تصميم الوظيفة.. ورضا المُعلمين
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
فاطمة بنت سالم المرزوقية **
fatma.almarzoqi@moe.om
في دراسة أجريناها بعنوان "أثر تصميم الوظيفة على الالتزام الوظيفي والرضا الوظيفي بين المُعلمين في محافظة شمال الباطنة بسلطنة عمان" ونُشرت في المجلة الدولية المُتقدمة في العلوم الاجتماعية (IJASOS - International E-Journal of Advances in Social Sciences)، سعينا إلى التركيز على تحليل أثر تصميم الوظيفة على الرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي بين المُعلمين في محافظة شمال الباطنة.
وجاءت هذه الدراسة في ظل الحاجة المُلحّة إلى تبني مُمارسات حديثة تتماشى مع التطورات العالمية في إدارة الموارد البشرية، خصوصًا في القطاع التعليمي الذي يواجه العديد من التحديات التي تعوق تحقيق الرضا الوظيفي الكامل والالتزام المهني. وتكمن مشكلة الدراسة في عدم تطبيق المؤسسات التعليمية للتطورات الحديثة في تصميم الوظائف؛ مما أثر سلبًا على مستويات الرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي بين المُعلمين؛ حيث إن الكثير من المُعلمين والمُعلمات يعانون من غياب نظم واضحة للترقيات، إضافة إلى نقص في التدريب المستمر؛ مما جعل هذه العوامل تُشكل عقبة أمام تحقيق بيئة عمل مُحفِّزة وداعمة للمُعلمين والمُعلمات. وبالتالي، هدفت الدراسة إلى تشخيص مستوى تصميم الوظيفة والرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي لدى المعلمين، وكذلك إلى اختبار العلاقة بين هذه المتغيرات الثلاثة.
وقد اعتمدنا في بحثنا على المنهج الوصفي التحليلي، والذي يهدف إلى جمع البيانات حول تصميم الوظيفة ومدى تأثيره على الرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي. كما استخدمت الباحثة استبانة مكونة من 45 عبارة موزعة على ثلاثة محاور رئيسية، وتم توزيعها على عينة عشوائية تتألف من 300 مُعلم ومُعلمة. وقَدمتْ نتائج التحليل الوصفي والإحصائي رؤيةً واضحةً حول طبيعة العلاقة بين تصميم الوظيفة والرضا الوظيفي؛ مما يوفر نظرة مُعمقة للتحديات التي يواجهها المعلمون في بيئة العمل. وتمثلت نتائج الدراسة في وجود علاقة إحصائية دالة بين تصميم الوظيفة وبين الرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي. وأظهرت النتائج أن تحسين تصميم الوظائف يؤدي إلى رفع مستويات الرضا بين المُعلمين، كما يعزز من التزامهم بأداء مهامهم. وبالتالي، يعتبر تحسين تصميم الوظيفة أحد العوامل الرئيسية في رفع كفاءة العمل التعليمي. وإضافة إلى ذلك، فقد أشارت الدراسة إلى الحاجة لتبني أنظمة ترقية أكثر شفافية وعدلًا؛ بما ينعكس إيجابًا على معنويات المُعلمين واستعدادهم لبذل المزيد من الجهد.
ومن بين التوصيات التي خرجنا بها من الدراسة: ضرورة تفعيل مؤشرات الأداء الوظيفي بحريّة بين المُعلمين والمُعلمات كعامل أساسي لتحفيزهم وزيادة رضاهم. كما أوصت بضرورة وضع نظام ترقيات واضح يعزز من رضا المعلمين ويشجعهم على مواصلة العمل بجدية. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أهمية تنفيذ برامج تدريبية مستمرة للمُعلمين والمُعلمات بهدف تحسين مهاراتهم وتمكينهم من أداء مهامهم بشكل أكثر فعالية. كذلك، دعت الدراسة إلى إعادة النظر في تصميم الوظائف التعليمية ليتماشى مع التطورات الحديثة في المجال، وتعزيز قنوات التواصل بين الإدارة والمُعلمين والمُعلمات لضمان تلبية احتياجاتهم وأخذ مقترحاتهم في الاعتبار.
ولا شك أن هذه الدراسة تمثل خطوة إلى الأمام لتحسين بيئة العمل في المدارس بسلطنة عُمان؛ إذ إن الاهتمام بتصميم الوظائف واعتماد أنظمة عادلة للترقيات وبرامج تدريبية مستمرة لا يُسهم فقط في تعزيز الرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي؛ بل ينعكس أيضًا على جودة التعليم وأداء المُعلمين والمُعلمات.
وعليه نرى أنه ينبغي على مؤسسات التعليم تبنِّي استراتيجيات حديثة لإدارة الموارد البشرية، بهدف تطوير العملية التعليمية وتحقيق مستويات عالية من الرضا بين المُعلمين والمُعلمات.
والله من وراء القصد.
** باحثة ومشرفة تربوية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
طعام محبب للملايين حول العالم قد يسبب مرضا مميتا
كشفت دراسة جديدة، أن الإفراط في تناول طعام محبب لدى الملايين، قد يؤدي إلى تغيرات ضارة في الأمعاء، تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
وكشفت الدراسة التي أجرتها كلية بايلور للطب في أمريكا، وشملت 34 مشاركا، معظمهم من الرجال، أن تناول كميات كبيرة من الجبن قد يقضي على البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى التهابات مزمنة، وهي عوامل مرتبطة بتطور السرطان في القولون على المدى الطويل.
وأوضح الباحثون أن الجبن، كمنتج مخمّر، قد ينتج خلال عملية التخمير مركبات تؤثر سلبا على توازن ميكروبيوم الأمعاء لدى بعض الأفراد، خاصة أولئك الذين لديهم حساسية تجاه الأطعمة المخمّرة، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وأظهر التحليل أن المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من الجبن، انخفضت لديهم مستويات بكتيريا “Bacteroides” و”Subdoligranulum”، وهما نوعان من البكتيريا المعروفة بدورها الحيوي في حماية القولون، والحفاظ على جهاز مناعي سليم.
في المقابل، أظهرت الدراسة أن أولئك الذين تناولوا كميات أكبر من الحليب ومنتجات الألبان الأخرى (باستثناء الجبن) كانت لديهم نسب أعلى من بكتيريا “Faecalibacterium”، وهي بكتيريا مفيدة معروفة بخصائصها المضادة للالتهابات.
ومن اللافت أن الدراسة لم تجد أي صلة واضحة بين تناول الزبادي وتقليل الالتهاب، رغم سمعته كغذاء مفيد لصحة الأمعاء.
من ناحيته، بيّن خبير الطب الباطني في نيويورك، الدكتور ستيوارت فيشر، أن للميكروبيوم دورا أساسيا في تطور أمراض القولون، مؤكدا أن “الأطعمة التي تسبب التهابات معوية، مثل بعض أنواع الجبن، قد تكون عاملا مساهما في الإصابة بسرطان القولون لدى بعض الأشخاص”، ونصح فيشر بالوقاية من خلال إجراء تنظير القولون المنتظم وتناول البروبيوتيك يوميا.
من جانبها، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة لي جياو، إنها شخصيا تفضل استبدال الجبن ومنتجات الألبان بالتوفو والحمص كمصادر صحية للبروتين والكالسيوم، مشددة على أن “الاعتدال هو الأساس” في استهلاك منتجات الألبان، خاصة الجبن الغني بالدهون المشبعة، التي ارتبطت سابقا بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
وخلص الباحثون في دراستهم، أن صحة القولون ترتبط بشكل وثيق بتوازن البكتيريا المعوية، وأن بعض مكونات الجبن قد تعطل هذا التوازن لدى فئة معينة من الناس، ما يعزز الدعوة إلى تناول هذه المنتجات باعتدال، واعتماد أساليب وقائية مبكرة، مثل الفحوصات الدورية.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب