الجزيرة:
2025-05-30@20:57:43 GMT

الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

وتمحورت الحلقة حول واقع الفتوى اليوم وتاريخها، وتأثير المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وشروط المفتي والفتوى الصحيحة، وسبل إصلاح صناعة الفتوى، كما تناولت تأثير العوامل السياسية على استقلالية المفتين.

واستعرض مقدم البرنامج الدكتور علي السند تاريخ الفتوى في الإسلام، حيث كانت الفتوى في عصر الصحابة والتابعين تُعطى بشكل مباشر من قبل كبار الفقهاء، مثل الخلفاء الراشدين وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وبهويتهمlist 2 of 4بينها حرب غزة.. خالد حنفي: هذه أسباب الإقبال على الإسلام في الغربlist 3 of 4ظاهرة "غرور التدين".. قراءة في الأسباب والذرائع والتجلياتlist 4 of 4فتاوى دار الإفتاء الليبية.. السياق والأهميةend of list

ومع توسع الدولة الإسلامية، انتقلت الفتوى إلى مرحلة التدوين، حيث تم جمع فتاوى الصحابة والتابعين في كتب مثل "موطأ الإمام مالك"، بينما أصبحت في العصر العثماني، مرتبطة بمنصب حكومي يُعرف بـ"شيخ الإسلام"، ثم تأسست دار الإفتاء المصرية عام 1895، ومن بعدها ظهرت مؤسسات إفتاء أخرى في العالم العربي والإسلامي.

وفي السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي والإسلامي ظاهرة انتشار الفتاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد من الدعاة وطلاب العلم غير الرسميين يقدمون الفتاوى للجمهور دون وجود ضوابط كافية.

غير رسمية

وأشارت دراسة للمؤشر العالمي للفتوى إلى أن نسبة كبيرة من الفتاوى الصادرة حول العالم تأتي من جهات غير رسمية، خاصة من فئة الشباب بين 18 و40 عاما، مما يشكل تحديا لمؤسسات الفتوى التقليدية.

إعلان

وناقش ضيفا الحلقة الشيخ سامي الساعدي، الأمين العام لدار الإفتاء الليبية، والدكتور خالد حنفي، نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، مكانة الفتوى في الإسلام وأهمية الفتوى في حياة المسلم ومؤكدين أنها ضرورة شرعية لبيان أحكام الله.

وأكد الشيخ سامي الساعدي أن الفتوى جزء أساسي من حياة المسلم، إذ إنه مطالب بتحقيق منهج الله في حياته اليومية، وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية حثا على سؤال أهل العلم في الأمور الدينية، مما يجعل وجود المفتين المؤهلين ضرورة شرعية.

وأوضح أن الاختلاف السائغ مرتبط بالاجتهاد في المسائل الظنية، وهو سمة طبيعية في التراث الإسلامي، لكن الخطر يكمُن في تحويل الاجتهادات إلى قطعيات أو توظيفها سياسيا.

وضرب مثالا بالخلط بين الظني والقطعي الذي يؤدي إلى التطرف، داعيا إلى "إدارة الاختلاف" كما فعل الأئمة السابقون الذين تجنبوا الإنكار في مسائل الاجتهاد.

فوضى الفتوى

من جانبه، ربط الدكتور حنفي أسباب فوضى الفتوى بضعف تفعيل قواعد أصول الفقه، مؤكدا أن الالتزام بهذه القواعد يحد من الانحرافات، كما شدد على ضرورة تدريب المفتين على تطبيق هذه الأصول عمليا، كما يتدرب طلاب الطب.

وأكد أن المفتي يجب أن يكون على علم بكتاب الله والسنة النبوية واللغة العربية وأصول الفقه ومقاصد الشريعة، بالإضافة إلى فهم الواقع الذي يعيش فيه، كما أشار إلى أن بعض الإشكالات في الفتاوى المعاصرة تأتي من عدم تفعيل القواعد الأصولية بشكل كافٍ.

وشدد الدكتور خالد حنفي على أن الاختلاف في الفتوى يجب أن يُدار بشكل صحيح، مع ضرورة احترام آراء الآخرين في المسائل الاجتهادية.

كما ناقش الضيفان تأثير الدولة الحديثة على عملية الفتوى، حيث أشار الشيخ سامي الساعدي إلى أن تأسيس مؤسسات الإفتاء الرسمية كان له تأثير إيجابي من ناحية تنظيم الفتوى، ولكنه أحيانا يأتي على حساب استقلالية المفتين.

إعلان

وأكد أن المفتي يجب أن يكون مستقلا في فتواه، مثل القاضي، حتى لا تفقد الفتوى مصداقيتها، وانتقد حالات تسييس الفتوى لخدمة أجندات معينة.

القطعية والظنية

فيما ناقش الدكتور حنفي تعامل المؤسسات الأوروبية مع القضايا الإشكالية كالخدمة في الجيوش الغربية، موضحا أن الفتوى تفرق بين الدوائر القطعية (كالحجاب) التي لا تُساوم، والظنية التي تهدف إلى تحقيق التوافق مع القوانين دون مخالفة الشرع.

