غالانت: إسرائيل لن تفرض "خطة تجويع" في غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
قال مسؤولون إسرائيليون، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، في مكالمة هاتفية أول أمس الأحد، أن قوات الجيش لن تنفذ خطة اقترحها جنرالات إسرائيليون سابقون، لقطع المساعدات عن شمال غزة .
وحسب موقع "أكسيوس" الإخباري، أغلقت إسرائيل المعابر الرئيسية المؤدية إلى شمال غزة في الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عندما جددت هجومها العسكري.
وأوضح أنه لم يعد بوسع أي طعام أو إمدادات أخرى، أن تدخل المنطقة التي يعيش فيها حالياً أكثر من 400 ألف فلسطيني.
Israel won't impose "starvation plan" in Gaza, defense minister tells U.S. https://t.co/HPJ4KGp35J
— Axios (@axios) October 14, 2024 بين النزوح والمجاعةوبدأت القوات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، عملية برية جديدة في بلدة جباليا شمال مدينة غزة، وأمرت المدنيين الفلسطينيين في المنطقة بإخلائها.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مهند هادي، في بيان الأحد، إن "الضغوط تتزايد على الفلسطينيين الذين ما زالوا في شمال غزة للمغادرة جنوباً".
وأضاف أن "الحصار العسكري الذي يحرم المدنيين من الوسائل الأساسية للبقاء على قيد الحياة، أمر غير مقبول، ويجب ألا يضطر المدنيون إلى الاختيار بين النزوح والمجاعة".
وأثارت الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في شمال غزة، مخاوف جدية في إدارة بايدن والأمم المتحدة، من أن إسرائيل تنفذ خطة اقترحتها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، والتي اكتسبت زخماً داخل مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي.
وتنص الخطة على فرض حصار على شمال قطاع غزة، والسماح لحوالي 400 ألف مدني فلسطيني بمغادرته، ثم تجويع مقاتلي حماس الذين يبقون في المنطقة حتى يستسلموا.
وقال البنتاغون إن "أوستن أعرب لغالانت عن قلقه إزاء الوضع الإنساني المتدهور في شمال غزة، وأكد أنه يجب اتخاذ خطوات في أقرب وقت لمعالجته".
وقال مسؤولون إسرائيليون إن "غالانت أوضح لأوستن خلال مكالمتهما، أن إسرائيل لا تنفذ خطة الجنرالات المتقاعدين، ولا تفرض حصاراً على شمال غزة".
من جهته، قال مسؤولون إسرائيليون إن "غالانت كرر هذه الرسالة، في اتصال هاتفي مع السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك لو، أمس الإثنين".
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي للسفير الأمريكي، أن "الجيش الإسرائيلي فتح معبر زيكيم في شمال غرب غزة، وأن شاحنات الإسعافات الأولية دخلت الإثنين".
وزعمت القوات الإسرائيلية، أن 30 شاحنة محملة بالدقيق والمواد الغذائية من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، دخلت أمس الإثنين، من ميناء أسدود عبر معبر زيكيم إلى شمال قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن "هذه هي أول شحنة مساعدات تصل إلى شمال غزة، منذ الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري".
ولفت المسؤول إلى أن أياً من الشاحنات الـ 30 التي دخلت شمال غزة، لم تصل إلى جباليا، مشيراً إلى أنه سيتم التنسيق لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى جباليا خلال الأيام المقبلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل شمال غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
من الرصيف العائم إلى حكم العشائر والفقاعات.. فشل للاحتلال بملف المساعدات في غزة
منذ شن الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، في تشرين أول/أكتوبر 2023، سعى إلى التحكم بالمساعدات الإنسانية، وكيفية دخولها إلى القطاع، بعد فرض حصار كامل وتجويع على السكان.
واتخذ الاحتلال من ملف المساعدات الإنسانية والغذاء في القطاع، سلاحا، من أجل كسر الفلسطينيين، فضلا عن خلق واقع يجعله يتحكم بحياة السكان، ويخضعهم في ظل رفضهم الاحتلال.
وسعى الاحتلال على مدار شهور العدوان، إلى القيام بعدة مشاريع، فشلت جميعا، في تحقيق ما يهدف إليه، من السيطرة المباشرة على المساعدات وإخضاع الفلسطينيين بالسير وراء مشاريعه للاحتلال العسكري لغزة.
ونستعرض في التقرير التالي، أبرز المشاريع التي فشلت الاحتلال فيها بفرض سيطرته على القطاع من بوابة المساعدات:
الرصيف العائم:
عقب حصار خانق وتجويع وحشي مارسه الاحتلال على سكان قطاع غزة، وخاصة شمال قطاع غزة، خرج الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في آذار/مارس 2024 بخطة لإيصال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، عبر البحر، من قبل رصيف عائم تبنيه البحرية الأمريكية قبالة ساحل غزة.
وتقضي الخطة، بنقل المساعدات من جزيرة قبرص، بحرا، عبر سفن، إلى الرصيف العائم الأمريكي، ثم تقوم سفن أخرى بنقله إلى لسان أرضي أقيم في البحر على شاطئ غزة قبالة محور نيتساريم، وتسليمها إلى شاحنات لتدخل إلى شمال القطاع المحاصر والمعزول بالكامل فيه حينه.
