محمد الحوثي : شعبنا الذي دحر الاستعمار البريطاني من اليمن سيطرد المحتل الجديد قريبا الرهوي : الثورات الأكتوبرية ضد الغزاة والمحتلين مستمرة حتى تحرير كامل تراب الوطن

الثورة / سبأ

نظمت حكومة التغيير والبناء أمس، فعالية احتفالية بالعيد الـ 61 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، بحضور عضوي المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، والدكتور عبد العزيز بن حبتور، ورؤساء مجالس النواب يحيى علي الراعي، والوزراء أحمد غالب الرهوي، والشورى محمد حسين العيدروس.


وفي الفعالية أكد محمد علي الحوثي، أن ثورة الـ 14 من أكتوبر هي ثورة خالدة ومجيدة ولها عبق في التاريخ بما لها من قيم ومبادئ وبمواجهتها للطغيان والاستعمار البريطاني.. وقال” واجهنا في الماضي المحتل بالبندقية وسنواجهه اليوم بالصواريخ الفرط صوتية وغيرها”.
وأضاف” نقول لإخوتنا في عدن وبقية المحافظات المحتلة الذين لم يتمكنوا من رفع العلم الوطني بأن شمس الحرية والاستقلال سترونها قريبا على جبال شمسان وغيرها من المناطق”.
وأشار عضو السياسي الأعلى، إلى المعاناة الكبيرة التي يعيشها أبناء المحافظات المحتلة من تجويع وعدم استقرار أمني وما يمارسه الاحتلال والمرتزقة من اعتقالات وتعذيب في السجون وإخفاء وغيرها من المعاناة.
وأوضح أن الشعب اليمني واجه الأمريكان والبريطانيين والإسرائيليين طوال عشر سنوات ويواجههم حاليا بصورة مباشرة.
ولفت إلى أن المستعمر البريطاني خرج والشعب اليمني يمتلك البندقية وهذا هو مصير الاحتلال أكان في جنوب لبنان أم في فلسطين، ولنا في أمريكا الشاهد الحي عندما طٌردت من فيتنام في الماضي ومن أفغانستان مؤخرا.. مبينا أن أمريكا أنفقت 12 ترليون دولار في أفغانستان ثم خرجت بذلك المشهد المذل ومرتزقتها يتساقطون من عجلات الطائرات وهذا هو حال الاحتلال ومشهد نهاية الارتزاق.
وقال” إذا كانت أمريكا لم تستطع أن تنقذ مرتزقتها في أفغانستان وقد أنفقت ذلك المبلغ الضخم فإنها لن تحمي مرتزقتها هنا الذين يعيشون على الريال السعودي”.
وأشاد محمد علي الحوثي، بالعملية النوعية التي نفذها حزب الله أمس ضد العدو الصهيوني.. مباركا العمليات التي يقوم بها مجاهدو حزب الله في لبنان، وكذا العمليات التي ينفذها أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة رغم الوضع الصعب الذي يعيشونه.
وأكد أن الشعب اليمني قادر على صنع المعجزات وقد جربه الاستعمار البريطاني الذي نحتفي اليوم بذكرى هزيمته في ثورة الرابع عشر من أكتوبر.
وأشار عضو السياسي الأعلى، إلى أن البريطاني والأمريكي يعرفون ماذا تعني الجمهورية اليمنية، وماذا يعني الشعب اليمني، ويعرفون أيضا من هم المجاهدون في كل الجبهات، الذين كان العدوان يواجه الفرد منهم بصواريخ الطائرات.
وأوضح أن دول العدوان كانت تستخدم الأحزمة النارية في اليمن على مستوى الفرد الواحد والدراجة النارية ومع ذلك لم تستطع أن تحقق هدفا واحدا من أهدافها، وكما فشلوا في الماضي وانتصرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر، فشلوا اليوم في مواجهة شعبنا ويفشلون في غزة ولبنان.. مؤكدا أن النصر حليف محور القدس بإذن الله تعالى.
فيما استعرض رئيس مجلس الوزراء، مسيرة العمل الثوري لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من أعلى قمم ردفان الشامخة بقيادة المناضل الشهيد راجح غالب لبوزة وشخصيات ثورية كالشيخ الحوشبي والقعطبي والشيخ علوي السقاف وغيرهم الكثير.
ولفت إلى اللحظة التي تقاطرت خلالها القوى الشعبية التحررية من كل مناطق اليمن لتنخرط في العمل الفدائي والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني انطلاقا من صنعاء وتعز والبيضاء لتنتقل إلى جبهات الشقب وحالمين وأبين وشبوة والضالع.
وتطرق الرهوي إلى المناخ التحرري الذي ساد عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، واللذين انتفضت خلالهما الشعوب العربية ضد المستعمر الأوروبي البريطاني والفرنسي والإيطالي، مشيرا إلى المبررات الخبيثة التي اعتمد عليها المستعمر البريطاني لاحتلال عدن عام 1839م، بعد أن طمع بموقعها الاستراتيجي على خط الملاحة الدولية.
ونوه بالضربات المتتالية للثوار ضد المستعمر والتي كان لها دورها في انتصار الثورة وسرعة تحقيق الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967م، متطرقا إلى دورات الصراعات التي نشبت في فترات متعددة عقب الاستقلال.
وقال ” كانت صنعاء الملاذ الآمن لثوار 14 أكتوبر، وما زالت حتى اليوم ملاذا لكل من يتعرض للمضايقات في المحافظات الجنوبية المحتلة، كما كانت عدن قبل الوحدة المباركة ملاذا لمن يتعرض للمضايقات في صنعاء”.. مشددا على أن وحدة الإنسان اليمني كانت قائمة قبل 22 مايو 1990م، وستظل قائمة بإذن الله مهما حاول الأعداء والمحتلون الجدد تشويهها أو الإساءة إليها أو النيل منها.
وأشار الرهوي إلى أن الثورات الأكتوبرية ضد المستعمر مستمرة ما بين ثورة اليمن وثورة أبناء الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني التي انطلقت شرارتها في الـ 7 من أكتوبر 2023م، والتي احتفل اليمن بذكراها الأولى قبل أيام.
وأكد وقوف حكومة التغيير والبناء إلى جانب الأشقاء في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية وفي مناطق الداخل الفلسطيني المحتل ومواصلة إسناد المقاومة الحرة الأبية في فلسطين ولبنان حتى وقف العدوان الصهيوني على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وعبر رئيس مجلس الوزراء عن الشكر لكل الحاضرين ومن ساهم في الترتيب والإعداد لهذه الفعالية إحياء لهذه المناسبة الوطنية المهمة في تاريخ شعبنا ونضالاته المتواصلة ضد المعتدين الطامعين.
وفي الفعالية، التي حضرها النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونواب رئيس مجلس الشورى محمد الدرة وعبده الجندي وضيف الله رسام، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، أكد وزير الثقافة والسياحة، الدكتور على اليافعي، أهمية الاحتفاء بالعيد الـ 61 لثورة الـ 14 من أكتوبر الخالدة.
وأشار إلى أن هذه الثورة شكلت نقطة تحول مضيئة في تاريخ الأمة ونضالها ضد المحتل وتحقيق الحرية والاستقلال.. مؤكدا أن هذه المناسبة مثلت وقفة شجاعة في وجه الاحتلال البريطاني الذي استغل واضطهد شعبنا لفترة طويلة من الزمن.
ولفت إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يمثل فرصة لاستذكار تضحيات الشهداء من أجل الحرية والاستقلال.
وقال “نحن اليوم نخلد ذكراهم من خلال الاستمرار في مقاومة الاحتلال والتدخل الأجنبي في بلادنا”، موضحا أن شعبنا يواجه مرة أخرى تحديات مماثلة فمنذ العام 2015 تعرضت أجزاء من اليمن للاحتلال من قبل تحالف العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي، بالتعاون مع المرتزقة الذين خانوا وطنهم.
وأضاف: “لقد رأينا الأدوار الغادرة للذين باعوا مصالح بلادهم للقوى الأجنبية، واليوم نرى الخيانة نفسها تتكرر من قبل أولئك الذين تحالفوا مع المعتدين المطبعين مع العدو الصهيوني، ولم يجرؤوا على أن ينطقوا بكلمة واحدة دفاعا عن الشعب الفلسطيني المظلوم، ولكننا لن نتراجع ولن ننهزم والله مولانا ولا مولى لهم”.
وأشار وزير الثقافة والسياحة إلى أن القيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي جسدت آفاق الرؤية أمام التغيير والبناء كي يواصل الشعب اليمني خوض نضال بطولي من أجل تحرير كامل الأرض والجزر والتراب الوطني.
وأكد أن احتلال جزء من أراضي الوطن لن يدوم، داعيا كل أحرار الوطن إلى العمل بمختلف الوسائل لمناهضة المحتل السعودي الإماراتي ومرتزقته وعملائه وإجباره على المغادرة وإنهاء وجوده في المحافظات الجنوبية والشرقية والجزر اليمنية.
فيما أكدت كلمة المناضلين، التي ألقاها مشعل الردفاني، أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، وما تحمله من دلالات تعزز من دور النهج الثوري التحرري المتأصل لأبناء الشعب اليمني عبر التاريخ.
وأوضحت أن الشعب اليمني، يحتفي اليوم بذكرى ثورة 14 أكتوبر التي سطر فيها أروع صور النضال الوطني ضد المستعمر البريطاني، مشيرا إلى أن الوطن اليوم يخوض نفس التجربة ضمن معركة التحرر من الوصاية منذ أكثر من تسع سنوات بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وأشارت إلى موقف اليمن المشرف حينما لم يتخل رغم العدوان عن دوره تجاه القضايا المصيرية، وانطلق وبقوة فاعلة في أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة المظلومين في قطاع غزة ولبنان.
تخلل الفعالية لوحة استعراضية بعنوان ” أكتوبر النصر”، وقصيدة عن أهمية المناسبة.

