الرؤية- إيمان العويسية

وسط أضواء فعاليات ليالي مسقط وأصوات الفرح التي تملأ الأجواء، تبرز قصة استثنائية ترويها لغة الإشارة، إذ يقف علي بن سعود الهاشمي ينسج بخفة يديه حكايات التواصل بين عالمين، مانحًا زوار المهرجان من فئة الإعاقة السمعية فرصة ليكونوا جزءًا من هذا الحدث البهيج.

ويعمل الهاشمي في إحدى زوايا المهرجان كمترجم للغة الإشارة، حيث يستقبل الزوار من فئة الصم والبكم بابتسامة ودودة، يساعدهم في فهم الفعاليات والعروض، ويوضح لهم التفاصيل المتعلقة بالأماكن والخدمات المتاحة.

ويقول: "أشعر بالسعادة والفخر لتمكني من تقديم يد العون لهذه الفئة، ومساعدتهم على الاستمتاع بتجربة المهرجان كغيرهم".

بدأ شغف الهاشمي بلغة الإشارة منذ كان طالبًا جامعيًا، حيث كان يسعى دائمًا لاكتساب مهارات جديدة، وتأثرت تجربته بشكل كبير عندما قابل أشخاصًا من ذوي الإعاقة السمعية ولم يتمكن من التواصل معهم، مما دفعه للالتحاق بورش تعلم لغة الإشارة، ومن هنا بدأت رحلته لتطوير مهاراته وتحويل شغفه إلى مهارة متقنة على التواصل مع هذه الفئة.


 

ويضيف الهاشمي: "كانت مشاركتي كمترجم بلغة الإشارة في ليالي مسقط تجربة مثرية أضافت لي معلومات وإشارات جديدة في الترجمة مما عزز قدرتي على التواصل معهم بكفاءة أكبر"، مشيرا إلى أن ليالي مسقط فرصة للتواصل بين الناس بمختلف ثقافاتهم واحتياجاتهم، إذ يؤمن بأهمية أن يحصل الجميع على حق الاستمتاع بالفعاليات والتفاعل معها.

ويُعبِّر الهاشمي عن امتنانه لهذه الفرصة، موجّهًا دعوته لأفراد المجتمع للمساهمة الفاعلة في تقديم الدعم والمساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. ويؤكد أهمية تعزيز روح التضامن والتكاتف الاجتماعي لتوفير بيئة شاملة ومهيأة تُمكّن هذه الفئة من تحقيق إمكانياتها الكاملة والمشاركة بفاعلية في مختلف مجالات الحياة.

ويعد مهرجان ليالي مسقط هذا العام نموذجًا للتنوع والشمولية، حيث يسعى لتلبية احتياجات الجميع بمساهمة أبطال متطوعين مثل علي الهاشمي، الذين يعكسون القيم النبيلة للمجتمع العُماني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شاب سوري يتحدى الإعاقة بالنجاح

دمشق-سانا

“حكاية التحدي والأمل”.. قصة اختزلت رحلة الشاب السوري عبد الله لايح 21 عاماً، الذي قرر مساعدة أقرانه بتجاوز الإعاقة، عبر تأليف كتيب صغير يشير فيه للعقبات التي واجهته في حياته حتى بداية مرحلته الجامعية، والأمل الذي رافقه على مدى سنوات وساعده على النجاح في مشواره.

الإعاقة التي أصابت لايح في قدميه منذ الولادة، كانت هبة خفية شكلت معالم شخصيته التي ساعدته على إثبات مقولة “الإرادة لا تقاس بالعضلات والخطوات”، ليتمكن عبر المثابرة وتلقي العلاج الفيزيائي لسنوات طويلة من السير على قدميه، ومتابعة تحصيله العلمي وصولاً إلى الجامعة، وفق ما ذكر لمراسلة سانا.

وبين لايح أن الصعوبات التي واجهته خلال حياته وقدرته على تخطيها، دفعته إلى عرض قصته ضمن كتيب حمل عنوان “حكاية التحدي والأمل”، أوضح من خلاله كيف استطاع تجاوز الخوف والعجز والإقصاء بالإرادة، لتحفيز كل ذوي الإعاقة على تجاوز مشاكلهم، وانتصارهم عليها بالإصرار والعلم.

وفي المرحلة الجامعية، رفع لايح الصوت عالياً مع مجموعة من طلاب متطوعين ضمن الحرم الجامعي لمساعدة ذوي الإعاقة، عبر تنفيذ عدة أنشطة اجتماعية وورشات عمل تضمنت لقاء الأهالي والتحدث إليهم حول كيفية التعامل مع أبنائهم، ومساعدة ذوي الإعاقة على تجاوز إعاقتهم، والاندماج بالمجتمع حسب ما ذكر.

واختتم لايح حديثه بالإشارة إلى أن مشروعه القادم يتضمن تأليف كتابه الثاني بعنوان “حياة طالب علم النفس”، يقدم من خلاله نصائح لذوي الإعاقة، لمساندتهم على تجاوز العقبات التي تواجههم في مرحلتهم الجامعية.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • إطلاق مشروع فرصة تمكين لتوظيف 100 شخص من ذوي إعاقة
  • تقرير دولي يكشف الإمكانات المتنامية لسلطنة عُمان في التعليم العالي
  • أسوأ ألوان سيارة BMW تم تصنيعها على الإطلاق
  • جامعة جنوب الوادي تحقق إنجازًا دوليًا غير مسبوق في تصنيف «التايمز» للتنمية المستدامة
  • إشارة حكم مباراة ريال مدريد وباتشوكا تدخل التاريخ في المونديال.. فما القصة؟
  • متنزه رمال بوشر .. مشروع سياحي برؤية مستدامة
  • شاب سوري يتحدى الإعاقة بالنجاح
  • حرب فارسية-عبرية… لماذا بلغة عربية؟
  • سعر ومواصفات سيارة رينو داستر موديل 2025 الجديدة في مصر
  • "بشبابها عطاء".. مبادرة لدعم طلاب الثانوية العامة بمحافظة الفيوم