استقبل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس في الحازمية، مطران بيروت وتوابعها للموارنة بولس عبد الساتر موفدا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله والشيخ محمد حجازي. وتم خلال اللقاء التداول في الشؤون الراهنة في ظل العدوان الصهيوني على لبنان، وآفاق المرحلة المقبلة في ضوء المفاوضات الجارية لوقف النار.

وكان اتفاق على "ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية بما يفوت على العدو اثارة فتنة داخلية، ومتابعة مقررات القمة الروحية لتعزيز التضامن اللبناني ومعالجة قضايا النازحين". واشار المطران عبد الساتر الى انه "اضافة الى اتصال البطريرك بالعلامة الخطيب، فقد كلفني الاطمئنان عن قرب على اوضاع المجلس الشيعي بعد الاضرار الجسيمة التي لحقت بمقره في حارة حريك جراء العدوان الاسرائيلي". وشكر العلامة الخطيب البطريرك الراعي على "اهتمامه ولفتته الكريمة"، منوها بـ"القمة الروحية ودورها في ابراز الصورة الايجابية للبنانيين في الداخل والخارج، بعكس الصورة السياسية التي تبرز في بعض الاحيان"، وقال: "لقد وضعت قاعدة اساسية لوقف الحرب لا مشكلة لاحد بخصوصها، وهي القرار 1701، ونأمل ان يعكس ذلك حالة من الارتياح تمهيدا لوقف النار كي تعود الناس الى ارضها واعمالها ويصار بعد ذلك الى حل جذري للامور المختلف عليها".

وشدد العلامة الخطيب على "ضرورة الحوار، لأن من دونه لن يحصل اي تقدم. فالتشنج لا يولد حلولا ولا احد من اللبنانيين يرضى بأن تكون سيادته مخترقة ومستباحة"، واكد ان "ليس لدى الشيعة مشروع خاص، مشروعهم هو الدولة القوية العادلة. ولو كانت هناك دولة من الاساس تحمي الناس لما وصلنا الى هذا الواقع"، وقال: "نريد دولة قوية عادلة وجيشا قويا ومدعوما يحمي الوطن والجيش موجود لكنه يحتاح الى اسلحة فاعلة"، وسأل: "ما البديل لأهل الجنوب اذا لم تكن هناك دولة تحميهم؟ ليس ابن الجنوب من انشأ اتفاق القاهرة ولا هو من جاء بالفلسطينيين الى الحدود"، واكد ان "ما تعرض له الجنوبيون خلال العقود الماضية لا يحتمل، لكنهم سيعودون الى ارضهم كما عادوا في العام 2006 ، ايا تكن الوقائع على الارض".

من جهته دعا عبد الساتر المجتمع الدولي الى "دعم الجيش بالفعل وليس بالكلام"، وقال: "ان اللبنانيين والجنوبيين متعلقون بأرضهم وسوف يعودون اليها ولا احد يجادل بذلك".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عبد الساتر

إقرأ أيضاً:

كيف استقبل الرأي العام العربي المواجهة بين إيران وإسرائيل؟

كشفت التعليقات المتباينة كيف يتقاطع الصراع الإقليمي مع الأزمات الداخلية لكل دولة عربية، ومع ذاكرة حافلة بالتشكيك والتعبئة الطائفية. اعلان

مع اندلاع المواجهات العسكرية العلنية بين إيران وإسرائيل، لم تقتصر تداعيات الصواريخ المتبادلة على خرائط الشرق الأوسط، بل تمددت إلى الفضاء الافتراضي العربي، حيث انكشف حجم التصدّع السياسي والطائفي في المواقف الشعبية والنخبوية إزاء أطراف النزاع. فقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي انفجارًا من التعليقات المتباينة، عكست عمق الانقسام العربي حول "من العدو؟ ومن الصديق؟"، كما كشفت كيف يتقاطع الصراع الإقليمي مع الأزمات الداخلية لكل دولة عربية، ومع ذاكرة حافلة بالخذلان والتشكيك والتعبئة الطائفية.

احتفاء ودعمٌ لإيران.. غزة تضبط الإيقاع

في دول مثل اليمن ولبنان والعراق، أو حتى في أوساط عربية أوسع متعاطفة مع القضية الفلسطينية، حيث رحّب البعض بردّ إيران على إسرائيل باعتباره "كسرًا لاحتكار الرد" و"خطوة تأديبية لجيش اعتاد القصف بلا عقاب" حسب تعبيرهم. حيث رأوا أن طهران بدت وكأنها تملأ فراغًا تركه النظام العربي الرسمي في مواجهة الحرب بغزة، وقد وُظفت مئات المنشورات والفيديوهات والخرائط لإبراز دعم طهران لها، مع شعارات مثل: "صاروخ من طهران دفاعًا عن القدس".

انتشر هذا النوع من الخطاب خصوصًا في الصفحات المناهضة للتطبيع مع الدولة العبرية، وبين أنصار حزب الله، والحوثيين، وفصائل فلسطينية، معتبرين أن الرد الإيراني - مهما كانت خلفياته - يمثل تحولًا نوعيًا في ميزان الردع الإقليمي، لا سيما بعد ضرب أهداف عسكرية استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي.

Relatedمعهد وايزمان: ضربة إيرانية تطال أهم المراكز العلمية في إسرائيل.. فماذا نعرف عنه؟ترامب يتوعّد إيران بـ "قوة غير مسبوقة" وطهران تُحدّد شرطاً لوقف الهجمات على إسرائيل ليلة ليست كسابقاتها.. هجمات نوعية تشعل اليوم الثالث من المواجهة بين إيران وإسرائيلالمعسكر الآخر.. بين دواعي السيادة والاستقطاب الطائفي

لكن في المقابل، ظهرت موجة رافضة وغاضبة، لم تخفِ شماتتها بما أصاب طهران من ضربات إسرائيلية، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك في اعتبار إيران خصمًا أولًا، لا يقل خطرًا عن إسرائيل، إن لم يكن أكثر. برز هذا الموقف بقوة في تغريدات وتعليقات لمستخدمين من الخليج العربي، ومن بينهم كتاب رأي مؤثرون ومؤسسات إعلامية ذات توجهات مناوئة للسياسة الإيرانية.

وعكست هذه المواقف البعد الطائفي، إذ ربط كثيرون دعم طهران لحماس أو الحوثيين بأنه مجرد غطاء لنفوذ "فارسي شيعي"، يسعى لتقويض الأنظمة العربية السنية، كما برزت مقارنات تاريخية تتهم إيران بـ"ازدواجية المواقف" تجاه العراق وسوريا، وبأنها "تتاجر بفلسطين لتوسيع نفوذها".

يردد المتظاهرون الإيرانيون شعارات في تجمع مناهض لإسرائيل في طهران، إيران، الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025. AP Photoمعسكر الحياد و"البين بين".. غضب وإحباط

اللافت أن فئات كبيرة من الرأي العام العربي أبدت ارتباكًا في تحديد الموقف، أو فضّلت تجنّب الانحياز، مكتفية بالتعبير عن الحزن والغضب من مشهد عربي مشتت بين قوتين أجنبيتين، لا تمثلان - برأيهم - مشروعًا حقيقيًا للنهضة أو التحرر.

قراءة في الخلفيات: بين ندوب الماضي والخوف مما هو آت

لم يكن الانقسام الافتراضي وليد اللحظة. فمواقف العرب تجاه إيران محمّلة بإرث من التوترات، بدءًا من الحرب العراقية-الإيرانية، مرورًا بدور طهران في سوريا والعراق ولبنان، ووصولًا إلى علاقتها مع الفصائل الشيعية المسلحة، وملفها النووي. وقد تعمّق هذا الاستقطاب، من خلال اعتبار إيران "الخطر الأعظم" وتقديم إسرائيل كشريك "معتدل" في مواجهة "المدّ الشيعي"

وقد تبنت هذه المقاربة عدة أنظمة عربية رأت في النفوذ الإيراني تهديدًا مباشرًا لأمنها الداخلي بل لوجودها، ومع هذه الأنظمة وسائل الإعلام الرسمية لديها التي ساهمت في حالة الاستقطاب هذه حتى في سياق تصعيدها ضد إسرائيل بنفس الوقت.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • كيف استقبل الرأي العام العربي المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
  • البطريرك ميناسيان: نرفع صلاتنا كي ينهي الرب الحروب والمعاناة
  • استقبال رسمي للمجلس البلدي الجديد في طرابلس بحضور شخصيات بارزة
  • الراعي: نصلي من أجل وقف الحرب بين إسرائيل وإيران
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يلتقي كهنة الإيبارشيّة البطريركية
  • نقل إمام عاشور للمستشفى للإطمئنان على إصابته
  • عبد الرحمن الخطيب مبارك مناقشة مشروع التخرج
  • الراعي: كم من الأموال الطائلة تصرف بسخاء على السلاح والتسلح بينما ملايين من الشعوب يموتون جوع؟
  • العلامة الخطيب: فليعلم العرب ان ايران تتلقى العدوان نيابة عنهم
  • تأكيدًا لمكانتها المتزايدة في المحافل الدولية.. تجديد انتخاب المملكة عضوًا في اللجنة الإدارية بمجلس الحبوب الدولي