في محور التحديات المعاصرة، حذّر الضيفان من تداعيات "الفضاء المفتوح" لوسائل التواصل على الفتوى، حيث يسهل على غير المؤهلين التصدر للإفتاء.

واقترح الدكتور حنفي حلولا لضبط الفتوى، منها توعية المفتين بخطورة المسؤولية، وإحياء ثقافة "لا أدري"، وتدريب المفتين عبر برامج متخصصة، وتوجيه المستفتين للتحري عن أهل العلم.

كما دعا الشيخ الساعدي إلى التمييز بين الدعوة العامة والفتوى الشرعية، مشددا على ضرورة اشتراط الإجازة العلمية للمفتي، كما كان الأئمة السابقون يشترطون التأهيل قبل الجلوس للفتوى.

واتفق الضيفان على أن إصلاح الفتوى يتطلب تعاونا بين المؤسسات الرسمية والعلماء المستقلين، مع الحفاظ على استقلالية الفتوى عن التوظيف السياسي، وبناء ثقافة شرعية تدرك الفرق بين الثوابت والاجتهادات، وتعيد الثقة في المؤسسات الدينية كمرجعية موثوقة للمسلمين في شؤون دينهم ودنياهم.

5/2/2025-|آخر تحديث: 5/2/202510:38 م (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الفتوى فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الزراعة» تطلق خدمة الحصول على نشراتها الإرشادية باستخدام «الباركود»

أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، خدمة الحصول على النشرات الإرشادية المتنوعة من خلال تقنية الباركود.

وقالت الدكتورة أمل إسماعيل، رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، إن ذلك يأتي تنفيذًا لتكليفات وتوجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف ومتابعة الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، بالتوسع في استخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة في مجال الإرشاد الزراعي.

وأضافت إسماعيل: أن إتاحة النشرات الإرشادية التي تصدرها الإدارة بالتنسيق مع المعاهد البحثية، تهدف إلى التيسير على الباحثين والمهتمين، وكذلك المرشدين الزراعيين والمزارعين والمربين، لتعظيم الاستفادة وتقديم الدعم الفني لهم.

وفي سياق متصل، أوضحت رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي أنه من المقرر أيضًا قريبًا تحويل حلقات برنامج «سر الأرض» والأفلام التلفزيونية والمسلسلات الإذاعية، بعد مراجعتها من الناحية العلمية وتحديثها، وإتاحتها أيضًا على باركود، لتسهيل تداولها ونشرها من خلال المنصات الزراعية والتطبيقات الإرشادية الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأكدت استمرار الإدارة في تقديم التوصيات الفنية الإرشادية، والتوسع في انتشارها بين الزراع والمربين والأسر الريفية من خلال المبادرات الإرشادية مثل: مبادرة تفعيل المراكز الإرشادية، ومبادرة «معاك في الغيط»، فضلًا عن مبادرة «بنت الريف»، وغيرها من المبادرات التي تدعم جهود الخدمات الإرشادية، لافتة إلى استمرار جهود الإرشاد الزراعي في التواصل مع المزارعين، ومن بينها تنفيذ الحقول الإرشادية للزراعات والتجمعات الإرشادية بالتنسيق مع جهاز تحسين الأراضي.

وأوضحت أنه يجري حاليًا الإعداد لتنفيذ 40 برنامجًا تدريبيًا إرشاديًا للزراع والمهندسين الزراعيين، سيتم تنفيذها بداية العام المالي القادم، فضلًا عن استكمال البرنامج التدريبي التحويلي للكوادر الزراعية بالتخصصات المختلفة بمديريات الزراعة، للإسهام في تعويض العجز العددي للمرشدين الزراعيين.

اقرأ أيضاًالزراعة: إعطاء 6.8 مليون جرعة تحصين لرؤوس الماشية في 2025

وزير الزراعة يبحث مع سفيرة رومانيا بالقاهرة تعزيز التعاون في الاستثمار الزراعي

مقالات مشابهة

  • الدكتور المصطفى: السيد الرئيس أحمد الشرع أشار إلى ضرورة صياغة بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات وإلى حاجة سوريا لإصلاح مالي
  • الأزهر: من السنة تطييب البدن قبل الإحرام ولا حرج فى بقائه بعد نية الدخول بالنسك
  • الزراعة تطلق خدمة الحصول على نشراتها الإرشادية باستخدام الباركود
  • «الزراعة» تطلق خدمة الحصول على نشراتها الإرشادية باستخدام «الباركود»
  • هشام حنفي: الأهلي البطل الحقيقي.. ويستحق التتويج بالدوري
  • هشام حنفي: الأهلي يستحق التتويج بالدوري وصن داونز يلعب خارج ملعبه بشكل مميز
  • حكم شراء الذهب المصوغ بالتقسيط.. أمين الإفتاء يوضح
  • الإفتاء: يجوز التكبير المطلق من أول أيام ذي الحجة وليس خاصا بالحجاج
  • وكيل تعليم أسوان يستقبل فريق برنامج "مستقبلي" التابع لمنظمة اليونيسف
  • ما حكم سجود التلاوة بغير وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب