الاقتصادية.
وقالت مصادر خاصة للجزيرة نت إن النظام السوري دفع مؤخرا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف حلب الغربي، من الفرقة الرابعة، والفرقة 25 مهام خاصة، والفيلق الخامس، والحرس الجمهوري، تحسبا لأي هجوم عسكري محتمل لفصائل المعارضة.
وقالت المصادر إن قوات النظام رفعت سواتر ترابية وتحصينات عسكرية جديدة على خطوط الجبهات، وسط حالة استنفار شديدة تشهدها تلك القوات التي تقوم باستطلاع مستمر لخطوط التماس شمال غربي سوريا.
على الجهة المقابلة، أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين" التي تضم فصائل معارضة أبرزها "هيئة تحرير الشام" العاملة في إدلب استعدادها وجاهزيتها لأي تطور أو تصعيد في مناطق شمال غرب سوريا.
وقالت "الفتح المبين"، في بيان أمس السبت، إن دمشق وطهران "تمارسان عدوانا مستمرا على المدنيين في الشمال السوري، إذ شهدت الأسابيع والأيام الماضية عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي واستهدافا للآمنين.
وأكد البيان أن التصعيد أدى إلى موجات نزوح داخلية باتجاه المناطق الغربية والحدودية، مشيرا إلى اضطرار أكثر من 10 آلاف عائلة إلى ترك منازلها وقراها والتوجه نحو مناطق أكثر أمنا.
وأكد المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة العمليات العقيد مصطفى بكور أن النية للعمل العسكري موجودة، ولم تتغير منذ توقف القتال عام 2020، موضحا أن مرحلة الاستعداد والتحضير مستمرة، وتم إنجاز نسبة كبيرة منها على امتداد خطوط الجبهات.
وقال بكور -في حديث للجزيرة نت- إن السيناريو المتوقع هو عملية هجومية شاملة ومتزامنة ومنظمة بدقة على مختلف المحاور، "تؤدي إلى هزيمة كبيرة للمليشيات وبقايا جيش النظام، وتحرير ما أمكن من الأراضي، والتمسك بها لضمان عودة آمنة وكريمة للمهجرين".
وبشأن إمكانية وصول فصائل المعارضة لمدينة حلب، أكد بكور أن "الفصائل الثورية" تضع عينها على المدينة ومختلف المناطق السورية، "باعتبار أن المعركة معركة تحرير من احتلال أجنبي، وبما أن حلب تتميز بموقع جغرافي واقتصادي مهم وتعتبر العاصمة الثانية لسورية، فمن الطبيعي أن تكون هدفا للفصائل"، وفق قوله.
ويبدو الترقب سيد الموقف لدى غالبية سكان مناطق سيطرة المعارضة السورية، ليصبح الحديث عن المعركة هو السائد في أحاديث عامة السوريين في إدلب وريف حلب، وسط تباين في الآراء بين الحماس للمعارك والانتصارات والمخاوف من أي تبعات عسكرية على المدنيين.
وقال أمجد العمر -من أهالي ريف إدلب- إن هناك رغبة شعبية لدى الناس لفتح معركة، واستعادة المناطق التي سيطر عليها النظام السوري خلال السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن الظروف مناسبة في الوقت الحالي.
بالمقابل، أعرب النازح من ريف حلب صالح المحمد عن مخاوفه من أن يؤدي أي عمل عسكري إلى نتائج غير محسوبة على المدنيين، من خلال توسيع القصف واستهداف المدن والبلدات في "المناطق المحررة" بالطيران والصواريخ.
ظروف موائمةلا تبدو الأحداث الميدانية الإقليمية في الشرق الأوسط بعيدة عن تطورات الميدان في الشمال السوري، إذ يربط محللون بين الضربات الإسرائيلية التي تطال العاصمة السورية دمشق، بوصفها عنصرا من شأنه أن يضعف النظام السوري ميدانيا وعسكريا شمال البلاد.
وفي حديث للجزيرة نت، يرجح الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني أن تطلق المعارضة السورية المسلحة عملا عسكريا لسببين:
أولهما: اختلال موازين القوى، حيث حاولت فصائل المعارضة تحييد الطيران الروسي عبر علاقاتها مع الأطراف الداعمة لها، باعتبار الطيران هو الذراع الأقوى لصالح قوات النظام. والسبب الثاني هو ما يتعرض له النظام السوري من ضغط وضعف، بسبب الضربات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان وسوريا، وإمكانية توغل الجيش الإسرائيلي في سوريا.ووفق حوراني، فإن العمل العسكري المرتقب قد يكون على مرحلتين:
الأولى: باتجاه المناطق التي خسرتها المعارضة السورية عام 2019، بما يشمل معرة النعمان وخان شيخون وسراقب. ثم يليها المرحلة الثانية باتجاه مدينة حلب، لافتا إلى أن الفصائل العسكرية في شمال حلب سيكون لها دور ما، في ظل وجود تنسيق مع غرفة عمليات "الفتح المبين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المعارضة السوریة النظام السوری ریف حلب
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية: رد “حماس” على خطة ترامب أزمة كبرى لـ نتنياهو
#سواليف
وصفت تقارير إعلامية إسرائيلية موقف #حركة_المقاومة_الإسلامية “حماس” من #خطة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب لوقف العدوان على قطاع غزة و #تبادل_الأسرى، بأنه ” #فخ_سياسي_خطير” نصبته الحركة لـ ” #إسرائيل “، معتبرة أن الرد الفلسطيني أربك المشهد الداخلي الإسرائيلي وفتح أزمة جديدة أمام رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو.
وقالت صحيفة /معاريف/ الإسرائيلية المعارضة إن “حماس” ردت على المبادرة الأمريكية بعبارة “نعم، ولكن”، وهو ما اعتبره ترامب إنجازًا دبلوماسيًا، في حين بدا الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل في حالة ارتباك، وسط تحذيرات من أن أي خطوة قد تؤدي إلى تفكك الحكومة. وأضافت الصحيفة أن “الدراما الحقيقية انتقلت من غزة إلى تل أبيب”.
المحللة السياسية للصحيفة، آنا بارسكي، وصفت رد “حماس” بأنه “خدعة سياسية”، موضحة أن الحركة وافقت على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكنها رفضت “تفكيك المقاومة”، والوجود الدولي، وتشكيل حكومة غير فلسطينية. واعتبرت أن الرد “غامض بما يكفي لعدم اعتباره رفضًا، ومتحفظ بما يكفي لعدم اعتباره موافقة”.
مقالات ذات صلة حماس تنفي الادعاءات المفبركة حول مسار المفاوضات وتسليم السلاح 2025/10/05وأضافت بارسكي: “الدراما الحقيقية لا تدور في غزة، بل في تل أبيب، حيث تواجه إسرائيل فخًا سياسيًا ودبلوماسيًا شبه مستحيل: بعد أن قالت حماس: نعم، لكن، فإن أي لا إسرائيلية ستبدو سيئة”.
وأشارت إلى أن إسرائيل خاضت حربًا على غزة لمدة عامين دون هدف سياسي واضح، قائلة: “فقدنا وعينا واعتدنا على الاعتقاد بأن القوة العسكرية هي في الواقع سياسة. والآن، حين يقدم البيت الأبيض خطة مفاوضات منسقة مع الدول العربية وبدعم دولي، يتبين أن هذه اللغة لم تعد كافية، وعلى إسرائيل أن تُكيّف خطابها مع الواقع الجديد”.
وتابعت: “خلف الكواليس، تتشكل صورة معقدة: واشنطن منهكة من الحرب. ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض بوعد بإعادة الاستقرار للعالم، عازم على تحقيق إنجاز سريع في الشرق الأوسط. ورد حماس – وإن كان جزئيًا – يسمح له بالادعاء بأن الضغط نجح. بالنسبة له، حان دور إسرائيل لإظهار المرونة”.
واعتبرت بارسكي أن ما تواجهه إسرائيل اليوم هو “أكبر معضلة سياسية منذ عقد”، مضيفة: “ليست عسكرية، بل سياسية. كيف تحافظون على حكومة بينما يدفع البيت الأبيض باتجاه، ووزراؤكم يدفعون باتجاه معاكس؟ كيف تحافظون على مظهر الثبات، بينما يعتبره العالم رفضًا للسلام؟”.
وأوضحت أن إسرائيل تسعى حاليًا لتحقيق ثلاثة أهداف متوازية: طمأنة الإدارة الأمريكية، الحفاظ على السيطرة العسكرية قدر الإمكان، ومنع انهيار التحالف الحاكم – أو على الأقل تأخير انهياره.
وفي المقابل، يتفاعل العالم العربي بحذر. فالقاهرة وعمان والدوحة تتحدث عن بداية عملية سياسية، وتُعِدّ بهدوء آليات رقابية لليوم التالي، وسط إدراك جماعي بأن الفرصة سانحة.
يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أعلنت، الجمعة، موقفها الرسمي من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية، ومداولات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى لقاءات مع الوسطاء والأصدقاء، بهدف التوصل إلى موقف مسؤول يحمي ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه العليا.
وفي بيانها الرسمي، أعربت الحركة عن تقديرها للجهود العربية والإسلامية والدولية، ولجهود الرئيس الأمريكي، الرامية إلى وقف الحرب على غزة، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية فورًا، ورفض الاحتلال والتهجير القسري لسكان القطاع.
وأكدت “حماس” موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياء وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع توفير الظروف الميدانية اللازمة لتنفيذ العملية، معلنة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل” بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 234 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، معظمهم أطفال، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع، حتى باتت خارطة غزة شبه ممحية.