قال الخبير العسكري العميد المتقاعد إلياس حنا إن سقوط مدينة حماة بقبضة قوات المعارضة السورية يعني الوصول إلى حمص، مما يفتح الباب أمام مدن الساحل والعاصمة السورية دمشق.

وأوضح حنا -في تحليله للجزيرة- أن قوات النظام السوري تحاول الاستماتة في خوض معركة دفاعية عن شمال حماة، مشيرا إلى أن بُعد مدينة حلب عن دمشق ساهم في سقوطها حيث يتبقى فقط التعامل مع جيوب النظام فيها.

وتقول المعارضة السورية المسلحة إنها مستمرة في التقدم بريف حماة الشمالي بعد سيطرتها على بلدات قالت إنها "إستراتيجية"، وتحدثت عن استهداف مطار حماة العسكري بالطائرات المسيّرة.

في السياق ذاته، قال التلفزيون السوري الأحد إن الجيش استعاد السيطرة على بلدة السمان و7 قرى في ريف حماة.

ووفق الخبير العسكري، فإن سقوط حماة يعني أن مساحة جغرافية كبيرة باتت تحت قبضة المعارضة السورية، إذ تبلغ مساحة إدلب 6 آلاف كيلومتر مربع، وحلب أكثر من 18 ألف كيلو متربع مربع، في حين تقدر مساحة حماة بـ9 آلاف كيلومتر مربع.

ولأول مرة منذ عام 2011، باتت حلب خارج سيطرة النظام السوري الذي تراجعت قواته بشكل مفاجئ أمام زحف الفصائل المعارضة.

كذلك أعلنت المعارضة أن قواتها سيطرت على كامل محافظة إدلب التي كانت أجزاء مهمة منها تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه منذ سنوات.

وأكد الخبير العسكري أن قوات المعارضة تعتمد على الحركية والطرقات من أجل السيطرة على المناطق والمدن، مشيرا إلى أن هجوم قوات النظام السوري الذي يجري الحديث عنه يتطلب عدة عوامل غير متوفرة حاليا.

ونبه إلى أن المسافة بين حماة وحلب تصل إلى 150 كيلو مترا، مما يصعب من مهمة القيام بهجوم مضاد، إلى جانب صعوبة توفير العديد والعتاد العسكري، فضلا عن عدم توفر طيران متقدم عسكريا.

ورأى حنا أن سوريا عام 2015 تختلف عن سوريا 2024، إذ ساهم التدخل الروسي آنذاك عبر سيطرة نارية برية وجوية، ووجود مقاتلين من حزب الله باسترداد الكثير من المناطق أهمها حلب.

وأوضح أن حزب الله منهمك حاليا في تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مثلما انهمكت روسيا في الحرب مع أوكرانيا، وكذلك دخلت إيران بمرحلة انشغال "لذلك لم تعد قوات النظام قادرة على القتال على امتداد مساحة جغرافية شاسعة".

وأعرب حنا عن قناعته بأن سيطرة قوات المعارضة على مطارات عسكرية يحمل رمزية باستحواذها على كل ما في داخلها من أسلحة وطائرات حربية، لكنه استدرك بالقول إن هذه الطائرات ليست جاهزة وتتطلب طيارين وصيانة وذخيرة.

وفي إطار عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها الأربعاء الماضي بمشاركة هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني، أحرزت المعارضة السورية تقدما سريعا مكّنها من السيطرة على معظم مدينة حلب -بما في ذلك المطار الدولي ومطارا كويرس ومنّغ العسكريان ومواقع عسكرية أخرى وطرق رئيسية- وحاولت الزحف جنوبا باتجاه مدينة حماة لكن تقدمها توقف في ريفها الشمالي.

وبالتوازي مع عملية "ردع العدوان"، أطلق الجيش الوطني السوري عملية عسكرية أطلق عليها "فجر الحرية" شمال وشرق مدينة حلب، حيث توجد مناطق سيطرة لوحدات حماية الشعب الكردية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: ما حدث من تغيرات إيجابية منذ سقوط نظام الأسد يسهم في تجدد الأمل لأطفال سوريا

نيويورك-سانا

أكدّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أن التغيرات الإيجابية التي شهدتها سوريا في الأشهر الماضية، ابتداء من سقوط النظام البائد وصولاً إلى تولي السّيد الرئيس أحمد الشرع السّلطة وتشكيل وزارات مؤقتة، تمثّل جميعها فرصة تاريخية لإحداث تحول مهم، وتجديد الأمل لدى أطفال سوريا وعائلاتهم، وتعزيز الوحدة والتماسك الوطني.

وفي تقريرها الشهري الذي نشر على موقعها الإلكتروني، أشارت المنظمة إلى أن هذه التحولات الإيجابية تعيد تشكيل مشهد الحلول الدائمة بشكل كبير، ما يخلق فرصاً للعودة الطوعية للاجئين والنازحين داخلياً، لافتة إلى أن قرار رفع العقوبات عن سوريا يلعب أيضا دوراً حاسماً، وبمجرد تنفيذه فإن نتائجه ستظهر فيما يتعلق بتخفيف معاناة السوريين وإحراز تقدم ملموس في تقديم المساعدات الإنسانية، والنهوض بجهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار لكل طفل وعائلة.

وأوضحت المنظمة الدولية أن قضايا عدة مثل الذخائر غير المنفجرة، ما زالت عالقة ويجب حلها، مجددة التزامها بمواصلة دعم حقوق الأطفال ودعم سوريا في مسيرتها نحو التعافي والسلام والتنمية المُستدامة.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • سوريا.. العثور على مقبرة جماعية في بلدة علوية من مخلفات نظام الأسد
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى لتطويق المقاومة بخان يونس لكنه يتعرض لهجماتها
  • اليونيسف: ما حدث من تغيرات إيجابية منذ سقوط نظام الأسد يسهم في تجدد الأمل لأطفال سوريا
  • لماذا لم تتكوّن مذاهب فقهية باسم الصحابة؟.. علي جمعة يجيب
  • ‏الداخلية السورية: 450 ألف عنصر كانوا يقاتلون مع نظام الأسد ضد السوريين
  • عودة أكثر من 425 ألف سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد
  • خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية
  • الرئيس السوري يستقبل مبعوث رئيس الوزراء العراقي
  • مصدر أمني يكشف للجزيرة نت ملابسات مقتل قيادي عسكري بريف طرطوس
  • محمد جابر.. قائد مليشيا سابقة في نظام الأسد شارك بأحداث الساحل