الضالع .. حفل خطابي بالعيد الـ 61 لثورة أكتوبر
من جانبها نظمّت المنطقة العسكرية الرابعة والسلطة المحلية بمحافظة الضالع أمس حفلاً خطابياً بمناسبة العيد الـ ٦١ لثورة الـ ١٤ من أكتوبر المجيدة.
وفي الحفل الذي حضره محافظو عدن طارق سلام وشبوة عوض العولقي والمهرة القعطبي علي الفرجي وأبين صالح الجنيدي وسقطرى هاشم السقطري، أكد القائم بأعمال محافظ الضالع عبداللطيف الشغدري، أن ثورة الـ 14 من أكتوبر جسدت صمود الأحرار في دحر المستعمر البريطاني البغيض والذي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية الصامدة لتصنع يوم جديد من الحرية والاستقلال.
واعتبر ثورة 14 من أكتوبر نقطة انطلاق للتحرر من الوصاية والهيمنة الخارجية، لافتاً إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يتزامن مع الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى” في الـسابع من أكتوبر الذي أرّق وأقلق الصهاينة المحتلين، بعد عام من الصمود في مواجهة كيان العدو الصهيوني المدعوم من دول الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا رأس الشر في العالم.
وعبر الشغدري عن فخر أبناء الضالع وعدن ولحج وأبين وحضرموت والمهرة وسقطرى وأحرار اليمن والأمة العربية والاسلامية بمواقف قائد الثورة المشرفة في دعم وإسناد أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني إزاء ما يتعرضون له من عدوان وحرب إبادة جماعية تجاوزت الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية والأخلاقية.
من جانبه أكد محافظ عدن سلام، على واحدية الثورة اليمنية الـ ١٤ أكتوبر و٢١ سبتمبر التي جاءت ضد الهيمنة والاستعمار والوصاية والارتهان.
وعدّ ثورة 14 من أكتوبر المجيدة مناسبة وتاريخاً مشهوداً في ماضي وحاضر اليمن وبفضلها تحرر جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني الذي جثم على صدور اليمنيين ودنس أرضهم لقرابة قرن وربع من الزمن، حتى انطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان وسار ركب الثوار الذي دحر قوى الغزو والاحتلال.
وأفاد سلام بأن هذه المناسبة تأتي وما يزال جزءاً من الوطن يرزح تحت وطأة الاحتلال الجديد الذي يحلم بعودة الماضي .. مؤكداً أن كفاح اليمنيين ونضالهم لن يتوقف حتى تحرير كافة أراضيهم من الاحتلال البغيض.
وتطرق إلى خطورة الدور الذي يمارسه المحتل ومرتزقته في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، من عبث وتدمير ونهب مستمر للثروات والموارد وانتهاك للسيادة واستهداف للنسيج الاجتماعي، وسياسة التجويع والترهيب التي باتت إحدى وسائل المحتل لإسكات الأصوات المناهضة له.
ولفت محافظ عدن إلى أن ممارسات الاحتلال وسلوكه الإجرامي اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، يؤكد استمرار المساعي البريطانية لاستهداف اليمن ومحاولة استعادة هيمنتها التي تقهقرت أمام صمود وبسالة ثوار 14 أكتوبر.
بدوره اعتبر محافظ شبوة العولقي، ثورة الـ 14 من أكتوبر بداية لانطلاق مرحلة الكفاح المسلح من جبال ردفان لطرد الاحتلال البريطاني الذي جثم على أرض جنوب الوطن 129 عاماً.
وبين أن ثورة الـ 14 أكتوبر المجيدة ما تزال تمثل محطة ثورية يستلهم منها اليمنيون أعظم معاني النضال والتضحية لانتزاع حريتهم واستقلالهم وسيادتهم من المحتل بالقوة، وتجسد انحيازهم وانتصارهم لتاريخهم النضالي المشرف الرافض لكل أشكال الوصاية والاحتلال عبر كافة مراحل التاريخ القديم والحديث.
وقال المحافظ العولقي :”تطل علينا اليوم الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر في ظل أحداث ومعطيات ومستجدات دولية ساهمت مع الأسف في إعادة جزء من الوطن إلى الوقوع تحت الاحتلال السعودي الإماراتي بدعم أمريكي، وبريطاني وصهيوني، الذين يحاولون إخضاع جنوب اليمن لمشاريعهم القذرة التي تختبئ وراء شعارات زائفة”.
وأكد أن الشعب اليمني أدرك بعد أكثر من ثماني سنوات من الاحتلال، كذب ادعاءاتهم ومبرراتهم بعد أن رأى ما يمارسونه من نهب ممنهج لثروات الجنوب وعدم تقديم أي شيء للمواطن الذي يعيش أوضاعاً مزرية ويفتقر لأبسط الحقوق والخدمات الأساسية.
في حين أشار مساعد قائد المنطقة الرابعة العميد علي الشرفي إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية التي أخضعت المملكة التي وصفت بالعظمى من قبل أحرار اليمن في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه.
ولفت إلى أن بريطانيا وإن كانت سيطرت على جنوب اليمن لعقود من الزمن، إلا أنها ورغم جبروتها طردت بطريقة مهينة، ما يؤكد أن المحتلين الجدد من الأعراب وشذاذ الآفاق من الإماراتي والسعودي ومن لف لفهم لن يدوموا ومصيرهم زائل.
وتطرق العميد الشرفي إلى أن التاريخ يعيد نفسه اليوم في دحر وإفشال مخطط الأمريكي، والبريطاني والغربي على حد سواء من أي هيمنة على القرار اليمني .. مضيفاً “جاءت ثورة الـ ٢١ سبتمبر لتكشف الأقنعة والدول المطبعة بثورة استطاعت في عشر سنوات أن تنتقل من الدفاع إلى الهجوم على عمق الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية انتصاراً لدماء الشهداء ومظلومية الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن اليمن بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كان له شرف الدفاع عن فلسطين والأقصى .. لافتا إلى الدور السلبي للدول المطبعة في اتخاذ مواقف سلبية تجاه الشعب والقضية الفلسطينية.
تخلل الحفل بحضور قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية في المحافظة قصائد شعرية.
تصوير/فؤاد الحرازي

