طولكرم- مدلين خلة - صفا كشف الأسير المحرر زيد بسيسي، تفاصيل التعذيب والمعاناة القاسية التي يتعرض لها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وزنازين العزل. وقال بسيسي في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الأربعاء: "حتى اللحظات الأخيرة لركوبنا في الحافلات قبيل الإفراج عنا ونحن نتعرض للتعذيب بشتى أنواعه جسدي ونفسي ولفظي، فضلًا عن الإهانات والشتائم النابية".

وأوضح أن مسلسل التعذيب داخل سجون الاحتلال يشكل سياسة ممنهجة تهدف لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر في جسد الأسير الفلسطيني. وأضاف أن "لحظات الإفراج عن الأسرى كانت صعبة جدًا، لم نكن نعلم ما يحدث ولا ندري أننا في ساعاتنا الأخيرة داخل السجن". وأكد أن سياسة التعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، وخاصة الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة، تزداد بوتيرة أعلى مع مدة الحكم التي يقضيها الأسير داخل السجون. وأشار إلى أنه تعرض مع الأسرى القابعين في عزل معتقل "رامون" للضرب المبرح حتى وصولهم إلى حافلة النقل ومعتقل "عوفر"، الذي لم يختلف الوضع فيه عما كان في "رامون". ووصف المحرر بسيسي ظروف الاعتقال داخل "عوفر" بمثابة "جهنم"، مبينًا أن الخروج منه يمثل ولادة للحياة من جديد، نظرًا لشدة ما يتعرض له الأسرى داخله، من معاملة سيئة وتنكيل وضرب بشكل مستمر، وإهمال طبي. وتابع "لم نكن نعلم بما يجري خارج أسوار العزل، حتى جاء صباح الأربعاء الماضي وتأكدنا عند نقلنا أننا في رحلة الخروج والخلاص من العزل". وأردف "نعيش في العزل دون حياة، ولا نعلم شيئًا مما يحدث، ولا تصل لنا أي معلومات". وعن يوم الإفراج، قال المحرر بسيسي: "كان هناك شيء مختلف، لأن العد الصباحي جاء مع وقت الفجر، وهنا بدأت جولة التحليل بأن اليوم سيحدث شيئًا، لأن العدد كان مبكرًا". وأشار إلى الأسير القائد حسن سلامة كان متواجدًا معه في عزل "رامون"، يرفع من معنويات الأسرى المفرج عنهم، ويحاول إدخال الفرحة إلى قلوبهم بترديده عبارة "أنتم السابقون ونحن اللاحقون". وحمل بسيسي رسالة من الأسير سلامة، قائلًا: "في تلك اللحظة أخرج أبو علي جزءًا من وجهه من نافذة صغيرة في باب الزنزانة، وقال لي "احكي للي بالخارج وضع الأسرى كتير صعب، وضروري الجميع يعرف معاناتهم، والاهتمام بمن تبقى منهم حتى الإفراج عنهم". وأكد بسيسي أن ما قدمته غزة من شهداء ونزيف دماء لا يمكن وفاؤه مهما فعلنا، وسيبقى ذلك دين في أعناقنا. والمحرر بسيسي من قرية رامين شرق طولكرم، اعتقل في عام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، وأفرج عنه السبت الماضي، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة "طوفان الأقصى". وضمنت تلك الدفعة الإفراج عن 200 معتقل، من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، منهم 121 أسيرًا من المؤبدات، و79 من أصحاب الأحكام العالية، مع إبعاد 70 منهم إلى الخارج. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: التعذيب العزل طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

وفاة معتقل تحت التعذيب بمصر.. والداخلية تجبر عائلته على دفنه ليلا تحت حراسه مشددة

توفي المعتقل فريد محمد عبد اللطيف شلبي، المعروف باسم "الشيخ فريد حمده شلبي"، داخل مقر قوات الأمن المركزي بمحافظة كفر الشيخ، بعد أسابيع قليلة من اعتقاله واختفائه قسريًا، في ظل صمت رسمي وتعتيم إعلامي٬ في جريمة جديدة تسلط الضوء على الانتهاكات المتواصلة داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية. 

والفقيد هو من أبناء عزبة الإغربة في كفر الشيخ، اعتُقل يوم 7 تموز/ يوليو الجاري في ظروف غامضة، دون إذن قضائي أو إعلان رسمي، ليختفي تمامًا بعد ذلك، قبل أن تتلقى عائلته اتصالا مقتضبا من الأجهزة الأمنية يُبلغهم بوفاته، دون تقديم أي تقرير طبي أو تفسير لملابسات الوفاة.



وبحسب ما وثقته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فإن شلبي نُقل عقب اعتقاله إلى مقر أمني تابع لجهاز الأمن الوطني بكفر الشيخ، حيث تعرض لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ أدى إلى وفاته داخل محبسه، وسط غياب كامل لأي رقابة قضائية أو طبية.

وأكدت الشبكة أن الفقيد لم يُعرض على أي جهة تحقيق طوال فترة اختفائه القسري، كما لم يُكشف عن مكان احتجازه، في انتهاك واضح لأبسط ضمانات المحاكمة العادلة والحقوق الدستورية للمواطنين.


دفن ليلي تحت حراسة مشددة
وفقًا لشهادات من العائلة، فقد جرى تسليم جثمان الشيخ فريد في وقت متأخر من الليل، وفرضت قوات الأمن رقابة مشددة على مراسم الدفن التي جرت في حضور خمس عربات شرطة، وسط تهديدات مباشرة لأفراد الأسرة بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام أو الإدلاء بأي معلومات عن ملابسات الوفاة.

وقد عبّر أهالي بلدة عزبة الإغربة عن صدمتهم من الطريقة التي جرى بها التعامل مع الجثمان، مؤكدين أن الفقيد كان معروفا بمواقفه السياسية المعارضة، وقد ظل مطاردا لسنوات قبل أن يُعتقل مؤخراً.
 
المنظمات الحقوقية تدق ناقوس الخطر
ورأت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن هذه الواقعة تأتي ضمن سلسلة متصاعدة من الوفيات داخل السجون المصرية، والتي بلغ عددها وفقاً لتقارير موثقة نحو 1,222 حالة وفاة منذ منتصف عام 2013 حتى مطلع 2025، أغلبها نتيجة التعذيب، والإهمال الطبي، والاحتجاز غير الإنساني، بحسب ما وثقته لجنة "كوميتي فور جستس".

ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق دولي مستقل في ظروف الوفاة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، مؤكدة أن الإفلات من العقاب وتواطؤ النيابة مع الأجهزة الأمنية يعزز مناخ العنف ويشجع على تكرار هذه الجرائم.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات دولية أخرى قد وثقت سابقًا عشرات حالات الوفاة في السجون المصرية نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، من أبرزها وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي قضى نحبه داخل زنزانته بعد حرمانه من العلاج والرعاية الطبية.


الأمن الوطني في مرمى الاتهامات
والمعلومات المتوفرة حول ظروف وفاة الشيخ فريد شلبي تعيد إلى الواجهة مجددًا الاتهامات الموجهة إلى جهاز الأمن الوطني، الذي يُعد بحسب منظمات حقوقية "المسؤول الأول عن الانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين السياسيين والمعارضين"، سواء من خلال الإخفاء القسري أو التعذيب أو الحرمان من العلاج.

وتواجه وزارة الداخلية المصرية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، اتهامات متكررة باستخدام مقار الاحتجاز السرية لممارسة أساليب تعذيب ممنهجة، بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية أو السلطة القضائية، في ظل غياب الشفافية ورفض الدولة فتح تحقيقات مستقلة. 

مقالات مشابهة

  • حماس: نجدد تحذيرنا من خطورة الوضع الكارثي لأسرانا داخل سجون الاحتلال
  • استشهاد معتقل من غزة يرفع حصيلة ضحايا الأسرى في سجون الاحتلال إلى 75
  • وفاة معتقل تحت التعذيب بمصر.. والداخلية تجبر عائلته على دفنه ليلا تحت حراسه مشددة
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • نادي الأسير: قضية معتقلي غزة عكست مستوى غير مسبوق من الجرائم
  • استشهاد مُعتقل من غزة في سجون الاحتلال
  • استشهاد الأسير صايل أبو نصر من غزة بسجون الاحتلال
  • نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الهذالين تحريض على قتل المزيد من الفلسطينيين
  • نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الشهيد الهذالين تحريض مباشر لارتكاب مزيد من الجرائم
  • اعتقالات واسعة بالضفة شملت نائبا في التشريعي وأسرى محررين بصفقة التبادل