سودانايل:
2025-06-06@23:52:34 GMT

سودان أبو القدح

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

عندما كان نظام البشير و الكيزان من خلفه في السودان يحذر أو يتوعَّد أو يهدد بأن سُقوطه يعني أن يُستباح السودان علَّه كان صادق! لكنهم كانوا يخوِّفوننا من حملة السلاح من الحركات المسلحة التي كانوا في حرب معها. ليتجلى أن من إستباح السودان بعد سقوطهم كانت تلك المليشيات التي صنعوها هم و غرسوها فينا من الجنجويد!

فهل هذا يعني أن نظام البشير هم من إستباحنا!
و سؤال أن أين اختفى الثعلب الشيخ علي عثمان طه؟ أليس هو بمثابة كبير و مفتي و مرشد جماعة القصر ما بعد المفاصلة مع شيخهم الترابي؟
لماذا لم يظهر له أي تصريح أو تعليق أو حتى الشماتة فيما حدث و يحدث للسودان من استباحة؟!
حتى قائد جناح الصقور نافع لم نسمع له من إفادة؟

الحقيقة التي أضرَّت بسودان ما بعد الثورة و أصابته في مقتل كانت متمثلة في ضعف شخصية رئيس الوزراء المختار الدكتور حمدوك و تواجده بين خبث و دهاء أكثر قيادة قوى الحرية و التغيير من حوله.

تلك القيادات المدنية التي حاولت التلاعب بالعسكر و زعيم الجنجويد في سبيل الإنتقام من الكيزان كلهم فتسببوا دون قصد أو تعمد منهم في إشعال فتيل الحرب بين الجيش و الدعم السريع!

عندما تفكر في أن قيادة الجيش قبل البرهان سمحت للدعم أن يتمدد و جاء عبد الفتاح فاتحاً لها البلاد كلها و رافعاً من قدر زعيمها ثم نتذكر تصريحات البرهان و من معه من قادة الجيش كباشي و العطا و الحسين و إبراهيم و غيرهم في المدح و الثناء بل التغزل في حميدتي و قبلهم البشير فعلها و هو يعلن أنه هو حمياته الخاصه نستغرب أن كيف إنقلبت المحبة بينهم إلى حرب الخاسر فيها هو السودان و شعبه أولاً و أخيراً!

الإستغراب الذي يجعلك زاهداً في أن تصدق حقيقة أن الحق هو الذي اختلفوا جميعاً عليه!
فهم شركاء كانوا من قبل جميعاً في السلطة ثم اختلفوا على السلطة ليتقاتوا فيها! و إن ظن البعض أن المشكلة كانت في فترة دمج المليشيات في الجيش و مصير زعيمها فهل كان الأمر يستحق و يستدعي إشعال الحرب في السودان و استباحة أهله و تعريضه للتمزق و التقسَّم؟!

و طول فترة الحرب نفسها و ما أحدثته قيادات الفرق و المناطق من انسحابات و تسليم بلا دفاع عنها في أولها و تفرج باقي القطاعات و الولايات على سقوط الولايات جاراتها و اشتعال الحرب و العدوان و التقتيل و هتك الأعراض و السرقة على أهلهم فيها بينما ظلوا يُعلنون جاهزيتهم لصد أي عدوان عليهم و عليهم فقط!

و لماذا يساند و يدعم شيطان العرب ابن زايد أبو ظبي مليشيات التتار و الجنجويد في حربها على السودان؟
ماذا يريد هذا العاهر من شعب السودان؟
و أي جبروت يعيشه هذا الواهم يجعله يتدخل بأموال شعبه يصرفها يشتري بها الذمم الرخيصة و الأنظمة الأرخص من دول و مجالس و تنظيمات و هيئات يجعلها ضد السودان؟!

و لماذا قادة الجيش و هم من بعدها ظلوا يؤكدون أن السودان يخوض حرباً عليه من جهات عدة إقليمية و دولية لماذا لم يردوا الصاع صاعين على تلك الجهات و الدول؟! نعم لماذا لم يشعلوا الحرب عليهم أيضاً و ينقلوها لتشملهم و ليذوقوا نيرانها و معنى أن تتعرض الشعوب المسالمة للغدر و الإستباحة؟!
لماذا استرخص قادة حركات قحت و تقدم و قادة الجيش أن يستباح السودان دماء و أرواح و أعراض و أموال و أرض شعبه بواسطة مليشيات من جنجويد كلهم شاركوا في صناعتها و تمجيدها و مصافحتها و الجلوس معها و الأكل بل و النوم معها!

لماذا يريدون منا جميعاً من كيزان و قحت و جنجويد و دعامة و قيادة جيش أن نصدق أنهم هم وحدهم من يخافون على السودان و شعبه و يعرفون حريصون على مصلحته؟!
إذا من الذي استباح السودان إذاً!

****

(مع نفسك)

و الرجال مواقف؛ نعم الرجال.
و المقاومة في غزة تضرب للبشرية و الإنسانية و التاريخ أنموذج الرجولة الحق و البسالة و التضحية.
غزة العزة و فلسطين التي نحبها لأنها فلسطين الحياة.
و يا شعب فلسطين الأبي العزيز الكريم الثابت الصامد نشتاقكم في الله.
*

يومها و طوال أيام حرب التطهير في غزة و لأهلها تجلت للعالم عورات الصهاينة من غرب و عجم و عرب بأفعالهم قبل أقوالهم. من غلق للحدود لخنق غزة و إسقاط للمعونات من الجو و إطلاق التصاريح من تنديد و لطم و شجب و قهر لشعوبهم و منع للتظاهر أو حتى حمل الأعلام أو لبسها.

و منهم من كان يسدد عن طيب خاطر فواتيرها الحرب و يرسل الدعم بضائع و سلاحاً إلى حليفه الغاصب القاتل الصهيون.
كان أكثرهم ينتظر سقوط المقاومة في غزة و هم من حمقهم أو خبثهم أو هو جهلهم أو سوء عملهم و نياتهم لا يعلمون أن المقاومة هناك هي الحياة.
و يعيش الشهداء و تنتصر المقاومة.
*

الخيانة لا تصنع منك بطل و لا رجل. و العرب الأنظمة فيها من الخونة طوال التاريخ ما يضحك و يبكيك و يفجعك!
أنصاف رجال و أشباههم تبيع أعراض أهلها و شعوبها و أوطانها في سبيل كراسي الحكم و عروش السلطة. بل و تبيع نفسها إن تطلب منها أو إشترط عليها أو توجب!
أنظمة من الكرتون تنتفخ فيها السلطة بالبطش و القهر و الطغيان حتى من الفجر تتفجر!
أتعرفون كيف تميزون الخونة من بيننا؟
نعم من عجزوا عن إنقاذ إخوتنا و أهلنا في الإسلام و في العروبة و في الإنسانية في كل مكان و إن كان خلف حدودهم و جوارها و حتى داخلها و إن كانوا من لحمهم و دمهم!
لن تخلدك في الحياة خيانتك. ستموت حتماً و إن هربت منا فهناك الحساب يا الضعيف ينتظرك.
و في فلسطين “منظمة” لحركة تحكم و على زعاماتها قبل زعاماتنا صهاينة خونة!
*

