موقع 24:
2025-06-01@17:55:03 GMT

إسرائيل.. واستراتيجيَّة" التِّيهْ"

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

إسرائيل.. واستراتيجيَّة' التِّيهْ'

القراءة السياسية لموقفها الوحشي الرّاهن يظهرها وفيّة إلى رحلة خروجها الأولى من التاريخ

ربما تودّ دولة إسرائيل ـ وهي جامعة لليهود الذين تاهوا في الأرض وتقطَّعوا أمماً ــ أن تعيد انتاج قصة" التِّيه" الأولى التي عاشها بنو إسرائيل عند خروجهم من مصر عند نزول الوحي على نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ وتجوالهم في البرية حتى حدود كنعان.


إذا كان الأمر كذلك، فإن القراءة السياسية لموقفها في تهجير الفلسطينيين يظهر أنها وفيّة إلى رحلة خروجها الأولى من التاريخ على مستوى المبدأ، ولكن ليست كذلك على مستوى تكرار التجربة ببُعدِها التاريخي، والعمل على تصديرها للفلسطينيين، ولشعوب العالم جميعهاً، فهي ستغدو متناقضة، لأنها تجمعت في مرحلة التيه الأولى خلال أربعين سنة، ثم تجمعت كما نراها اليوم بعد آلاف السنيين، بغض النظر عن شرعية وجودها من عدمه.
مهما يكن، فإن البعد الديني للدولة العبْرية يدفع قادتها إلى إحياء فكرة وطريق التيه، من حيث هو ميراث يكشف عن حل" الإقامة" في الأرض للأمم الأخرى، التي تعتبرهم" الأغيار"، ويتم هذا بطريقة عصرية مصحوبة بقوة مفرطة تراهن على الاستكبار الأمريكي، بما يَشِي بتحقيق مشروع تغيير خريطة الشرق الأوسط، طبقاً لتقسيمات جديدة تخصًّ منطقتنا بوجه خاص، تم الإعلان عنها في أكثر من مناسبة.
التِّيه هنا مقصود به؛ أيضاً، تحقيق الرؤية المشتركة بين ترامب ونتانياهو، من منطلق تحقيق السلام الدائم لإسرائيل على أرض لا يشاركها فيها أحد، وذلك باستعمال القوة، وما تبعها من إبادة بشرية، وخراب للمكان، والدفع نحو العيش في زمن آخر موعود، حتى لو يكن له وجود، على النحو الذي يسم حياة الفلسطينيين اليوم، وفي ذلك تشويه للمعنَييْن الوُجُودي والحضوري لهم، بحيث يمثِّل الواقع حقيقة واحدة ـ لا شريك لها ولا منافس أو منازع ـ هي: تثبيت إسرائيل وجوديّاً وحضوريّا بشكل مطلق.
المُلاحظ، أن تبني إسرائيل لمسألة" التيه" تحول من التكتيك خلال مراحل الصراع السابقة إلى استراتيجية بعد انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وهو ما كشفت عنه الأساليب التي اتَّبعتْها لإبادة الفلسطينيين حين لم يهاجروا، وهي مرحة أولى، يُتوقَّع أن تُتْبع بأخرى أشد إيلاماً وأكثر وحشيَّة بعد تبادل الأسرى في المرحلة النهائية.
ولأجل تحقيق استراتيجيّة التيه تعمل إسرائيل جاهدة ـ بدعم أمريكي ـ على اتباع سياسة الأقواس المفتوحة على مستوى الأرض مع دول الجوار، خاصة دول الطوق (مصر، الأردن، سوريا، لبنان)، والتي يقصد منها ـ كما هو ظاهر ـ إحلال الفلسطينيِّين في تلك الدول سواء بقبول هذه الأخيرة ضمن صفقات يتم الترتيب لها، وهو ما يسعى الرئيس ترامب من خلال ضغطه على القيادتين في مصر والأردن، أو بالتهجير القسري إليها بعد احتلال أراضي الدول المجاورة.
في هذا السّياق أشارت مصادر مُطَّلعة إلى أن الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل في الفترة الأخيرة، قد تكون وطناً بديلاً للفلسطينيين على أن يتم صهرهم في المجتمع السوري، والرِّهان هنا على قبول السلطة الجديدة في دمشق للأمر، وقد يحدث هذا أيضاً مع لبنان، عبر المنطقة الحدودية التي احتلتها إسرائيل مؤخراً والبالغة 8 كيلومترات.. والسؤال هنا: هل تملكُ إسرائيل القوة على تنفيذ استراتيجية التّيه؟
الرِّهان على القوة ـ إسرائيليّاً وأمريكيّاً ـ قائم وموجود، ولكنه بخلاف الموت والدمار لم ينتج شيئاً يذكر، ناهيك عن أن الأساطير المؤسسة للدولة العِبْريَّة لم تعد مجدية اليوم، كما أن أسلوب الإبادة للسكان الأصليين الذي حدث في أمريكا لا يمكن تكراره في فلسطين لأسباب كثيرة، والأهم من هذا كله هو: أن صمود الفلسطينيين ـ بما ذلك المستقبلي ـ قد يجعل إسرائيل تعود إلى التِّيه من جديد، فتنفذ بذلك استراتيجيتها على نفسها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الفلسطينيين أثناء استلام المساعدات الغذائية

قال يوسف أبو كويك مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من غزة، إنّه على غرار كل يوم يتوجه الآلاف صوب المنطقة الشمالية الغربية من مدينة رفح على أمل أن يعودوا بمواد غذائية تقدمها مؤسسة المساعدات الأمريكية الأمنية بطريقة مهينة للفلسطينيين وبحراسة أمنية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.  

من إيطاليا.. انطلاق "أسطول الحرية" نحو غزة لكسر حصار الاحتلالإسرائيل تعتزم زيادة الضغط العسكري على قطاع غزة في الشمال

وأضاف «أبو كويك»، خلال رسالة على الهواء، أنّ الليلة شهدت توجه الآلاف على مقربة من منطقة أقصى الجنوب الغربي لمدينة خان يونس بانتظار ساعات الفجر من أجل التوجه نحو ما يعرف بدوار العلم، مشيرا إلى أنه عند وصولهم فوجئ الفلسطينيين بإطلاق النار من قبل المسيرات الإسرائيلية وكذلك الآليات التي تدخلت وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة صوب المواطنين دون سابق إنذار.  

وتابع: «طائرات وآليات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النيران بشكل مباشر صوب آلاف الفلسطينيين الجوعى الذين أُجبروا على التوجه نحو هذه المراكز على أمل العودة بطرود غذائية، لذا استقبل مستشفى الناصر قرابة 30 شهيدا جرى التعرف على 23 منهم، لكن مازال البقية مجهولي الهوية».

طباعة شارك القاهرة الإخبارية غزة مدينة رفح الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الفلسطينيين أثناء استلام المساعدات الغذائية
  • مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • وزير الخارجية: من غير المقبول استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله
  • هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة
  • مصطفى بكري: موقف مصر الحاسم رفض التهجير بكل الأشكال.. والأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم التجويع آلية لتهجير الفلسطينيين من غزة| أخبار التوك شو
  • قيادي بفتح: مصر والأردن هما الحصن المنيع ضد تهجير الفلسطينيين