شن الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس روجيل ألفر هجوما لاذعا على الدعم الأميركي المطلق لحكومة بنيامين نتنياهو، معتبرا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس مجرد داعم لليمين الإسرائيلي المتطرف، بل أصبح قائدا أيديولوجيا له، متبنيا رؤى الحاخام المتطرف مئير كاهانا (1932 – 1990) التي تقوم على التهجير القسري والتطهير العرقي للفلسطينيين.

تطهير عرقي برعاية ترامب

يرى ألفر أن "معظم دول العالم تستطيع أن تضحك على سيرك ترامب الكاهاني"، لكن "هناك دولة واحدة تحولت إلى طائفة تعبده"، وهذه الدولة هي إسرائيل.

ويصف الكاتب تأثير ترامب على اليمين الإسرائيلي بأنه يشبه "ريحا قوية تهب عبر حقل من الأشواك المشتعلة"، مشيرا إلى أن إسرائيل اليوم مسمومة بأيديولوجيا الفاشية، ولم يعد فيها مجال لنمو أي شيء جيد.

واتهم ألفر الحكومة الإسرائيلية بتبني ما سماه "رؤية ترامب الثورية لمستقبل غزة"، والتي تقوم على فكرة التهجير القسري، لكنه يستغرب من وصفه بـ"النقل الطوعي"، حيث يسخر من الترويج لهذه الفكرة وكأنها خيار حر لسكان دُمرت منازلهم لصالح مشاريع استيطانية مثل "الريفييرا" المزعومة.

ويضع الكاتب هذه الرؤية في سياق تاريخي، مقارنا بين طرد الفلسطينيين وما حدث لليهود في أوروبا النازية "عندما تم تحديد اليهود باعتبارهم المشكلة في أوروبا، قرر النازيون أن الحل هو التخلص منهم عن طريق نقلهم شرقا، ثم عن طريق الإبادة المنهجية لاحقا".

إعلان

وفي تشبيه جريء، يضيف: "لقد حدد ترامب ونتنياهو أن المشكلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي سكان غزة، وقررا أن الحل هو التخلص منهم عن طريق النقل.. في الوقت الحاضر".

ترمب وكيل لكاهانا

ويؤكد ألفر أن خطاب "إزالة الإنسانية" عن الفلسطينيين وصل إلى ذروته في المجتمع الإسرائيلي، حيث بات الإسرائيليون، حتى من يعيشون في الكيبوتسات (يتبنون تاريخيا فكرا أقل تشددا ويميل إلى حزب العمل الإسرائيلي الذي ينتمي ليسار الوسط)، يتبنون فكر كاهانا من دون تردد.

وأضاف: "أصبح اعتناق أيديولوجية كاهانا شيئا طبيعيا وضروريا، وكأنه لا خيار آخر".

ويحذر الكاتب من أن إسرائيل، في حال فشل مخطط التهجير، قد تلجأ إلى عمليات قتل جماعي أوسع، حيث أثبتت بالفعل استعدادها وقدرتها على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من دون تردد، وفق تعبيره.

وفي القسم الأخير من مقاله، ينتقد ألفر خضوع إسرائيل التام لترامب، مشيرا إلى أن العالم يتعامل مع تصريحاته كرئيس على أنها "عرض خيالي مرتجل"، بينما تتعامل إسرائيل معها على أنها أوامر حقيقية.

ويشير إلى أن ترامب رغم كونه رئيسا مثيرا للجدل في الولايات المتحدة، فإن هناك العديد من القوى داخل أميركا تعارضه، وفي إسرائيل "استسلمت الدولة كلها لانحرافاته، ووضعت نفسها بالكامل تحت تصرفه".

ويختتم الكاتب مقاله قائلا: "من خلال نتنياهو، يسيطر ترامب على إسرائيل. نتنياهو وكيل لرأس ثعبان اليمين الإسرائيلي الذي يجلس في البيت الأبيض، وترامب هو أيضا وكيل لكهانا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطون النظام

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منفتح على الحوار، لكن إذا لم تختر حكومة طهران هذا الطريق، فقد يتمكن الشعب الإيراني من انتزاع السلطة من النظام.

جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن الهجمات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية.

وقالت ليفيت: نحن على يقين تام من تدمير منشآت إيران النووية بالكامل. ولدينا درجة عالية من الثقة بأن المواقع التي تم استهدافها هي الأماكن التي تُخزن فيها إيران اليورانيوم المخصب.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات في مضيق هرمز، وحذرت إيران من ارتكاب خطا بإغلاق المضيق.

وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إسقاط النظام في إيران، قالت ليفيت: إذا لم يختر النظام الإيراني طريق الحل السلمي والدبلوماسي، فلماذا لا ينتزع الشعب الإيراني السلطة من هذا النظام العنيف للغاية؟ الرئيس (ترامب) لا يزال منفتحا على الحوار.

ويعبر عبر مضيق هرمز نحو 40% من النفط المنقول بحرا في العالم، و20% من الغاز المسال، و22% من السلع الأساسية.

وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعدوان الإسرائيلي على إيران، وشنت غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.

ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.

مقالات مشابهة

  • عاجل. البيت الأبيض: تصريحات خامنئي غايتها "حفظ ماء الوجه"
  • "دادي إز هوم".. البيت الأبيض يرحب بعودة ترامب "الأب"
  • البيت الأبيض يبرر تأكيد ترامب تدمير نووي إيران
  • البيت الأبيض ينفي نقل إيران لليورانيوم قبل الضربات النووية
  • البيت الأبيض يستبعد مديرة الاستخبارات من جلسة إحاطة حول إيران
  • كاتب إسرائيلي لنتنياهو: كن مثل ترامب وأوقف الحرب على غزة
  • البيت الأبيض يرد على تقرير "نتائج ضرب إيران"
  • البيت الأبيض ينفي تقارير فشل الضربات الأمريكية في تدمير النووي الإيراني
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطون النظام
  • البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران بشرط