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كلمة السر «أكاديمية التغيير».. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 43»

- المخطط بدأ بشكل علني من خلال سعد الدين إبراهيم ومؤتمر الأقليات عام 1994

- فكرة الأكاديمية بدأت بثلاثة شباب تم تدريبهم في «لندن» بدعم إخواني

- عناصر «6 أبريل» استهدفوا تنفيذ المخطط انطلاقًا من أحداث «المحلة»!

- «مشروع مستقبل التغيير في العالم العربي» مهد لأحداث 25 من يناير 2011

هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشت فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم في أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتي.

أروى هذه الشهادات بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.

الصراع مع سعد الدين إبراهيم أحد رموز التطبيع مع إسرائيل

منذ عام 1994 بدأ الصراع بيني وبين د.سعد الدين إبراهيم أحد رموز التطبيع مع إسرائيل، وصاحب مركز ابن خلدون المعروف بتبنيه مواقف معادية لثوابت الدولة الوطنية. لقد دعا سعد الدين إبراهيم في عام 1994 إلى مؤتمر يعقد في قبرص تحت عنوان «حقوق الأقليات في العالم العربي».

وقد أعلن سعد الدين إبراهيم أن اختياره وقع على قبرص التي رحبت بعقد المؤتمر على أراضيها بسبب رفض كافة العواصم العربية عقد المؤتمر، وتأمين استضافته، ومنذ هذا الوقت بدأ الصراع بيني وبين سعد الدين إبراهيم الذي اتهمته بخدمة أجندات أجنبية ومحاولة السعي لتفتيت كيان الدولة الوطنية عبر إثارته للنعرات الطائفية والعرقية.

كان سعد الدين إبراهيم يركز في حديثه حول ما كان يسميه بغياب حقوق «الأقليات» في مصر والعالم العربي، وقد ازدادت شراسة الحملة التي كنت أخوضها إعلاميًا ضد هذا المشروع، وهو الأمر الذي دعا عمرو أديب في وقت لاحق إلى استضافتي أنا وسعد الدين إبراهيم على شاشة قناة «أوربت»، وكان من العجيب يومها أن سعد الدين إبراهيم رفض أن تجرى المقابلة وجهًا لوجه، فتقرر إجراء الحوار معنا، كل في استوديو خاص به داخل ذات المساحة بالاستوديو الرئيسي للقناة.

سعد الدين إبراهيم

كان الصراع بيني وبين سعد الدين إبراهيم يتصاعد، وعندما تلقى مبلغ عشرة ملايين دولار عبر مشروع «فوزه للديمقراطية» كان الصراع قد بلغ مداه، حيث اتهمته بإزدراء الأديان وإثارة الفتنة ويتوجب محاكمته، خاصة بعد أن أعلن عن مواقفه وتمويله في وسائل الإعلام.

وعندما قام سعد الدين إبراهيم بزيارة تل أبيب في عام 2018 قلت: إنه اعترف قبل ذلك أنه يتلقى تمويلًا من جامعة حيفا الإسرائيلية، وأنه زحف إلى هناك مجددًا «كخائن».

كنت أدرك منذ البداية حقيقة الدور الذي يقوم به سعد الدين إبراهيم ومعه داليا زيادة التي كانت تلعب دورًا خفيًا في إثارة الفتنة والإساءة لمصر من خلال التقارير التي كانت تعدها في المركز وتسلمها للسفارات الأجنبية، وعندما جاءت بعد ثورة 30 يونيو لتقدم نفسها للسلطات المصرية باعتبارها داعمة للثورة، كنت قد اعترضت على ذلك، وقلت أن من خان بلاده مرة مستعد أن يخونها ألف مرة، وبالفعل لقد أكدت الأيام صدق ما قلت، فعندما ما لم تحصل على ما تريد من السلطة، سافرت إلى الولايات المتحدة، ومن هناك أعلنت دعمها لإسرائيل، وعدائها ضد مصر.

أكاديمية التغيير

كنت أدرك منذ البداية أن المخطط ليس وليد التو أو اللحظة، بل هو مخطط قديم، يستهدف تجنيد العديد من العناصر والشباب حتى يكونوا خنجرًا في ظهر الوطن.

كانت هذه العناصر قد تم إعدادها انتظارًا للحظة الحاسمة، فلم يكن الإخوان وحدهم على الساحة.

لقد سعوا أيضًا إلى تحريك الآليات والتنظيمات المساعدة لهم، والتى شاركوا فى إقامتها ودعمها لتكون أدواتهم لتمرير المخطط.

كانت «أكاديمية التغيير» هى واحدة من تلك الآليات التى حققت نتائج سريعة ومبهرة.

بدأت فكرة «أكاديمية التغيير» فى أوائل عام 2005 عندما سافر ثلاثة من الشبان إلى لندن بزعم البحث عن عمل، وهم هشام مرسى صهر القيادى الإخوانى يوسف القرضاوي، ووائل عادل العضو السابق بجماعة الإخوان والذى استقال منها شكليًا فى عام 2004، وأحمد عبد الحكيم الباحث المقرب من جماعة الإخوان المسلمين.

وبعد أن وصلوا إلى لندن التقوا عددًا من النشطاء الغربيين والأمريكيين، تدارسوا معهم فكرة التغيير في مصر والعالم العربي.

لقد قيل إن الشبان الثلاثة تأثروا في هذا الوقت بأفكار منظمة «أوتبور» الصربية ونظريات المفكر الأمريكي «جين شارب» وتلميذه «بيتر أكرمان»، وبدأوا في إنشاء موقع إلكتروني للترويج لأفكار التغيير السلمى من خلال المظاهرات والإضرابات مع بعض العناصر في مصر والعالم العربي.

لقد أشار النشطاء الثلاثة في بيان إنشاء هذه الأكاديمية في لندن عام 2006 إلى أنهم يستهدفون من وراء إنشائها تطوير صناعة التغيير، وتزويد الحركات والأحزاب السياسية بأدوات الفعل الاجتماعى والسياسي لتكون قادرة على ممارسة التغيير والتحول الحضاري.

وفى عام 2005 كان قد وصل إلى القاهرة وائل عادل أحد مؤسسي هذه الأكاديمية لإلقاء محاضرة في دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام حول «العصيان المدني» حضرها نحو ثلاثين شخصًا ينتمون إلى حركة «كفاية».

ويبدو أن هذه المحاضرة والنظرية المطروحة قد وجدت طريقها فعليًا إلى شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى فى محاولة لاستغلال الأحداث التى اندلعت بالشركة، نتيجة تدنى رواتب العاملين، خاصة مع تصاعد الأحداث والاعتصامات داخل الشركة منذ ديسمبر عام 2006 حيث أضرب نحو عشرين ألف عامل لمدة ستة أيام بسبب عدم صرف العلاوات.

فى هذا الوقت سعت حركة شباب 6 أبريل إلى تصعيد الأحداث والمشاركة فيها.

لقد أطلقت الحركة فى هذا الوقت دعوة على مواقع التواصل الاجتماعى لدعم إضراب عمال المحلة، وقام عدد منهم بالذهاب إلى هناك محملين بالمنشورات واللافتات، وكان الهدف هو إشعال الاحتجاجات ودفعها إلى الخروج عن السلمية التى كانت ميزة لها.

لقد استمرت الإضرابات والاعتصامات فى شركة المحلة عدة أيام، وقد سعت عناصر حركة 6 أبريل وغيرها من الحركات إلى استفزاز الشرطة فتطورت الأوضاع سريعًا، وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع، والرصاص فلقى ثلاثة مصرعهم وأصيب العشرات، وتم اعتقال عدد كبير من العاملين والنشطاء.

كانت «أكاديمية التغيير» قد سبق أن بثت فيلمًا مع بداية تأسيسها على الإنترنت مدته ثمانى دقائق يشرح للمتظاهرين كيفية مواجهة الشرطة خلال الاحتجاجات، وكيفية حمايتهم لصدورهم وظهورهم باستخدام دروع مصنوعة من البلاستيك والورق المقوي، وأيضًا يشرح الفيلم طريقة التخلص من آثار الغاز المسيل للدموع عن طريق تغطية الوجه بمحارم ورقية مشربة بالخل أو الليمون أو عصير البصل، وقد جرى تطبيق هذا السيناريو حرفيًا خلال هذه الاحتجاجات عبر عناصر حركة شباب إبريل وغيرها، وكانت هذه الأحداث بداية انطلاق الحركة فى الشارع المصرى.

