بغداد اليوم – متابعة

فجّر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، احمد بخشايش اردستاني، اليوم الاحد (5 كانون الثاني 2025)، مفاجأة حول إمكانية تخلي أمريكا وإسرائيل وتركيا عن رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، مشيراً في الوقت عينه إلى وجود 130 ألفا من المقاتلين "المقاومين" في سوريا مستعدون للقتال ضد هيئة تحرير الشام.

وقال أردستاني في مقابلة متلفزة تابعتها "بغداد اليوم"، إن "الولايات المتحدة والدول الأوروبية تسعى إلى إقامة ديمقراطية غربية في سوريا، وإن شرط تشكيل مثل هذه الحكومة هو أن يقبل أحمد الشرع وأتباعه بضرورة تشكيل حكومة علمانية في سوريا، في حين يبدو من غير المرجح أن تقبل هيئة تحرير الشام والسلفيين من ذوي التفكير المماثل والمتحالفين معهما مثل هذه القضية.

وأضاف، أن "أحمد الشرع يحاول الآن إرضاء الحكومات الأجنبية أكثر مما يفكر في إرضاء شعبه، ولهذا السبب، من غير المرجح أن يثق الشعب السوري به بشكل كامل".

وأشار إلى أنه "بعد سقوط نظام بشار الأسد قصفت إسرائيل المئات من البنى التحتية السورية ولم تتخذ الحكومة الجديدة موقفا حاسما ضد هذا الهجوم على الأراضي السورية، ما يدل على أن هيئة تحرير الشام، خلافا لشعاراتها، هي منظمة إرهابية، وهي لا تضع السيادة الوطنية ضمن أولوياتها، ومهتمة أكثر بتعزيز قوتها".

ورجح النائب الإيراني أن "الولايات المتحدة واوروبا وكذلك إسرائيل وتركيا ربما تستنتج في نهاية المطاف أن أحمد الشرع وأمثاله صالحون لفترة مؤقتة فقط وفي المستقبل سوف يعينون شخصا يؤمن بالعلمانية والديمقراطية الغربية. في مثل هذا الوضع، قد يتم تشجيع الدول العربية أيضًا على الاستثمار في سوريا، وإلا، إذا ظلت الحكومة في أيدي هيئة تحرير الشام، فلن يكون العرب على استعداد للاستثمار على نطاق واسع في سوريا".

قوات المقاومة السورية جاهزة للتفعيل

وعند سؤاله عن إمكانية ظهور مقاومة في سوريا ضد هيئة تحرير الشام الحاكمة، قال أحمد بخشيش أردستاني: "يبدو أن الصراعات المسلحة في سوريا ستستمر وتزداد أكثر، لأنه إذا أريد أن يقوم نظام ديمقراطي في سوريا، يجب على الأشخاص الذين يؤمنون بالديمقراطية أن يؤسسوا هذا النظام الديمقراطي، وأبو محمد الجولاني، كان عضوا في الجماعات المتطرفة لسنوات عديدة، وقد أظهرت التجربة أن هذه الجماعات لا تؤمن بالديمقراطية، إلا إذا أرادت أن تحكم نوعاً من الإسلام الليبرالي على غرار تركيا".

وتابع: "أظهرت هيئة تحرير الشام خلال السنوات الماضية أن لديها نفس أفكار حركة طالبان الأفغانية، وأن الإسلام الذي تقدمه هذه الجماعات لا يتوافق مع الديمقراطية بمفهومها الغربي، ولذلك، فمن غير المرجح أن يتم تشكيل حكومة ديمقراطية تعترف بحقوق الأقليات في سوريا، على الأقل في المستقبل القريب، إلا إذا كانت هيئة تحرير الشام قد تغيرت فعلاً، وهو ما يبدو بالطبع أن هذه التغييرات كانت في معظمها خارجية وليست داخلية."

وأوضح، أنه "توجد حاليًا اختلافات حادة بين الجماعات المسلحة السورية من مختلف العشائر والأعراق، ومن غير المرجح أن يختلف الأكراد السوريين والدروز والعلويون والجماعات العلمانية وحتى الجماعات السلفية السنية مع هيئة تحرير الشام. وسوف يتقدمون بسهولة لتسليم أسلحتهم إلى الحكومة السورية الجديدة".

وقال اردستاني، إن "تصريح سماحة المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن الشباب السوري لا يعني أن إيران ستدعم فصائل المقاومة السورية، لكنه يعني أن الحكومة الجديدة لا تستطيع التعامل مع التحديات الكثيرة التي تواجهها في المستقبل، وسيواجه هذا البلد العديد من المشاكل الأمنية والمعيشية، وفي مثل هذه الحالة، سينشط الشباب الموجود في سوريا ويشكلون تنظيمات لمواجهة الحكومة السورية الجديدة".

