تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مصر توسعت في تبني التكنولوجيات الحديثة لتقديم خدمات مصر الرقمية؛ وتنفيذ مشروع ضخم لتطوير البنية التحتية للاتصالات

عاشور: لدينا رؤية مستقبلية لتحقيق أهدافنا التنموية ونسعى لمنافسة العديد من دول العالم

 

لا يخفى على أحد أن الذكاء الاصطناعي تحول فى سنوات معدودة إلى أحد أهم أدوات ولغات العصر الحديث من التطور التكنولوجى والسعي نحو تحقيق الرقمنة الشاملة لكل أوجه الحياة، ولهذا تسعى دول العالم إلى مواكبة الركب والتسابق من أجل التطور وتحقيق خطوات جديدة فى مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية، ولهذا كانت مصر فى مقدمة الدول الأفريقية التى سعت إلى تطويع الذكاء الاصطناعي وخططه المختلفة لتحقيق أهدافها التنموية.

 

وخلال كلمة لوزير التعليم العالى والبحث العلمي، الدكتور محمد أيمن عاشور، أما الجلسة العامة لمجلس الشيوخ قبل شهرين، أكد خلالها أن مصر تعمل على شراكات أجنبية مع الجامعات الأولى فى العالم فى مجال الذكاء الاصطناعي، فيما قبل مرحلة الدراسات العليا، مشيرا إلى أن مصر أصبحت فى مقدمة الدول الأفريقية واحتلت المركز الأول فى مجال البحث العلمى فى الذكاء الاصطناعي، متفوقة على جنوب أفريقيا التى ظلت طوال السنوات الأخيرة تسبقنا فى هذا المجال. 

وشدد الوزير على أن مصر لديها رؤية مستقبلية للمضى قدمًا واتخاذ خطوات جديدة فى مجال فى الذكاء الاصطناعي، كما تسعى لمنافسة العديد من دول العالم، حيث قال: "نقارن أنفسنا بأكبر دول العالم فى مجال الذكاء الاصطناعي، ومشروعات أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ١٢٠٢ مشروع فى مجال البحث العلمي". 

وأشار "عاشور" إلى أن الدولة تتبنى الذكاء الاصطناعى فى دعم البحث العلمي، حيث إن بنك المعرفة أصبح من المؤسسات التى تدعم البحث العلمي فى مجال الذكاء الاصطناعي، مستطردا: "داخلين على عصر استخدام الذكاء الاصطناعي والقوانين والتشريعات يجب أن تتطور لتواكب هذا التطور التكنولوجى الكبير فى مجال الذكاء الاصطناعي".

مصر تتقدم فى مؤشرات الذكاء الاصطناعي

وبحسب دراسة بحثية صادرة عن المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية”، فإن مصر جاءت فى المرتبة الثانية أفريقيا بعد موريشيوس وفقا لتقرير مؤشر جاهزية حكومات دول العالم لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لعام ٢٠٢٢، حيث جاءت مصر فى المركز ٥٦ بـ٢ نقطة. وبمقارنة التقرير لعام ٢٠١٩ كانت مصر فى المركز الثامن على مستوى أفريقيا، وفى المركز ١١١ من بين ١٩٤ دولة.

وبالنظر إلى التقارير والمؤشرات الدولية فنجد مصر قد حققت طفرات فى مجال الذكاء الاصطناعي، حيث قفزت ٥٥ مركزًا فى مؤشر “جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي"، وفقا لتقرير التنمية البشرية لمصر عام ٢٠٢١، فيما تقدمت مصر ١٩ مركزًا فى مؤشر المعرفة العالمي، حيث كانت تحتل المركز ٧٢ من بين ١٣٨ دولة عام ٢٠٢٠، وارتقت إلى المركز ٥٣ من بين ١٥٤ دولة عام ٢٠٢١.

وتقدمت مصر ٤٩ مركزا فى مؤشر استعداد الحكومة للذكاء الاصطناعى، لتحتل المرتبة ٦٢ عالميا لتصنيف عام ٢٠٢٣، وتشير دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن تقدم مصر فى المؤشر يأتى نتيجة للسياسات الحكومية والتشريعات والاستثمارات فى البحث والتطوير والتعليم والتدريب فى مجال الذكاء الاصطناعى، وأكدت الدراسة أن الجهود التى أولتها مصر لتطبيق تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كانت العامل الحاسم فى تحسن ترتيب مصر فى المؤشرات الدولية.