وفي أيار/مايو، بدأت مشاكل الرصيف البحري الأمريكي بالظهور، وبسبب الأمواج العالية انفصلت أجزاؤه عن الهيكل، وانجرفت باتجاه شاطئ عسقلان في الداخل المحتل.
وتكرر انفاصل الرصيف العائم مرارا، وتعرض لدمار جسيم، نتيجة الأموال العالية، والأحوال الجوية، ولم يدخل من المساعدات سوى القليل، واضطرت الولايات المتحدة في نهاية المطاف لتفكيك الرصيف العائم، وإنهاء المشروع برمته.
حكم العشائر
عقب الموجة الأولى من العدوان على غزة، خرج وزير حرب الاحتلال المقال يؤآف غالانت، بفكرة سيطرة مجموعات عشائرية على غزة، من أجل التحكم بالمساعدات.
وكانت فكرة غالانت، تقضي بتقسيم غزة وخاصة شمال القطاع، إلى مناطق ونواح، توكل كل واحد لعشيرة معينة، للسيطرة على المكان وتوليها بنفسها مسألة المساعدات.
وزعم غالانت أن هناك عشائر بغزة، معروفة لدى الجيش والشاباك، ستقوم بإدارة الحياة المدنية لفترة مؤقتة، لاستبعاد السلطة تماما من المشهد، وهزيمة حماس وفق قولهم، وسيقوم الاحتلال بعملية تدريب وتمكين لهذه العشائر في المناطق المحددة.
لكن فكرة العشائر فشلت في أول اختبار لها، بعد إدخال وفد أممي، إلى شمال قطاع غزة، وعقد اجتماع مع المخاتير، من أجل تسليمهم ملف توزيع المساعدات والتعاون، معهم، والذين بدورهم رفضوا الفكرة، واًصروا على أن الشرطة الفلسطينية في القطاع هي الجهة المخولة بتأمين المساعدات، ولا يمكنهم أن يكونوا بديلا عنها، إضافة إلى إصدار العشائر الفلسطينية في غزة بيانات ترفض فيه أي تعاون مع الاحتلال وتأكد على حق الفلسطينيين في المقاومة، وضرورة وجود الشرطة لتأمين المساعدات.
الفقاعات الإنسانية:
عقب فشل المحاولات السابقة، خرج غالانت بفكرة أخرى، أطلق عليها اسم الفقاعات الإنسانية، وتعتمد على تقسيم غزة لمئات المربعات الأمنية، التي يحمل كل منها رقما.
وتقوم خطة غالانت على الهجوم على هذه المناطق، والسيطرة عليها بالكامل واحتلالها، ثم العمل على تدريب متعاونين من الاحتلال، وتسليمهم المناطق، تكون هذه الجهات موالية للاحتلال وتتعاون مع جهات دولية.
ولا يقصر دور هذه العناصر المسلحة على الحكم المدني والسيطرة على المناطق، بل مساعدة جيش الاحتلال، في مواجهة المقاومة الفلسطينية والتخلص من مناصريها، وبقاء جيش الاحتلال في المناطق كذلك وتزويد القوات المتعاونة بكافة الوسائل التي تساعد على تشكيل ما وصفه بحكومة بديلة.
لكن خطة غالانت فشلت، مع تصاعد خلافاته مع نتنياهو، بشأن العمليات العسكرية التي فشلت في غزة، خاصة بعد فشل الهجوم على خانيونس ورفح وعدم استعادة الأسرى الذين زعم الاحتلال أن العمليات هناك لأجل استعادتهم.
الأنزالات الجوية:
في ظل تفاقم عملية التجويع التي مارسها الاحتلال، على مناطق غزة، خاصة شمال القطاع، خرجت الولايات المتحدة، بفكرة إنزال المساعدات الجوية، عن طريق الجو، بالتعاون مع عدد من الدول العربية.
وبدأت عمليات الإنزال الجوي، في أواخر شباط/فبراير 2024، بالتنسيق مع قوات الاحتلال، وألقيت المساعدات عبر مظلات ضخمة، وكان تحمل أطعمة جاهزة جنوب وشمال القطاع.
واستخدمت طائرات شحن عسكري كبيرة، محملة بطرود من المساعدات، لكن العملية تعرضت لإشكاليات كبيرة، منها فشل الكثير من عمليات الإنزال في وصول المساعدات إلى القطاع، وسقوطها في الأراضي المحتلة عام 1948، ومواقع سيطرة قوات الاحتلال.
كما سقطت الكثير من المظلات في عمق بحر قطاع غزة، وأتلفتها مياه البحر، فضلا عن عدم قدرة الغزيين على الوصول إليها وإطلاق النار عليهم من زوارق الاحتلال، وانجراف المساعدات إلى شواطئ الاحتلال.
كما تسببت عدة عمليات إنزال في استشهاد الكثير من الفلسطينيين، بعد سقوطها عليهم وإصابة آخرين، كما سقطت طرود دون مظلات بعد تمزقها، إضافة إلى قلة كميات المساعدات التي ألقيت على غزة ولم تساهم في حل عملية التجويع التي تسبب بها الاحتلال.