عربي21:
2025-08-01@10:05:05 GMT

ما بعد سقوط الأسد: تبقى فلسطين هي الاساس

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

شكّل السقوط والانهيار السريع لنظام بشار الأسد وحزب البعث في سوريا التطور الأبرز خلال الأيام الماضية، وقد تطورت الأوضاع بسرعة حيث نجحت قوى المعارضة الإسلامية بقيادة هيئة تحرير الشام في السيطرة على معظم المدن السورية وصولا للعاصمة دمشق خلال أيام قليلة، فيما فر بشار الأسد وعائلته إلى موسكو.

هذه التطورات المتسارعة تركت تأثيرها على كل المشهد السوري والعربي والإقليمي والدولي، والملفت أن هذه التطورات المتسارعة حصلت بعد ساعات قليلة على انتهاء الاجتماع الرباعي في الدوحة والذي جمع مسؤولين إيرانيين وروسا وأتراكا وقطريين، وإطلاق مواقف روسية وإيرانية تشير إلى تخلي البلدين عن دعم الأسد.



وبانتظار وضوح الصورة الداخلية في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية تدير الأوضاع السورية الداخلية، فإن الجانب الأخطر في المشهد تمثل بالدخول الإسرائيلي السريع على خط التطورات في سوريا واستغلال المرحلة الانتقالية في سوريا لفرض وقائع جديدة وخطيرة، عبر استهداف القدرات العسكرية السورية واحتلال أراض سورية في منطقة الجولان وشن غارات إسرائيلية على كافة الأراضي السورية والقواعد العسكرية السورية ومؤسسات سورية متعددة.

مع أهمية ما قام به الشعب السوري من ثورة شعبية للقضاء على النظام السابق وأحقية مطالب الشعب السوري في إقامة حكم يقوم على العدل واحترام حقوق الإنسان وتحقيق مطالب هذا الشعب على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، فإنه ينبغي عدم اغفال خطر المشروع الصهيوني على سوريا وشعبها وعلى كل القضية الفلسطينية وقوى المقاومة
وقد ذكرت القناة "14" العبرية ومصادر إسرائيلية وسورية أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم عشرات الأهداف التابعة للجيش السوري ودمر عشرات المقاتلات في مطاراتها، كما تم استهداف القاعدة البحرية في مدينة اللاذقية.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الأسلحة التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال هجومه تضمنت عشرات الطائرات من طراز "ميغ 29" التي تعتبر أحد الأصول المهمة في سلاح الطيران السوري.

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن أهداف الهجمات كانت أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وورش إنتاج للصواريخ الباليستية ومستودعات لتخزينها، وأنظمة دفاع جوي، مشيرة إلى أن هذه الضربات تهدف إلى ضمان استمرار حرية العمل لإسرائيل في سماء سوريا.

وأفادت القناة "12" العبرية بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت عدة مستودعات للأسلحة في محيط مطار دمشق الدولي، ومطاري المزة وخلخلة العسكريين.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مصادر إسرائيلية أن "الجيش الإسرائيلي يسعى حاليا لإنشاء منطقة عازلة لحماية المستوطنات في الجولان، لتعزيز أمن الكيان الصهيوني".

كل هذه التطورات التي أتت بعد توقف القتال في لبنان بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية بين الحكومة اللبنانية والكيان الصهيوني، وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، تؤكد الترابط الكبير بين كل هذه الأحداث والسعي الصهيوني لاستغلال ما يجري لفرض وقائع جديدة في كل المنطقة من أجل القضاء على قوى المقاومة.

ومع أهمية ما قام به الشعب السوري من ثورة شعبية للقضاء على النظام السابق وأحقية مطالب الشعب السوري في إقامة حكم يقوم على العدل واحترام حقوق الإنسان وتحقيق مطالب هذا الشعب على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، فإنه ينبغي عدم اغفال خطر المشروع الصهيوني على سوريا وشعبها وعلى كل القضية الفلسطينية وقوى المقاومة.

فالعدو الصهيوني يحاول استغلال كل هذه التطورات من أجل إنهاء محور المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية، واحتلال أراض جديدة في سوريا ولبنان وضم الضفة الغربية والجولان، وإقامة مناطقة عازلة في غزة وجنوب لبنان وسوريا.

كما تهدف التطورات لضرب كل منجزات معركة طوفان الأقصى، وخصوصا ما تحقق من أجواء وحدوية إسلامية وتحول القضية الفلسطينية إلى القضية الأبرز على الصعيد العربي والإسلامي والدولي.

ومن هنا أهمية أن تعي قوى المعارضة السورية اليوم وخصوصا القوى الإسلامية خطورة ما يجري، وأن لا تسمح بانجرار الأوضاع إلى صراعات جديدة جانبية تخدم المشروع الصهيوني المدعوم من أمريكا ودول الغرب.

وقد يكون الموقف الإيراني الإيجابي من التطورات السورية وعدم المشاركة في القتال مجددا إلى جانب النظام السوري، وكذلك التعاون التركي- الروسي- الإيراني- القطري في منع حصول مواجهات داخل سوريا، وتأمين الغطاء الإقليمي والدولي للتغيير الذي حصل، ونأي العراق عن الأحداث، وبقاء حزب الله خارج الصراع، كل هذه التطورات ينبغي أن تساعد في فتح آفاق جديدة في العلاقات بين القوى العربية والإسلامية، وكذلك بين السلطات السورية الجديدة وبقية القوى الفاعلة في المنطقة، وخصوصا إيران والعراق وحزب الله والقوى المقاومة في فلسطين.

هل ستستطيع الثورة الشعبية الجديدة في سوريا تجاوز كل العقيات والتحديات وإعادة بناء سوريا على أسس جديدة ودعم الوحدة السورية، ومواجهة الخطر الصهيوني وإعطاء الاهتمام الكافي لدعم القضية الفلسطينية؟ أم سينجح الأعداء لجر المنطقة إلى صراعات جديدة يستفيد منها المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا؟
طبعا لا يمكن الإنكار أن السلطات الجديدة في سوريا أمامها مهام وتحديات كبيرة داخلية وخارجية، ولكن مواجهة الخطر الصهيوني والاهتمام بالقضية الفلسطينية والحفاظ على الوحدة الإسلامية والوطنية ينبغي أن يشكّل أحد أبرز الاهتمامات أمام هذه السلطات.

والأداء الجديد للسلطات الجديدة على صعيد العلاقات الداخلية وضبط الأوضاع الأمنية وعدم خصول تجاوزات داخلية، كل ذلك يشكّل مؤشرا إيجابيا في المرحلة المقبلة.

فهل ستستطيع الثورة الشعبية الجديدة في سوريا تجاوز كل العقيات والتحديات وإعادة بناء سوريا على أسس جديدة ودعم الوحدة السورية، ومواجهة الخطر الصهيوني وإعطاء الاهتمام الكافي لدعم القضية الفلسطينية؟ أم سينجح الأعداء لجر المنطقة إلى صراعات جديدة يستفيد منها المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا؟

نحن أمام مرحلة صعبة وخطرة بعد الزلزال السوري وفي ظل التطورات الجارية في لبنان وفلسطين وكل المنطقة، فإلى ماذا ستنتهي الأوضاع في الأيام القادمة؟ وأي دور للقوى الإسلامية والوطنية والقومية في منع العودة إلى ما قبل معركة طوفان الأقصى وفي كيفية حماية المقاومة والقضية الفلسطينية من المخاطر القادمة؟

وتبقى فلسطين هي محور كل التطورات في المنطقة والعالم.

x.com/kassirkassem

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الإسرائيلي الفلسطينية سوريا إسرائيل فلسطين تحديات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة المشروع الصهیونی جدیدة فی سوریا هذه التطورات الشعب السوری کل هذه

إقرأ أيضاً:

روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه

وصل وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، إلى روسيا، الخميس، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

ما اللافت؟

تعتبر الزيارة إلى روسيا بعد أشهر فقط على سقوط نظام الأسد، أمرا لافتا، كون الأخير لاجئ في روسيا حاليا، وكانت موسكو حليفته في قمع المعارضة والثورة في سوريا على مدى عقد كامل قبل أن يصبح معارضو الأسد في السلطة اليوم.

ماذا تريد سوريا من موسكو؟

تريد سوريا "تصحيح العلاقة" مع موسكو في الوقت الحالي، كما تريد دعم روسيا في الوصول إلى "سوريا موحدة وقوية" وذلك وسط دعوات لتقسيم البلاد على شكل فيدرالية، إلى جانب نزاعات طائفية مع العلويين في الساحل، والدروز في الجنوب، والأكراد في شمال شرق البلاد.

انفتاح مبكر؟

بعد أشهر فقط على سقوط الأسد، وبالتحديد في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن  روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الأراضي السورية، وأن  حكومته تجري مفاوضات مع موسكو بهذا الشأن، مشيرًا إلى احتمالية تقديمها دعما عسكريا لدمشق. 

