لست نادمة.. صحفية إيرانية تؤكد موقفها الرافض للحجاب الإلزامي
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
أكّدت صحفية إيرانية، الخميس، أنها غير نادمة على نشرها صورة لها من دون حجاب، في تحد لقواعد اللباس النسائي الصارمة، المطبّقة في الجمهورية الإسلامية، وقد نشرت صورة مماثلة بعد إطلاق سراحها مؤخرا.
في العام الماضي، أجرت الصحفية، نازيلا معروفيان، مقابلة مع والد مهسا أميني، التي أثارت وفاتها احتجاجات كبرى في إيران استمرّت أشهرا.
وكانت معروفيان قد خرجت، الأحد، من سجن إفين، في طهران، حيث قضت أكثر من شهر خلف القضبان، ونشرت على منصة "إكس" (تويتر سابقا) صورة لها من دون حجاب، مرفقة بشعار "لا تقبلوا الاستعباد، أنتم تستحقون الأفضل".
سلام به همه عزیزان.
از همه کسانیکه این مدت همراه و همیار خانواده و دو ستانم بودند، تشکر میکنم و دست همتون رو میبوسم.
یه جمله تو یکی از کتابایی که ۲۰۹ خوندم این بود که
«تو لایق بهترین اتفاقاتی، پس بردگی را نپذیر.»
بژی بژی بژی بو هموتان pic.twitter.com/zK2cF0tr7G
لكنها سرعان ما أوقفت مجددا وأودعت "قرشك"، سجن النساء الذائع الصيت والواقع على مقربة من طهران والذي تندّد منظّمات حقوقيا بانتظام بظروف الاعتقال فيه.
إلا أن معروفيان التي تفيد وسائل إعلام فارسية خارج إيران بأنها تبلغ 23 عاما، خرجت من سجن قرشك، الأربعاء، وفق منشور جديد لها على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي.
وضمّنت الصحافية منشورها تساؤلا جاء فيه "هل أنت نادمة على الصورة التي نشرتيها لدى إطلاق سراحك؟ هل تقرّين بأنك ارتكبتي خطأ؟".
لتجيب الصحفية على تساؤلها "كلا، لم أرتكب أي خطأ"، مرفقة الإجابة بصورة مماثلة لها من دون حجاب مرتدية قميصا أبيض ورافعة شعار الانتصار.
«آیا از عکسی که موقع آزادی گذاشتی، پشیمونی؟ قبول داری اشتباه کردی؟
خیر؛ من هیچ اشتباهی نکردم.»
مخلص همگی pic.twitter.com/UtHGQgWA5C
في أكتوبر الماضي نشرت معروفيان مقابلة في موقع "مستقل أونلاين" مع أمجد، والد مهسا أميني، التي أثارت وفاتها بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس، احتجاجات كبرى في إيران.
في المقابلة اتّهم أمجد أميني السلطات بالكذب بشأن ظروف وفاة ابنته.
وكانت السلطات الإيرانية قد أشارت إلى أن أميني توفيت من جراء مشكلة صحية، لكن عائلتها ونشطاء قالوا إنها تعرّضت لضربة على الرأس خلال التوقيف.
ومعروفيان صحفية مستقرة في طهران لكنّها متحدّرة من مدينة سقز في محافظة كردستان، مسقط رأس أميني، وأوقفت للمرة الأولى في نوفمبر.
وأطلق سراحها ليحكم عليها في يناير بالحبس سنتين مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات، بعد إدانتها بالدعاية ضد النظام ونشر أخبار كاذبة.
ولم يتم الإعلان عن دواعي عملية التوقيف الأخيرة، علما بأن القضية تحمل أوجه شبه كثيرة مع قضية الناشطة الحقوقية البارزة، سيبيده غوليان، التي أُوقفت في مارس بعد ساعات قليلة على خروجها من السجن وعدم وضعها الحجاب وإطلاقها شعارات مناهضة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وغوليان من أبرز الناشطات المعتقلات في إيران، وهي لا تزال قابعة في الحبس.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الكوميدية بلانش غاردان تتحدث عن تعرضها للعزلة بسبب موقفها الداعم لغزة
تحدثت الكوميدية الفرنسية المعروفة بلانش غاردان، عن تعرضها لتهديدات خطيرة، شملت تهديدات بالقتل والاغتصاب، إضافة إلى حملات مضايقة واعتداء طال أحد أفراد عائلتها، عقب الجدل الذي أثارته مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، وتحديدًا بعد مشاركتها في عرض ساخر خلال أمسية تضامنية مع غزة في صيف عام 2024.
ورغم ما تعيشه غاردان من مرحلة صعبة على المستويين المهني والشخصي، لكنها تؤكد بأنها لا تذكر ما تتعرض له بدافع الشكوى، بل لوصف واقع تعيشه منذ شهر تشرين اللأول/ أكتوبر من العام الماضي، حيث غابت غاردان عن المنصات الفنية، مشيرة في عدة تصريحات إعلامية أن عروض العمل توقفت بشكل شبه كامل، ما انعكس مباشرة على وضعها المعيشي.
Blanche Gardin est menacée de mort sociale pour avoir dénoncé l'absurdité d'être traitée d'antisémite si on dénonce la politique d'Israël à Gaza.
Film annulé... tout s'est arrêté pour elle, elle est obligée d'abandonner son appartement. Une époque odieusehttps://t.co/tTvhIzCYY0 — Philippe Murer ???????? (@PhilippeMurer) December 11, 2025
وقالت في حديث صحافي: "لم أتخيل يومًا أن أواجه ما أعيشه الآن. هناك عواقب حقيقية على حياتي المادية"، مضيفة أن انقطاع الدخل أجبرها على اتخاذ قرارات قاسية، من بينها مغادرة شقتها، فيما شددت غاردان على تمسكها بقناعاتها، معتبرة أن الفن وسيلة لنقل القيم الإنسانية، وقالت: "ما زلت أؤمن بأن التضامن والعدالة الاجتماعية هما الطريق الوحيد لإعادة إنسانيتنا المشتركة".
وتعود بداية الأزمة إلى مقطع ساخر أدّته خلال أمسية أقيمت في مسرح “لا سيغال” بباريس دعمًا لوقف إطلاق النار في غزة، قالت فيه: "اسمي بلانش، ومنذ 7 أكتوبر أصبحت معادية للسامية"، في صيغة ساخرة هدفت – بحسب توضيحها – إلى انتقاد الخلط بين معاداة السامية وانتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية، لكن المقطع الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار موجة انتقادات حادة، وتم اتهام غاردان بتقليل خطورة معاداة السامية، وهي تهمة نفتها بشدة.
Pendant qu’Arthur fait le tour des plateaux pour pleurnicher qu’il est boycotté à des oreilles complices, la vie de Blanche Gardin est un enfer parce qu’elle a osé dénoncer un génocide
Monde de merde
????@arretsurimages
pic.twitter.com/o9lQQocouu — Marcel (@realmarcel1) December 10, 2025
ووفق تقارير صحافية، أدى هذا الجدل إلى خسارتها وكيل أعمالها، وتوقف عدد من المشاريع الفنية، بينها دور سينمائي كان مقرّرًا في فيلم للمخرجة فاليري دونزيلي، وفي سياق متصل، دخلت غاردان في سجال إعلامي مع الحاخامة الفرنسية دلفين أورفيلور، بعد أن أعادت الأخيرة نشر فيديو يقارنها بالكوميدي ديودونيه المعروف بمعاداة السامية، وهو ما اعتبرته غاردان مساهمة في حملة تشويه ضدها بسبب دعمها للقضية الفلسطينية.
وفي رسالة وجهتها إلى أورفيلور ونشرتها مجلة “تيليراما”، أوضحت غاردان أن هدفها كان الدفاع عن حرية التعبير، محذّرة مما وصفته بـ"ضمور النقاش العام" في فرنسا بعد أحداث 7 أكتوبر، ومؤكدة أن اعتبار أي انتقاد لسياسات إسرائيل شكلًا من أشكال معاداة السامية يُفرغ المصطلح من معناه.
???? Ce que personne ne dit, c’est que même la manageuse de Blanche Gardin, après plus de quinze ans d’amitié, a dû la blacklister et la ghoster, comme une "grande" réalisatrice qui se disait également son amie et lui promettait un rôle pour qu’elle paie son loyer.
Mais le… pic.twitter.com/SWWK9XjQUK — Lia Sagan (@liasagan) December 12, 2025
وعلى الرغم من التراجع المهني، فإن غاردان لم تغب كليًا عن الشاشة، إذ تشارك في بطولة فيلم "المرأة الثلجية المدهشة" المعروض منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كما يُنتظر أن تظهر في فيلم "Alter Ego" للمخرجين نيكولا شارلي وبرونو لافان، المقرر عرضه في شهر المقبل، في ما اعتبرته "إشارات خجولة" لاحتمال عودتها التدريجية.
وتُعد بلانش غاردان من أبرز الأسماء في الكوميديا الفرنسية خلال العقد الأخير، إذ انطلقت من Jamel Comedy Club، ونالت جائزة موليير لأفضل عرض كوميدي عام 2018، وشاركت في أفلام لعدد من أبرز المخرجين الفرنسيين، ويأتي هذا الجدل في سياق أوسع تشهده الساحة الثقافية والإعلامية الفرنسية، في ظل صاعد النقاشات حول حدود حرية التعبير، ودعم فلسطين، والخلط بين انتقاد سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلية ومعاداة السامية، على خلفية الحرب على قطاع غزة.