الشارقة - "العُمانية": صدرت حديثًا عن الهيئة العربية للمسرح كتاب جديد للدكتور سعيد بن محمد السيابي، حمل عنوان "الضوء لا يخبو.. تأملات في المسرح ومستقبله"، ويتوزع على فصول ثلاثة، تبحر في ظواهر وعروض ونصوص رأى المؤلف من المفيد نشرها مجتمعة، بعد أن نشرها في عدد من المنابر المختلفة على شكل مقالات متفرقة.

وحفل الكتاب الذي يقع في 114 صفحة بإحالات إلى أعمال مسرحية في سلطنة عُمان وخارجها.

ويأتي إصدار السيابي الجديد ضمن ثلاثة إصدارات للهيئة العربية للمسرح، وأما الكتاب الثاني فهو من تأليف الدكتور جاستن جون بيلي، أستاذ الفنون في جامعة جوبا بجنوب السودان بعنوان "المسرح والحرب.. البحث عن السلام والعدالة والمساواة".

ويركز هذا الكتاب على تجارب مسرح الهواة، والمسرح في مناطق الصراع والنزوح، ويرصد هذه التجربة التي انطلقت صغيرة وموسمية في مناطق الهامش في السودان، واستمرت دون أن تتوقف، وكبرت ونضجت وأصبحت واحدة من أهم التجارب المسرحية في السودان في وقت ما.

وعملت هذه التجربة على إعادة تشكيل هوية المسرح السوداني على مستوى الموضوع المسرحي، والتمثيل، والأزياء، والاكسسوارات، والديكور، وبناء الصورة المشهدية والسينوغرافيا والإخراج، والنقد والتنظير المسرحي على المستوى المهني، وفي الممارسة على المستوى الأكاديمي في كلية الموسيقى والدراما.

ومن السودان أيضًا جاء الكتاب الثالث للمخرج حاتم محمد علي، بعنوان "المسرح والتنمية.. من تجارب المسرح التفاعلي في السودان"، ويؤكد الكتاب على أن المسرح لا يستطيع أن يكون مستقلًا عن التنمية، وقد وثق المؤلف للكثير من تجارب المسرح التفاعلي.

وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله في تصريح له إن الهيئة ومن باب التركيز على تجارب مسرحية في ثلاث مساحات جغرافية هي السودان وجنوب السودان وسلطنة عُمان، تريد أن تضع هذه التجارب في موقع الاطلاع والفحص من قبل الدارسين والباحثين، مشيرًا إلى أن الكتب الثلاثة اعتنت بالأثر الذي يتركه المسرح في مختلف الأوضاع، فالمسرح له دور تنموي فاعل، ويزداد أهمية حين تضطرب أحوال العالم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أفريقيات في سدة الحكم.. تجارب رائدة وتحديات متجذرة

على مدار العقدين الماضيين، شهدت القارة الأفريقية وصول عدد من النساء إلى سدة الحكم في ظروف سياسية واقتصادية متباينة، مما شكّل تحوّلا نوعيا في الحضور النسائي ضمن مراكز القرار. ومع تعاظم هذا الحضور، بات لزاما الوقوف على "تجارب النساء في الرئاسة" في القارة، وتحليل أوجه نجاحها والتحديات التي واجهتها.

إيلين جونسون سيرليف أثناء تكريمها بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الليبيرية ليما غبوي واليمنية توكل كرمان (الفرنسية) الريادة من ليبيريا

كانت البداية عام 2006 حين أصبحت إيلين جونسون سيرليف أول امرأة تتولى رئاسة جمهورية أفريقية بعد انتخابها في ليبيريا، قبل أن يعاد انتخابها لولاية ثانية عام 2011 وتنهي فترة حكمها في يناير/كانون الثاني 2018.

قادمة من خلفية اقتصادية وخريجة جامعة هارفارد، تسلمت سيرليف الحكم في بلد أنهكته حرب أهلية خلّفت مئات الآلاف من الضحايا ودمّرت مؤسساته، غير أنها نجحت -وفق تقارير محلية ودولية- في تحقيق الاستقرار، وترميم البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وإعادة إحياء مؤسسات الدولة.

في عام 2011، فازت بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الليبيرية ليما غبوي واليمنية توكل كرمان، تقديرا لدورها في دعم السلام وحقوق النساء. لكن تجربتها لم تَخْلُ من الانتقادات، حيث واجهت اتهامات بالمحسوبية إثر تعيين نجليها في مناصب اقتصادية مرموقة.

ورغم ذلك، حرصت سيرليف في أكثر من مناسبة على التأكيد أن تجربتها يجب أن تلهم نساء أخريات في أفريقيا، وهو ما حدث جزئيا بعد تولي جويس باندا رئاسة ملاوي عام 2012 إثر وفاة الرئيس بينغو وا موثاريكا، لتكمل ولايتها حتى عام 2014.

