صحيفة البلاد:
2025-06-08@19:48:28 GMT

يوم التأسيس

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

يوم التأسيس

يحلو للبعض أن يصف الملك عبدالعزيز بالمؤسس لهذه الدولة، فيما يرى آخرون أنه الموحِّد لتأسيس بدأ قبل ثلاثة قرون.
فرمز هذه البلاد، وحَّدَ أطراف بلد مترامي الأطراف، جمعه على كلمة واحدة، وكيان واحد، ودولة واحدة.
إذا أردت أن ترى عِظَمَ الأنجاز الذي بدأ عام 1727، واكتمل عام 1932، فانظر إلى مساحته، وقارنها بمساحات مئات الدول.


مؤكد سوف تكتشف أن ما تم على معظم مساحة الجزيرة، معجزة أُنجزتْ في صحراء كانت قاحلة لا موارد للحياة فيها، ولا سُبُلاً للعيش، بل كانت صحارٍ طاردة للحياة، حوَّلها قوم من البشر، إلى واحدة هي اليوم من الجهات المفضَّلة لكثير من سكان العالم.
ولأنها كانت صحراء قاحلة، لا حياة فيها في ذلك الوقت، فلم يفكر فيها محتل، ولم يقترب منها طامع، ولم يحتمل العيش فيها سوى من ولدوا فيها، وعاشوا على ثراها على ندرة، بل انعدام مواردها في ذلك الزمان، إلى أن شاءت إرادة الله، أن يتغير كل شيء فيها، وأن تصبح أمنية العيش لكل إنسان، فالحمد لله والشكر له.
إن المتأملَ فيما حدث من تأسيس المملكة العربية السعودية على ثلاثِ مراحلَ، سوف يعتقد جازماً أن هناك إرادة إلهية اقتضت ما حدث.
فما إن ضعُفت الدولة السعودية الأولى التي نشأت في فبراير 1727، وسقطت في ديسمبر 1818، حتى نهضت الدولة الثانية لتستمر 75 عاماً، ثم تقتضي إرادة الله أن تنتهي عام 1891، لأسباب سجلها التاريخ، ثم تشاء إرادة الله، أن تعود الدولةُ من جديد، وتنهضَ لأسباب قد يكون من أبرزها حفظ الله لها، لأنها حفظت دين السماء، وديانة رب السماء، وقامت على سُنة من بُعِثَ بوحي من السماء.
دولة تشكَّلت بتآزر أبنائها مع بعضِهم، وتعاضُدِهم على رأي واحد وتوجه واحد وهدف واحد، ثم التفافهم حول قائدهم.
إن قيام الدولة السعودية بداية من عام 1727، وتوحيدها عام 1932، قصة ستظل تُروى، وحكايات تُحكى، لدولة ظلت ثلاثة قرون، تقف، ثم تتعثر، ثم تعود أقوى ممّا كانت.
إنها معجزة شُيدت في قلب صحراء جرداء لا حياة فيها ولا ماء، لكنها قامت بإرادة رب السماء، وصولاً إلى عهد الخير والنماء، عهد سلمان الحكمة والتاريخ وشيخُ القُراء، ومحمد العز والمنعةُ والإباء.
دولة سلمان ومحمد تقف اليوم في مقدمة العالم رسوخاً وتجذراً، تأثيراً وأثراً، كياناً وتكوناً، قوةً ومنعةً.
دولةٌ صمدت في وجه أعاصير عاتية، وجابهت مؤمرات قذرة، وما زالت على مواقفها باقية، ولصعودها مواصلة، ولنموها محققة.
يكفيك فخراً أنك في بلد تتجهُ إليها الأنظار، وتُنصتُ لها الأسماع في كل قضية تُلِمُ بالمنطقة، خاصةً وعالمها الإسلامي على وجه العموم، بل إن كلمة المملكة صارت تُنْتَظرْ في جُلِ قضايا العالم. وما يلفت النظر الاحتفالات العفوية التي يراها المرء في كل بيت وكل استراحة ولدى كل تجمع.
إنه حبٌ الوطن والأرض.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخي

تنساب وفود حجاج بيت الله الحرام، نحو منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث خلال أيام التشريق، فتتجلى صورٌ إيمانية ومشاهد عظيمة، حين تحف السكينة خطى الحجيج، وتلهج ألسنتهم بالتهليل والتكبير، ويجمعهم مكان واحد، ودين واحد، ومقصد واحد.

 

وتنطلق رحلة ضيوف الرحمن لأداء هذا النسك العظيم، من مخيماتهم في مشعر منى عبر قطار المشاعر، وجسور المشاة، بشكل متدفق وآمن، تُحيط بهم -عناية الله- وسط منظومة من المشروعات والخطط والخدمات، لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك.
وتبرز صورٌ من المواقف الإنسانية من البرّ والتعاون والتآخي، ومشاهد بليغة تجسد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، من خلال مساعدة الأبناء لآبائهم وأمهاتهم أو عبر سواعد تطوعية تظهر معها معاني الأخوة والرحمة كظِلال تقي الحجيج من الشمس أو أيادٍ تعينهم على السير أو رذاذٍ يخفف حرارة الشمس.
ويبدو جليًا التناسق الكبير لضيوف الرحمن خلال رميهم للجمرات دون تزاحم أو تدافع عبر طوابق مشروع جسر الجمرات العملاق، مع توفر جميع الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والتنظيمية.

مقالات مشابهة

  • كتلة “إرادة والوطني الإسلامي” تهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد الجلوس الملكي
  • الرفادي: الدولة تولد من وجع نقي وثورة دُفع فيها ثمن باهض
  • فابريزيو رومانو: “فرصة جمع ميسي ورونالدو في فريق واحد هذا الصيف كانت قائمة.. لكنها انتهت”
  • نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخي
  • إفلاس نادي بريشيا الإيطالي بعد 114 عامًا من التأسيس
  • غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
  • إيران لم تُعلنها... كلمة واحدة كانت كفيلة بنزع سلاح الحزب
  • بدونه تحبط الأعمال وإن كانت جبالا.. خطيب عيد الأضحى بالحرم المكي: أصل الدين
  • إمام وخطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام يوضح أجلّ الأعمال هذه الأيام
  • صلاة عيد الأضحى من المسجد الحرام