عبدالكريم مطهر مفضل

مرَّ شهر كامل منذ إعلان قوات الاحتلال بدء عملية عسكرية وصفتها بأنها مناورة سريعة جنوب لبنان تهدف للتوغل إلى نهر الليطاني أو إعادة السيطرة على مناطق أوسع. ورغم أوهام قادة الاحتلال بأنهم أضعفوا قدرات حزب الله بعد اغتيال قادة الحزب وتدمير مخازنه الصاروخية، إلا أن المقاومة اللبنانية أثبتت مجددًا قدرتها على التصدي والشجاعة، ليبقى صمودها شوكة في حلق المحتلين.

التفاؤل المتغطرس الذي رسمه قادة الاحتلال لجنودهم كمجرد مناورة سرعان ما تلاشى على أرض بنت جبيل، “عاصمة المقاومة والتحرير”، حيث يواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة وخسائر فادحة دون تحقيق تقدم يُذكر أو حتى السيطرة على نقاط ضمن “الخط الأزرق” الخاضع للرقابة الدولية.

بنت جبيل، تلك البلدة التي تبلغ مساحتها نحو 9 كيلومترات مربعة فقط، والمليئة بالتلال والبلدات، لا تزال مقبرة للغزاة، بمقاومتها الراسخة وعمقها التاريخي في مواجهة المحتلين من الفرس حتى الصهاينة.

وفي خطابه الأخير، أكّد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أن مقاتلي الحزب يترقبون بحماس أي تحرك لجيش الاحتلال، مذكرًا العالم بأن الاحتلال محكوم عليه بالذل والخوف، وموجهًا رسالة واضحة للسفيرة الأمريكية أن نصرًا للصهاينة على حزب الله ليس حتى في أحلامهم.

وعلى مدى شهر، غرق العدو في ضرب البنية التحتية اللبنانية وقتل الأطفال والنساء، بينما استطاعت المقاومة إيصال نيرانها إلى عقر دار “نتنياهو”، الذي ظهر مؤخرًا في حالة من الهلع، ويعاني اضطرابات نفسية كشفت عنها وسائل إعلام الاحتلال. وتراجع نتنياهو عن تصريحاته السابقة التي تبجح فيها بالقضاء على حزب الله وقياداته، ليزعم أن إيران تحاول اغتياله هو وزوجته، في تناقض واضح أمام ادعاءاته السابقة عن تحقيق انتصارات وهمية ضد حزب الله.

من منظور واقعي، يبدو أن العدو الصهيوني في طريقه لإيقاف عدوانه على لبنان قريبًا، إذ أثبتت معطيات المعركة عدم قدرة الاحتلال على الصمود أمام ضربات أبطال حزب الله حتى لأسابيع إضافية. ويبدو أن وسائل الإعلام الصهيونية بدأت بالفعل الترويج لمسودة سلام أمريكية قادمة، الأمر الذي نفاه الشيخ نعيم قاسم بوضوح، مؤكداً أن أي حديث عن التفاوض لن يكون إلا بعد وقف إطلاق النار، وأن التفاوض، إذا حدث، سيكون غير مباشر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين

تعكس محاولة اقتحام موقع محصن يضم جنودا من لواء كفير في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رغبة المقاومة في الوصول لقيادات الألوية الموجودين في القطاع، حسب الخبير العسكري العقيد ركن نضال أبو زيد.

فقد أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش تمكن من تجنب كارثة أمس الاثنين عندما حاول مقاتلون تابعون للمقاومة اختراق الموقع المحصن، لكنها لم تسرد مزيدا من التفاصيل.

ورغم فشل العملية، إلا أنها تؤكد إصرار المقاومة على أسر جنود أو قادة إسرائيليين وخصوصا التابعين للواء كفير الذي يعاني إنهاكا شديدا بسبب قتاله في مناطق مختلفة، وفق ما قاله أبو زيد في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع.

ويتبع لواء كفير الفرقة 99 التي تعمل حاليا في شمال القطاع، ومن ثم فإن وجوده في الجنوب يؤكد قيام جيش الاحتلال بإعادة تدوير قواته بسبب عدم امتلاكه قوات طازجة لم تشارك في المعارك من قبل.

وتفرض إسرائيل تعتيما على تفاصيل الحادث لكنه يبدو مرتبطا بحدث عملياتي وليس نتيجة اشتباكات، كما أنه يبدو متعلقا بسلاح الهندسة الذي ارتبط اسمه مؤخرا بجملة من الأخطاء التي أدت لإصابة ومقتل جنود، ويشير هذا إلى تآكل الرغبة في القتال لدى جنود الاحتلال، كما يقول أبو زيد.

وأمس الاثنين، أفادت مواقع إسرائيلية بإصابة 6 جنود إسرائيليين خلال القتال في قطاع غزة، أحدهم في حالة حرجة، وذكر موقع حدشوت بزمان أن الجيش الإسرائيلي نفذ إجلاء بطائرة مروحية إلى مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس.

مقالات مشابهة

  • تركي الفيصل ساخرا: قادة حماس لم يسمعوا توجيهات الله فهل يستمعون توجيهاتي؟ (شاهد)
  • ‎الأمير تركي الفيصل: قادة حماس لم يسمعوا توجيهات الله سبحانه وتعالى فهل سيسمعوا كلامي.. فيديو
  • صاروخ يمني يشلّ كيان الاحتلال.. تعطيل الرحلات وإيقاف المباريات وفرار ملايين الصهاينة إلى الملاجئ
  • هل ستستمرّ إسرائيل باستهداف قادة حزب الله؟.. مصدر أمنيّ إسرائيليّ يُجيب
  • القبض على البلوجر مروة المعروفة بـ«إبنة مبارك» بتهمة نشر الأكاذيب
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين
  • "حماس" ترحب بتقرير "بتسيلم" وتطالب بمحاكمة قادة الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية
  • رقابنا مثقلة بدمائكم.. آل غزة
  • المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا