أكد الباحث السياسي محمد عمر عثمان، أن أمريكا تعترف بالمجلس العسكري الحاكم في النيجر بالوقت الحالي بدليل تعيين سفيرة جديدة هناك.

المجلس العسكري في النيجر يؤكد الاستعداد لمواجهة أي تدخل عسكري من قبل إيكواس الولايات المتحدة تستعد لإخلاء قاعدتين للطائرات المسيرة في النيجر

وأضاف في لقاء لفضائية "القاهرة الإخبارية"، أن السفيرة الجديدة ستقدم أوراق اعتمادها للمجلس العسكري الحاكم في النيجر في الوقت الحالي وهو اعتراف بسيادتهم للبلاد.

سبب الدعم الأمريكي للمجلس العسكري

وقال إن الولايات المتحدة تحاول بدعم المجلس العسكري الجديد في النيجر أن تحل محل فرنسا في هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن فرنسا نفسها عندما تنادي بعودة بازوم فالأمر يتعلق بالعلاقات الدولية واستعادة حصتها من اليورانيوم الذي كانت تحصل عليه من خلال سلطة بازوم.

وأوضح أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر حاليًا، إذا جلس مع فرنسا وعقد معها اتفاقيات جديدة ستنسى باريس بازوم ولن تواصل دعمه، مشيرًا إلى أن دخول الولايات المتحدة على الخط هناك خوفًا من محاولة تدخل روسيا في هذه الأزمة.

وأشار إلى أن هذا هو ما حدث في مالي وإفريقيا الوسطى، بعدما نجحت روسيا في وضع أقدامها هناك، لهذا سعت الولايات المتحدة الأمريكية لأخذ الخطوة الأولى في هذا السباق في النيجر حتى تمنع تواجد قوات روسية هناك.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: النيجر الولايات المتحدة باحث سياسي المجلس العسكري روسيا وفرنسا الدعم الأمريكي قوات روسية العلاقات الدولية تدخل روسيا اليورانيوم القاهرة الإخبارية الولایات المتحدة فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي

تُعد نظرية المجال الحيوي (Lebensraum) من أكثر المفاهيم الجيوسياسية إثارة للجدل، لارتباطها بالممارسات التوسعية لألمانيا النازية.  وتعود جذورها إلى فريدريك راتزل الذي رأى الدولة ككائن حي يحتاج لمساحة للنمو. لكن كارل إرنست هاوسهوفر حوّل هذا المفهوم الوصفي إلى أداة سياسية تبرر التوسع والهيمنة والاستحواذ على موارد الشعوب الأضعف لضمان الاكتفاء الذاتي من الموارد.

إن إعادة قراءة هذا المفهوم في سياق السياسة الأمريكية المعاصرة، خاصة مع طموحات إدارة دونالد ترامب، خطوة ضرورية لفهم الدوافع الجيوسياسية الخفية.

أولاً، كشفت مساعي ترامب لضم كندا وجرينلاند وبنما عن عقلية توسعية غير تقليدية. لم يكن الهدف غزواً عسكرياً، بل "شراء" أو استحواذ لتأمين الموارد الاستراتيجية (جرينلاند)، وتعزيز الأمن القومي (قناة بنما)، وتوسيع النفوذ الاقتصادي. هذه الرغبة في "تأمين" أصول جغرافية خارج الحدود التقليدية تحمل في طياتها روح التوسع لضمان المجال الحيوي.

ثانياً، تُعزز أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي يبرزها بلوغ الدين العام مستويات غير مسبوقة تلامس 38 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025. في ظل هذه الضغوط المالية وتحديات الحفاظ على الرفاهية الداخلية، تتحول النظرة للخارج كحل محتمل. هذا يتجلى في البحث عن مصادر جديدة للموارد الرخيصة، أو فتح أسواق جديدة، أو تقليل التبعية الاقتصادية لمنافسين.

وهذا يعكس حاجة ضمنية لـ"مجال حيوي اقتصادي" يضمن استمرارية الازدهار ويقلل نقاط الضعف، حتى لو تطلب نفوذاً سياسياً واقتصادياً على حساب الآخرين.

ثالثاً، تتضمن خطط أمريكا الاستراتيجية، في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، عنصراً قوياً للهيمنة العالمية. السيطرة على سلاسل التوريد الحيوية، تأمين مصادر الطاقة، نشر القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية، وفرض المعايير التعريفات الجمركية، كلها أشكال معاصرة لتأمين "المجال الحيوي" الذي يتجاوز الحدود الوطنية. الحفاظ على مركزية الدولار وهيمنة الشركات التكنولوجية الأمريكية جزء من هذا "المجال الحيوي" غير الإقليمي.

رابعاً، يؤثر هذا السعي على شكل المستقبل والنظام العالمي. في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، قد تسعى القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، لتعزيز "مجالها الحيوي" عبر كتل اقتصادية أو تحالفات عسكرية، مما يؤدي إلى تزايد التنافس الجيوسياسي وصراعات بالوكالة.

خامساً، تمثل هذه التحركات التمهيد للاستعمار الجديد. فبدلاً من الاحتلال المباشر، يتجسد في السيطرة الاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، والتدخل في شؤون الدول السيادية عبر القوة الناعمة والخشنة. عندما تسعى دولة قوية لتأمين موارد أو ممرات استراتيجية عبر صفقات غير متكافئة، فإنها تعيد صياغة مفهوم "المجال الحيوي" في قالب معاصر يحقق أهداف الهيمنة الأساسية.

في الختام، توفر دراسة مفهوم المجال الحيوي في سياق هاوسهوفر عدسة نقدية لتحليل الدوافع التوسعية غير المباشرة. السعي الدائم لأي قوة عظمى لضمان أمنها وازدهارها عبر السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية يعكس جوهر هذا المفهوم السياسي، حتى وإن اتخذ أشكالاً أكثر تطوراً وتخفياً في القرن الحادي والعشرين. الواجب النقدي يكمن في كشف هذه الدوافع، وفهم تأثيرها على الاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي يكشف 3 أسباب وراء رغبة أمريكا في التهدئة بغزة
  • البرلمان الفرنسي يقرّ ميزانية الضمان الاجتماعي بأغلبية ضئيلة وسط انقسام سياسي حاد
  • كوبا تؤكد أن التهديد العسكري لفنزويلا انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • ترامب يدعو لتغيير القيادة الأوكرانية ويصف روسيا بالتفوق العسكري
  • أمريكا وبريطانيا تؤكدان دعم جهود المجلس الرئاسي اليمني والحكومة لتعزيز الأمن والاستقرار
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • كيف ولماذا أجهضَ الانقلاب العسكري في بنين خلال ساعات؟
  • ترحيل عشرات الإيرانيين والعرب على متن رحلة واحدة من الولايات المتحدة
  • ميدفيديف: التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "في صالح روسيا"
  • بقائي: لا توجد قناة تواصلية خاصة أو مباشرة بين إيران وأمريكا