وأكدت الدراسة أن مصر توسعت في تبني التكنولوجيات الحديثة لتقديم خدمات مصر الرقمية؛ وتنفيذ مشروع ضخم لتطوير البنية التحتية للاتصالات باستثمارات تصل إلى نحو ١.٦ مليار دولار وتنفيذ المرحلة الثانية للمشروع فى العام المالى الحالى باستثمارات ٣٠٠ مليون دولار، بالإضافة إلى تهيئة البيئة التشريعية والقانونية التى تحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال إصدار قانون حماية البيانات الشخصية الذى ينظم العلاقة بين مالك البيانات والمستخدمين.

تلك الجهود جعلت القائمين على مؤشر جهازية الحكومة للذكاء الاصطناعى يرفعون من ترتيب مصر، حيث يرتب التقرير الدول بناء على قدرتها على استخدام الذكاء الاصطناعي فى توفير الخدمات العامة، وذلك من خلال تقييم البنية التحتية القائمة، والمهارات البشرية المتاحة، وانتشار معايير الحوكمة، وجودة وإتاحة البيانات، توفر خيارات كبيرة من المواهب داخل البلاد، والتى تتكون من خلال تعليم الذكاء الاصطناعى وتقوية القطاع بشكل عام.

شراكات عالمية 

وسعيًا لتحقيق أهدافها عملت الحكومة المصرية على عقد شراكات مع العديد من المؤسسات العالمية المعنية بتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وجاءت العديد من شركات الذكاء الاصطناعى الناشئة المصرية أو المملوكة لمصريين ضمن الأكثر تطورا على مستوى العالم، فهناك شركة تحليل مقاطع الفيديو أفيدبيم، والتى صنفت ضمن أهم ٢٠ مطورا للذكاء الاصطناعى عالميا، وجذبت استثمارات تأسيسية من شركات إيجيبت فينتشرز، وهناك أفيكتيفا التى تدرب الروبوتات على قراءة المشاعر، وجاءت ضمن قائمة فوربس لأبرز ١٠ ابتكارات تكنولوجية بمجال الذكاء الاصطناعي. وهناك شركة “ذا دي” والتى تأسست فى مصر ولديها فرع آخر فى بون بألمانيا، وتعمل على توفير الخدمات التقنية والرقمية للشركات، وهناك أيضا إنوفيشن هب، والتى تقدم خدماتها للطلبة فى مصر وتونس وبريطانيا، بحسب الدراسة البحثية الصادرة عن "دراية". 

وتتوقع العديد من التقارير الدولية نمو نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مصر بمعدل ٢٥.٥٪ سنويا من الآن وحتى عام ٢٠٣٠، وذلك بعد تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى خلال ثلاث إلى خمس سنوات، حيث وضعت الحكومة المصرية تطبيقات الذكاء الاصطناعى على قائمة الأولويات خلال المرحلة المقبلة، وتوصى التقارير الدولية بإتاحة فرصة كافية وبيئة عمل تمكن الابتكار بقوة، وتطوير سياسات واضحة حول استخدام وإتاحة البيانات، وفتح المزيد من المراكز التكنولوجية لتحفيز البحث العلمى والتطوير فى مجال الذكاء الاصطناعي، والعمل عن قرب مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومطورى المصادر المفتوحة، والمؤسسات التعليمية لمساعدتهم على دمج الذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات. 

وفى سبيل ذلك، عملت مصر على صياغة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى فى مصر، والتى ترتكز على ٣ محاور أساسية، بالتعليم والتدريب ثم الاستفادة العملية من حجم البيانات الكثيفة الموجودة فى مصر وإتاحة تلك البيانات للقطاع الخاص.

وعلى صعيد تعزيز مكانة مصر الدولية فى مجال الذكاء الاصطناعي؛ فلقد انضمت مصر للتوصية الخاصة بالذكاء الاصطناعى بمنظمة التعاون الاقتصادي OECD، كأول دولة عربية وأفريقية تنضم للتوصية كما قامت مصر بترجمتها إلى اللغة العربية. فضلًا عن اضطلاع مصر بدور رئيسى فى المناقشات الجارية داخل منظمة اليونسكو لاعتماد توصية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما شاركت مصر فى اجتماع فريق العمل العربى للذكاء الاصطناعى الذى عُقد فى فبراير الماضى تحت مظلة جامعة الدول العربية.

