«الوسطية في الإسلام وبشائر شهر الصيام» ندوة دينية لخريجي الأزهر بمركز شباب مجول بسمنود
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية، ندوة دينية موسعة بمركز شباب مجول بالتعاون مع جمعية تنمية المجتمع بقرية مجول بمركز سمنود، حول الوسطية في الإسلام والإستعداد لاستقبال شهر الصيام بدعوة من الشيخ الدكتور حامد الضويني من علماء الأوقاف ورئيس مجلس إدارة مركز الشباب، وفضيلة الشيخ محمد الضويني، و أعضاء مجلس إدارة چمعية تنمية المجتمع بمجول.
جاء اللقاء برئاسة وحضور الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون، و الأستاذ الدكتور بديعة الطملاوي نائب رئيس فرع المنظمة والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية للبنات بالأسكندرية، فضيلة الشيخ علاء جبر مدير عام سابق بالازهر الشريف، الدكتور حسن عيد مدرس الفقه المقارن بشريعة طنطا عضو خريجي الأزهر، الدكتور محمد هموس مدرس أصول الفقه المساعد بشريعة طنطا، وقدم للحفل الشيخ حسين طلحة مسئول العلاقات العامة بالفرع.
وتحدثت الدكتورة بديعة الطملاوي مشيرة إلي أن الأزهر منبر الوسطية والاعتدال المنبثقة من القرآن والسنة، فقد تبني الأزهر الشريف منهج الوسطية، وظل بمنهجه الوسطي حصنًا للأمة ضد كل مظاهر الغلو والتطرف يتوافد إليه طلاب العلوم من كل مكان حرصا على وسطيته واعتداله وقبوله التعدد، وعدم نبذ المخالف" داعماً لكل مقومات الإنسانية وبناء الإنسان بما يحقق المشيئة الإلهية في إعمار الأرض وعبادة الله.
وتناولت فضائل الأشهر المباركة ومواسم الطاعات في تقويم سلوكيات المسلم الحياتية واغتنام تلك المنح الربانية في التزود بزاد التقوى والعمل الصالح وحسن المعاملات وجبر الخواطر وصنائع المعروف ولنا في رسول الله الأسوة والعمل الصالح فقد أرشدنا إلي أن الإنسان عليه أن يقوم بحق الله، وأن يقوم بالحقوق الواجبة للخلق، وأن يكون محسناً إليهم مخالطاً لهم، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم فالدين المعاملة.
وتحدث الشيخ علاء جبر، مؤكداً أن الله اختص الأمة الإسلامية بالخيرية الكاملة فقال تعالي(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) أي صرتم خير أمة بسبب كونكم آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ومؤمنين بالله وهذا تطبيق لمنهج الله والوسطية والاعتدال من أساس تلك المنهجية الربانية وعلينا الاعتدال في كل شيء من مظاهر حياتنا وسلوكيتنا وعلينا التزود في رمضان بالعمل الصالح و الطاعات، تزين القلوب بالإيمان والطاعه والإستعداد ليوم الرحيل فرمضان ليس مظاهر إسراف وإرهاق مادي بقدر ماهو فرصة حقيقية الامتثال أمام الله بخير الأعمال وأنفعها قربه لله.
وأكد الدكتور حسن عيد أن الوسطية هي الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال، بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي، فالوسطية تحقق التوازن في الحياة، ومرجع الوسطية إلى الشرع فما وافق الشرع فهو الوسط وهو البعد عن الإفراط والتفريط وذلك في كافة أمور الحياه والزواج والعلاقات الأسرية والاجتماعية.
واختتم فضيلة الدكتور سيف رجب قزامل الاحتفالية بالتأكيد علي أن الوسطية تعني السماحة والاعتدال في التكليف، وترك المغالاة في الدِّين والتكلف فيه، مشيراً إلي أن الوسطية منهج يُمَكِّن المسلم من فهم الأمور فهماً صحيحاً، ومن ثم يتعامل معها بوعي، ففي العقيدة تحقق وَحْدانية الخالق، وفي العبادة تراعي مَقاصدها الاجتماعية، وأساس الأخلاق هو أنْ تُعامل الناس كما تُحب أن يُعاملوك، ومنهج الوسطية يجعل المرء ينظر إلى الأمور بتوازُن ووعْي وتكامل وفهم يبني ويعمر لايهدم ويفرق يراعي الواقع ويزاوج بينه وبين الواجب على أساس مقتضيات أحوال الناس ويعزز التَّسامح مع الآخر والعمل على صيانة العيش المشترك بين مكونات المجتمع المتنوعة، دينيا وثقافيا، فالتعدد إرادة إلهية، وضرورة اجتماعية، وواقع كوني، والتوازن يتحقق بفهم صحيح الإسلام، وترسيخ مبادئه عن طريق المناهج التربوية والتعليمية، وتجفيف منابع التَّطرف والغلو ومغذّياته الاجتماعية والفكرية، فالفهم الصحيح للإسلام هو العاصم من الانحراف عن الصراط المستقيم وقد أدرك المسلمون أن معارف القرآن أوسع من حدود المكان والزمان، وأنها متجددة ذلك من شأنه أن يحقق توفيقا بين ثوابت الإسلام ومقتضيات العصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الوسطية في الإسلام ندوة دينية لخريجي الأزهر
إقرأ أيضاً:
حكم صوم شهر المحرم كله؟.. الإفتاء: أفضل الصيام بعد رمضان
قالت دار الإفتاء المصرية، إن من أراد صيام شهر المحرم كاملًا فلا حرج عليه؛ لأن الصيام فيه مندوب، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرَّم.
واستشهدت دار الإفتاء، فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ» أخرجه مسلم.
يُستحَبُّ الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم، فروي فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.
فضائل شهر المحرمأولًا: هو أول شهرٍ من الأشهرِ الهجرية، وأحدُ الأشهر الأربعة الحرم، وأفضلها، وذكر الله تعالى الأشهر الحرم في قوله: «إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة:36).
ثانيًا الصوم فيه يلي في الفضل صومَ شهر رمضان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.
ثالثًا حدث فيه أمر عظيمٌ ونصرٌ مبينٌ، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجَّى فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
رابعًا اشتماله على يوم عاشوراء، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء».