مصدر طبي: وفاة 300 شخص بولاية الجزيرة السودانية بتسمم غير معروف
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
قال رئيس المكتب الاستشاري للطب الشرعي بوزارة الصحة الاتحادية، عقيل سوار الذهب للجزيرة إن عدد الوفيات الناجمة عن تسمم غير معروف بمنطقة الهلالية بولاية الجزيرة في وسط السودان قد ارتفع لأكثر من 300.
واستبعد سوار الذهب أن تكون الوفيات التي شهدتها الهلالية بوسط السودان، والتي وصفها بالمزعجة، نتيجة تفشي مرض الكوليرا، وذلك استنادا إلى معايير طبية.
وناشد المسؤول السوداني المنظمات المتخصصة الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بالتدخل العاجل لتقديم العون للضحايا واستقصاء المعلومات حول الوفيات الغامضة، وفق تعبيره.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر محلية للجزيرة إن أكثر من 200 شخص قتلوا بالهلالية جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المنطقة منذ أكثر من أسبوعين.
وأوضحت تلك المصادر أنهم قضوا برصاص قوات الدعم السريع، بينما توفي البعض الآخر بسبب تسمم المياه وانتشار وباء الكوليرا.
اتهاماتوأمس السبت، اتهمت شبكة "أطباء السودان" قوات الدعم السريع بنهب وسرقة صيدليات ومستشفى منطقة الهلالية ومنع الكوادر الطبية من إسعاف المصابين، داعية إلى إنقاذ المدنيين في ظل الحصار الذي تفرضه عليهم تلك القوات منذ أسبوعين.
وأدانت الشبكة الحصار على منطقة الهلالية وممارسة ما وصفته بأعمال "القتل والنهب ضد المدنيين العزل" وطالبت المنظمات الأممية بفتح جسر إنساني وإجلاء المدنيين من المنطقة.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء اتهاما للدعم السريع بنهب جميع ممتلكات المواطنين بالهلالية، واحتجاز السكان وعدم السماح لهم بالخروج إلا بعد دفع "مبالغ طائلة".
وأوضحت اللجنة أن عدد الوفيات يرتفع بوتيرة سريعة وأنّ "بعض المحتجزين فقدوا أرواحهم جراء اضطرارهم لتناول حبوب قمح ملوثة، أو شرب مياه غير صالحة" وأنّ آخرين "يعانون من إسهالات مائية ويُشتبه في إصابتهم بالكوليرا، ولا تتوافر لهم أي رعاية طبية".
وكانت الخارجية السودانية اتهمت قوات الدعم السريع بالتسبّب بمقتل 120 مدنيا بولاية الجزيرة خلال يومين، وأكدت في بيان أن قوات الدعم السريع تسببت في مقتل أولئك المدنيين بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي والافتقار للرعاية الطبية، بسبب الحصار الذي تفرضه على المنطقة.
وقد صعّدت قوات الدعم السريع الفترة الأخيرة هجماتها في ولاية الجزيرة بعد انشقاق أحد قادتها وانضمامه للجيش.
واندلعت المعارك في السودان في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
نداء إنساني: الفاشر تحت رحمة الجوع وطوق الحصار
متابعات- تاق برس- أعلن مجلس تنسيق غرفة طوارئ شمال دارفور، أن مستويات انعدام الأمن الغذائي داخل مدينة الفاشر وصلت إلى “حد غير مسبوق”.
وأشار المجلس في بيان له، إلى أن التقديرات الميدانية تشير إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88% وبذلك تجاوزت الأزمة مرحلة التحذير إلى مرحلة المأساة الإنسانية الحقيقية.
وأضاف البيان أن الأطفال والنساء، وهم الأكثر ضعفاً، يعانون من الجوع بشكل مروع، ومشاهد الهزال وسوء التغذية الحاد أصبحت مألوفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة، مع ظهور حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية.
ولفت البيان إلى أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا على المدينة منذ نحو عامين، وترفض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بفك الحصار عن الفاشر.
وتُحيط بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، شبكة من 6 طرق رئيسية تربطها بالمناطق المحيطة، غير أن 5 منها أُغلقت بفعل الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما جعل “طريق الفاشر- طويلة” المنفذ البري الوحيد المتاح، وسط تحديات أمنية تعرقل حركة المرور عليه.
ويُعد الطريق القاري الواصل بين الخرطوم والفاشر من أهم الشرايين الحيوية للإقليم، حيث يسهم في نقل البضائع وتأمين الإمدادات الأساسية للمدينة. كما يمثّل طريق نيالا مسارا مركزيا يربط الفاشر بجنوب دارفور، إلى جانب طرق أخرى مثل مليط وكتم وكبكابية وطويلة ودار السلام، التي تُشكّل بدورها ممرات حيوية لسكان المنطقة.
وفي أبريل الماضي، أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى الفاشر باستثناء طريق طويلة، الذي يخضع لسيطرة مشتركة بين قوات الدعم السريع وحركة جيش تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس، ما يجعل التنقل عبره محفوفا بالمخاطر، خصوصا للمدنيين الحاملين لأي بضائع تجارية.
وتسبب الحصار في أزمة إنسانية واقتصادية خانقة، انعكست على القدرة على الوصول للخدمات الطبية، وارتفاع الأسعار، وفقدان الكثير من الأسر مصادر رزقها.
كما أن الحصار أجهض معظم محاولات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، سواء من قِبل منظمات الإغاثة الدولية أو عبر المبادرات المحلية، وسبق أن احرقت قوات الدعم السريع قافلة أممية كانت في طريقها إلى الفاشر عند منطقة الكومة، على بعد 80 كيلومترا شرق المدينة.
وفي 27 يونيو الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في مدينة الفاشر لمدة أسبوع، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين في المدينة والمناطق المحيطة بها. وقد وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، على هذه الدعوة.
إلا أن تفاؤل سكان مدينة الفاشر لم يدم طويلًا، بعد أن رفضت قوات الدعم السريع الهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية.
ولم تكتفِ قوات الدعم السريع برفض الهدنة، بل شنّت هجومًا على المدينة من المحور الجنوبي صباح يوم 30 يونيو 2025، بعد أقل من 72 ساعة من إعلان الهدنة الإنسانية في مدينة الفاشر.
ويواصل المدنيون في الفاشر كفاحهم اليومي للبقاء على قيد الحياة رغم هذه الظروف المأساوية، ويعيشون في حالة طوارئ إنسانية سيئة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لإنقاذهم من خطر الموت المتزايد بسبب نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية.
الدعم السريعحصار الفاشرمدينة الفاشر