تكثر جماعة تقدم هذه الأيام “بالتحذير” من تقسيم السودان. ولكن هذا من جنس التدليس الذي أدمنته جماعة قحت/متحور تقدم.
نلاحظ أولا أن الدعم السريع طوال تاريخه لم يدع تمثيل إقليم دارفور فهو قد صنعه البشير لحماية نظامه ضد متمردي دارفور. لذلك فان الدعم السريع مكروه من أكبر واهم مكونات دارفور الإجتماعية لانه عدوها التاريخي الذي نفذ ضدها أبشع المجازر والانتهاكات.
كما أن الدعم السريع لا يمثل حتي الشق العربي من مكونات دارفور ولم تنتخبه قبيلة ولا بطن قبيلة وليس هناك أي قبيلة مسؤولة عما فعل الجنجويد فكل جنجا يمثل نفسه فقط ولو كان من مدني أو فداسي أو دار أم بادر أو كمبالا .
لذلك، في سياق خطاب إنفصالي، لو أدع الدعم السريع بانه يمثل دارفور كلها أو حتي عربانها تكون مصداقيته صفر بارد يستحق الضحك والرثاء في نفس الوقت.
إذا كان الدعم السريع لا يمثل أقليم ولا أثنية ويخلو تاريخه من أي دعوة للانفصال لماذا يبرز خطاب تقسيم السودان نتيجة للحرب الآن؟
الإجابة بسيطة، وهي أن الحلف الجنجويدي مني بهزيمة تلو أخري في سوح القتال والسياسة والدبلوماسية الدولية واخر كرت في جعبته هو تهديد فارغ بتقسيم السودان إن لم يحظ بسلام يحافظ علي وجوده العسكري والسياسي.
أما ساسة تقدم فان حديثهم عن التقسيم هو في حقيقته تهديد وابتزاز وان غلفوه بغلاف التحذير الحادب علي الوحدة. وتظل حقيقة خطابهم هي: “أعطونا نصيبنا من السلطة بضمان وجود جنجويد مسلحين أو سوف نقسم سودانكم هذا.” وهذا عار آخر في سلسلة طويلة من العار الوطني.
نلاحظ أيضا أن خطاب تقدم يهدد فعليا بتقسيم السودان بتشكيل حكومة موازية هي في الواقع تفعيل لما جاء في إعلان أديس أبابا الذي وقعته مع الجنجويد.
أما تظاهر شق من تقدم بمعارضة الفكرة فهو من باب التقية والحذر مضافا إليه تقسيم عمل، يقوم شق منه بالشروع في تشكيل الحكومة ويتظاهر شق آخر بالحكمة ولكنه يستعمل خطرها للابتزاز السياسي.
ولكن العقوبات والإدانات الأمريكية الأخيرة ضد الدعم السريع قد غيرت المعادلة والايام حبلي بجنا جداد جنجويد جديد لو دافقت تقدم بجنا الحكومة التعايشية.
إضافة إلي التهديد المغلف بلغة التحذير، يحرك كرت التقسيم جماعات إنفصالية تدعي تمثيل غرب السودان في نفس الوقت الذي يحرك فيه عملاء من الشمال يدعون للانفصال وتاسيس دولة نهر وبحر. ولكن هيهات.
وكالعادة، تتهم جماعة تقدم الكيزان والجيش بتهديد وحدة السودان وتعفى نفسها مسقطة بذلك إثمها عليهما.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان: الدعم السريع تقصف مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان ومليون طفل معرض للكوليرا
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في بيان على موقعها الرسمي، أن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكوليرا. اعلان
قصفت قوات الدعم السريع صباح الجمعة مستشفى الضمان ومستشفى السلاح الطبي وعدداً من الأحياء السكنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، جنوب السودان، مستخدمة المدفعية الثقيلة، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية وشهود عيان لوكالة "فرانس برس". ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان مستشفى الأبيض الدولي توقفه عن العمل إلى أجل غير مسمى، بسبب أضرار لحقت بمبانيه إثر استهدافه بطائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع.
وتزامن القصف مع إعلان القوات المهاجمة عن تقدمها من الجهة الجنوبية للمدينة، في حين تتحدث تقارير ميدانية عن تدهور حاد في الوضع الإنساني نتيجة استمرار المعارك.
في غضون ذلك، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من مليون طفل في ولاية الخرطوم يواجهون خطر الموت مع تفشي الكوليرا، وارتفاع حاد في عدد الإصابات من 90 إلى 815 حالة يومياً خلال عشرة أيام فقط. ووفقاً لبيانات المنظمة، تم تسجيل أكثر من 7700 حالة إصابة بالكوليرا منذ بداية عام 2025، بينها أكثر من 1000 إصابة في أطفال دون سن الخامسة، إلى جانب 185 حالة وفاة.
Relatedالعنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحربإشتباكات متصاعدة وكوليرا منتشرة.. الأزمات تخنق السودانيين جنوب السودان تحيي اليوم الدولي لحفظة السلام وسط استمرار التوترات ونداءات ملحة لإنهاء النزاعوأضافت "اليونيسف" أن النزاع المستمر تسبب في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص من الخرطوم، في حين عاد عشرات الآلاف إلى منازل مدمرة في مناطق تفتقر إلى المياه والخدمات الصحية الأساسية، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض. كما أن الهجمات على البنى التحتية الحيوية، كالكهرباء ومحطات المياه، فاقمت الأزمة الصحية والمعيشية في أحياء مكتظة ومواقع نزوح شديدة الفقر.
وأشارت المنظمة إلى أن منطقتي جبل أولياء والخرطوم تواجهان خطر المجاعة، حيث يعاني 307 آلاف طفل من سوء تغذية حاد، من بينهم 26,500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد وخطير، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات قاتلة في حال إصابتهم بالكوليرا أو غيرها من الأمراض المنقولة بالمياه.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة