قرار تعيين شيخنا الفاضل الدكتور عمر بخيت وزيرا للأوقاف هو قرار موفق وصادف الرجل المناسب للمكان المناسب حسب ما أرى.

شيخنا عمر هو صاحب فضل علي كبير،فقد تربينا على يديه وعلى دروسه وخطبه،وعرفته من وقت مبكر،فكان نعم الشيخ ونعم الرجل فقد حببنا في الدين و المسجد منذ صغرنا،وأذكر أن الوالد رحمه الله تعالى كان يحب صوته وتلاوته لجمالها ونداوتها،فالشيخ هو أول من جعلني أتقدم الناس و أتكلم وأخطب فيهم،و أول من وجهني وصوبني على ذلك،وقد انتفعت به انتفاعا عظيما،في القرآن الكريم،و في الخطابة و استفدت منه في سعة صدره ورحابة نفسه،وسداد رأيه ،و بُعد نظره، والشيخ يحب الخير لغيره و لا يحتكره على نفسه وهذه صفة نادرة وعظيمة،فقد كان السبب في ظهوري على التلفاز لأول مرة بعد ترشيحه لي ،وكان كثيرا ما يرشحني لبرامج دعوية جزاه الله خيرا.

والشيخ مع حفظه للقرآن ؛الحفظ المتقن؛فقد صلينا وراءه التراويح والتهجد دهرا من الزمان،ومع إلمامه بالتفسير وفنونه،والفقه ومسائله،ومع ذلك فهو صاحب نظرة مقصدية،وأفق بعيد،وقد رزقه الله عزوجل بصيرة وحكمة،فالعلم قد يحصله الإنسان لكن الحكمة لا يوفق إليها كل أحد،فالشيخ من الحكماء العقلاء،يعرف كيف يكسب قلبك،ويعرف كيف يلم الشمل بعد تفرقه،ويعرف كيف يدرأ الفتن في جحرها،وأذكر أنه كان محل استشارة الناس كلهم،فالتاجر يستشيره في تجارته،والزوج يستشيره في مشاكل بيته،والطالب يستشيره في دراسته،وهذا غير تفوقه الأكاديمي فهو صاحب الدكتوراه في التفسير و هو الأستاذ بالجامعات السودانية و شغل منصب رئيس قسم الثقافة بجامعة الخرطوم فترة من الزمان،مع ظهوره في برامج الإفتاء على شاشات التلفزيون المختلفة،وقد زار دولا عديدة وولايات كثيرة داعيا إلى الله ومعلما،والشيخ مع ذلك رزقه الله عزوجل تواضعا عجيبا،فهو مع الكبير كالابن و مع الصغير كالأب و مع من فوقه منزلةً كالطالب،ومع أقرانه نعم الأخ.

والشيخ في ظني لن تغيره الوزارة و لا المناصب،ولا هو بذلك الرجل الذي تغره زخرف الدنيا ، فالشيخ اللهم بارك مع مشيخته فقد كان تاجرا حصيفا ذكيا ماهرا،اشتغل بعرق جبينه و كون نفسه بنفسه حتى بلغ مبلغا في التجارة،ولا هو بالرجل الذي يعتمد على هبات الناس أو ما في أيديهم ،بل الشيخ يصدق فيه أنه كان صاحب اليد العليا منفقا متصدقا.

ولا أقول هذا الكلام بقصد التهنئة له على تعيينه وزيرا للأوقاف، فإن الوزارة ما سميت بذلك إلا من الوزر فهي أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أداها بحقها،وليست التهنئة بالمناصب من شأن السلف،ولا أقول ذلك تملقا حاشا لله ،لكنني أقول هذه الكلمات من باب التعريف بقامة من قامات بلادي،و أقول هذا الكلام من باب من صنع إليكم معروفا فكافئوه،والشيخ قد صنع إلي معروفا كبيرا وعظيما.

والشيخ ماشاء الله تبارك الله مع أن تعينه لم يتم أسبوعين إلا وهو كل يوم من مدينة إلى مدينة ومن فعالية إلى فعالية

ونرجو من الله عزوجل أن يوفق شيخنا في هذه الوظيفة و أن يعينه على أدائها حق الأداء،و نسأل الله أن يوفقه ليكون له أثر كبير في هذه الوزارة العظيمة،و أن يضع بصمته فيها ويبقى أثره فيها مدة من الزمان

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

موعد الامتحان الشفوي لمسابقة تعيين 188 موظفًا بهيئة الأبنية التعليمية

أعلن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، برئاسة المهندس حاتم نبيل، إتاحة خدمة الاستعلام عن موعد ومكان عقد الامتحان الشفوي للمتقدمين الناجحين في الامتحان الإلكتروني الخاص بمسابقة شغل 188 وظيفة بالهيئة العامة للأبنية التعليمية، وذلك عبر بوابة الوظائف الحكومية.
jobs.caoa.gov.eg

وأوضح الجهاز أن الامتحان الشفوي من المقرر عقده بمقر الهيئة العامة للأبنية التعليمية بشارع حسن المأمون بمدينة نصر، وذلك بدءا من السبت ٦ ديسمبر المقبل، مشيرًا إلى أن الحضور سيكون وفق المواعيد المحددة لكل متقدم على صفحة الاستعلام الخاصة به التي ستظهر له على بوابة الوظائف الحكومية.

وكان الجهاز قد أعلن خلال العام الماضي عن حاجة الهيئة العامة للأبنية التعليمية لشغل عدد من الوظائف، شملت"168 مهندس ثالث بمختلف التخصصات_20 فني هندسي رابع".

مقالات مشابهة

  • سهيل المزروعي: خالدون في ذاكرة الوطن ومسيرة مجده
  • صاحب الحنجرة الذهبية.. "الأوقاف" تحيي وفاة ذكرى الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
  • الأوقاف تحيي ذكرى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. صاحب الحنجرة الذهبية
  • بدء اختبارات تعيين دفعة جديدة من المهندسين للعمل بمطروح
  • اللحنُ في (خُطبة الجمعة)
  • موعد الامتحان الشفوي لمسابقة تعيين 188 موظفًا بهيئة الأبنية التعليمية
  • تعيين رئيس وزراء جديد في غينيا بيساو بعد الانقلاب العسكري
  • بعثة الهلال السوداني تتوجه الى الكونغو لمواجهة كروية جديدة في دوري أبطال أفريقيا
  • خلافات على تعيين إمام جديد تُغلق مسجد الشوكاني في عدن
  • حزب الإصلاح  بمحافظة حضرموت يعلن موقفه من تعيين الخنبشي محافظاً للمحافظة