تواصل أقوى سيدات الأعمال، ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط السنوية، إحداث تأثير ملموس في مختلف القطاعات، عبر قيادتهن أبرز الشركات المحلية والعالمية في المنطقة. وقد استند التصنيف إلى معايير عديدة شملت: حجم الشركات، والإنجازات الفردية، والدور القيادي، إلى جانب المساهمات في مبادرات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.

وللعام الثالث على التوالي، تتصدر القائمة هناء الرستماني، الرئيسة التنفيذية لمجموعة بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في الإمارات من حيث الأصول. كما ظهرت للمرة الرابعة في قائمة فوربس لأقوى السيدات في العالم لعام 2024، حيث احتلت المرتبة 60 عالميًا. وقد حقق البنك صافي أرباح بلغ 3.5 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2024، وبلغت أصوله 334.8 مليار دولار. 

حلّت في المركز الثاني شيخة خالد البحر، نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، تلتها في المركز الثالث شايستا آصف، الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة بيورهيلث القابضة.

وظلّت المراكز الـ7 الأولى في القائمة دون تغيير منذ عام 2024. لكن لأول مرة، ظهرت كل من طيبة الهاشمي،  وأليشا موبين،  وسوزان العناني، ضمن المراكز الـ10 الأولى. وبشكل عام،  شهد التصنيف هذا العام انضمام 27 قائدة جديدة.

كذلك تعكس قائمة عام 2025 التنوع الكبير في المواهب القيادية، حيث تضم سيدات من 32 قطاعًا و29 جنسية، يسهمن في دفع المنطقة إلى الأمام. ويواصل قطاع البنوك والخدمات المالية هيمنته على القائمة بـ25 قائدة، يليه قطاعا الرعاية الصحية والتكنولوجيا بـ9 قائدات لكل منهما، بينما يضم قطاع رأس المال المخاطر 5 قائدات. كما يشكل قطاع الخدمات المصرفية والمالية 40% من المراكز الـ10 الأولى، وتبرز الباكستانية شايستا آصف والهندية أليشا موبين، بوصفهما قائدتين غير عربيتين ضمن هذه المراكز.

في حين تتصدر الإمارات التصنيف بـ46 سيدة تعمل من داخل الدولة، مما يؤكد دورها كمركز للأعمال في المنطقة. تليها مصر بـ18 سيدة، ثم السعودية بـ9 سيدات. ومن بين الجنسيات الأكثر تمثيلًا، تتصدر القائمة 18 قائدة مصرية، تليهن 11 إماراتية، و9 لبنانيات.

وقد ركزت العديد من القائدات المدرجات في القائمة، على إطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز المواهب والكفاءات، وتوسيع نطاق الفرص في مجتمعاتهن. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فوربس مراة شرق اوسط

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة

#سواليف

#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.

مقالات ذات صلة بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة 2025/06/03

في قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.

الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.

أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.

في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.

اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.

الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.

إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.

لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.

مقالات مشابهة

  • تعاون بين “مجموعة ريبورتاج” و” فوربس الشرق الأوسط” في قمة “بناء المستقبل”
  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • خلال 16 دقيقة.. العربة الصحية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط تنقذ حاجًا أوغنديًا من نزيف دماغي حاد
  • القانون يحظر إصدار العملات المشفرة إلا بترخيص.. وغرامة مليون جنيه للمخالفين
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى