الجزيرة:
2025-12-13@03:21:30 GMT

هل ودع العالم عصر الانتخابات النزيهة؟

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

هل ودع العالم عصر الانتخابات النزيهة؟

عبرت الأوساط السياسية في ألمانيا عن مخاوفها قبيل الانتخابات التشريعية المبكرة في 23 فبراير/شباط الجاري من التأثيرات الخارجية التي يمكن أن تلقي بظلالها على نوايا التصويت في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.

وتأتي هذه المخاوف في وقت بدأت تتعالى فيه أصوات اليمين المتطرف عبر حزب "البديل" الشعبوي، خصوصا مع تهديدات الملياردير الأميركي إيلون ماسك مستشار الرئيس دونالد ترامب بتقديم الدعم لهذا الحزب.

وتتزامن هذه الوقائع أيضا مع وجود سابقة داخل الاتحاد الأوروبي بإلغاء نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية بسبب التدخل الروسي.

مخاوف مبررة

ومما يبرر هذه المخاوف مشاركة ماسك جلسة افتراضية مع قيادة "حزب البديل" عبر منصة "إكس"، الأمر الذي اعتبره خبراء داخل الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم المفوض الأوروبي السابق من فرنسا تييري بريتون، مخالفة صريحة للقواعد الأوروبية تستدعي تطبيقا للقوانين الردعية.

وقبل أسابيع من موعد الاقتراع، يحافظ حزب البديل في استطلاعات الرأي على موقعه كقوة سياسية صاعدة، بحلوله ثانيا بنسبة تأييد لدى الناخبين تصل إلى 21% خلف التحالف المسيحي الحاصل على نسبة تأييد تصل إلى نحو 31% متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ16%.

إعلان

لكن ليس وحده تقدم الحزب في استطلاعات الرأي ما يثير القلق، إذ تتركز المخاوف من ظهور مشكلات جديدة مصدرها الاختراقات الخارجية والتأثيرات المتأتية من مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الاستخدامات الموجهة لهذه المنصات، وكذلك توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات استقطاب مفتعلة.

وبناء على تلك المخاوف، يرصد هذا التقرير جدل الاختراقات وحملات التضليل التي طالت انتخابات عدة عبر العالم في عام 2024 الذي شهد مشاركة قياسية للناخبين، بدءا بالانتخابات البرلمانية الأوروبية وصولا إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية.

الانتخابات البرلمانية الأوروبية

شهدت الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران عام 2024 مشاركة نحو 182 مليون شخص في 27 دولة، في واحدة من أكبر عمليات التصويت عبر الحدود في العالم. فهل تأثرت الانتخابات بالذكاء الاصطناعي والتدخل الأجنبي ومنصات التواصل الاجتماعي؟

استعد الاتحاد الأوروبي بالفعل لموجة من التضليل الانتخابي وغيره من التهديدات الهجينة التي تهدف إلى تقويض عملية الاقتراع.

وبحسب المرصد الأوروبي للإعلام الرقمي، وصلت المعلومات المضللة المتعلقة بالاتحاد الأوروبي على المنصات عبر الإنترنت إلى مستوى قياسي في الشهر الذي سبق الانتخابات.

وقد أعلن قراصنة مؤيدون للكرملين مسؤوليتهم عن سلسلة من الهجمات على المواقع الإلكترونية للأحزاب السياسية الهولندية في اليوم الأول من الاقتراع.

كذلك ذكرت شبكة "أورونيوز" أنه تم الكشف عن العديد من الحملات عبر الإنترنت التي تهدف إلى إثارة الارتباك حول عملية التصويت، بما في ذلك ادعاءات مفادها أن وضع علامة خارج مربع الاختيار من شأنه أن يجعل التصويت غير صالح.

وإجمالا، ترافقت الانتخابات البرلمانية الأوروبية مع زخم لافت للأحزاب اليمينية، ولا سيما في فرنسا حيث حقق "حزب التجمع الوطني" لماري لوبان فوزا تاريخيا مستفيدا في ذلك من الإدارة المتعثرة لملف الهجرة من قبل الحكومة والأزمة الاقتصادية.

إعلان

ويرجع الخبير في الاتصال السياسي محجوب السعيدي هذه الطفرة لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية إلى الدور الذي لعبته منصة "تيك توك" في استقطاب الناخبين خلف لوبان وفي تعزيز صورة رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا لدى جمهور أوسع من الشباب.

ويوضح الخبير -في حديثه مع الجزيرة نت- أن المنصات والذكاء الاصطناعي سمحت للأحزاب اليمينية المتطرفة التي تفتقد لإمكانات تقليدية بنشر أيديولوجياتها بطريقة أسهل. وهو أمر لوحظ مع حزب البديل الألماني الذي استخدم الذكاء الاصطناعي لتسويق أطروحاته المناهضة للهجرة بأقل تكلفة كما استخدم اليمين المتطرف في فرنسا الإستراتيجية ذاتها لرسم سيناريوهات هجرة غير واقعية للتأثير على الناخبين.

مع ذلك، خلص المرصد الأوروبي للإعلام الرقمي إلى أن التصويت في معظم دول الاتحاد الأوروبي جرى "دون تهديدات كبيرة أو حوادث تضليل مؤثرة".

وذكرت شركة ميتا الأميركية، التي تملك منصات التواصل الاجتماعي إنستغرام وفيسبوك وواتساب، أن مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي والتدخل الأجنبي "لم تتحقق إلى حد كبير، وأن أي تأثير من هذا النوع كان محدود النطاق".

غير أن هذا التأثير كان أكثر وضوحا، وفق الملاحظين، في الانتخابات الرئاسية في رومانيا وفي الاستفتاء الذي أجري في مولدوفا لإدراج طلب العضوية في الاتحاد الأوروبي كهدف رئيسي في دستور البلاد.

استفتاء مولدوفا في قلب العاصفة

في أكتوبر/تشرين الأول 2024، شارك السكان في مولدوفا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على طلب البلاد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وكانت نتيجة الاستفتاء متقاربة للغاية، إذ أشارت النتائج الأولية إلى فوز معسكر "رفض عضوية الاتحاد الأوروبي"، قبل أن نشهد ارتفاعا حادا في عدد الأصوات المؤيدة في اللحظة الأخيرة.

وفي نهاية المطاف، فازت نسبة التصويت بـ"نعم" بنسبة 50.35%، مما سمح لمولدوفا بجعل العضوية في الاتحاد هدفا يحظى بعلوية دستورية.

إعلان

ولكن بالعودة إلى الفترة التي سبقت الاقتراع في الاستفتاء، كانت مولدوفا مسرحا لحرب معلوماتية بين مؤيدي عضوية الاتحاد الأوروبي والناشطين المؤيدين لروسيا.

وقد اتهمت السلطات المولدوفية حينئذ موسكو بضخ نحو 14 مليون يورو من الأموال الروسية مباشرة في حسابات 130 ألفا من السكان في محاولة لشراء أصواتهم ضد مشروع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

أما في المثال الروماني فقد برز تأثير التدخل الأجنبي والذكاء الاصطناعي بشكل أوضح عندما قضت المحكمة الدستورية بإلغاء نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وتعليق الجولة الثانية.

وقد تم اتخاذ القرار على أساس معلومات استخباراتية رومانية رفعت عنها السرية تشير إلى أن "جهة فاعلة في الدولة" هي التي رتبت الحملة الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي للمرشح القومي المتطرف كالين جورجيسكو الذي حقق فوزا مفاجئا في الجولة الأولى.

وجّهت أصابع الاتهام ضمنا إلى الكرملين بتقديم دعم مباشر لجورجيسكو، بينما أطلقت المفوضية الأوروبية تحقيقا لتحديد ما إذا كان تطبيق "تيك توك" قد انتهك قانون الاتحاد الأوروبي من خلال تسهيل حملة المرشح القومي.

ويشير الخبير المتخصص في الاتصال السياسي محجوب السعيدي، للجزيرة نت، إلى مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث التأثير الفعلي على اتجاهات التصويت وقرارات الناخبين عبر "التزييف العميق".

انتخابات باكستان

وكانت أكثر المظاهر الانتخابية التي سجلت حضورا مكشوفا هي استخدام الذكاء الاصطناعي لاستنساخ صوت رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون عمران خان ومخاطبة أنصاره وحشدهم من زنزانته، ومن ثم إعلان فوزه في الانتخابات العامة في البلاد.

ويكشف السعيدي في ملاحظته التراجع غير المسبوق لمؤشر النزاهة في الانتخابات في عام 2023. ويعزى هذا "جزئيا إلى التأثير الخارجي والمعلومات المضللة، وهو ما يبرز الحاجة الملحّة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لتعزيز الأمن السيبراني".

إعلان

وتجد الدعوة التي أطلقها الخبير وعدد آخر من الباحثين المتخصصين في الشؤون السياسية والعلوم الإنسانية تبريرها فيما حدث بالخصوص في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي شهدت استخدامات جديدة مغايرة كليا للانتخابات التي سبقتها.

الذكاء الاصطناعي استخدم لاستنساخ صوت رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون عمران خان ومخاطبة أنصاره (رويترز) تهديدات بقنابل وهمية

عرفت الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي شهدت عودة دونالد ترامب إلى السلطة، محاولات عديدة لنشر معلومات مضللة وتهديدات هجينة أخرى.

وتعرض المرشحون من الجانبين لحملات عبر الإنترنت تهدف إلى تشويه سمعتهم، وفي يوم الانتخابات أجبرت التهديدات بالقنابل مراكز الاقتراع على الإغلاق في العديد من الولايات الرئيسية، مثل بنسلفانيا وجورجيا، مما دفع مكتب التحقيقات الفدرالي إلى إصدار بيان حذر فيه من التنبيهات الكاذبة التي وجهت فيها الاتهامات إلى منصات إلكترونية روسية مجهولة.

ووفقا لإحصاء منصة "بوليتيفاكت"، إحدى وسائل المنصات الأميركية الرئيسية للتحقق، تم تقييم 76% من تأكيدات دونالد ترامب خلال انتخابه على أنها "كاذبة" أو "كاذبة إلى حد كبير". أما من جانب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فاعتبرت 47% من تصريحاتها "كاذبة" أو "كاذبة إلى حد كبير".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد رصد تقرير أعدّته منظمة "هيومن رايتس ووتش" انحرافات أخلاقية في عمليات التضليل عبر استخدام الذكاء الاصطناعي تجاه شريحة عرقية ملونة من الناخبين الأميركيين.

واتهمت المنظمة فريق حملة ترامب بمحاولة استقطاب الأقلية السوداء بنشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ترامب مع الناخبين السود، وقد أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي من قبل مجموعات إعلامية محافظة وأفراد عاديين.

ووثقت المنظمة كيف أن تلك الجهات قامت بإنشاء حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لترويج معلومات كاذبة للناخبين السود.

إعلان

وتقول هيومن رايتس ووتش في تقريرها "يمكن أن يشمل التضليل معلومات مربكة أو غير صحيحة عن عملية التصويت، تتضمن قمعا للناخبين واستمرارا لمحاولات عصر جيم كرو الذي يعود إلى القرن 19، وحرمان الناخبين السود من حقهم في التصويت من خلال ضرائب الاقتراع واختبارات محو الأمية. واليوم، لا تزال المجتمعات السوداء والسمراء والمهاجرة تتأثر بالتضليل والمعلومات المضللة".

وخلصت المنظمة الحقوقية في استنتاجاتها إلى أنه يتعين على المنصات عبر الإنترنت أن تتحمل مسؤوليتها في احترام حقوق الإنسان، ومنها الحق في التصويت، مشيرة إلى أن "هذه الضمانات ضرورية لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة تشكل جوهر النظام الديمقراطي الأميركي".

معيار النزاهة على المحك

ورغم أن "مركز التكنولوجيا الناشئة والأمن" في المملكة المتحدة زعم أنه لا يوجد "دليل قاطع" على أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية قد تأثرت بحملات أو عوامل محددة، فإن مثل هذه التقييمات لم تحسم الجدل بشأن مدى توفر معيار النزاهة بالكامل في الانتخابات.

ويحذر الخبير محجوب السعيدي من خطورة ما هو قادم، مشيرا إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي كلاعب انتخابي سيستمر في التعاظم والتطور، بدليل أنه أثبت عبر التجارب السابقة كيف أنه نجح في إنتاج محتويات مفبركة بدقة عالية تزيد من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف.

وهذا يستدعي، وفق الخبير، تطوير إستراتيجية مضادة لتعزيز الشفافية ووضع أطر تنظيمية لضمان استخدام مسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويقول السعيدي إن التضليل لا يهدف فقط إلى تزييف الحقائق والتأثير على نتائج الانتخابات واتجاهات التصويت، ولكن أيضا تقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية وتعميق الانقسام المجتمعي داخل الولايات المتحدة وغيرها من ديمقراطيات العالم.

لكن في المقابل، فإن التخلّي عن الاستخدام غير المنضبط للذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح لهذه التقنية دورا أكثر إيجابية، كأن تسهم في تحسين العملية الانتخابية من خلال تعزيز دقة السجلات وفرز الأصوات وكشف عمليات التحايل.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانتخابات الرئاسیة الأمیرکیة التواصل الاجتماعی الاتحاد الأوروبی الذکاء الاصطناعی الجولة الأولى فی الانتخابات عبر الإنترنت إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية

برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.

يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".

مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".

يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".

بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.

وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات

كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.

أخبار ذات صلة "أوبن إيه آي" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديدا الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة

يقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.

يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".

كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.

ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".

يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".

ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.

ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • مسؤول بالاتحاد الدولي للصحفيين: اختيار مهندسي الذكاء الاصطناعي كشخصية العام اعتراف عالمي بقوة التقنية وتأثيرها المتصاعد
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • الإيسيسكو تعلن عن مؤشرًا لقياس جاهزية الذكاء الاصطناعي
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
  • وزير الذكاء الاصطناعي الكندي يفتتح اجتماعات مجموعة السبع ويعلن اتفاقيات رقمية جديدة
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه الراسخ بحقوق الإنسان في العالم
  • هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
  • الاتحاد الأوروبي يفتح النار على جوجل.. تحقيقات احتكار بسبب استخدام محتوى الناشرين في أدوات الذكاء الاصطناعي