قال الدكتور محمد صالح الحربي، المحلل السياسي والاستراتيجي، إن القيادة السعودية لن تغير موقفها تجاه القضية الفلسطينية، حيث تعتبر القدس عاصمة أبدية لفلسطين، مؤكدًا أن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وهذا ما أوضحه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود للإدارتين الأمريكيتين السابقة والحالية.

المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين

وأوضح «الحربي»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد أبو زيد، على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين غير قابل للتحقيق على الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه هناك سعي لجعل فلسطين صاحبة مقعد أساسي في الأمم المتحدة، وهذا يأتي بعد وجود تحالف عربي أوروبي مشترك لحل النزاع.

وأضاف، بأن الموقف الثابت والراسخ هو عدم القبول بالسلام الكامل إلا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وهذا موقف خليجي عربي مستمر، قائلًا إن هذا الموقف لن يؤثر على العلاقات السعودية الأمريكية التي تمتد لأكثر من 8 أو 9 عقود.

الحكومة الإسرائيلية الحالية أكثر تطرفا

وأشار إلى أن الواقعية السياسية لابد أن تتحقق في النهاية بالرغم من أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفًا ويمينية في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن هناك احتفاء من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالمشروع الأمريكي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية

إقرأ أيضاً:

هذه الحكومة الإسرائيلية خطر على اليهود في كل مكان

على إسرائيل ويهود الشتات وأصدقاء إسرائيل أينما هم أن يفهموا أن الطريقة التي تخوض بها إسرائيل حرب غزة اليوم ترسي أسس تغيير جذري للصورة المستقبلية لإسرائيل واليهود في العالم كله.

ولن تكون الصورة جيدة. فسيارات الشرطة والأمن الخاص عند المعابد والمؤسسات اليهودية ستصبح هي العرف السائد، وبدلا من أن يرى اليهود في إسرائيل ملاذا آمنا من معاداة السامية، فإنها ستبدو لهم المحرك الجديد الذي يولدها، وسوف يصطف اليهود العقلاء صفوفا للهجرة إلى أستراليا وأمريكا بدلا من أن يدعوا إخوانهم اليهود للمجيء إلى إسرائيل. وهذا المستقبل الدستوبي لم يتحقق بعد، ولكنكم إن كنتم لا ترون ملامحه العامة تتشكل فإنكم تضللون أنفسكم.

من حسن الحظ، أن المزيد والمزيد من الطيارين المتقاعدين أو الاحتياطيين في القوات الجوية الإسرائيلية، وكذلك المتقاعدين من ضباط الجيش والأمن يرون هذه العاصفة التي تتكون ويعلنون أنهم لن يصمتوا أو يتواطؤوا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في سياسته القبيحة العدمية المتبعة في غزة. ولقد بدأوا يحثون اليهود في أمريكا وغيرها على رفع أصواتهم بنداء الاستغاثة: أنقذوا سفينتنا، قبل أن يصبح عار حملة الجيش الإسرائيلي في غزة وصمة لا تمحى.

أولا، القصة الخلفية: استطاعت إسرائيل قبل شهور تحطيم خطر حماس العسكري الوجودي. وفي ضوء ذلك كان على حكومة نتنياهو أن تنبئ إدارة ترامب والوسطاء العرب بأنها مستعدة للانسحاب من غزة على نحو مرحلي لتحل محلها قوة حفظ سلام دولية/عربية/فلسطينية، بشرط أن توافق قيادة حماس على إرجاع جميع الرهائن الموتى والأحياء والخروج من القطاع.

لكن إذا ما مضت إسرائيل بدلا من ذلك قدما مع عهد نتنياهو بإدامة هذه الحرب إلى الأبد في محاولة لتحقيق «نصر كامل» على كل عضو في حماس، بجانب وهم إخلاء غزة من الفلسطينيين الذي يخايل اليمين المتطرف وتوطين إسرائيليين بدلا منهم، فخير ليهود العالم أن يعدوا أنفسهم وأبناءهم بل وأحفادهم لواقع لم يعلموا به قط، هو واقع أن يكونوا يهودا في عالم تصبح الدولة اليهودية فيه دولة منبوذة ومصدر عار لا مصدر عزة.

ذلك أنه يوما ما سوف يتاح للمصورين والصحفيين أن يدخلوا غزة بغير رفقة من الجيش الإسرائيلي. وحينما يحدث ذلك، ويصبح الهول والدمار الرهيبان واضحين للعيان، فسوف يكون رد الفعل على إسرائيل واليهود في كل مكان عميقين.

وإياكم أن تروا في تحذيري هذا لإسرائيل أي نزر من التفهم لما فعلته حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023. فحماس هي التي تسببت في الرد الإسرائيلي بقتلها الجماعي لآباء إسرائيليين أمام أبنائهم، وأبناء أمام آبائهم، واختطاف جدّات وقتل أطفال ممن اختطفتهم. فأي مجتمع في الدنيا ذلك الذي لا يقسو قلبه أمام هذه الوحشية؟

لكنني بوصفي يهوديا يؤمن بحق الشعب اليهودي في دولة آمنة في وطنه التوراتي ـ بجانب دولة فلسطينية آمنة ـ فإنني أركز الآن على قبيلتي. ولو أن قبيلتي لا تقاوم لامبالاة الحكومة الإسرائيلية السافرة بعدد المدنيين الصرعى اليوم في غزة ـ فضلا عن سعيها إلى الميل بإسرائيل إلى الاستبداد من خلال التحرك لإقالة المدعى العام، فسوف يدفع اليهود أينما هم الثمن غاليا.

ولا تكتفوا بتحذيري أنا. في الأسبوع الماضي نشر طياران مرموقان سابقان في القوات الجوية الإسرائيلية هما العميد عساف أجمون والعقيد أوري أراد (الذي كان أسير حرب في مصر خلال حرب أكتوبر 1973) رسالة مفتوحة مكتوبة باللغة العبرية في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، موجهة إلى زملائهما العاملين الآن في القوات الجوية. والرجلان عضوان في منتدى (555 باتريوتس)، وهي مجموعة مؤثرة من نحو ألف وسبعمائة طيار إسرائيلي مقاتل، منهم المتقاعدون ومنهم الذين لا يزالون في الخدمة ضمن قوات الاحتياط، وقد تشكلت في الأساس لمقاومة جهود نتنياهو لتقويض الديمقراطية الإسرائيلية بانقلاب قضائي.

أرسل لي أحد قادة منتدى 555، وهو طيار المروحيات المتقاعد في القوات الجوية الإسرائيلية، جاي بوران، رسالة أجمون وأراد لأرى إن كان بإمكاني نشرها ضمن مقالات الضيوف في صفحة الرأي بنيويورك تايمز. فقلت لهما إنني أحب أن أنشر منها مقتطفا في عمودي. كتبا: «إننا لا نسعى إلى التهوين من بشاعة المذبحة التي ارتكبتها حماس في ذلك السبت اللعين. ونؤمن أن الحرب كانت مبررة تماما...

غير أنه مع استمرار الحرب في غزة، تبين أنها فقدت أهدافها الاستراتيجية والأمنية، وبدلا من ذلك باتت تخدم في المقام الأول مصالح الحكومة السياسية والشخصية. وبذلك فقد أصبحت حربا غير أخلاقية بلا لبس، وبدت بشكل متزايد وكأنها حرب ثأرية.

وقد أصبحت القوات الجوية أداة في أيدي أفراد في الحكومة وحتى في الجيش يقولون إنه لا أبرياء في غزة. .. بل لقد تباهى أحد أعضاء الكنيست أخيرا بأن من إنجازات الحكومة الحالية قدرتها على قتل مائة شخص في غزة كل يوم فلا يكون هذا صدمة لأحد.

وردا على هذه الأقوال، نقول: مهما بلغت بشاعة مذبحة السابع من أكتوبر، فإنها لا تبرر الاستخفاف التام بالاعتبارات الأخلاقية أو الاستخدام غير المتناسب للقوة المميتة. فنحن لا نريد أن نماثل أسوأ أعدائنا.

ولقد بلغت الأمور ذروتها في ليلة الثامن عشر من مارس، مع استئناف الحرب بعد أن تعمدت الحكومة الإسرائيلية انتهاك اتفاق إعادة الرهائن. ففي غارة جوية قاتلة استهدفت قتل العديد من قادة حماس (تختلف التقارير حول عددهم أكان بالعشرات أم أقل)، وتحقق رقم قياسي جديد. إذ أسفرت الذخائر التي أسقطها طيارو القوات الجوية على الهدف عن مقتل ما يقرب من ثلاثمائة شخص، بينهم العديد من الأطفال. ولم يظهر حتى الآن أي تفسير مقنع لتلك النتيجة المروعة للهجوم.

منذ ذلك الحين واصلت القوات الجوية غاراتها المستمرة على غزة... فتعرضت للقصف بنايات كاملة بمن فيها من أطفال ونساء ومدنيين، وذلك ظاهريا للقضاء على إرهابيين أو لتدمير بنية أساسية إرهابية. وحتى لو أن من الأهداف ما هو مشروع، فلا يمكن إنكار الضرر غير المتناسب الذي لحق بالمدنيين غير المتورطين.

نحن الآن في لحظة حساب. لم يفت الأوان بعد. وإننا ننادي زملاءنا الطيارين الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية: لا تستمروا في تجنب طرح الأسئلة. ... لأنكم الذين سوف تتحملون العواقب الأخلاقية لأفعالكم لبقية حياتكم. سيكون عليكم أن تواجهوا أبناءكم وأحفادكم وتفسروا لهم سبب حدوث كل هذا الدمار الهائل في غزة، وكيف هلك كل هذا العدد الهائل من الأطفال الأبرياء بفعل آلة القتل المميتة التي حملتموها في طائراتكم».

بعد سويعات قليلة من وصول هذه الرسالة إليّ، أرسل لي نمرود نوفيك، كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، رسالة مفتوحة أخرى بتاريخ الثامن من يونيو. وكانت هذه الرسالة موجهة من منظمة «قادة من أجل أمن إسرائيل»، تحث يهود الشتات على رفع أصواتهم ضد جنون غزة قبل أن يأتي عليهم هذا الجنون نفسه. ومما جاء في الرسالة:

«بصفتنا جماعة (قادة من أجل أمن إسرائيل)، وهي حركة تضم أكثر من خمسمائة وخمسين مسؤولا كبيرا متقاعدا من أجهزة الدفاع والأمن والدبلوماسية الإسرائيلية، كانت مهمتنا مدى الحياة هي ضمان مستقبل إسرائيل وطنا قويا وديمقراطيا للشعب اليهودي. ... وقد أدت الأحداث الأخيرة إلى نقاشات محتدمة، ومؤلمة في بعض الأحيان، في أوساط يهود العالم، وبخاصة في ما يتعلق بالوضع في غزة. أعرب كثير في الشتات عن مخاوفهم علنا. فواجه بعضهم انتقادات لاذعة من جراء ذلك. وتلقوا اتهامات بإضعاف إسرائيل أو خيانة علاقتهم بالدولة اليهودية، وقيل لهم إن من يعيشون في الخارج أو لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي يجب عليهم التزام الصمت. وإننا نرفض رفضا قاطعا القول بوجوب التزام يهود الشتات الصمت بشأن ما يتعلق بإسرائيل. ... ولمن يخشون أن يقوض النقد العلني إسرائيل، نقول: إن الحوار المفتوح والصادق لا يؤدي إلا إلى تعزيز ديمقراطيتنا وأمننا».

وعندي ثلاثة ردود على هاتين الرسالتين المفتوحتين:

أولا، أؤمِّن على ما فيهما.

ثانيا، هذا هو المعنى الحقيقي لمناصرة إسرائيل.

وثالثا، حان الوقت لحركة مماثلة تدين تجاوزات حماس البغيضة، بقيادة من يؤيدون الدولة الفلسطينية والحل السلمي في غزة. فلا ينبغي أن يقبل أحد إدامة حماس لهذه الحرب من أجل البقاء في السلطة. ولن يرغم شيء حماس على قبول وقف إطلاق النار أكثر من التنديد بها عالميا، في الجامعات، وفي المظاهرات المرموقة التي ينظمها من يدعمون هذه المنظمة القائمة على الكراهية ويبررون شتى أفعالها. وهذا هو المعنى الحقيقي لمناصرة الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي لـ سرايا: رد إيران على الهجوم الإسرائيلي سيكون باهت بعد تفكيك أذرعها
  • محلل سياسي: المجلس الرئاسي يفقد مبررات بقائه في ظل تأجيل الانتخابات
  • سياسي أنصار الله يُدين العدوان الصهيوني على إيران ويؤكد على حقها المشروع في الدفاع عن نفسها
  • محلل سياسي: دعم غزة لا يتطلب الوصول لرفح.. قافلة الصمود قد تخدم أجندات خفية
  • خالد يوسف: الموقف المصري المناهض لتهجير أهل غزة الأكثر شرفا بين الدول
  • الحكومة تسرع خطوات طرح شركاتها لتعزيز دور القطاع الخاص
  • هذه الحكومة الإسرائيلية خطر على اليهود في كل مكان
  • «الصحفيين الفلسطينيين»: الحكومة الإسرائيلية تسعى لإنهاء اتفاقية أوسلو والقضاء على السلطة
  • تصعيد سياسي.. المعارضة الإسرائيلية تسعى لحل الكنيست رغم مفاوضات الهدنة
  • ترامب: إذا كان هناك تمرد في كاليفورنيا فسأطبق قانون التمرد.. وضباط إسرائيليون يطالبون الحكومة بإتمام صفقة المحتجزين وإنهاء حرب غزة| أخبار التوك شو