صديق: اللغة العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
قال الأستاذ الدكتور محمود صديق، عضو مجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، إن اللغة العربية تعد إحدى اللغات الرسمية المعترف بها عالميًا من الأمم المتحدة، وساهمت بشكل بارز في نقل الحضارة العربية والإسلامية إلى مكانة مرموقة، بفضل جهود العلماء والمفكرين الذين جمعوا بين العربية واللغات القديمة والحديثة، مما ساهم في نقل العلوم والمعارف بين الحضارات المختلفة.
وأشار الدكتور محمود صديق إلى أن اللغة العربية تتميز بتفرد معانيها ومفرداتها وتركيباتها اللغوية، وبامتلاكها مليونًا ونصف مليون مفردة غير مكررة، وهو ما يعادل 25 ضعف مفردات اللغة الإنجليزية التي لا تتجاوز 600 ألف كلمة، كما تحتوي العربية على 148 ألف جذر لغوي، وهي لغة يتحدث بها 450 مليون مواطن عربي، فضلاً عن مليار ونصف مسلم يرددون آيات القرآن الكريم بها يوميًا في صلواتهم، مؤكدًا أن هذا التفرد يجعل اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات ثراءً وعمقًا.
وفي سياق حديثه، في احتفالية الأزهر الشريف باليوم العالمي للغة العربية، نقل الدكتور صديق قول أحد المستشرقين إن اللغة العربية تفردت بأنها لا تعرف الطفولة ولا الشيخوخة، مشيرًا إلى ارتباطها الوثيق بمختلف العلوم التطبيقية كالطب والفلك والصيدلة، وأوضح أن بعض الدول مثل الصين واليابان وألمانيا قررت إدراج اللغة العربية كلغة أساسية في الأبحاث والمؤتمرات العلمية، لما تتمتع به من قدرة على التعبير الدقيق والمرونة في مختلف، وختم بتأكيده أن أي ادعاء بأن اللغة العربية لا تستطيع النهوض بالدول هو باطل، فقد أثبتت العربية على مر العصور أنها لغة الحضارة والنهضة وشريك أساسي في كافة العلوم العالمية.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، إن اللغة العربية هي أعرق لغات العالم وأكثرها مرونة وقدرة على استيعاب مظاهر التعبير المختلفة، مشيرًا إلى أن تاريخها المسجل يمتد لأكثر من ثمانية عشر قرنًا، متجاوزة بذلك العديد من اللغات الأخرى.
وأوضح فضيلة الدكتور حسن الشافعي خلال كلمته في احتفالية الأزهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، التي ينظمها قطاع المعاهد الأزهريّة، تحت عنوان: "اللغة العربية أصالة وريادة"، أن اللغة العربية أثبتت كفاءتها في استيعاب مظاهر الحضارة وألوان الفكر المختلفة، سواء الشرقية منها كالصينية والفارسية، أو الغربية مثل اليونانية والرومانية، خاصة في حركة الترجمة الكبرى التي شهدها العالم الإسلامي بعد ظهور الإسلام.
وتحدث الدكتور الشافعي، عن ريادة اللغة العربية في المجالات العلمية منذ القدم، مستشهدًا بما قدمته من إنجازات فريدة في علوم النحو والصرف والبلاغة، وذكر أسماء مثل الخليل وسيبويه وابن منظور، الذين أسسوا قواعد هذه اللغة العظيمة، كما أشار إلى دور اللغة العربية في تطوير المعاجم والموسوعات العلمية والفلسفية والتقنية والدينية، التي أثرت في العالم أجمع، مؤكدًا أن الجهد العربي الأخير في إصدار “المعجم التاريخي للغة العربية” يعكس استمرار الريادة اللغوية، حيث وثق تطور مفردات العربية ومعانيها في 127 مجلدًا ضخمًا.
وفي ختام كلمته، أشار رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، أن التحدي الحقيقي للغة العربية اليوم يكمن في ضعف تداولها على ألسنة الأجيال الجديدة، داعيًا إلى تطوير أساليب التعليم وتبسيط قواعد اللغة لإعادة حب الشباب لهذه اللغة العريقة، كما أعرب عن فخره بالشباب الأزهري الذي أظهر براعة في مسابقة “رواد العربية في الإعراب”، مشيدًا بدور الأزهر الشريف على مر العصور في حراسة اللغة العربية وصيانتها، واصفًا الأزهر بأنه موئل هذه اللغة الشريفة خاصة في وقت الأزمات، وأضاف أن الأمل ما يزال معقودًا على الأجيال الأزهرية الجديدة، وفي مقدمتها حفظة القرآن الكريم أن يكونوا سدنة اللغة وحماة البيان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللغة العربية محمود صديق مجمع البحوث الإسلامية جامعة الأزهر الحضارة العربية والإسلامية اللغات القديمة اللغة العربیة للغة العربیة
إقرأ أيضاً:
مفرد قطيع .. أسئلة حيرت الطلاب في امتحان اللغة العربية للدبلومات الفنية
قدمت مذيعة “صدى البلد”، رنا عبد الرحمن، تغطية عن أداء طلاب الدبلومات الفنية صباح اليوم امتحان مادة اللغة العربية في مستهل ماراثون الامتحانات التحريرية للعام الدراسي 2025، وسط حالة من التركيز الشديد داخل اللجان، لكن الامتحان لم يمر دون إثارة للجدل، حيث تضمنت بعض الأسئلة اللغوية اختيارات دقيقة أربكت عددًا من الطلاب، ودفعت البعض للتساؤل حول معاني ومفردات ومضادات ظنوا أنها محسومة.
وأبرز الأسئلة التي أثارت النقاش بين الطلاب كانت سؤال عن مفرد “الأخلاق”، وهو ما اعتبره البعض سؤالًا دقيقًا يتطلب فهمًا عميقًا للفروق اللغوية، بينما رأى آخرون أن الإجابة قد تكون محيرة بسبب التقارب الصوتي بين البدائل. ولم يكن هذا السؤال الوحيد الذي أثار الجدل، فقد جاء سؤال آخر حول جمع كلمة “قطيع”، مما استدعى تفكيرًا لغويًا دقيقًا في المعنى والمبنى.
أما السؤال الثالث الذي لفت الانتباه فكان عن مضاد كلمة “الصبر”، وهو ما أشار البعض إلى أنه يقيس الفهم الحقيقي للمعاني لا الحفظ فقط.
هذه التفاصيل جاءت في إطار امتحانات ضخمة يشهدها قطاع التعليم الفني هذا العام، حيث بلغ إجمالي عدد الطلاب المتقدمين لأداءا متحانات الدبلومات الفنية بكافة نوعياتها نحو 780 ألف طالب وطالبة، موزعين على مختلف التخصصات ما بين صناعي وتجاري وزراعي وفندقي.
وقد تم تجهيز عدد كبير من اللجان يصل إلى 2644 لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية، تشرف عليها أطقم عمل ضخمة تضم187,300 عضو من مراقبين وملاحظين وممتحنين وإداريين.
لمزيد من التفاصيل شاهد الفيديو: