ذكرى كوكب الشرق .. احتفالية ضخمة بباريس بمناسبة 50 عاما على رحيلها
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
كشف الناقد الفني، أحمد سعد الدين تفاصيل تنظيم احتفالية ضخمة في باريس بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل أم كلثوم، مؤكدا أن الاحتفالية أقيمت في مسرح الاولمبيا الذي غنت فيه الراحلة.
وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رشا مجدي مقدمة برنامج صباح البلد، المذاع على قناة صدى البلد، أن الراحلة أم كلثوم الهرم الرابع في الغناء.
وأكد الناقد الفني، أحمد سعد الدين، أنه عندما غنت أم كلثوم في مسرح الأولمبي نفدت كل التذاكر المخصصة للحفل والشوارع المؤدية للمسرح تم غلقها بسبب الإقبال الجماهيري.
وأوضح أن المسرح الذي أقيمت عليه الاحتفالية من أهم مسارح باريس في الموسيقى الأوبرالية والغربية وكونه يحتضن ألحان شرقية لأم كلثوم بمثابة حدث جميل.
ولفت الناقد الفني، أحمد سعد الدين إلى أن الأوبرا المصرية شاركت في هذه الاحتفالية، موضحا أن الجمهور لن يكون من العرب فقط ولكن من جنسيات مختلفة.
وأردف أن أم كلثوم رغم رحيلها منذ نصف قرن، إلا أن الاعتراف بوجودها على الساحة الغنائية خلال القرن العشرين ليس فقط من الوطن العربي ولكن من فرنسا التي تدعي أنها أصل الثقافة في أوروبا.
ام كلثوم
فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي وتعرف أيضًا بكُنيتها المشهورة أُم كَلثوم، كما تُعرف بعدة ألقاب منها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب.
هي مغنية وممثلة مصرية، ولدت في محافظة الدقهلية بالخديوية المصرية في 31 ديسمبر 1898م أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م، وتوفيت في القاهرة بعد معاناة مع المرض في 3 فبراير 1975م.
وتعد أم كلثوم من أبرز مغني القرن العشرين الميلادي، وبدأت مشوارها الفني في سن الطفولة، اشتهرت في مصر وفي عموم الوطن العربي.
كان والدها الشيخ إبراهيم إماماومؤذنا لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل، ولها أخت متزوجة اسمها رقية وأخ اسمه خالد أكبر منها. تضاربت مصادر تاريخ ميلادها، ووفق مؤرخين فإن تاريخ ميلادها 31 ديسمبر 1898م، ولكن التاريخ المذكور في السجلات الرسمية 4 مايو 1908م.
عاشت العائلة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني. وكان الدخل المادي للأسرة منخفض، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو والدها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية، ومع ذلك لم يكن مجموع دخله من عمله الاصلي كمؤذن وعمله الاضافي كمنشد يتجاوز العشرين قرشا!.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موسيقى الأوبرا الناقد الفني أحمد سعد أم كلثوم كوكب الشرق أحمد سعد الدين مقدمة برنامج أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
عام الشباب.. من الاحتفالية إلى السباقات الإنتاجية المستدامة
إسماعيل بن شهاب البلوشي
في محطات سابقة من تاريخ النهضة العُمانية، كانت فكرة تخصيص أعوام وطنية تحت مُسميات مثل "عام الصناعة"، "عام الشباب"، و"عام الحرفيات" خطوة طموحة تعكس التوجه نحو تنويع مصادر التنمية وبناء الإنسان العُماني. لكنها، وبالرغم من النوايا الطيبة، اتخذت طابعًا احتفاليًا وإعلاميًا أكثر من كونها نقطة انطلاق لمسار مستدام من الإنتاج والتطوير.
اليوم، ومع تسارع التحديات الاقتصادية وارتفاع مطالب الشباب الباحث عن فرص العمل والإبداع، آن الأوان لنفكر خارج الأطر التقليدية. لماذا لا نُعيد تجربة هذه الأعوام، ولكن هذه المرة لا على هيئة شعارات، بل كساحات تنافسية بين الولايات والمحافظات، يتحول فيها كل عام إلى مختبر وطني للإبداع والتنمية والتوظيف الذكي؟
الاقتراح: أعوام إنتاجية تنافسية
تقوم الفكرة على تخصيص كل عام لقطاع حيوي (مثل: عام التصنيع المحلي، عام الأمن الغذائي، عام التقنيات البيئية، عام الابتكار الحرفي…)، وتُدعى فيه كل ولاية لتشكيل فريق عمل متخصص من الشباب ورواد الأعمال والمهنيين المحليين، يتعاونون سرا لعدة أشهر على بلورة مشروع حقيقي وملموس يُعرض لاحقًا في معرض وطني كبير، وتُمنح فيه جوائز للولايات الأكثر إبداعا واستدامة بل وتنفيذه على أرض الواقع لاستحقاق جائزة سلطانية مستحقة.
أما آلية التنفيذ المقترحة، فنوضحها كما يلي:
1- تشكيل لجنة وطنية للإشراف على المشروع السنوي، تضم خبراء من مختلف القطاعات (الاقتصاد، التعليم، البيئة، الحرف، الاستثمار…).
2- تخصيص ميزانية سنوية واضحة، توزّع على الولايات بالتساوي كبداية لرأس المال التشغيلي.
3- تحديد معايير التحكيم مسبقًا، تشمل: عدد الوظائف المستحدثة، استدامة الفكرة، جدواها الاقتصادية، قابليتها للتوسع، ومدى ارتباطها بالهوية المحلية.
4- مرحلة التحضير والتنفيذ بسرية لمدة 6 أشهر، تتبعها مرحلة التقييم والعرض الجماهيري والمعرض السنوي.
5- تكريم الولايات الفائزة، ليس فقط بجوائز رمزية، بل بمنح إضافية لتنفيذ مشاريعها على نطاق أوسع.
ومثل هذه المبادرة لن تقتصر فوائدها على الإبداع المحلي، بل ستكون جسرا لتحقيق أهداف استراتيجية أعمق، منها:
تنشيط الاقتصاد المحلي: عبر تحويل الأفكار إلى مُنتجات وخدمات قابلة للتسويق داخليا وخارجيا. توظيف الطاقات الشابة: بتوفير مساحات فعلية للعمل والإنتاج ضمن فرق ومبادرات مجتمعية تنافسية. تعزيز الانتماء للولاية والمكان: لأنَّ الشاب سيُسهم في مشروع حقيقي يحمل بصمة منطقته. تسويق الولايات كوجهات للفرص: مما يخلق ديناميكيات تنموية جديدة تتجاوز المفهوم الإداري المركزي.إنَّ كثيرًا من المبادرات الوطنية- رغم صدق أهدافها- لم يُكتب لها النجاح؛ لأنها جاءت على شكل مشاريع مركزية تطبّق من الأعلى إلى الأسفل. أما هذه المبادرة المُقترحة، فتعتمد على قاعدة "التوزيع العادل للفرص" عبر تمكين كل ولاية من رسم تجربتها الخاصة، وفق قدراتها ومواردها وهويتها. وهذا هو جوهر العدالة التنموية الحديثة: أن نمنح الجميع ذات الفرصة، ونترك المجال للتنافس الشريف في كيفية استثمارها.
ختامًا.. ليس المطلوب أن نكرر تجارب الماضي، بل أن نتجاوزها. نُريد أن ننتقل من فكرة "الاحتفال بالعام" إلى "إنتاج العام". لا نريد أن يُختزل عام الصناعة في ملصقات ومنتديات، بل أن يُرى في مشروع ناجح في مرباط، أو مصنع منزلي في عبري، أو تقنية زراعية مطورة في خصب.
هذه ليست دعوة رومانسية، بل خطة عملية، وقابلة للتنفيذ، تستند إلى فطرة العُماني القادرة على الإبداع حين تمنح الثقة والمسؤولية. فلنُطلق سباق الأفكار، ولنجعل كل ولاية صفحة جديدة في كتاب التاريخ العُماني المُشرق.
رابط مختصر