وفى نوفمبر من نفس العام عقدت فى نيويورك «قمة تحالف الحركات الشبابية»، شارك فيها العديد من النشطاء ومن بينهم عدد من شباب ٦ إبريل بحضور عدد من المسئولين الأمريكيين وممثلين عن موقع «جوجل».

وفى الثالث من ديسمبر عقد لقاء آخر شارك فيه عدد من المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية وبيت الحرية الأمريكى وشخصيات أمنية أمريكية، وكان أيضًا من بين الحاضرين وفد من حركة 6 إبريل.. وبعدها زار القاهرة وفد من منظمة «بيت الحرية» الأمريكية الممولة من الكونجرس والتقى مع عدد من شباب 6 إبريل وناقش معهم إمكانات التغيير السلمى في مصر ودورهم خلال الفترة القادمة.

كانت عمليات تدريب النشطاء التي أشرف عليها في مصر شخص يدعى «هشام بحار» تمضى على قدم وساق، وكان كتاب «بيتر اكرمان» وأطروحة الدكتوراه «كيف يمكن للشعوب المقموعة إزاحة القوى الشمولية من دون خيارات عسكرية» قد بدأ يتداول على نطاق واسع بين مجموعات الشباب المرتبطة بـــ 6 إبريل وكفاية وغيرها.

برامج الشراكة

كانت الأوضاع تتطور سريعًا، والنشطاء يتزايدون، وحتى عام 2007 كان قد جرى إخضاع حوالى 47 ألف مصري للبرامج الأمريكية التي تنضوي تحت إطار برامج «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية»، وفى عام 2008 وصل العدد إلى 150 ألف مصري تم إعدادهم لمهمة التغيير وتجنيد أعداد كبيرة منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قبل ذلك وفى فبراير 2006، كانت الخارجية القطرية قد دعت إلى عقد منتدى المستقبل الذى حمل عنوان «مستقبل التغيير فى العالم العربي» برعاية أمريكية قطرية.

ويحكى الكاتب الصحفى عبد العزيز الخميس فى مقال له بالميدل إيست أون لاين فى 8 يوليو 2011 وقائع ما حدث فى هذا المؤتمر، حيث كتب يقول «فى مطلع فبراير 2006 عقد فى الدوحة «منتدى المستقبل» وسط اهتمام كبير من قبل الحكومتين القطرية والأمريكية»، وقال «فى إحدى الردهات خرج د.عبد العزيز الدخيل، الاقتصادى السعودى المعروف بقوميته العربية المفرطة، غاضبًا، وقال إنه ذاهب ليلملم أغراضه من غرفته فى الفندق وسيعود للرياض على أول طائرة».

وقال: «عندما سألته وما هو السبب والمؤتمر فى أول يوم له؟ كان رد الدخيل صارمًا فقال: هذا المنتدى ليس سوى حلقة نقاش وإعداد للمؤتمرات من قبل المخابرات الأمريكية».

وقال الكاتب: إن هذا التعليق لم يفت عليه، وتم تعريضه للتمحيص فى كل الحلقات النقاشية التى قام بحضورها.

وقال: «لقد تبين لى أن الدخيل كانت لديه حاسة شم عالية، وأن هناك مشروعًا قطريًا-أمريكيًا يعد على هدوء، قوامه التحفيز على الإصلاحات الديمقراطية وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني».

وقال: «فى غرف مغلقة كانت كلمات مثل الديمقراطية، التغيير الواجب، التحفيز، التدريب، والعمل على دعم الراغبين فى تغيير الأنظمة، قد أصبحت من كثرة تداولها فى أيام انعقاد المؤتمر أمرًا لا يلفت الانتباه قدر حضها على التفكير فى كيفية تطبيق هذه المسميات الجميلة لدى أى راغب فى الإصلاح».

وقال: «لقد كان بيل كلينتون وابنته يتنقلان من غرفة إلى أخرى حاملين معهما عبارات المجاملة والحض على الخروج بأفكار جديدة ومنتجة، وفى منتديات تبعت ذلك المنتدى بدت كونداليزا رايس أكثر رشاقة وهى تضع يديها على طاولات فندق «الريتز» القطرى متسائلة ماذا بعد؟».

وقال الكاتب: «تطورت الأفكار سريعًا، وبدأ العمل جديًا، وإن كانت مهمة التغيير قد انحصرت فى طرفين هما الولايات المتحدة وقطر، وبين لقاءات مستمرة وممانعة من قبل دول متعددة، ومقاومة شرسة من دول أخرى، وضح أن هناك مشروعًا للتغيير تمت صياغته فى لقاءات متعددة ضمن «منتدى المستقبل» أو خارجه، بحضور مسئولين ونشطاء لدول متعددة، أو فقط بحضور مسئولين قطريين وأمريكيين».

وقال: «بعد جهد طويل خرج ما يطلق عليه «مشروع مستقبل التغيير فى العالم العربي»، وتم توزيع المهام، قطر تعمل على جانب الإسلاميين، وأمريكا على جانب آخر، وهو الجانب المنفتح من الشباب الليبراليين، وهو ما اسفر عن تحفيز الشباب على قيادة التغيير باستعمال أدوات الإعلام الحديث والاتصال الإلكترونى من فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها».

وفى 12 يناير 2009 عقد بمركز «كمال أدهم» بالجامعة الأمريكية ندوة مفتوحة للنشطاء شارك فيها «جيمس جلاسمان» وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة وثمانية من نشطاء المدونين على الإنترنت والذين لعبوا بعد ذلك دورًا خطيرًا في أحداث ثورة 25 يناير، وذلك في إطار مشروع أطلق عليه «الحياة الأخرى» هدفه التواصل مع أي شخص في العالم ويتيح لمشتركيه الحوار والاجتماع عبر شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي.

وكان من بين الذين شاركوا في هذا الاجتماع وائل عباس ومحمود صابر وميرال بيرينجى وأحمد بدارى ودينا بسيونى ومحمد يحيى وآخرون.

وفى هذا الاجتماع، قال «جلاسمان» إن أمريكا تشجع الديمقراطية في الدول التي تقمع الديمقراطية مثل مصر، وقال إنهم يتواصلون مع سعد الدين إبراهيم وأيمن نور في سبيل ذلك، وقال إن أمريكا دعت سبعة من النشطاء لحضور مؤتمر حركات الشباب في سبتمبر 2008 وإن بعضهم تخوف من الحضور ولم يحضر سوى الناشط السياسي «أحمد صلاح» مؤسس حركة 6 أبريل، الذى لعب دورًا كبيرًا في تجنيد بعض الشباب في هذه الحركة.

وفى 19 إبريل 2010 حضر «جيمس جلاسمان» مؤتمر «صناعة المعارضة» في منظمة جورج بوش لدعم حرية الشعوب حول العالم برعاية «بيت الحرية» الأمريكي، وقد تم تجميع نشطاء من الصين وإيران وروسيا ومصر وسوريا وفنزويلا وكوبا لهذا الغرض.

وكان من أبرز من شاركوا في مصر وفق ما هو منشور «وائل غنيم، وائل عباس، محمود سالم، منى الطحاوي، دينا جرجس، كريم عامر، علاء عبد الفتاح، منال حسن، مايكل نبيل، أحمد ماهر، عمرو غريبة، باسم سمير، إسراء عبد الفتاح، مالك مصطفى، سلمى سعيد، رضا عبد الرحمن، عبير العسكري، رامي السويس، أحمد بدوي، أحمد دروبي، محمد الشرقاوي، كريم البحيري، حسام الهندي، أدهم الصفتي، محمد الطاهر، أمانى التونسي، محمد خالد، طارق مبروك، مينا جرجس، بسمة موسى، إسراء مصطفى، هانى نذير، إسراء رشيد، محمد رفعت، فيليب رزق، شاهيناز عبد السلام، مسعد سليمان، أيمن منصور، أمير عبد المقصود، عماد الدفراوي، حسام الحملاوي، إسكندر الأمراني».

وكان موضوع المحاضرة التي ألقاها «جلاسمان» على المشاركين هو ما سماه بنظرية «جذور العشب»، حيث تتغلغل عناصر الهدم داخل مؤسسات الدولة المستهدفة، وبحيث يصعب اقتلاعها كما تتغلغل وتنتشر جذور العشب تحت الأرض.

وتعتمد هذه النظرية في تطبيقها على ممارسة الضغط الشعبي، مما يجعل عناصر الهدم لا تقتصر فقط على بعض المتآمرين وإنما عبر القيام بحملة واسعة لتجنيد أعداد كبيرة من العملاء عن طريق غزو عقولهم بالحرب النفسية والتفكيك الفكري.

لقاء كونداليزا رايس

لقد وضحت حقيقة هذه المؤامرة منذ البداية، ولذلك لم يكن غريبًا أن تتلقى كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق وصاحبة نظرية الفوضى الخلاقة شكرًا خاصًا من أحمد صلاح مؤسس حركة 6 إبريل عندما التقت وفدًا من الحركة في مايو 2011 أي بعد نجاح الثورة عندما قال لها «نحن ممتنون لكم لأنكم ساعدتمونا على تكوين حركتنا في 2004 - 2005 ولكن أيضًا كان من الصعب علينا حين خذلتمونا في ذلك الوقت، فقد ذهب أغلبنا للسجن، وكدت أقتل داخل السجن، وكنت مستعدًا للموت، كنا نتوقع التغيير وننتظره، لكنه لم يحدث حتى نهاية عهد جورج بوش الابن، وكنت طوال ذلك الوقت أتساءل لماذا؟ وأريد سماع إجابة لماذا خذلتمونا بينما كنا ممتلئين بالأمل في التغيير وكنا في الطريق لتحرير مصر وعديد من دول العالم العربي في 2005 - 2006.