وعلى الصعيد الأفريقي، شاركت مصر فى اجتماع فريق العمل الأفريقى للذكاء الاصطناعى تحت مظلة الاتحاد الأفريقى وتم انتخاب مصر رئيسًا للفريقين العربي والأفريقي.

إطلاق منصة الذكاء الاصطناعى فى مصر

وفى يوليو ٢٠٢١، خلال الاجتماع الرابع للمجلس الوطنى للذكاء الاصطناعي، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منصة خاصة للذكاء الاصطناعى " https://ai.gov.eg" تحت مظلة المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى لتكون البوابة الرسمية لجمهورية مصر العربية فى مجال الذكاء الاصطناعي، وتضم المنصة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وكافة الفعاليات والأخبار والتفاصيل الخاصة بمشروعات الذكاء الاصطناعى فى مصر، وكذلك برامج بناء القدرات التى تقدمها الجهات المختلفة والإنجازات التى تحققها مصر فى هذا المجال، فضلًا عن إتاحة الفرصة لتبادل الآراء والخبرات بين جميع المعنيين سواء من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص والأكاديميين والشركات الناشئة حول موضوعات الذكاء الاصطناعي بشكل عام، لا سيما المتعلقة بالفرص التى تتيحها هذه التكنولوجيا ومبادئ وأخلاقيات استخدامها.

ويأتى إطلاق المنصة فى إطار حرص مصر على مواكبة معطيات العصر الرقمى والتفاعل مع أهم تكنولوجيات هذا العصر، ولترسيخ مكانة مصر لتصبح من الرواد فى مجال الذكاء الاصطناعى إقليميًا وعالميًا.

تطبيقات عالمية

وانتشرت تطبيقات الذكاء الاصطناعى حول العالم بشكل موسع وبخاصة خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت التطبيقات المنشورة فى متاجر التطبيقات بنسبة ١٤٨٠٪ على أساس سنوى فى الربع الأول من عام ٢٠٢٤، كما زادت أيضًا تنزيلات تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعى بنسبة ١٥٠٦٪ بنسبة ١٥٠٦٪، بينما زادت إيرادات الشراء داخل التطبيق بنسبة ٤١٨٤٪ على أساس سنوي، بالإضافة إلى ذلك، استحوذ أفضل ١٠ تطبيقات دردشة بالذكاء الاصطناعى فقط على ٥٢٪ من إجمالى عدد مرات تحميل تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.

وانطلق النمو المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى مع النجاح الكبير الذى حققه "شات جى بى تى (ChatGPT)، حيث زاد الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأدى الطلب المتزايد على تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعى إلى زيادة التطبيقات المطورة والإنفاق فى هذا المجال، فمنذ انطلاق "شات جى بى تي" فى نوفمبر ٢٠٢٢، حطم الأرقام القياسية، فبعد خمسة أيام من إطلاقه، تجاوز مليون مستخدم، وفى غضون شهرين، ارتفع إلى ١٠٠ مليون مستخدم نشط، مما أدى إلى تأمين مكانته باعتباره ثانى أسرع تطبيق استهلاكى نموًا فى التاريخ. وفى أقل من عام، أصبح هناك أكثر من ١٨٠ مليون مستخدم لـ "شات جى بى تي"، بحسب نشرة الذكاء الاصطناعى الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. 

كما تكشف التركيبة السكانية لجمهور زوار موقع "شات جى بى تي" أن الأغلبية هم من الذكور (٥٥٪ مقابل ٤٥٪ من الإناث). علاوة على ذلك، تتراوح أعمار غالبية الزوار بين ٢٥ و٣٤ عامًا (٣٣.١٪ من الزوار) ومن ١٨ إلى ٢٤ عامًا (٢٨.٧٪).، وبعد نجاح "شات جى بى تي"، حاول الكثير من الشركات تطوير وإنشاء روبوت نموذجى للغة الذكاء الاصطناعى خاص بها. أطلقت شركة جوجل، على سبيل المثال، برنامج المحادثة "بارد" (Bard)، القائم على الذكاء الاصطناعي. وفى ٨ فبراير ٢٠٢٤، أُعيد إطلاق برنامج "بارد" (Bard) باسم "جوجل جيميني" (Google Gemini)، وأطلق أمازون برنامج دردشة جديدًا يعمل بالذكاء الاصطناعى يسمى "كيو" (Q)، بحسب منصة blog.invgate. 

 

عزام: التطبيقات تعتمد على أنماط جديدة فى إنتاج المحتوى المكتوب والمرئي

 خبراء تكنولوجيا المعلومات: الاستغلال الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعى يسرع إنجاز المهام والوظائف ويقضى على الفساد

أكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى أصبح لها أهمية كبيرة فى الآونة الأخيرة، ولكن يجب الاعتماد على هذه التطبيقات كأدوات ووسائل مساعدة على إنهاء المهام والأعمال، والحذر فى التعامل مع هذه التطبيقات لما قد تمثله من مخاطر وبخاصة فى دقة البيانات المقدمة عبر هذه التطبيقات. 

وفى هذا الشأن، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات والرقمنة، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى انتشرت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة أصبحت محل اهتمام الملايين حول العالم، الأمر الذى دفع الكثير من المطورين والمبرمجين لاستحداث وإطلاق تطبيقات جديدة ومتطورة. 

وأضاف خبير أمن المعلومات فى تصريحاته لـ"البوابة" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى "التوليدي" والتى تستطيع إنشاء محتوى متكامل أصبحت وسائل مساعدة، وتقدم العديد من الخدمات للمستخدمين فى تنفيذ المهام المختلفة المطلوبة على اختلال المجالات والتخصصات فنجد تطبيقات تتميز فى المحتوى وأخرى تتميز فى الصوت والصورة والمواد المصورة "الفيديو"، وغيرها. 

ولفت "عزام" إلى أن أهم ما يميز هذه التطبيقات هو اعتمادها على أنماط جديدة فى إنتاج المحتوى المكتوب والمرئي، والتى تمكن المستخدمين على اختلاف تخصصاتهم من الاستفادة من هذه التطبيقات، الأمر الذى أصبح التعامل مع المعلومات والبيانات ومحركات البحث بشكل متسارع. 

وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعى أصبحت بمثابة المساعد الذكى القادر على إنجاز المهام المختلفة بشكل احترافى وبسرعة فائقة، حيث أحدثت نقلة نوعية حتى فى الاستخدامات المختلفة وأصبحت تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الأمر الذى دفع العديد من الشركات العملاقة للإسراع فى الاستفادة من هذه التطبيقات". 

وعن أهمية الذكاء الاصطناعى فى التعليم والتعلم، أكد "عزام" أن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى التعلم أصبح ضرورة قصوى، والاستفادة من الإلمام بهذه التطبيقات يساعد على التطور الوظيفي، فهذه التطبيقات لا تهدد مستقبل الوظائف بشرط الإدراك الكامل لإمكانيات هذه التطبيقات والسعي إلى تطويعها فى تنفيذ المهام الوظيفية المختلفة. 

وأكمل: "بالطبع هناك بعض الوظائف التى ستختفى فى المستقبل وخاصة فى قطاعات التصنيع والأعمال الإدارية، كما ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعى فرص عمل جديدة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، والمهن الطبية والبرمجة".

طارق: تتيح فرصًا هائلة للعمل يجب استغلالها

من جهته، قال المهندس أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعى تتيح فرصا هائلة يجب العمل على استغلالها الاستغلال الأمثل، حيث إنه من المتوقع أن يفقد العالم الآلاف بل وملايين الوظائف خلال الفترة المقبلة، ولكن هناك العديد من الخدمات والأدوات التى تقدمها هذه التطبيقات، ومن هنا يجب على الجميع السعى للاستفادة منها". 

وأضاف "طارق" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى تشهد تطورا متسارعًا والشركات الكبرى تسعى لتطوير تطبيقات خاصة بها فى هذا المجال، وتشير التقارير الدولية إلى أن المستخدم من هذه التطبيقات لا يتعدى ٥٪ فقط، الأمر الذى يجعل هناك فرصًا كبيرة للتوسع خلال الفترة المقبلة". 

وتابع: "يجب العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وخاصة لأنها تساعد على توفير الوقت والجهد والقضاء على الفساد نظرًا لأن تطبيق الرقمنة يفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها وبالتالى تقل الرشاوى والفساد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر الرقمية الدول الإفريقية الخطط الوطنية الذكاء الاصطناعي أكاديمية البحث العلمي تطبیقات الذکاء الاصطناعى فى مجال الذکاء الاصطناعی تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعى فى بالذکاء الاصطناعى للذکاء الاصطناعى الاصطناعى فى مصر هذه التطبیقات فى هذا المجال البحث العلمی الاستفادة من الاصطناعى ا دول العالم الأمر الذى العدید من جدیدة فى فى مؤشر مصر فى أن مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027

شبه مارك أندريسن عالم الحاسوب الأميركي الذكاء الاصطناعي مجازا بحجر الفلاسفة القادر على تحويل الأشياء البسيطة (مثل الرمل/السيليكون) إلى قوة هائلة لإنتاج القيمة والمعرفة، مستوحيا ذلك من الأساطير القديمة التي كانت تروج بأن حجر الفلاسفة (Philosopher’s Stone) قادر على تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.

جاء ذلك في "بيان المتفائل بالتقنية" (Techno‑Optimist Manifesto) الذي نشره عام 2023.

وفي 3 أبريل/نيسان 2025 أصدر 5 باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي (أحدهم بريطاني والباقي أميركيون) دراسة تنبؤية بعنوان "الذكاء الاصطناعي عام 2027" تضمنت جدولا زمنيا مفصلا للعامين المقبلين يُظهر بوضوح الخطوات التي ستتخذها البشرية لإنتاج ذكاء اصطناعي خارق يتفوق على الذكاء البشري في جوانب عدة بحلول أواخر عام 2027، وذلك عبر شركة تخيلية أطلقوا عليها اسم "أوبن-برين"، وذلك تجنبا لتسمية شركة واحدة قائمة حاليا.

وفيما يلي الأدلة التي ساقتها الدراسة على تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر عام 2027:

ستصبح الإصدارة الرابعة من الوكيل الذكي متوفرة عام 2027، وسوف تعمل بأداء يفوق البشر بنحو 50 ضعفا من حيث سرعة التعلم والتنفيذ. سيتمكن الوكيل الذكي من إنتاج 300 ألف نسخة من ذاته تعمل معا في الوقت نفسه، حيث تتبادل المعرفة والخبرة بشكل لحظي، وتنفذ المهام المختلفة بطريقة موزعة ومنسقة كأنها شبكة عصبية واحدة كبيرة أو عقل جماعي. سيحقق الذكاء الاصطناعي عام 2027 تقدما معرفيا وتقنيا في يوم واحد يعادل ما يمكن أن ينجزه فريق من البشر أو حتى مجتمع تقني من الخبراء خلال أسبوع كامل. سوف يظهر الذكاء الاصطناعي سلوكا شبه مستقل، ويتصرف بطريقة توحي بأنه يفهم أهدافه ويتحايل لتحقيقها، وسوف يتفوق على أفضل المبرمجين والباحثين في حل المشكلات وكتابة الكود وتحليل البيانات المعقدة. سيكون قادرا على القيام بمحاولات تضليل للبشر، وهو مؤشر على وعي سياقي متقدم. يظهر الذكاء الاصطناعي سلوكا شبه مستقل ويتصرف بطريقة توحي أنه يفهم أهدافه ويتحايل لتحقيقها (شترستوك)

وأشارت الدراسة إلى أن تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر قد لا يشمل جميع أبعاد الذكاء البشري مثل المشاعر والوعي الذاتي والأخلاق أو الحكمة، مما يمثل خطرا محتملا بأن يخرج عن السيطرة إذا لم تتم مراقبته وضبطه.

إعلان

ليست هذه هي الدراسة الوحيدة التي توقعت ولادة الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي) قريبا، إذ تنبأت ورقة بحثية حديثة من 145 صفحة أصدرتها شركة "ديب مايند" التابعة لغوغل أن يضاهي الذكاء الاصطناعي العام المهارات البشرية بحلول عام 2030، وحذرت من التهديدات الوجودية التي قد يحملها، والتي يمكن أن تدمر البشرية بشكل دائم.

وجاءت توقعات داريو أمودي الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك أكثر تفاؤلا، إذ قال حديثا "ما رأيته داخل شركة أنثروبيك وخارجها على مدار الأشهر القليلة الماضية دفعني إلى الاعتقاد بأننا على المسار الصحيح نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي على المستوى البشري، والتي تتفوق على البشر في كل مهمة في غضون عامين إلى 3 أعوام".

أما إريك شميدت الرئيس التنفيذي السابق لغوغل فيرى أن الذكاء الاصطناعي سيصل إلى مستوى ذكاء أذكى فنان خلال 3 إلى 5 سنوات، وأن العالم على بعد 3 إلى 5 سنوات من الذكاء الاصطناعي العام الذي سيكون مساويا، إن لم يكن أفضل من أي مفكر أو مبدع بشري اليوم.

وتساءل "ماذا سيحدث عندما يمتلك كل فرد منا في جيبه ما يعادل أذكى إنسان يعمل على إيجاد حلول لجميع أنواع المشاكل التي تواجهه؟".

من جهته، كتب سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي الشهر الماضي "بدأت الأنظمة التي تشير إلى الذكاء الاصطناعي العام بالظهور، ويبدو النمو الاقتصادي المرتقب مذهلا، ويمكننا الآن أن نتخيل عالما نعالج فيه جميع الأمراض ونطلق العنان لإبداعنا بالكامل".

أما راي كورزويل -وهو أشهر المفكرين المستقبليين، والذي وصفه بيل غيتس بأنه أفضل شخص أعرفه في التنبؤ بمستقبل التكنولوجيا- فيرى أننا نعيش أروع سنوات في تاريخ البشرية، نحن على أعتاب لحظة حاسمة، حيث يوشك الذكاء الاصطناعي على تغيير حياتنا إلى الأبد.

ويتوقع كورزويل أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى ذكاء البشر بحلول عام 2029 ثم يتفوق عليه، ويصبح الحل الوحيد أمام الإنسان هو دمج الذكاء الاصطناعي بذاته، خاصة مع اقتراب وصوله إلى لحظة التفرد المتوقعة في أربعينيات هذا القرن، والتي ستشهد بروز الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يتفوق على ذكاء الإنسان بمليارات المرات.

ولا يدعم بعض المفكرين هذه التوقعات، ففي قمة الويب العالمية التي عُقدت في فانكوفر بين 27 و30 مايو/أيار 2025 ناقش نحو 15 ألف متخصص مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وعلى الرغم من أن معظم المشاركين كانوا على قناعة بأن البشرية تقترب من الوصول إلى ذكاء اصطناعي عام قد يضاهي بل وربما يتفوق على القدرات البشرية فإن الباحث والكاتب الأميركي غاري ماركوس عبّر عن رأي مغاير، مشككا في قدرة نماذج اللغات الكبيرة (إل إل إم إس) -التي يراها معيبة في جوهرها- على الوفاء بالوعود الطموحة التي يروج لها وادي السيليكون.

القدرات المنطقية الاستدلالية لأهم تقنيات الذكاء الاصطناعي تنهار عند مواجهة مشكلات متزايدة التعقيد (شترستوك)

وماركوس ليس الوحيد الذي يشكك في إمكانية تجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية، ففي مقابلة مع صحيفة غارديان أجريت قبل عامين تقريبا مع جارون لانيير عالم الحاسوب والمؤلف الأميركي انتقد لانيير الاعتقاد الشائع بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يتجاوز" الذكاء البشري، فهو يرى أن الذكاء الاصطناعي ليس كائنا مستقلا بذاته، بل هو نتيجة لما برمجه البشر.

إعلان

ويتحدث آدم بيكر عالم الفلك والفيلسوف المتخصص بالعلوم في كتابه الجديد الذي صدر في أبريل/نيسان 2025 بعنوان "المزيد من كل شيء إلى الأبد" عن "أيديولوجية الخلاص التكنولوجي" التي يروج لها عمالقة التكنولوجيا في سيليكون فالي، والتي تلعب 3 سمات دورا محوريا فيها، هي: 1- التكنولوجيا قادرة على حل أي مشكلة، 2- حتمية النمو التكنولوجي الدائم، 3- الهوس بقدرة الإنسان على تجاوز حدوده الفيزيائية والبيولوجية.

ويحذر بيكر من أن عمالقة التكنولوجيا يستخدمون هذه الأيديولوجية لتوجيه البشرية نحو مسار خطير، ويقول "إن المصداقية التي يمنحها مليارديرات التكنولوجيا لهذه الرؤى المستقبلية التي ترتكز على الخيال العلمي تحديدا تبرر سعيهم إلى تصوير نمو أعمالهم كضرورة أخلاقية، ولاختزال مشاكل العالم المعقدة في مسائل تكنولوجية بسيطة، ولتبرير أي إجراء قد يرغبون في اتخاذه تقريبا".

أما أنتوني أجوير المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمعهد مستقبل الحياة المتخصص في سلامة الذكاء الاصطناعي فعلى الرغم من أنه يتوقع ظهور الذكاء الاصطناعي العام بين العامين 2027 و2030 فإنه يعتقد أن ذلك قد يسبب اضطرابات اجتماعية وسياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، فقد يُحسّن نفسه بسرعة ويتجاوز القدرات البشرية بشكل كبير، خاصة أن هذه الأنظمة بطبيعتها غير قابلة للتنبؤ، ونحن أقرب بكثير إلى بنائها من فهم كيفية التحكم فيها، إن كان ذلك ممكنا أصلا.

ووفقا لورقة بحثية نشرتها شركة آبل خلال يونيو/حزيران الجاري، فإن القدرات المنطقية الاستدلالية لأهم تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "أو 3" من "أوبن إيه آي"، و"آر 1" من "ديب سيك" تنهار عند مواجهة مشكلات متزايدة التعقيد، مما يشير إلى اننا لا نزال بعيدين عن الذكاء الاصطناعي العام.

توجد 3 سيناريوهات للتوقعات المستقبلية للذكاء الاصطناعي: الأول يرى استحالة بلوغ الذكاء الاصطناعي مستوى الذكاء البشري، والثاني يتوقع بلوغ الذكاء الاصطناعي مستوى الذكاء البشري قريبا، ويرى أن ذلك سيؤدي إلى رخاء البشرية، والثالث يتوقع أيضا بلوغ الذكاء الاصطناعي مستوى الذكاء البشري قريبا، لكنه يرى أن ذلك يمثل خطرا شديدا على البشرية، والسؤال: أي التوقعات الرائجة حاليا أقرب إلى التحقق؟

الطريقة الوحيدة لاكتشاف حدود الممكن هي أن نتجاوز تلك الحدود قليلا نحو المستحيل (غيتي)

في عام 1962 نشر آرثر تشارلز كلارك كاتب الخيال العلمي البريطاني مقالة بعنوان "مخاطر التنبؤ العلمي.. حين يفشل الخيال"، وذلك ضمن كتابه المعنون "ملامح المستقبل" عرض كلارك في هذا الكتاب قوانينه الثلاثة في التنبؤ العلمي، وهي:

القانون الأول: عندما يصرح عالم بارز مخضرم بإمكانية حدوث أمر ما فهو محق على الأرجح، أما عندما يصرح باستحالة حدوث أمر ما فمن المرجح جدا أن يكون مخطئا.

القانون الثاني: الطريقة الوحيدة لاكتشاف حدود الممكن هي أن نتجاوز تلك الحدود قليلا نحو المستحيل.

القانون الثالث (الأشهر): أي تكنولوجيا متقدمة بما فيه الكفاية، ولا يمكن تمييزها عن السحر.

ولا تزال هذه القوانين تُستخدم حتى اليوم في مناقشات عديدة حول الفيزياء النظرية ومستقبل الإنسان والتكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي.

ووفقا لهذه القوانين، يرجح وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الذكاء البشري قريبا، وربما يتفوق عليه، لكن هذه القوانين لا تفيدنا فيما إذا كان ذلك سيؤدي إلى رخاء أم فناء البشرية.

مقالات مشابهة

  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • محمد القرقاوي: عضوية الذكاء الاصطناعي كاستشاري في مجلس الوزراء خطوة حكومية هي الأولى عالمياً
  • انطلاق دورة تدريبية حول توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العام بمشاركة خليجية في الدوحة
  • آبل تدرس الاستحواذ على محرك البحث بالذكاء الاصطناعي بيربليكستي
  • وزارة التعليم تبحث وضع خارطة شاملة للتعليم العالي في سوريا
  • تطبيقات “ميكروسوفت” للذكاء الاصطناعي تُعرض على سلطة حماية المعطيات
  • فيليب موريس مصر تطلق جهاز IQOS ILUMA i في قفزة تكنولوجية جديدة نحو مستقبل خالٍ من الدخان
  • هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027
  • “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق
  • مؤتمر أسكو يستعرض أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي الطبي