و نكتب أن استباحة السودان ما كانت لتحدث لو لم يك في السودان الخونة.
و نرسل التعليقات هنا و هناك نسجلها رسائل من كتابات و قصاصات و خواطر سنوات لنا كنا نحذر! تعبنا.
و جموع كانت ترد بسباب و التشكيك و الجدل و الشتائم. و صدقت “مدننا” فماذا نحن من الكتابة إستفدنا!
لأنا في زمن لا يرى و يسمع و يحترم إلا القوة. و القوة مال أو جاه أو سلطة من سلاح و جماعه.
و التاريخ شاهد على أن كل من وثق في من لا أصل له و لا فصل غدر به و استباحه و خانه!
قادة الجيش الذين سلموا أمانة السودان و أهلهم لصعاليك مليشيات الجنجويد بعد أن كبرهم قائد الجيش الساقط عمر البشير فتمرد قطاع الطرق طمعاً من زعيمهم في السلطة و بتحريض من شيطان العرب و تحريش من بعض قاصري العقل و النظر و النخوة من جموع قحت و استباحوا دماء و أعراض أهل السودان لأنهم مقاطيع أصل لا نسب و لا أم و أخت لا أهل و لا بلد لهم.
القادة الذين تهاونوا من قبل في قلع جذور تلك المليشيات المغروسة في أرض السودان كالسرطان كرهاً و غصباً. و الذين تأخروا عن إطلاق لجام قوات الشعب السودانية المسلحة و أسودها لتفترس المطاليق الرعاع أولئك. ثم يتنادون بيننا أن الحرب فرضت عليهم فرضاً و غدراً! نفس القادة الذين تعاجزوا عن الرد على داعمي التمرد و في أرضهم و عند أهلهم و العين بالعين و الدم بالدم و “العرض” و في القصاص حياة.
لكن الله سبحانه موجود و بعونه السودان ينتصر.
*

مرارات كثيرة كتبنا عنها و شاركنا بها و سجلناها هنا و هناك في صحيفة “الراكوبة” و “سودانايل” و موقع “سودانيز أونلاين” و تواجد كان يغلق في كل مرة في تويتر!
كلمة حق و شهادة في الله كانت ؛
لكن… الحمد لله على كل حال.
فالإسلام يعود غريباً؛
و طوبى للغرباء.

mhmh18@windowslive.com

محمد حسن مصطفى  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قادة الجیش

إقرأ أيضاً:

أحمد شموخ: يا له من خواجة بلبوسي! .. أو السيادة كامتياز استعماري!

قبل أيام فقط من عملية “شبكة العنكبوت”، صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن أوكرانيا باتت تملك الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي، وحتى القواعد التي تضم طائرات قادرة على حمل رؤوس نووية. لم يرف له جفن وهو يقرّ بإمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة، وربما نووية، بل تجاهل تماماً أن بعض تلك الطائرات الروسية كانت مكشوفة دون حماية، التزاماً من موسكو باتفاقية “ستارت الجديدة” لتقليص التسليح النووي. ومع ذلك، لم يبدُ أن ميرتس، أو أي مسؤول غربي آخر، اعتبر هذا التصعيد الخطير تهديدًا “للسلم العالمي”.

الغرب ببساطة لا يساوم في أمنه القومي، وذلك مفهوم في المنظومة الغربية يُعدّ امتياز استراتيجي، يُمنح للبعض، ويُحرّم على الآخرين، ويكون عليهم انتزاع ذلك الحق. فحين نقول إن السودان يواجه غزواً خارجياً ويقاوم من أجل سيادته، يُنظر إلينا وكأننا نرتكب جريمة. فالأمن يصبح امتيازاً استعمارياً.

ميرتس، كغيره من القادة الغربيين، يحرص على تغليف دعوات الحرب -والبلبسة- بمساحيق “أخلاقية” حين يزعم أن أوكرانيا لا تستهدف المدنيين، لأن الحرب حين تكون غربية أو تجري بـوكالة عنها، عندها فقط تصبح نقية، مبرّرة، ودفاع عن النفس وعن بقاء الدولة وحماية للسيادة.

الغرب الذي يتمشدق بقيم الديمقراطية اللبرالية في وجه الأوتوقراطية الروسية، والمستعد للقتال حتى ”آخر أوكراني” لدعم ما يسميه “حق أوكرانيا في الدفاع عن بقائها” في مواجهة الغزو الروسي، وحمايةً لأوروبا من التهديد التوسعي الروسي، هو نفسه الذي يشاهد السودان يُغزى علنًا على يد وكلاء الإمارات، بالسلاح والمرتزقة والطائرات، دون أن يحرّك ساكنًا.
بل إن بعض العواصم الغربية تساهم -بالتواطؤ أو بالصمت أو بتعطيل القرارات الدولية- في محاولة تقويض مؤسسات الدولة السودانية، وتهجير السودانيين، وتجويعهم، بهدف تحويل بلدهم إلى دولة فاشلة ليُسهل الانقضاض عليها، ومنطقة اللا أحد “Terra Nulluis” بلا نفوذ وبلا سيادة، كما قال بيان الخارجية الأميركية ضمنياً يوم أمس، حيث تعامل مع السودان كأرض خلاء لا توجد بها حكومة تتم مخاطبتها، ولا شعب له حق سيادة على مستقبله وموارده.
الأخطر من معايير الغرب المزدوجة، هم بعض السودانيين المنتمين لنخب المهاجر والأكاديميا الغربية، الذين تحوّلوا لأدوات ناعمة تُعيد إنتاج السرديات الاستعمارية الجديدة، لتُستخدم كأحد أسلحة حرب العدوان. يُرددون الخطاب الإماراتي-الغربي ببغائية مدهشة، ثم يُهاجمون كل من يرفضه ويتهمونه بـ”الوحشية” و”حب العسكرة” و”التعطش للدماء”، كل ذلك لمجرد أننا نطالب بحق يفترض أنه بديهي: أن تكون لنا دولة تحمي نفسها، ويُعترف لها بحق البقاء والدفاع ضد غزو خارجي يهدد وجودها ذاته.

يهاجمون السردية الوطنية لأنها لا تُرضي مموليهم أو تصوراتهم المعطوبة، ولا تنسجم مع عقدهم ونرجسياتهم. ثم يبتزوننا أخلاقيًا حين نتمسك بحقنا كسودانيين في تقرير مصيرنا، ويتهموننا بالتطرف والعنف والتوحش، بينما الغرب يدكّ مدنًا بأكملها لحماية مصالحه ولا أحد يجرؤ على وصفه بـ”الهمجية”.

لا أحد في الغرب قال لأوكرانيا: أوقفي الحرب من أجل المدنيين، ولا أحد طالب إسرائيل بوقف حصارها عن دقيق وماء ودواء، بل تركوها تقرّر عدد السُعرات الحرارية التي “يستحقها” الفلسطيني يومياً، ولا أحد يساوي بين الجيش الفرنسي وتنظيم إرهابي، أو بين الدولة الأمريكية ومليشيا تمارس إرهاب واغتصاب المدنيين للتوصل لمكاسب سياسية.

لكن عندما يقول السودان إنه يواجه غزواً إرهابياً مسنوداً من الإمارات، يتحوّل السياق فجأة إلى “حرب أهلية” و”صراع داخلي” و”طرفي النزاع”، وتُختزل قضيته في “معاناة إنسانية” بلا سياق.
الغرب الذي يرفض التفاوض مع الإرهاب داخل حدوده، يطالبنا نحن بأن نتفاوض معه حين يُزرع في بلادنا. يريدوننا بلا جيش وبلا أمن وبلا سيادة وبلا أرض.

لكننا لن نكون بشرًا فائضين عن الحاجة، ولا جثثًا “محترمة” على مقاس قيمهم المزدوجة. نحن نقاوم، لا لأننا نعشق الحرب، بل لأننا نُستهدف بالإزالة من التاريخ والجغرافيا كل يوم.

أحمد شموخ

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني إسرائيلي يطالب قادة الجيش بالتمرّد على أوامر نتنياهو بمواصلة الحرب
  • خطة ترمب لإيقاف حرب السودان ومستقبل الإسلاميين
  • لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟
  • أحمد شموخ: يا له من خواجة بلبوسي! .. أو السيادة كامتياز استعماري!
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان.. معادلات الأمن والنفوذ
  • أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان
  • سميحة أيوب: السودان بلد غني جداً، والأجانب طمعانين فيها وعايزين يحتلوها
  • السودان بين خرائب الحرب والسياسة، وأمل البناء
  • الكلمات وحدها لا تكفي.. لماذا تغير الموقف الأوروبي الآن ضد إسرائيل؟
  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه