قياديان بحماس: السنوار قال وهو بالسجن إن حدثا قادما سيغير العالم
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
وعن السجون الإسرائيلية، يؤكد مرداوي أن أغلب الأسرى الفلسطينيين بداخلها ينتمون لحركتي حماس والتحرير الوطني (فتح) وفصائل أخرى، وبها لجنة فرز من الأسرى القدامى لفرز الأسرى الجدد ما بين عامي 1992 و2011، وهي الفترة التي كان شاهدا عليها.
ويكشف عن أن الأسرى يجلسون مع اللجنة الثقافية التي تستكشف المستوى العلمي والمعرفي للأسير وميوله، والمجال الذي يريد أن يتعلمه، مثل تعلم اللغات، مشيرا إلى أن أغلب الأسرى (من حماس) باتوا يتقنون الكتابة وقراءة القرآن، وأغلبهم تعلموا اللغة العبرية.
كما تخصصت نسبة كبيرة منهم في دراسات دقيقة، لا سيما دراسات أمنية وعسكرية إسرائيلية.
ومن جهته، يوضح البرغوثي أن الأدوار التي يقوم بها الأسرى داخل سجون الاحتلال جاءت بفضل نضالهم، ويقول إن المرحلة التي عاشها هو من 2003 إلى 2011 كانت أفضل حالا مقارنة بما يعانيه الأسرى حاليا، حيث أن وضعهم بات مزريا لأبعد الحدود.
وعن دور السنوار بوصفه رئيس لجنة الأسرى، يشدد البرغوثي على أن يحيى السنوار لم يترك الحركة الأسيرة في كل الظروف.
ويلفت مرداوي إلى أن الجميع كان يريد العمل مع السنوار عندما يتولى أي منصب، مبرزا أن من ميزاته أنه كان يتحاور مع الآخرين الذين يخالفونه الرأي، ويحب الحزم عقب اتخاذ القرارات، وكان يرجح مسارات ميؤوس منها، مثل مسيرات العودة عام 2017.
إعلان
ومن مميزات شخصية أبو إبراهيم، كما يذكرها البرغوثي، أنه كان عزيز النفس ودائم التفكير في الأهداف الكبرى، ويروي أنه كان مرة يتبادل معه الحديث في ساحة السجن، وسأله: "كيف ترى حالك بعد خروجك من السجن؟".
وأخبر السنوار البرغوثي: "سأقول لك شيئا ودعه للتاريخ ليكون شاهدا عليه.. إذا كتب ربنا لي الفرج سيكون هناك حدث على مستوى العالم"، ويقول البرغوثي إنه لم يستوعب ما كان يقصده السنوار.
وظل كلام أبو إبراهيم يراود البرغوثي -كما يقول- وبعد خروجهما من السجن عام 2012 التقى به في قطاع غزة، وهمس له في أذنيه: "حدث إن شاء الله سيغير العالم"، ما يفهم أنه كان يخطط لمعركة "طوفان الأقصى" منذ كان أسيرا بسجون الاحتلال.
التحرير الكامل هدف السنواروعن الأهداف الكبرى للراحل، يؤكد مرداوي أن تحرير فلسطين كاملة كان أحد هذه الأهداف، ولم يغب عنه هذا الهدف طوال سنوات سجنه.
وكان ينصح الأسرى بتعلم اللغة العبرية، ويقول للأسرى إنكم ستندمون إذا لم تفعلوا، وكان يدرس بعناية السمات الشخصية للقادة الإسرائيليين وعلاقاتهم مع أهلهم، وكان يقول إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تؤثر عليه زوجته سارة.
وتطرق القياديان في حركة حماس إلى دور السنوار في إدارة الإضرابات داخل سجون الاحتلال، ويؤكد مرداوي أن إضراب 1996 كان إضرابا حافلا حقق مطالب كبيرة للأسرى، لكن انتفاضة الأقصى عام 2000 أوقفت استكمال أهدافه.
كما تطرقا إلى دور الراحل في الدفاع عن الأسرى، ويكشف مرداوي عن أنه كان يقول: "لا ينبغي لمنظّر أن ينظّر بإقناعي أنه يستطيع تحرير القدس ولا يستطيع أن يخرج الأسرى وأن يرسل رسالة لكل المجاهدين أنك إذا وقعت في الأسر يوجد من يخرجك".
ومن الأسرار التي يكشفها مرداوي والبرغوثي عن السنوار أنه كان يطهو الطعام للأسرى بشكل مستمر، وكانت وصفته أن يأتي بخبز يجففه ويطحنه، ثم يضع طبقات تلو الأخرى من دقيق الخبز والتفاح، ويضعه فوق النار ثم يصب عليه القطر وينادي للأسرى.
إعلانيذكر أن إسرائيل اعتقلت السنوار عدة مرات وحكمت عليه بـ4 مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، وبعد عملية "طوفان الأقصى"، بات على رأس المطلوبين لدى الاحتلال الإسرائيلي حتى استشهد يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
1/2/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
10 آلاف أسير في خطر.. شهادات تكشف جحيم التعذيب والتجويع في سجون الاحتلال
أظهرت شهادات حديثة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وضع مأساوي عن الواقع الذي يعيشه آلاف الأسرى الفلسطينيين، في ظل تصاعد غير مسبوق للانتهاكات الجسدية والنفسية، وغياب شبه كامل للرقابة الدولية.
وكشفت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة منظمة تهدف إلى كسر إرادة المعتقلين، من خلال التجويع المتعمد، والحرمان من العلاج، والضرب والتنكيل الممنهج، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة يقبعون خلف القضبان، من بينهم أطفال وقاصرون.
واستند تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إلى شهادات محامين زاروا عددًا من المعتقلات، أبرزها سجن عوفر والنقب الصحراوي، كشف عن تفاصيل مروعة توثق حجم الانتهاكات.
وروى الأسير بلال عمرو، من بلدة دورا جنوب الخليل، في سجن عوفر، أنه يعاني من آلام حادة في الظهر والقدم نتيجة وجود قطع بلاتين في جسده، إلى جانب ضعف شديد في البصر، إلا أن إدارة السجن ترفض منذ شهور تقديم أي علاج أو حتى توفير مسكنات، رغم تقدمه بعشرات الطلبات المكتوبة والشفوية، وقال بلال لمحامي الهيئة: "الألم لا يفارقني ليلًا ولا نهارًا، لا أريد سوى حبة مسكن تُعينني على النوم".
أما الأسير علاء العدم من بيت أولا، فحكايته تتعلق بالإهمال الطبي المتعمد أيضًا، إذ يعاني من حساسية جلدية حادة بمنطقة الفخذين، وحكة مزمنة تسببت له بجروح، دون أن يُعرض على طبيب أو يحصل على دواء مناسب. يصف علاء حالته قائلًا: "الجلد يتآكل، والإدارة تتفرج وكأننا لسنا بشرًا".
وفي سجن النقب، واجه الأسير حسن عماد أبو حسن من اليامون غرب جنين موقفًا مأساويًا حين أُجبر على النوم في سرير استخدمه أسير مريض بمرض السكابيوس الجلدي، ما أدى لانتقال العدوى إليه، وبعد تأخر طويل، حصل على مرهم طبي ساعد بتحسين حالته، لكن وحدات القمع اقتحمت غرفته لاحقًا، صادرت العلاج واعتدت عليه بالضرب الوحشي دون أي سبب.
وحملت الهيئة، في بيانها، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، ودعت إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في أوضاع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن ما يجري يتجاوز "الإهمال"، ليصل إلى مستوى "الجريمة المنظمة برعاية حكومية".
وبينما تتصاعد المطالب الحقوقية لمحاسبة الاحتلال إسرائيل على خروقاتها الجسيمة، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف نزيف الألم داخل الزنازين.