بوابة الوفد:
2025-10-14@17:12:49 GMT

منى وأحلام مؤجلة

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

يظل الإنسان يحلم حتى تتوقف نبضات القلب وتخمد الروح الوثابة داخل الجسد الفانى، الحلم دليل على الحياة، ومؤشر ينبئ بالبقاء، ومادمنا نحلم فلن نموت أحياء. لكن الأحلام أصبحت مؤجلة، فقد سادت كوابيس نهارية تسيطر علينا بعد أن تحولت الأحلام إلى سراب وانقلبت على رؤوسنا وكدرت عيشتنا وأيامنا ونحن نرى المستقبل فى أبنائنا يتلوث بالعديد من فيروسات العصر التكنولوجى الفضائى، مصاحبًا إياه غياب شبه تام لدور مؤسسات وهيئات ثقافية وتعليمية كان عليها مواجهة الداء والوباء من المنبع والبداية، وليس محاولات بائسة متفرقة غير مترابطة بعضها البعض لإنقاذ أحلام المستقبل متمثلة فى النشء والشباب والجيل القادم.

فمثلا، مهرجان العلمين ومحاولة إعادة التراث الفنى والثقافى المصرى وتقديمه بصورة مبهرة متجددة للشباب والجمهور جهد مشكور، ولكن يظل فى إطار الثقافة السياحية الفنية التى تستهدف فئة معينة، وحتى ما قامت به الإعلامية المتميزة المبدعة منى الشاذلى فى تجربة هى الأولى من نوعها فى الإعلام وفى مصر، تجربة مشاركة الجمهور حفلا غنائيا مع فرقة موسيقية مغربية مطعمة ببعض العازفين المصريين، وبقيادة الفنان المغربى أمين بودشار، هى محاولة متفردة لإحياء فن الغناء الأصيل الجميل فى وجود شباب من الجامعات المصرية والذين كونوا فرقًا للكورال قد تم الاحتفاء بها واستضافتها فى برنامجها المتميز، لتبعث للشباب برسائل تطمين وتشجيع وتأييد لما يقومون به فى ظل حالة العشوائية الفنية والموسيقية التى تجتاحنا بأغانٍ تسمى شعبية أو مهرجانات تخدش الآذان وتصيب الوجدان فى مقتل وتضرب كل معانى الكلمة واللحن والأداء بقنابل عنقودية مدمرة شوهت الأجنة فى الأرحام.

كما غيرت فكر وسلوك الصغار والكبار، وأفسدت الذوق العام بكل جدارة.. ومن هنا فإن محاولات منى الشاذلى للنهوض بالفن الراقى وعودة الذوق والمتعة والجمال من خلال إصرارها على متابعة كل ما يقدمه الشباب الواعى المبدع المختلف، لهى محاولات تندرج تحت عنوان «الأحلام المؤجلة»؛ لأنها أحلام كان من الأجدر بالمؤسسات الثقافية القيام بها، فهذا هو دورها الذى أنشئت من أجله، فالثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة هى المنفذ الإبداعى للشباب فى ربوع المحروسة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا.

قصور الثقافة دورها تنمية المواهب ورعايتها ومتابعة ما يجرى على الساحة الثقافية والفنية وعقد الندوات والاحتفالات والمسابقات وعلى الإعلام تغطية الفعاليات والتواجد فى الأحداث وتقديم كل ما تقوم به تلك القصور الثقافية التى ما هى إلا ثقافة للجمهور العادى فى أنحاء مصر.. دور المؤسسة الثقافية سواء المسرح أو الكتاب هو دور محورى يجب أن يعود بالتعاون والتكاتف مع الإعلام بشكل عام وليس بصور فردية ومحاولات من بعض الإعلاميين الذين يؤمنون بالدور الإيجابى الفعال الحيوى للإعلام والثقافة والفن فى تنمية الوعى وبناء الإنسان.

الأحلام المؤجلة هى أن نصحو ونهب لإعادة الفن الأصيل إلى سجل تاريخنا المعاصر، فليس من المعقول أن نعيش على ماضٍ ولى، الغريب أنه فى الحفل الذى غنى به الجمهور وقام بدور المطرب كانت المفاجأة أن الشباب العادى لا يعرف ولا يتذكر كلمات الأغنيات الشهيرة، خاصة الكلمات الشعرية، وإنما يتمايل مع الإيقاع والموسيقى، فذائقة الكلمة قد اندثرت وتلاشت فى جيل لا يسمع إلا الغث والردئ، ولا يطرب إلا على دقات الرق والطبلة وليس مضمون ومعنى الكلمة.. كيف لنا أن نبعث الحياة فى الأحلام والآمال لهذا الجيل القادم؟ ما هى الخطط الثقافية الفعّالة على مستوى الجمهورية؟ أسئلة كثيرة، ولكن علينا أن نقدم التحية لكل من يحاول إضاءة شمعة فى درب الأمل.. معكم منى الشاذلى، برنامج فنى اجتماعى تنويرى.. بعيدا عن إشكاليات ماضية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثقافي المصري الجامعات المصرية

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الصيام بنية التخسيس وليس التعبد ؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء سؤالًا من شخص يعاني من السمنة، ويسعى إلى إنقاص وزنه من خلال اتباع نظام غذائي يعتمد على صيام يوم وإفطار يوم – خارج شهر رمضان – متسائلًا: "هل يثاب المسلم على هذا الصيام رغم أن دافعه الأساسي هو إنقاص الوزن وليس التعبد؟"

وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن صحة الصيام وثوابه مشروطة بنية القربة إلى الله، حيث أكدت أن النية تمثل الركن الأساسي لكل عبادة، وأن الصيام الذي يُؤدى دون نية التعبد لايعد صحيحًا من الناحية الشرعية، ولا يُرتجى منه ثواب.

واستدلت الدار بحديث النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، مشيرة إلى أن الأثر الأخروي لأي عمل، بما في ذلك الصوم، يتوقف على النية التي ترافقه.

 ونقلت عن الإمام بدر الدين العيني قوله إن النية هي الفارق بين العبادة المقبولة وغير المقبولة، سواء كانت فرضًا أو نفلًا، وهي ركن لا يصح العمل بدونه.

وأجمعت المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) على أن الصيام لا يعد صحيحًا إلا بنية مسبقة، سواء في رمضان أو في غيره، فرضًا أو تطوعًا، وذكرت نصوصًا عن كبار علماء المذاهب تؤكد ذلك، منهم الإمام النووي، وابن قدامة، وابن مودود، والحطاب المالكي.

وفيما يخص من يصوم بغرض الحمية أو التداوي، ذكرت دار الإفتاء أن هذا الأمر لا يبطل الصوم إذا اقترن بنية التعبد، بل إن الجمع بين نية القربة وإنقاص الوزن لا يُخلّ بالعبادة، بل قد يكون الصيام وسيلة لتحقيق مقصدين معًا، ديني وصحي.

سؤال غريب من سيدة لدار الإفتاء حول التجسس.. أمين الفتوى يردما حكم إخراج الزكاة في عمل تسقيف للبيوت؟.. الإفتاء تجيبللفرج العاجل إذا ضاق صدرك.. اتبع طريقة الشعراوي لتفريج الكربهل المرض يجيز للشخص ترك الصلاة.. أمين الفتوى يجيب

وأضافت أن علماء من مختلف المذاهب أجازوا الجمع بين النية التعبدية وغايات دنيوية كالصحة أو التداوي، بشرط أن تكون نية التعبد حاضرة. 

واستشهدت بكلام الإمام الحطاب المالكي والإمام السيوطي، الذين بيّنوا أن النبي ﷺ نفسه أرشد الشباب إلى الصيام كوسيلة للعفاف، وهو مقصد دنيوي لا ينفي التعبد.

وشددت دار الإفتاء على أهمية استحضار النية عند الصيام، حتى وإن كان الغرض الظاهري هو التخسيس، موضحة أن المسلم يمكنه الجمع بين نية العبادة وتحقيق منفعة دنيوية دون أن يتعارض ذلك مع صحة الصيام أو ثوابه، بشرط ألا تُغفل نية القربة لله تعالى. 

طباعة شارك دار الإفتاء الصيام التخسيس النية صحة الصوم الأحكام الفقهية

مقالات مشابهة

  • تكالة يبحث تعزيز الأنشطة الثقافية وتذليل العقبات أمام الوزارة
  • الملحقية الثقافية في واشنطن تستضيف معرضًا للتوظيف لاستقطاب الكفاءات الوطنية
  • الكلمة الطيبة.. محفّزة
  • «كالكاليست» العبرية: اليمن يمتلك الكلمة العليا في البحر الأحمر والكيان عاجز عن تجاوزه
  • قطر تكشف كواليس مفاوضات غزة: تعقيدات مؤجلة وسلاح حماس السؤال الجوهري
  •  انتخابات العراق: مرشحو الأحلام يغرقون الواقع بالوعود البرّاقة
  • بجوائز تصل لـ 2500 جنيه.. التعليم تنظم المسابقة الثقافية الدينية الكبرى
  • هل يجوز الصيام بنية التخسيس وليس التعبد ؟.. الإفتاء تجيب
  • «حققت حلم الأحلام لما عملت أغنية معاك».. ويجز يُوجّه رسالة لـ محمد منير في عيد ميلاده
  • المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض يناقش تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية