عيد الاتحاد الـ53.. احتفالات إبداعية تعكس التراث الإماراتي العريق
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
بحلة إبداعية تعكس التراث الإماراتي العريق ورؤية مستدامة للمستقبل، احتفلت دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ 53 في عرض رسمي أقيم لأول مرة في مدينة العين “دار الزين”، الحدث الذي جسّد قصة الاتحاد من جذوره العميقة وصولًا إلى تطلعاته المستقبلية، وجمع بين الإبداع الفني والابتكار التقني ليبرز جمال الهوية الوطنية وروح الانتماء.
تميز الاحتفال الرسمي هذا العام بمحوره الرئيسي حول مسيرة الاتحاد وارتباطها بالطبيعة والاستدامة، مستمداً الإلهام من موقع الحفل المميز في منتزه جبل حفيت أحد مواقع التراث العالمي المدرج على قائمة اليونسكو.
من خلال السرد البصري الذي بدأ بعصور التاريخ الأولى ومرّ بمسيرة القادة المؤسسين، قدّم العرض قصة مُلهمة توثق تاريخ الاتحاد وتبرز قيمه التي تحملها الأجيال، ومن استخدام الطائرات بدون طيار إلى توظيف الموسيقى المستوحاة من التراث، نجح العرض في تقديم تجربة متكاملة تمزج بين الفخر الوطني والابتكار الفني.
وبقيادة فريق متميز وبإشراف شخصيات وطنية بارزة، حمل حفل الرسمي لعيد الاتحاد هذا العام رسالة رئيسية وهي “التمسك بجذورنا الثقافية هو الطريق نحو بناء مستقبل مستدام ومشرق لدولة الإمارات”.
والتقت وكالة أنباء الإمارات “وام”، عدداً من فريق العمل الوطني في لجنة تنظيم الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد الـ 53، للتعرف عن قرب على جهودهم وأدوارهم في تنفيذ وإخراج الحفل الرسمي لهذه المناسبة الوطنية بهذا الإبداع الإنساني الذي أبهر الجميع.
وقال عيسى السبوسي مدير الشؤون الإستراتيجية والإبداعية للجنة تنظيم الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد الـ53، إن تحويل هذا السرد الجميل والقصة العميقة إلى عرض عظيم وشامل عكس العادات والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات، جاء نتيجة تكامل عناصر أساسية شكلت جزءًا كبيرًا من نجاح هذا العمل، حيث لعب موقع الاحتفال دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه السرد وكان مبهراً بحد ذاته ، مشيرا إلى أنه في الفصل الأول من السرد تم التركيز على أهمية التعرف على المكان وكان محور هذا الجزء هو الطبيعة حيث عدنا بالزمن إلى الوراء لاستكشاف جذور القصة.
وأضاف أن البطل الحقيقي لهذه القصة هو مدينة العين، التي أثرت بشكل عميق على كل ما قمنا به، فسلطنا الضوء على جوانب متعددة تتعلق باختيارنا مدينة العين بما في ذلك، تاريخ مدينة العين الممتد لآلاف السنين، وطبيعة العين الخاصة والمميزة خاصة النخيل،ونظام الأفلاج الذي يعود إلى آلاف السنين وعلاقته العميقة بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه”.
وأشار إلى أن هذه الجوانب كانت الأساس الذي بُنيت عليه القصة حيث بدأ السرد من عصور التاريخ الأولى وصولاً إلى الحاضر، مع التركيز على النخل كرمزٍ أساسي ليس فقط لأهميته التاريخية والاقتصادية ولكن أيضاً لاستخداماته المتعددة ودوره في التراث الإماراتي.
وحول ارتباط العرض بمفهوم الاستدامة في دولة الإمارات.. قال عيسى السبوسي، إنه عند البدء في تشكيل القصة الخاصة بالعرض وبالعمل مع الكاتبة مريم الدباغ، تم ملاحظة أن الطبيعة كانت حاضرة في جميع الفصول، فبينما تحدثنا عن الثريا والواحات وغيرها، أشارت الكاتبة إلى أن الطبيعة تشكل خلفية مستمرة في السرد واقترحت أن تكون الطبيعة هي الراوي الأساسي، وبالفعل، هذا ما قمنا به.
وأضاف أن ما يميز السرد هو تطوره اللغوي الذي يبدأ بالفصحى ثم ينتقل إلى اللغة البيضاء وينتهي بالعامية ، لافتا إلى أن هذا التدرج يعكس مسيرة الزمن وأصول اللغة العربية، بجانب أن السرد اتخذ شخصية طبيعية معروفة مثل الثريا أو جبل حفيت، ليصبح صوتاً يروي القصة مما أضاف بعداً إنسانياً وملموساً للعناصر الطبيعية.
وأشار إلى أن الاستدامة في الإمارات ليست مفهوماً جديداً، بل هي جزء لا يتجزأ من تراثنا وأسلوب حياتنا ، ولطالما كانت الحاجة إلى التعامل مع الأرض والموارد بحكمة ووعي أمراً متجذراً في ثقافتنا.
وحول التكنولوجيا المستخدمة في العرض وتسليط الضوء على الابتكارات، قال السبوسي، إنه تم الاعتماد على تقنيات حديثة ومتقدمة لتحقيق تجربة استثنائية ومتكاملة في العرض، ومن أبرز التقنيات التي تم استخدامها ” تقنية الإسقاط الضوئي على المسرح “المنصة”، والطائرات بدون طيار والفصل السادس نجم سهيل”، حيث تم ربط التقدم التكنولوجي بالطبيعة وأهمية حمايتها.
وأضاف أنه تم التعاون مع مؤسسات متخصصة في الدولة لاختيار أحدث الابتكارات التي تعكس رؤية الإمارات في التقدم التكنولوجي.
وقال إن رسالتنا في هذا العرض هي أن دولة الإمارات تمتلك تاريخًا عريقًا وقيمًا وحضارات متأصلة تمثل أساسًا قويًا يدفعنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، ونحن نؤمن بأن الارتباط بجذورنا العميقة في الإمارات والالتزام بالعادات والتقاليد الأصيلة لا يشكل عائقًا أمام التقدم بل هو الحافز الذي يعزز مسيرتنا نحو التطور والابتكار ، إلى جانب إبراز أهمية التوازن بين التقدم السريع والمحافظة على الطبيعة التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من هويتنا.
وأشار عيسى السبوسي إلى أن الفصل الرابع من السرد عرض قصة الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهما الله، وكانت لحظة محورية في العرض تحت ظل النخيل نلتقي بهذه الشخصية العظيمة أم الشيوخ التي غرست في الشيخ زايد القيم والمبادئ التي شكلت مسيرته.
وأوضح أن لحظة لقاء الشيخ زايد بوالدته تفيض بالعاطفة وتشعرنا بعمق الحنان والعطف الذي غمره في تلك اللحظة، مما جعل هذا الفصل قلب العرض النابض، لافتا إلى أنه في هذا الفصل رأينا الشيخ زايد كشخصية استثنائية نتعلم منه القيم التي اكتسبها من والدته والطبيعة التي نشأ فيها وكيف ساهم ذلك في تشكيل شخصيته.
وأضاف السبوسي، وفي العرض استمعنا إلى تفاصيل علاقته بالشيخ طحنون بن محمد آل نهيان “رحمه الله” وقصة مدينة العين التي تروي أثر هذه العلاقة وإنجازاتها فهذا التسلسل جسد رحلة ملهمة وسردًا جميلًا يعبر عن جوهر القيادة الإماراتية وروح الاتحاد.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خبراء وباحثون لـ«الاتحاد»: الإمارات.. جهود إغاثية عاجلة لدعم سكان القطاع
عبدالله أبوضيف، أحمد عاطف، شعبان بلال (غزة، القاهرة)
أوضح خبراء وباحثون أن استمرار المساعدات الإماراتية إلى غزة، يؤكد التزامها الراسخ بمواصلة الدعم الإغاثي والإنساني لأهالي القطاع، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وباستخدام جميع المسارات الممكنة، سواء الجوية أو البرية أو البحرية.
وتحرص الإمارات على تعزيز استجابتها الإنسانية العاجلة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط تصاعد الأوضاع الميدانية، وصعوبة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية.
وأشاد الباحث الفلسطيني، علي الأعور، بالجهود الإماراتية الداعمة لغزة، في ظل أوضاع إنسانية معقدة، مطالباً بمزيد من الجهود الإنسانية والسياسية لوقف المجاعة التي يتعرض لها سكان القطاع، مؤكداً أن صور الأطفال الذين تحوّلوا إلى «هياكل عظمية» جراء الجوع باتت تُجسد واقعاً لا يُحتمل.
وأعرب الأعور، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن تقدير الشعب الفلسطيني للدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات، مشدداً على أهمية مشاركة دول أخرى في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات.
وأكد أن المطلوب الآن، بشكل عاجل، هو وقف الحرب وفتح جميع المعابر من دون استثناء لإدخال كل أنواع المساعدات الإنسانية، داعياً إلى أن يكون لدولة الإمارات ومصر والاتحاد الأوروبي دور رئيس في إعادة إعمار غزة فور توقف الحرب، مما يمثل بداية لمرحلة جديدة تحفظ الحياة والكرامة للسكان.
من جهته، قال الباحث في الشؤون العربية، محمد حميدة، إن دولة الإمارات رسخت مكانتها كقوة إنسانية فاعلة في المنطقة، من خلال استجابتها المستمرة والدؤوبة لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف حميدة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القطاع يعيش أوضاعاً إنسانية مأساوية منذ أشهر، والمساعدات الإماراتية لم تكن مجرد استجابة ظرفية أو موسمية، بل جاءت في إطار نهج استراتيجي متكامل يجمع بين البُعد الإغاثي العاجل والدعم التنموي المستدام.
وأشار إلى أن ما يميز الدور الإماراتي هو الشمول والتنوع، حيث تشمل المساعدات مختلف القطاعات الحيوية، الغذاء والدواء والطاقة والمياه والرعاية الصحية، فضلاً عن إطلاق حملات نوعية مثل «الفارس الشهم 3» التي حملت رسائل إنسانية وميدانية قوية، موضحاً أن المستشفى الإماراتي الميداني الذي أُنشئ في رفح يواصل تقديم الخدمات الطبية لآلاف الجرحى والمرضى، إلى جانب المساهمات الإماراتية في بناء محطات تحلية المياه وتوفير الكهرباء، مما يعكس وعياً عميقاً بطبيعة الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة. وشدد حميدة على أن الدور الإماراتي يتميز بالثبات وعدم الارتهان للتقلبات السياسية، حيث تسير جهود الدولة الإنسانية بعيداً عن المزايدات، وتركز على إغاثة الإنسان وإنقاذ الأرواح، مؤكداً أن الإمارات باتت نموذجاً يُحتذى به في العمل الإنساني، بما تقدمه من دعم نوعي ومستمر يعزز صمود الفلسطينيين، ويحفظ كرامتهم.
من جانبها، أكدت الباحثة السياسية، نورهان شرارة، أن الجهود الإغاثية التي تبذلها الإمارات في غزة تعكس التزاماً ثابتاً بنهج إنساني متوازن يجمع بين سرعة الاستجابة وفعالية التنفيذ.
وأوضحت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تواصل أداء دورها بوصفها مركزاً محورياً في منظومة العمل الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن التحركات الإماراتية في الأزمات لا تقتصر على تقديم المساعدات، بل تمتد إلى بناء شراكات استراتيجية، وتنسيق دولي يعزز من فرص الاستقرار، ويدعم المجتمعات الهشة.
ولفتت إلى أن هذا الدور المتقدم يرسّخ مكانة الإمارات باعتباره قوة ناعمة مؤثرة، تعتمد على مزيج من الدبلوماسية النشطة والعمل الإنساني المنظم، مما يجعلها تحظى بثقة دولية واسعة في إدارة الأزمات ودعم الشعوب المتضررة.