وأكد في هذا السياق أن حكومته أبلغت موسكو بضرورة التزام الوجود العسكري الأجنبي بالقانون السوري، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحفظ سيادة البلاد وأمنها.



وأشار الرئيس السوري إلى أن موسكو كانت ولا تزال أحد أبرز مزوّدي الجيش السوري بالسلاح، فضلاً عن تقديمها الدعم الفني لمحطات الطاقة. وقال: "لدينا اتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة مع روسيا منذ سنوات، ويجب أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار".

ماذا عن تسليم الأسد؟

بشأن الأسد، رفضت السلطات الروسية تسليم الأسد الذي قدم طلب لجوء إلى موسكو "لأسباب إنسانية".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.

متى بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا؟

بدأ الدعم السياسي لنظام الأسد منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة شعبية ضد نظام حزب البعث في عام 2011.

وكانت أولى الضربات العسكرية الروسية ضد المعارضة في سوريا في أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بطلب من رئيس النظام المخلوع آنذاك بشار الأسد.

وافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة خارج البلاد.

وقال الائتلاف السوري المعارض آنذاك أن الضربات الروسية استهدفت المدنيين، وليس مقاتلين من تنظيم الدولة كما زعمت وزارة الدفاع الروسية.

لاحقا، بدأت روسيا بتعزيز حضورها العسكري في البلاد من ذلك الوقت عبر قواعد برية، وجوية، وبحرية.

ماذا حصل بعد سقوط الأسد؟

سحبت روسيا قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين حميم الجوية، وطرطوس البحرية.

 وبعد أيام من سقوط الأسد، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية طائرتين على ما يبدو من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم وكانت مقدمتاهما مفتوحتين استعدادا للتحميل.



وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتسحب بعض المعدات الثقيلة وضباطا سوريين كبارا.

لاحقا، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية تظهر سحب روسيا أسطولها من  قاعدة طرطوس البحرية.

وأظهرت الصور إخلاء روسيا ثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.

ماذا قالوا؟

◼ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن هناك فرص عديدة لسوريا موحدة وقوية، ونأمل أن تقف روسيا إلى جانبنا في هذا المسار.

◼ تابع الشيباني: اتفقنا مع وزير الخارجية الروسي على تشكيل لجنتين لإعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة مع النظام البائد وإعادة تقييمها بما يصب في مصلحة شعبنا.

◼ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مهتمة بالتعاون مع دمشق وتم مناقشة عمل السفارتين واتفقنا على تشكيل لجنة روسية سورية مشتركة للنظر في المسارات الاقتصادية متبادلة المنفعة.

◼ تابع لافروف بأن موسكو تعارض أن تتحول سوريا إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى.

ماذا عن إيران؟

وليست روسيا وحدها هي من دعم الأسد في وجه المعارضة المسلحة، حيث وقفت طهران بكامل ثقلها خلف الأسد بشكل رسمي، إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة.

لكن إيران قالت إنها ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، واكتفت بتمني الخير لسوريا وشعبها في ظل الإدارة الجديدة.

وعليه لم تبد أيضا السلطات السورية الجديدة أي رغبة في علاقات سريعة مع إيران، على غرار ما تفعله مع موسكو.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات مقطوعة حاليا بين إيران وسوريا، و"لسنا على عجلة، لإقامة العلاقات".



وأوضح عراقجي، أنه في حين ترى الحكومة السورية، مدى قدرة العلاقات مع إيران، على مساعدة الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها.

والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في حينه على احترام بلاده لخيار الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال بقائي إن "مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية التطورات تم التأكيد على أن إيران تحترم خيار السوريين، وأي شيء يقرره الشعب السوري يجب أن تحترمه جميع دول المنطقة".

وشدد بقائي على ضرورة أن "تكون سوريا قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها دون التدخل المدمر للأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تصبح مكانا لتزايد الإرهاب والتطرف العنيف"، بحسب تعبيره.

ماذا ننتظر؟

ربما تنتقل العلاقات الروسية السورية إلى مستوى جديد إذا قرر الرئيس الشرع تلبية الدعوة الروسية وحضور "القمة العربية الروسية" في موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لافروف إن موسكو تأمل حضور الشرع إلى القمة.

مقالات مشابهة

  • المفاوضات السورية-الإسرائيلية: تاريخ من الأخطاء والدروس
  • الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. الشيباني إلى موسكو
  • وزير الخارجية السوري يترأس وفداً إلى موسكو
  • 120 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ سقوط الأسد