عين ليبيا:
2025-06-21@04:59:39 GMT

العدالة فوق المصالح السياسية

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

في الآونة الأخيرة، ظهرت عليّنا بعض الدعوات لإطلاق سراح بعض السجناء الذين كانوا يشغلون مناصب أمنية رفيعة في عهد نظام القذافي، والمتهمين بالتورط في جرائم كبرى مثل مجزرة أبوسليم، التي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين سياسي، واللافت في هذه الدعوات هو أنها تصدر عن أشخاص تُحسب على الثورة، مما يطرح عدة تساؤلات حول مدى تأثير المصالح السياسية والانتماءات الجغرافية على مسار العدالة الانتقالية.

نحن في دولة تسعى لتحقيق العدالة والمصالحة، لا ينبغي أن يُنظر إلى مسألة إطلاق سراح السجناء من منظور سياسي، بل يجب أن تخضع لقرارات قضائية بحتة دون تدخل من جهة في ليبيا.

المنطق الصحيح أن العدالة لا تعرف الانتماءات ولا تتحيز لطرف على حساب آخر، ولذلك، من الضروري التأكيد على أن تسيس القضايا الجنائية أو استخدامها كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، يُهدد أسس المصالحة الوطنية ويقوض مبدأ العدالة.

فالخطوة الأولى لتحقيق العدالة هي أن تكون كل السجون تحت إدارة وزارة العدل وبإشراف قضائي مستقل.

هذا الإجراء ضروري لضمان عدم تدخل أي جهة خارج إطار القانون، ولحماية حقوق جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا ضحايا أو متهمين، فبدون هذه الشفافية، ستظل الشكوك قائمة حول نزاهة المحاكمات.

أيضا القوانين المتعلقة بالعفو العام والعدالة الانتقالية ليست مجرد أدوات قانونية، بل هي آليات ضرورية لتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية، فلا يمكن التسرع في إصدار قرارات عفو دون دراسة شاملة لحالة كل سجين على حدة، وتحديد ما إذا كان ينطبق عليه قانون العفو أم لا، فالهدف هنا ليس الانتقام، بل تحقيق توازن عادل بين محاسبة المسؤولين عن الجرائم وتخفيف حدة النزاعات المجتمعية.

أي خطوات تتعلق بإطلاق سراح السجناء أو محاسبتهم يجب أن تكون جزءاً من إطار أوسع يشمل جميع الليبيين، ويستند إلى مبدأ الشفافية والمشاركة المجتمعية، ومن هنا، تبرز أهمية عقد مؤتمر حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف المعنية، حيث تتم مناقشة هذه القضايا بكل حيادية، وتحديد آليات التعويض وجبر الضرر للضحايا أو عائلاتهم.

لا يمكن تحميل المدن الليبية أو نخبها السياسية والمجتمعية أو أي مكون اجتماعي مسؤولية جرائم أفراد بعينهم، فالجريمة تُرتكب بقرارات فردية، ولا يجوز استخدام اسم المدينة أو الانتماء الاجتماعي كذريعة لحماية مرتكبي هذه الجرائم، ولذلك، يجب أن يكون الحكم على الأفراد بناءً على ما اقترفوه من أفعال، وليس بناءً على انتماءاتهم.

باختصار يمكن القول إن العدالة هي المفتاح والأساس لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية في ليبيا، وأي محاولة لتجاوز هذا المبدأ أو تسيسه لن تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وخلق شعور بعدم الإنصاف بين الليبيين، ما تحتاجه ليبيا في هذه المرحلة لتحقيق ذلك هو وجود قيادة شجاعة وحكيمة قادرة على وضع إطار قانوني واضح، يعتمد على مبدأ الشفافية والعدالة كأساس لبناء مستقبل مستقر وآمن لجميع الليبيين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

إطلاق مبادرة القرار قرارك تجوب المصالح الحكومية بدمياط

نفذ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في دمياط برئاسة الدكتور عمرو عثمان ودكتور إبراهيم عسكر مدير البرامج الوقائية للصندوق لتنفيذ الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات بمحافظةدمياط، فاعلية توعوية بالتعاون مع وحدة حقوق الإنسان بالمحافظة بمبني ديوان عام المحافظة .

وقام فريق متطوعي صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي تحت إشراف أيمن الأفندي منسق البرامج الوقائية للصندوق بمحافظة دمياط بالمرور علي الإدارات والمكاتب ومقابلة العاملين  بديوان عام المحافظة ومديريات التضامن الاجتماعي والتربية والتعليم والعمل والتنظيم والإدارة والزراعة والشباب والرياضة ومجالس مركز ومدينة دمياط والزرقا وفارسكور بتوعية الموظفين  بقانون ٧٣ لسنه ٢٠٢١ الخاص بفصل العاملين المتعاطين بالكشف المبكر عن المخدرات  بشرح مواد القانون وحقوق الموظفين لحمايتهم قبل الفصل من الوظيفة نتيجة ظهور تحاليل ايجابية بعد عمل  التحليل  الاستكشافي للحملات المفاجأة مع ضرورة وجود شهادات طبية معتمدة من اللجان الطبية العليا اواللجان الطبية التابعة للتأمين الصحي او مستشفيات الجامعة لادراجها بملف الموظف الذي يحتاج الي العلاج  وأدوية طبية مستمرة  مع توعيتهم بمخاطر التدخين والمخدرات علي اولادهم وكيفية حمايتهم من الدخول في دائرة الإدمان.

إضافة إلى التعريف بخدمات الخط الساخن للعلاج بالمجان وفي سرية تامة بالاتصال بالخط الساخن ١٦٠٢٣ او التوجه لعيادة الخط الساخن بالسنانية خلف صيدلية السنانية ايام الاحد والثلاثاء والخميس من ١١ ص ل ٢ م أسبوعياً.


وتأتي هذه الفاعلية تزامننا بالاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في شهر مايو واليوم العالمي العالمي لمكافحة المخدرات في ٢٦ يونيو

طباعة شارك دمياط محافظة دمياط الإدمان مكافحة وعلاج الإدمان

مقالات مشابهة

  • برلماني: تعديلات الإيجار القديم خطوة حاسمة لتحقيق العدالة الاجتماعية
  • قيادي حوثي لترامب: قصف إيران سيشعل حربا على المصالح الأمريكية
  • إطلاق مبادرة القرار قرارك تجوب المصالح الحكومية بدمياط
  • إيران تستدعي سفيرة سويسرا راعية المصالح الأمريكية بعد تهديدات ترامب
  • طهران تحتج على تصريحات ترامب بإستدعاء ممثل المصالح الأمريكية لديها 
  • شراكة رقابية لتعزيز الشفافية بقطاع الطيران
  • اقتراب تطبيق اللوائح الغذائية الجديدة لتعزيز الشفافية وخيارات المستهلك الصحية
  • «الغذاء والدواء»: اقتراب تطبيق اللوائح الغذائية الجديدة لتعزيز الشفافية وخيارات المستهلك الصحية
  • أويل برايس: التوترات السياسية في ليبيا تهدد بفرض حصار جديد على قطاع النفط
  • التربية تؤكد جاهزية المراكز الامتحانية من الناحية اللوجستية وضمان الشفافية في التصحيح