جويس باندا أول رئيس في تاريخ ملاوي (أسوشيتد برس) النساء في وجه "الهيمنة الذكورية"

يرى الأكاديمي الكيني الأميركي ديفيد موندا، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة نيويورك سيتي، أن القيادتين النسائيتين الأبرز -سيرليف وباندا- قدمتا نموذجا في دول تطغى عليها هيمنة الذكور على مراكز القرار.

الأكاديمي الأميركي من أصل كيني ديفيد موندا (الجزيرة)

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الرئيستين وصلتا إلى الحكم مدعومتين بخبرات سابقة في مناصب حكومية، وتمكنتا من تهدئة الأزمات السياسية في بلديهما.

إعلان

فبينما عملت باندا على إدارة فراغ مفاجئ في الحكم، أعادت سيرليف بناء ليبيريا من رماد حرب أهلية.

ويرى موندا أن التحديات التي واجهتهما كانت متباينة: ففي ليبيريا، تعاملت سيرليف مع إرث الانقسامات العرقية والصراعات بين المكونات السكانية، بينما واجهت باندا في ملاوي تبعات الاستعمار البريطاني والتوترات العرقية المستمرة.

وخلص موندا إلى أن كلتا القائدتين قدمتا أداء فاق توقعات السياقات السياسية والاقتصادية لدولتيهما، وفتحتا الباب واسعا أمام القيادات النسائية رغم استمرار السيطرة الذكورية على الفضاء السياسي.

سامية سولوهو الرئيسة الحالية لتنزانيا (رويترز) مناصب عابرة لتحديات دائمة

إلى جانب سيرليف وباندا، تولّت سيدات أخريات مناصب رئاسية في ظروف انتقالية، مثل كاثرين سامبا بانزا التي قادت جمهورية أفريقيا الوسطى بين عامي 2014 و2016، وسعت لتعزيز مشاركة النساء في صنع القرار والدفاع عن ضحايا العنف.

وفي موريشيوس، تولّت أمينة غريب فقيم الرئاسة عام 2015، وهي عالمة بيولوجيا بارزة، ركزت على التوعية البيئية وتشجيع العلوم، قبل أن تستقيل عام 2018 إثر قضية فساد.

وفي تنزانيا، تولّت سامية سولوهو حسن الرئاسة عام 2021 بعد وفاة الرئيس جون ماغوفولي، لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد، ومن المتوقع أن تُكمل ولايتها حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025.

أما في إثيوبيا، فرغم أن منصب الرئيس شرفي، فإن تعيين سهلورق زودي رئيسة للجمهورية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 اعتُبر خطوة رمزية مهمة نحو إشراك النساء في أعلى هرم السلطة.

كما شهدت دول أخرى تجارب مماثلة لنساء في مواقع متقدمة، سواء كنائب رئيس أو رئيسة وزراء، من بينها بوروندي وتونس وجنوب أفريقيا والغابون وغينيا بيساو.

صوت نسوي

ترى الناشطة السودانية ندى فضل، رئيسة منظمة "الاستجابة للتنمية الدائمة"، أن التحديات التي تواجهها النساء في طريقهن إلى القيادة لا تزال جسيمة، على خلفية تهميشهن عن دوائر القرار، وضعف التمكين المؤسسي والمجتمعي.

وأوضحت، في حديثها للجزيرة نت، أن النظم السياسية في العديد من الدول الأفريقية "لم تُصمم" في الأصل لاحتضان القيادات النسائية، داعية إلى إصلاح عميق يشمل فتح المجال أمام النساء وتعزيز ثقافة المساواة.

ولفتت إلى ظاهرة تكليف النساء بالقيادة في أوقات الأزمات، كما حدث مع سيرليف، معتبرة أن ذلك يكشف في الوقت ذاته عن مدى قدرة النساء على القيادة في أصعب اللحظات، مطالبة بدعمهن في جميع الأوقات وليس فقط عند اشتداد الأزمات.

مقالات مشابهة

  • التعرضات العرفية عند الكتاب العموميين: أداة السماسرة لتضيع الحقوق وابتزاز المستثمرين بإقليم الحوز :
  • أفريقيات في سدة الحكم.. تجارب رائدة وتحديات متجذرة
  • الهيئة السعودية للمياه تطلق تقرير الاستدامة الأول لعام 2024م
  • نداء أهل القبلة.. في ندوة لـ حكماء المسلمين بمعرض الكتاب الإسلامي بجاكرتا
  • اتحاد الكتاب العرب يستنكر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران
  • محافظ بورسعيد يبحث مقترح استضافة المهرجان القومي للمسرح المصري
  • الدبيبة يهاجم المسؤولين عن طباعة الكتاب المدرسي ويدعو إلى توطينها داخل ليبيا
  • «كل عُمان» .. تجارب ملهمة ومساحات للحوار مع الشباب
  • تكريم فاتن سعيد في المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن مسلسل «لام شمسية»
  • ميلاد الحصادي: المهندس بالقاسم حفتر أعاد هيبة المسرح الوطني بدرنة