سلام تلقى دعوة من الوفاء للمقاومة للمُشاركة في تشييع نصرالله وصفي الدين
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام عصر اليوم في مكتبه في السراي وفداً من كتلة" الوفاء للمقاومة" ضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد والنائبين أمين شري وإبراهيم الموسوي. وسلم الوفد رئيس الحكومة دعوة للمشاركة في تشييع الأمينين العامين لـ"حزب الله" الشهيدين السيّد حسن نصر الله، والسيّد هاشم صفي الدين.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قلّ الوفاء.. فغابت الوجوه!
يقضي البعض منا سنوات طويلة في دائرة العمل، ويظنّ أن المكان الذي عاش فيه لسنوات سيبقى وفيًا له بعد أن يأذن الله له بالرحيل، والبعض حتى بعد الرحيل تظل الذكريات تحاصره ما بين وجع لفراق صديق أو فقدان للمكان الذي لازمه لسنوات، ويظل ينتظر بأن يكون هناك وفاء لمن أتوا بعده، سواء بالسؤال عنه عندما يداهمه المرض أو بدعوته لحضور واحدة من المناسبات التي تنظم في العمل الذي غادره... لكن أي من ذلك لم يحدث!
فالقطيعة ما بين العمل والخارج منه تبدأ من ساعة أن دق ناقوس الفراق، وأصبح ذلك الشخص الذي كان يملأ المكان ضحكًا وأنسًا، يشعر من حوله بمعنى التعاون، مجرد ورقة رُميت في سلة الذكريات، ولم يعد أحد يلتفت إليه أو يسأل عن حاله، ليس لأنه شخص سيئ، لكن لم يعد من أولويات الموجودين في المكان وسقط من اهتماماتهم!
الحياة تدور وتتوالى الأيام بمن يحضر أو يغيب، ولكن أحيانًا يصبح الحاضر غائبًا، زملاؤه الذين التفوا من حوله يومًا قد انفضوا نحو عمله وحياته، العمل يستغني عن خدماته بسهولة، وزملاؤه لن يفتقدوا غيابه مع الوقت، بل سيقلبون صفحة الماضي مع أول شخص يحل مكانه.
حتى الكرسي والطاولة والحاسوب وبقية التفاصيل الأخرى أصبحت في يد شخص جديد، هكذا هي الحياة، دوام الحال من المحال!
بعد سنوات طويلة تكتشف أمرًا مهمًا كان يجب أن تدركه في حينه، وهو أن أكثر العلاقات ما بين الموظفين علاقة مصلحة وزمالة لا ترتقي إلى مراتب الصداقة الحقيقية، وما تتوقعه من فرضيات ورد للجميل أو حفظ له هو أمر قلما تجده في الآخرين.
عندما تغادر الحياة لن يكون هناك مجال للنظر من الزملاء أو الرفقاء إلى حالة أبنائك الذين تركتهم من بعدك، أوراق إنهاء خدماتك من العمل تسير طبيعيًا وكأن الذي كان مجرد رقم وظيفي وانتهى، فلا تضامن أو لفتة إنسانية مع كل ما قدمته من جد واجتهاد ونجاحات خلال سنوات عملك الطويلة، فبمجرد وصول ورقة تقاعدك أو إعلام عن وفاة سينتهي كل شيء يربطك بالعمل!
القصة تتلخص في أمر واحد: فكر في لحظة غيابك عن العمل، سواء للمرض أو عدم القدرة على الحضور لظروف مختلفة، الذي سيتصل بك ليس ليطمئن على أنك بخير، ولكن ليعرف لماذا لم تكن على رأس عملك!
ومهما تعددت الأسباب التي تقطع العلاقة بين الموظف وعمله، فإن الوجوه سوف تتغير بسرعة، والمسؤوليات ستنتقل مباشرة إلى الآخرين، إن لم يكن في نفس اليوم فسيكون في أمد قريب، وفي غضون أيام قليلة سينشر إعلان جديد يخبر المنتظرين والحالمين بالوظيفة بأن ثمة مكانًا شاغرًا، لا نقول إن هذا خطأ أو جريمة، ولكن الخطأ أن يكون نسيان الأشخاص بهذه السهولة دون حصولهم على بعض التضامن الإنساني.
نعلم بأن مجرد انتهاء العلاقة بينك وبين المكان الذي عشت فيه لسنوات، ستكتشف سريعًا بأن العمل لن يفتقدك، وبأن زملاءك السابقين ليسوا جميعهم أصدقاءك، وعليه لن يذكروا كثيرًا من مواقفك أو أعمالك، بل سيعمل النسيان بأسرع وقت ممكن على طمس معالمك كإنسان كان هنا ثم ارتحل نحو البعيد. تأتي المناسبات، ولا أحـــــد يتذكر ممن كــانوا موجـــــودين بــــهذا المكـــــان أو ممــــن سبقهم إلى الآخرة، قد يقول قائل: ماذا نفعل له؟ إنه قدره؟
لسنا نطالب بالكثير بقدر ما يكون هناك وقفة تضامن مع أسرة الشخص الذي عمل معكم لسنوات، خاصة وأن بعض الأشخاص يخرجون من الدنيا وفي أعناقهم مسؤوليات كثيرة، فبموتهم تواجه عائلاتهم الكثير من العناء والمشقة في مواصلة الحياة بهدوء وسكينة.
قائمة الراحلين من العمل ليست من صفوف المتقاعدين، وإنما من الذين تخطفتهم يد المنايا، كانوا يملؤون أماكنهم بأخلاقهم الرفيعة، ومن الواجب الإنساني ألا ننساهم نهائيًا بهذه السهولة مهما تعذرنا بمشاغل العمل والحياة.
من الحقائق المحزنة بأن صور الإنسانية في بعض الأحيان لا يكون لها مكان على خارطة الواقع، والعواطف لا تنصف الغائبين عن الحياة والمكان والوظيفة التي كانوا يشغلونها في وقت من الأوقات.
إن احتفاء بعض جهات العمل بالمتقاعدين أو بأسرهم هو أمر طيب، وأثره يمتد من جيل إلى آخر، لا نحلم بالكثير والصعب، ولكنها لفتة إنسانية عظيمة تجدد في أرواحهم عمق المشاعر، وبأنهم لم يكونوا مجرد أدوات مكتبية أو جماد يمكن إخراجه من الخدمة عندما يفقد قدرته على العطاء. الحياة تمضي والوجوه تتغير، ويبقى الوفاء لمن أعطى من وقته وحياته الكثير واجبًا إنسانيًا ووطنيًا أيضًا.