قد آن للتاريخ ان يتوقف قليلا وان يلتقط انفاسه اللاهثةفالمشهد يبدو بديع جدا. والرجال هم نفس الرجال. فأن كانوا بالأمس علي صهوات الخيول العربية الاصيلة او يعتلون ظهور الجمال فهم اليوم يعلنون عن انفسهم وهم ألوف مؤلفة علي عربات تعودت ان تصعد العوالي وتهبط الوديان .فالارض أرضهم وارض اجدادهم توارثوها كابرا عن كابر ولايريدون شرا باحد ولكنهم سيصدون اي عدوان علي أرضهم…انهم فرسان البطانة (شم الأنوف من الطراز الاول لله در أبيهمو).
فأن كان الواقع قد فرض عليهم ان يكونوا ولابد لهم ان يكونوا . فمن غيرهم يدافع عن ارضهم وعرضهم وديارهم واموالهم وقد أفاض الله عليهم من نعمائه فكان منهم الفرسان الأشاوس وكان منهم الشباب القوي المتشرب بقيم الاباء والاجداد تخلد ذلك اشعارهم في الدوبيت واغاني الحماسة والفراسة والقيم والاخلاق الرفيعة.وود الأشبة وود دوبا وغيرهم.من المبدعين الذين يعطرون اجواء الخرطوم والبطانة.
انعم باهل البطانة من رجال اذا قالوا فعلوا .واذا تكلموا اسمعوا واذا ضربوا اوجعوا. يمتدون ويتواصلون علي امتداد واسع حتي يتجاوز البطانة الي ما حولها وكان قد انسرب فيهم عبر التاريخ اجدادي اهل أمي التويماب ومايزالون فيهم..فان اردت الشعر فعليك بالبطانة وان اردت العلم والحكمة فعند أهل البطانة وما حولها .فالرجال هناك كالاسود الضارية ومنهم قائدهم كيلك خبر الحرب ودروبها وخاض المعارك علي مستويات مختلفة وبأشكال متعددة .فان كان قد بدأ المسيرة وقاد الركب و الجموع. فان من حوله أمة من الناس ولسوف يصدر قانون يعطي هذه القوات شرعيتها وهكذا تكون الامور .حين تكون القوات ثم تعطي الشرعية من بعد. و حين تكون واقعا لا يمكن تجاوزه وحقيقة علي الارض يستحيل نفيها.
لو رايتهم وهم علي مد البصر في ارضهم يقومون بعمليات تمشيط دورية. لادركت ان هذا السودان لايزال بخير.فهؤلاء لا بنقصهم المال كما ذكرنا ولاينقصهم الرجال والشجاعة. وقد عاشوا زمانا وحياتهم فيها المخاطر والمغامرات والكر والفر والشدة والبأس. تحتاجهم الدولة و يحتاجونها. ولاتمتد ايديهم الي اموال الشعب السوداني المتعب الذي يعاني ضنك العيش وقسوة الظروف وصعوبة الحياة .فمحال ان يأكل فرسان البطانة من عرق الشعب السوداني ويقتاتون من معاناته فليست تلك اخلاقهم (ما بياكل الضعيف…وما بسولب المسكين).وأهل البطانة وما حولها عرب اقحاح ضاربة جذورهم في اعماق التاريخ هم عرب ااسودان الفرسان فرسان الكلمة و(النضم)وفرسان المحاصة وحاشاهم ثم حاشاهم ثم حاشاهم ان يكون عملاء او ادوات لاي دولة قريبة كانت ام بعيدة .فالرجال هنا لايعرفون البيع الرخيص في سوق النخاسة الدولية والاقليمية فهم اعزاء كرماء ينتفض احدهم كالذي لدغته العقرب اذا حدثه احد او ساومه في وطنيته.
ان الامر الان قد أبرم فالكثرة في العدد والنخوة والرجولة والبطولة والكبرياء والشمم كلها عند أهل البطانة وما حولها.ويزهو الان بهم التاريخ ويتشرف السودان بالقادمين الجدد وبقوة وبعزيمة جبارة وعز وفخار.فمرحي بهم علي طريق المجد والنصر الأكيد لامة لاتعرف الذل والهوان والتحية للجيش السوداني العظيم والقوات المسلحة الباسلة الذين كان درع البطانة من اجل دعمها والقتال معها في معارك العزة والكرامة ضد كل اعداء الوطن.
بقلم عمار محمد ادم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ما الذي يُخبرنا به التاريخ عن تأثير صدمات أسعار النفط؟
تؤثر الصدمات الجيوسياسية على أسعار النفط بشكل كبير، وسط ارتفاع الأسعار بعد ضربات "إسرائيل" لإيران، ما عكس مخاوف من تصعيد قد يُهدد إمدادات النفط العالمية، خاصة عبر مضيق هرمز.
وجاء في تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز"، أن المخاوف الجيوسياسية كانت تتصدر استطلاعات المستثمرين منذ سنة؛ حيث كانت تشير في الآونة الأخيرة إلى السياسات الأمريكية غير المتوقعة بشأن التعريفات، مضيفة أن "الخطر الجيوسياسي الذي يتجسد هو تهديد الصراع المستمر في الشرق الأوسط الذي يعرض إمدادات النفط العالمية للخطر".
وذكر التقرير أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 12 بالمئة بعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، وتصاعد النزاع مع استهداف "إسرائيل" محطة نفطية في طهران، مشيرًا إلى أن إيران تنتج 3.3 ملايين برميل يوميًا، يتم تصدير 2 مليون برميل منها.
وأضاف أنه "نظرًا لأن الطلب العالمي على النفط يقدر بـ 103.9 مليون برميل يوميًا وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وأن السعودية والإمارات قادرتان على زيادة الإنتاج بسرعة بأكثر من 3.5 ملايين برميل يوميًا، فمن المرجح أن يكون من الممكن التعامل مع أي انقطاع حاد في الإنتاج الإيراني. ومع ذلك، أثار التصعيد مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة منشآت النفط المجاورة".
وقالت إن "أبحاث البنك المركزي الأوروبي المنشورة في 2023 تشير إلى أن العلاقة بين الجيوسياسة وأسعار النفط والاقتصاد الكلي معقدة. فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 5 بالمائة بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر بسبب مخاوف من حرب في الشرق الأوسط، ثم انخفضت 25 بالمئة بعد 14 يومًا بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي. وفي سنة 2022، ارتفعت أسعار برنت 30 بالمائة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، لكنها عادت إلى مستويات ما قبل الغزو بعد 8 أسابيع".
وتشير أبحاث البنك المركزي الأوروبي إلى أن الصدمات الجيوسياسية تؤثر على الاقتصاد العالمي من خلال قناتين، فعلى المدى القصير، تؤدي المخاطر إلى زيادة في أسعار النفط بسبب ارتفاع قيمة عقود النفط. أما في المدى الطويل، فتؤثر التوترات الجيوسياسية سلبًا على الطلب العالمي بسبب عدم اليقين الذي يؤثر على الاستثمارات والاستهلاك، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط وأسعارها. وبالتالي، تكون ضغوط أسعار النفط الناتجة عن الصدمات الجيوسياسية عادة قصيرة الأمد.
وأكد التقرير أن صدمات أسعار النفط في سنتي 1973 و1979 تسببت في ركود اقتصادي بالولايات المتحدة، مما أثار القلق بشأن تأثير الارتفاع الجيوسياسي المفاجئ في أسعار النفط على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، أظهر بحث حديث من بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أن المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بأسعار النفط لا تؤدي إلى تأثيرات ركودية كبيرة. وحتى الزيادة الكبيرة في مخاطر نقص الإنتاج، كما في 1973 أو 1979، لن تؤدي إلا إلى انخفاض الناتج الاقتصادي بنسبة 0.12 بالمائة.
وأفاد بأن حالة عدم اليقين بشأن إمدادات النفط قد ترفع أسعار الخام على المدى القصير، لكن التأثيرات الاقتصادية العالمية ستكون محدودة ما لم تتحقق هذه المخاطر. ووفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي؛ فإن الأحداث الجيوسياسية الخطيرة التي وقعت منذ الحرب العالمية الثانية كانت عادة ما ترتبط بانخفاض طفيف في أسعار الأسهم على المدى القصير، دون تأثير طويل الأمد. ففي النهاية، تجاهلت أسواق الأسهم العالمية غزو العراق للكويت سنة 1990 وغزو روسيا لأوكرانيا 2022، بينما تظل سنة 1973 استثناءً بسبب تأثير الحظر النفطي الذي تسبب في انخفاض حاد للأسواق بعد 12 شهرًا.
وبين التقرير أنه سيعتمد الكثير على مدة تصاعد الصراع بين "إسرائيل" وإيران وكيفية تطوره. ويجدر الإشارة إلى أنه حتى خلال "حرب الناقلات" في الثمانينات، استقرت أسعار النفط بعد الارتفاع الأولي رغم الهجمات على أكثر من 200 ناقلة كانت تمر مضيق هرمز. ومن المحتمل أن تظل آثار أي اضطراب في إنتاج النفط في الشرق الأوسط محدودة ما لم يكن اضطرابًا كبيرًا.
لماذا لا ترتفع أسعار النفط؟
وفي تقرير آخر للصحيفة، جرى الإشارة إلى أن هجوم "إسرائيل" على المنشآت النووية الإيرانية تسبب في تصعيد الهجمات الصاروخية، مما دفع الأسواق للتركيز على أسعار النفط. ورغم احتمالية ارتفاع الأسعار، إلا أن خطر زيادة كبيرة يظل منخفضًا.
وقال روري جونستون، مؤسس كومودِتي كونتِكست: "مع احتمال ارتفاع الأسعار، يبيع معظم المستثمرين في حالات الارتفاعات الكبيرة مثل مخاطر إغلاق مضيق هرمز".
وأرجع التقرير الأسباب التي تدعو للاعتقاد بأن "الصراع سيظل محدودًا إلى عدة عوامل معروفة جيدًا: إيران في وضع ضعيف، وإسرائيل تحظى بدعم ضمني من الولايات المتحدة، وغيرها. كما توفر تاريخ أسعار النفط الحديث سياقًا مفيدًا لهذا التحليل، فباستثناء غزو روسيا لأوكرانيا، كانت التقلبات الكبيرة والمستدامة في أسعار النفط منذ بداية الألفية مدفوعة باتجاهات جيو اقتصادية أوسع، وليس الجيوسياسية".
لماذا لا يشبه هذا الصراع حرب أوكرانيا؟
أجاب التقرير عن ذلك "لأن روسيا منتج للنفط والغاز أكبر بكثير من إيران، ولأن اعتماد أوروبا على الإمدادات الروسية استدعى إعادة ترتيب سلاسل التوريد. كما أن الاقتصاد العالمي كان يكتسب زخمًا في ذلك الوقت، مما رفع الطلب على النفط، بينما يُتوقع تباطؤ الاقتصاد حاليًا".
وأوضح "مع ذلك، فإن الأحداث الجيوسياسية غالبًا ما تتسبب في تقلبات قصيرة الأمد في أسعار النفط، رغم أن التغيير قد يكون غير متوقع أحيانًا. كما أشار هانتر كورنفايند من رابيدان إينرجي، فإن غزو الولايات المتحدة للعراق في آذار/ مارس 2003 أدى إلى انخفاض مؤقت في أسعار النفط، قبل أن ترتفع مجددًا بعد ذلك".
وأكد أنه "بشكل عام، تؤدي الأحداث غير المستقرة في الشرق الأوسط، خاصة تلك التي تؤثر على إنتاج النفط أو صادراته، إلى زيادة الأسعار. وكان من أبرز التحركات في التاريخ الحديث هجوم الطائرات المسيرة الإيرانية على منشآت النفط في السعودية 2019، مما أدى إلى توقفها لعدة أيام وأثر على الإمدادات العالمية".
واعتبر أنه "في سنة 2023، عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل، ارتفع السعر بسبب مخاوف من تصعيد إقليمي شامل، لكن لم يتحقق شيء من ذلك، ومنذ ذلك الحين، تعلم السوق تجاهل التصعيدات المتزايدة في المنطقة. فعندما اشتبكت إيران وإسرائيل في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر 2024، كانت التحركات اليومية في الأسعار محدودة إلى حد كبير".
وأفاد التقرير أن "أحداث هذا الأسبوع تختلف عن غيرها، ورغم أن الزيادة في الأسعار قد تبقى محدودة، فيجب أخذ المخاطر الكبيرة في الحسبان. ويشير جونستون إلى احتمال ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية في جزيرة خارج، مما قد يدفع إيران إلى استهداف مضيق هرمز ومنشآت نفطية إقليمية أخرى، مما يزيد من احتمالية نشوب حرب أوسع. ويؤكد أن حتى زيادة بسيطة في احتمال حدوث هذه المخاطر قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في سعر النفط".