الضوء لا يخبو.. تأملات في المسرح ومستقبله..جديد د. سعيد السيابي
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
الشارقة - "العُمانية": صدرت حديثًا عن الهيئة العربية للمسرح كتاب جديد للدكتور سعيد بن محمد السيابي، حمل عنوان "الضوء لا يخبو.. تأملات في المسرح ومستقبله"، ويتوزع على فصول ثلاثة، تبحر في ظواهر وعروض ونصوص رأى المؤلف من المفيد نشرها مجتمعة، بعد أن نشرها في عدد من المنابر المختلفة على شكل مقالات متفرقة.
وحفل الكتاب الذي يقع في 114 صفحة بإحالات إلى أعمال مسرحية في سلطنة عُمان وخارجها.
ويأتي إصدار السيابي الجديد ضمن ثلاثة إصدارات للهيئة العربية للمسرح، وأما الكتاب الثاني فهو من تأليف الدكتور جاستن جون بيلي، أستاذ الفنون في جامعة جوبا بجنوب السودان بعنوان "المسرح والحرب.. البحث عن السلام والعدالة والمساواة".
ويركز هذا الكتاب على تجارب مسرح الهواة، والمسرح في مناطق الصراع والنزوح، ويرصد هذه التجربة التي انطلقت صغيرة وموسمية في مناطق الهامش في السودان، واستمرت دون أن تتوقف، وكبرت ونضجت وأصبحت واحدة من أهم التجارب المسرحية في السودان في وقت ما.
وعملت هذه التجربة على إعادة تشكيل هوية المسرح السوداني على مستوى الموضوع المسرحي، والتمثيل، والأزياء، والاكسسوارات، والديكور، وبناء الصورة المشهدية والسينوغرافيا والإخراج، والنقد والتنظير المسرحي على المستوى المهني، وفي الممارسة على المستوى الأكاديمي في كلية الموسيقى والدراما.
ومن السودان أيضًا جاء الكتاب الثالث للمخرج حاتم محمد علي، بعنوان "المسرح والتنمية.. من تجارب المسرح التفاعلي في السودان"، ويؤكد الكتاب على أن المسرح لا يستطيع أن يكون مستقلًا عن التنمية، وقد وثق المؤلف للكثير من تجارب المسرح التفاعلي.
وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله في تصريح له إن الهيئة ومن باب التركيز على تجارب مسرحية في ثلاث مساحات جغرافية هي السودان وجنوب السودان وسلطنة عُمان، تريد أن تضع هذه التجارب في موقع الاطلاع والفحص من قبل الدارسين والباحثين، مشيرًا إلى أن الكتب الثلاثة اعتنت بالأثر الذي يتركه المسرح في مختلف الأوضاع، فالمسرح له دور تنموي فاعل، ويزداد أهمية حين تضطرب أحوال العالم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الإضاءة الاصطناعية تطيل عمر النباتات في المدن
في المدن التي لا تنام، لا تنام النباتات أيضا. هذا ما تكشفه دراسة علمية جديدة نشرت يوم 16 يونيو/حزيران في مجلة "نيتشر سيتيز" حيث رصد فريق من الباحثين تغيرا لافتا في سلوك النباتات داخل المدن الكبرى، سببه الضوء الاصطناعي وحرارة العمران المتزايدة.
وخلصت الدراسة إلى أن موسم النمو في المناطق الحضرية بات أطول بنحو 3 أسابيع مقارنة بالمناطق الريفية، وهو فارق زمني كبير يحمل دلالات بيئية واقتصادية لا يستهان بها.
الدراسة التي غطت 428 مدينة في نصف الكرة الشمالي، من نيويورك إلى بكين، ومن باريس إلى طهران، اعتمدت على تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات دقيقة حول درجات الحرارة القريبة من سطح الأرض وشدة الإضاءة الليلية، إلى جانب مؤشرات نمو النباتات خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2020.
تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة "لين مينج" -أستاذة علوم الأرض والبيئة في جامعة فاندربلت الأميركية- إن نتائج الفريق أظهرت أن "الإضاءة الليلية الصناعية ليست مجرد مسألة جمالية أو أمنية في المدن، بل باتت عاملا بيئيا يغير من إيقاع الحياة النباتية".
وتوضح الباحثة في تصريحات لـ"الجزيرة.نت" أن النباتات في المدن تبدأ موسم النمو أبكر بـ12.6 يوما في المتوسط، وتنهيه متأخرا بـ11.2 يوما مقارنة بالريف، ما يعني فعليا أن النباتات الحضرية تنشط نحو 3 أسابيع إضافية سنويا.
وبحسب مينج، فإن التأثير الأوضح للضوء لم يكن في تسريع النمو فحسب، بل في تأخيره للتوقف. "ما أدهشنا هو أن نهاية الموسم في المدن تتأخر بصورة ملحوظة، ما يطيل الفترة التي تنمو فيها الأوراق ويستمر فيها التمثيل الضوئي، وهذا له آثار تراكمية على البيئة".
لم تكتف الدراسة برصد التأثير الزمني، بل قاست قوة الإضاءة الصناعية وتوزيعها الجغرافي، ووجدت أن شدة الإضاءة تتزايد كلما اقتربنا من مراكز المدن، مما يعزز تأثيرها على النبات بشكل تدريجي.
إعلانورغم أن المدن الأميركية كانت الأشد سطوعا، فإن بداية موسم النمو كانت أبكر في المدن الأوروبية، تليها الآسيوية، ثم الأميركية. وتشير الدراسة إلى أن نوع المناخ يلعب دورا في هذه الفروق، إذ كان تأثير الضوء الصناعي في تسريع النمو واضحا في المناطق ذات الصيف الجاف أو الشتاء البارد دون فترات جفاف.
تفتح هذه النتائج الباب على أسئلة لم تكن تطرح من قبل عند تصميم البنية التحتية للمدن. هل يمكن أن تتداخل الإضاءة الليلية مع النظام البيئي للنباتات؟ وهل يجب علينا إعادة التفكير في طريقة إضاءة شوارعنا وحدائقنا العامة؟ وفقا للمؤلفة الرئيسية للدراسة.
ترى "مينج" أن الجواب نعم، وتضيف: "يجب ألا نغفل أن أنظمة الإضاءة الجديدة -خصوصا مصابيح LED التي أصبحت معيارا عالميا- تبعث أطيافا ضوئية أقرب إلى الطيف الذي تستشعره النباتات، ما يجعل تأثيرها البيولوجي أقوى مما كنا نعتقد".
وتوصي الدراسة بأن يأخذ مخططو المدن في الاعتبار الآثار البيئية للإضاءة، سواء من حيث شدتها أو نوعها، بحيث يتم تطوير تقنيات أكثر "حساسية نباتيا" توازن بين الأمان البشري وسلامة البيئة الحضرية. الأمر لا يتوقف على الحدائق فقط، فمواسم النمو الطويلة قد تعني أيضا تغيرات في أنماط الحساسية لدى البشر، وامتداد فترات انتشار بعض الحشرات، وربما حتى تغيرات في جودة الهواء.
ورغم أن الدراسة ركزت على نصف الكرة الشمالي، فإن نتائجها تكتسب أهمية عالمية، خصوصا مع استمرار التوسع العمراني في الجنوب العالمي، حيث تتزايد كثافة المدن وينتشر الضوء الصناعي بوتيرة سريعة. وفي ظل غياب تخطيط بيئي دقيق، قد تتكرر آثار "الليل المضيء" التي رصدت في باريس وبكين، في مدن مثل لاغوس والقاهرة ونيودلهي.