كما أشار أردستاني إلى "قيام العلويين السوريين بمظاهرات كبيرة بعد حرق ضريح أحد شيوخ هذا المذهب، وقال: "حكومة بشار الأسد رغم إعلانها أنها علمانية، ومن الواضح أنه يعامل العلويين على اختلاف أديانهم كما أعطى التفوق على المجموعات الأخرى في سوريا ووضعهم على رأس المناصب العسكرية والسياسية المهمة، لكن إذا كانت الحكومة السورية الجديدة محايدة تجاه جميع الأديان ولا تريد تفضيل فئة على أخرى، فإن العلويين وحتى الشيعة في سوريا يمكن أن يجدوا التوافق مع هذه الحكومة، وطبعاً لا ينبغي أن ننسى أن سليماني قام بتدريب 130 ألف شخص كقوات مقاومة سورية، وهؤلاء هم من الأمة السورية، وهم في الأساس إما من أتباع المذهب الشيعي أو المذهب العلوي".

وذكّر قائلاً: إن قوات المقاومة السورية ساعدت ذات يوم في الحفاظ على بشار الأسد وهزيمة داعش، لكن في المستقبل، لم يسمح لهم الجيش السوري بأن يكون لهم مكان في البنية العسكرية لهذا البلد، على غرار قوات الحشد الشعبي العراقي، ولهذا السبب، عندما نفذت هيئة تحرير الشام عمليتها الأخيرة ضد نظام الأسد، لم تساعد قوات المقاومة السورية في حمايته، ولا تزال هذه القوى موجودة في سوريا وترى الاستياء ومن المحتمل أن تكون قادرة على العمل العسكري؛ ولذلك فمن غير المرجح أن يقع العلويون بسهولة تحت وطأة الحكومة السورية الجديدة، إلا إذا زادت الحكومة الجديدة من قوتها ودمرتهم اقتصادياً، أو وصلت إلى العلويين اقتصادياً، أو على الأقل فكروا بتسهيل معيشتهم بحيث لم يعودوا مستعدين للتمرد ضد الحكومة الجديدة".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة السوریة الجدیدة المقاومة السوریة هیئة تحریر الشام من غیر المرجح أن الحکومة الجدیدة فی المستقبل أحمد الشرع فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بريطانيا: سنواصل دعم الحكومة السورية للوفاء بالتزاماتها

شددت بريطانيا صباح اليوم الإثنين، على أن سقوط نظام بشار الأسد فتح نافذة أمام السوريين لمستقبل أفضل.

 

وأضافت بريطانيا: سوريا تواجه تحديات هائلة واستقرارها يخدم الأمن الإقليمي والدولي.. سنواصل دعم الحكومة السورية للوفاء بالتزاماتها.

 

وتابعت بريطانيا: نشجع سوريا على الشمولية السياسية وتمثيل جميع المكونات.

 

من ناحية أخرى، أفادت مفوضية الأمم المتحدة السّامية لشؤون اللاجئين، بعودة أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى ديارهم حتى الآن، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.

 

وأكدت على الحاجة الماسة لدعم دولي أكبر للحفاظ على الأمن وضمان الاستقرار في سوريا.

 

وأضافت المفوضية الأممية  أن من بين العائدين، أكثر من مليون ومئتي ألف سوري عادوا طواعية من الدول المجاورة، وأكثر من مليون وتسعمئة ألف نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم الأصلية.

 

فيما أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، عن إدانته لأي أعمال عسكرية أجنبية ومحاولات لتقويض استقرار سوريا.

 

وأضاف الاتحاد الأوروبي في ذكرى سقوط نظام الأسد: سوريا تواجه تحديات جسيمة لكن أمامها أيضا فرص هائلة.. يجب احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

 

وتابع الاتحاد الأوروبي: السلام والاستقرار في سوريا لا يمكن أن يتحقق دون حوار وطني ومصالحة وعدالة انتقالية.

 

مقالات مشابهة

  • عيد تحرير سوريا.. الرئيس الفلسطيني يبعث رسالة إلى أحمد الشرع
  • نائب رئيس هيئة قطاع التنمية والإنشاءات يتفقد مشروعات مدينة العلمين الجديدة
  • بريطانيا: سنواصل دعم الحكومة السورية للوفاء بالتزاماتها
  • صندوق غامض في قلب المسجد الأموي يثير فضول السوريين / فيديو
  • من سقوط الأسد إلى حكم الشرع.. كيف تبدو سوريا بعد عام من الجمهورية الجديدة؟
  • عام على سقوط الأسد.. ماذا حققت الحكومة السورية؟
  • خالد طلعت يفجر مفاجأة بشأن أرقام المنتخب في البطولة العربية.. تفاصيل
  • سوريا.. صور لقاء أحمد الشرع مع شيخ قراء الشام محمد كريم الراجح في الدوحة
  • مهيب يفجر مفاجأة مدوية عن فسخ عقد محمود بنتايج مع الزمالك
  • الفقر والبطالة ودمار البنية التحتية.. تحديات تواجه الحكومة السورية