حصيلة 2024 للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين عبر العالم: الصحافة تدفع ثمناً بشرياً باهظاً في ظل الصراعات والأنظمة القمعية
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تُصدر مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي لحصيلة الصحفيين المحتجزين والقتلى والرهائن والمفقودين عبر العالم خلال عام 2024، والذي شهد زيادة مقلقة في وتيرة الهجمات على الصحفيين، لا سيما في مناطق النزاع، حيث سقط نصف الصحفيين القتلى المبلغ عنهم في الأشهر الاثني عشر الماضية، التي كانت خلالها غزة أخطر منطقة على حياة الصحفيين في العالم، علماً أنها وقفت شاهدة على سقوط أكبر عدد من الصحفيين القتلى الذين لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم في السنوات الخمس الأخيرة.
ذلك أن الجيش الإسرائيلي قَتل أكثر من 145 صحفياً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 35 على الأقل إما استُهدفوا أو لقوا مصرعهم بسبب طبيعة عملهم الإعلامي. كما يقبع حالياً 550 صحفياً في مختلف سجون العالم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 7% مقارنة مع حصيلة العام المنصرم، علماً أن أعمال العنف هذه غالباً ما تقف خلفها حكومات دول أو جماعات مسلحة أمام إفلات تام من العقاب، وهو ما يستوجب تضافر كل الجهود لتصحيح الوضع على وجه السرعة، إذ تحث مراسلون بلا حدود كافة الأطراف المعنية على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية الصحفيين والصحافة.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الحرب بين إيران والكيان الصهيوني.. سيناريوهات التدخل الأمريكي
د. سالم أحمد بخيت صفرار
بدأت المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني في حرب لم تسع لها إيران، بل بادرت بها إسرائيل فقد نجح أخيرا "النتن ياهو" في اقناع أمريكا بأن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران تهدف لتدمير برنامجها النووي، سعى الكيان الصهيوني تحت قيادته المتطرفة الحالية بكل قوة لمنع المفاوضات ونجح في إيقافها في الجولة السادسة وتخريب كل المساعي للدبلوماسية مخافتة من أن يؤدي ذلك إلى تفاهم بين أمريكا؛ مما قد يمكِّن لاحقا إيران من تحقيق نجاح في طموحاتها.
ولا شك أن ذلك يشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل ، لذا يسعى النتن ياهو وإدارته بكل جهد خصوصا في الوضع الراهن بعد حرب السابع من أكتوبر 2023 إلى إقناع أمريكا بشن ضربة على إيران وتدمير برنامجها النووي، وهناك أسباب أخرى عما يظهر في العلن وهو التخلص من قدرات إيران النووية، لكن في الواقع إيران هي العقبة التي تخشاها إسرائيل، وهذا ما تكشفت حقيقته أخيرا، ولم يعد الهدف إنهاء قدرات ايران النووية والعسكرية؛ بل أصبح الهدف الآن استهداف الجبهة الداخلية والعمل على تفكيك البلاد والإطاحة بالنظام الإيراني.
من جانب آخر يقاتل رئيس وزراء الكيان الصهيوني لأجل هدف شخصي آخر وهو بقاؤه في السلطة كي يكون في مأمن مما ينتظره نتيجة الإخفاقات والقضايا التي تلاحقه؛ فهو يعرف جيدا سوف ينتهي به المطاف في المحاكم والسجن.
الجميع مقتنع بأنه لن تجرؤ إسرائيل على مهاجمة إيران من دون الدعم والمساندة الأمريكية، ولم تُخف أمريكا مبدئيا نية الكيان للهجوم على إيران ولم تنفيه وأفصحت لاحقا عن علمها بذلك، لم يكن الكيان الصهيوني اللقيط يعتقد أن الرد الإيراني سوف يكون بهذه القسوة، علما أن لديه من المعلومات المعرفية حول قوة إيران الصاروخية، ولكن بدا الأمر مفاجئا للصهاينة حول مدى قوة الرد الايراني التدميري، وتبينت الأخطاء وسوء التقدير الذي لم يدركه قادة الكيان.
الحقيقة أن إيران لم تسع لهذه الحرب التي فرضت عليها وترى من حقها الدفاع عن نفسها وشعبها والدفاع عما تراها حقها في الحصول عليه؛ وهو التكنولوجيا النووية السلمية. وخلال أيام، انقلبت الآية، وها هم الصهاينة أصبحوا مُهجَّرين بلا مأوى، ومنهم من يسعى بشكل هستيري للخروج من فلسطين المحتلة بأغلى التكاليف وكأنه المشهد في غزة، ولكن الفرق والبون كبير بين أصحاب الأرض والسكان المزيفين،
وفي تغيير دراماتيكي ومؤشرات خطيرة يبدو أن النتن ياهو بنجح في إقناع الرئيس الأمريكي ترامب لدخول أمريكا في الحرب مع إسرائيل على إيران علما بأنه الان يبدو هناك انقسام اتخاذ القرار حتى في أعضاء الحزب الجمهوري نفسه، هناك مؤشرات توحي بتغير في التوجيه الأمريكي من خلال قيام أمريكا بنقل أعداد من طائرات التزود بالوقود للمنطقة وزيادة أسراب الطائرات الحربية.
هل يعني ذلك بسبب عربدة إسرائيل وغطرستها أن أمريكا سوف تغامر بمصالحها في المنطقة دون التفكير في العواقب والتداعيات والانعكاسات التي من شأنها أن تؤدي بالمنطقة الى حافة الهاوية ومواجهة ليس من السهل الخروج منها بلا أثمان غالية..
هناك عواقب وخيمة جدا ذات انعكاسات ونتائج خطيرة قد تترتب عنها اتساع رقعة الحرب مما يترك المجال لدخول قوى أخرى تدفع إلى حرب إقليمية قد تتدحرج كتلتها إلى أفاق عالمية.
وحول منطقة الخليج التي ستكون مسرح الأحداث، هل هناك تصور للعواقب الخطيرة حول ما قد ينتج عن تسريب الإشعاع النووي الذي لو حدث يبقى سنوات طوال في المنطقة تهدد البيئة، علما بأن مياه الشرب كميات كبيرة منها تأتي من تحليه مياه البحار هذا مع المصادر الأخرى التي تشكل تهديدا خطيرا على المنطقة برمتها، علما بأن هناك مؤشرات حول تسريب إشعاعي من محطة نطنز التي استهدفها الكيان الصهيوني، ولكن نسأل الله ألا يكون بما يشكل خطر على المنطقة.