وهنا أجابت كونداليزا بالقول «دعنى أقل لو كنا خذلناكم، فهذا ليس بسبب عدم محاولة الولايات المتحدة التى لم يكن فى استطاعتها دومًا دفع الأحداث فى الاتجاه الذى تريده، ومع ذلك فقد اسقطنا فى مكان كالعراق ديكتاتورًا كان يمثل خطرًا على السلام والأمن القومى الأمريكي، لقد كان لدينا طرق مباشرة للإصرار على التغيير المباشر للديمقراطية، ولكن فى حالة مصر، لم يكن لدينا طرق مباشرة للتعامل مع مصر مثل تعاملنا مع البرنامج النووى الإيرانى أو غيره، فمبارك لم يكن متعاونًا بهذا الشأن، فحاولنا الحديث عن القيم، وحاولنا منح الشعب المصرى الفرصة للحديث عن الحرية، وقد منحنا 50% من دعم الولايات المتحدة الديمقراطية لمجموعات ليست مسجلة بالحكومة المصرية، وهذه كانت صفعة للحكومة المصرية، ولا أريد أن أحرج الرئيس السابق جورج بوش، لكن هناك سبب فيما يخص، لماذا لم يأت مبارك إلى الولايات المتحدة منذ عام 2004، فلم يستطع الرئيس الأمريكى جلب الرئيس المصرى إلى الولايات المتحدة وهناك سبب قوى لذلك وليس له علاقة بالصراع الإسرائيلى الفلسطيني، بل له علاقة بعلاقتنا بصناعة الثورة فى مصر، فنحن استخدمنا الأدوات التى نملكها».

كانت تلك هى كلمات كونداليزا رايس التى تكشف فيها عن حجم المؤامرة التى دبرت ضد مصر باسم «صناعة الثورة» فكانت الفوضى وانهيار المؤسسات، وكان الهدف هو إسقاط الدولة.

كونداليزا رايس

لقد تولى الثلاثة الذين أسسوا أكاديمية التغيير إصدار عدد من الكتب المهمة التى كانت بمثابة دليل عملى لما سمى بالثوارث العربية فى البلدان العربية المختلفة ومن بينها مصر، وهى سلسلة كتب بالثورات، ومنها حرب اللاعنف، الخيار الثالث، الدروع الواقية من الخوف، حلقات العصيان المدني، و«زلزال العقول» الجزء الأول والجزء الثاني.

ومنذ البداية كانت كافة المؤشرات تؤكد أن دور هذه الأكاديمية والهدف من إنشائها محاط بالشبهات وأن الهدف من وراء إنشائها مرتبط بمخطط الشرق الأوسط الجديد، وأنها تتلقى تمويلات من جهات عديدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد كشفت الباحثة والصحافية الروسية «أنا فارفو لومييغا» فى مقالها المهم الذى حمل عنوان «أداة أمريكا مبادرة الشراكة الشرق أوسطية» عن تفاصيل هذا المخطط، حيث قالت إن أمريكا وبعد تفجيرات سبتمبر، اعتمدت موارد ضخمة لإنشاء 350 برنامجًا مختلفًا فى التعليم والثقافة والمعلومات للترويج للديمقراطية ولإيجاد جماعة جديدة من المواطنين العرب المستعدين للتركيز إيجابيًا على قيم وسياسات أمريكا، وتم دمج تلك البرامج عام 2002 تحدث لافتة «مبادرة دعم الشراكات فى الشرق الأوسط»، أو «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية».

وينشرها موقع «الجمهور» يوم «الجمعة» من كل أسبوع، شهادة الكاتب والبرلماني مصطفى بكري عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها، خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي.

اقرأ أيضاًخفايا الدعم الأمريكي للإخوان.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 42»

شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري:الإخوان وطريق الألف ميل

شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: المؤامرة على الرئيس مبارك

شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: أسرار البرلمان الموازي

مقالات مشابهة

  • من هو سعيد إيزادي الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في طهران؟
  • حكومة الجمهورية اليمنية “التغيير والبناء” تدين العدوان الأمريكي على إيران
  • قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
  • الشعب الجمهوري: ثورة 30 يونيو أسست لعصر جديد من الاستقرار والبناء
  • فعاليات متنوعة في احتفالية يوم الشباب الخليجي بصحم
  • البيوضي: تجاهل برلين لحكومة الدبيبة تأكيد على نهاية دورها السياسي
  • كلمة السر «أكاديمية التغيير».. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 43»
  • لندن تستعد لمظاهرة حاشدة غدا دعما لغزة ورفضا للتواطؤ البريطاني مع الاحتلال
  • بعد الضربات الإيرانية.. نتنياهو بين كابوس 7 أكتوبر وورطة الإقليم
  • محافظ البحر الأحمر السابق: الروس تظاهروا تأييدًا لثورة 30 يونيو في الغردقة