تعاون بين مصلحة الضرائب وجمعية كتاب الدراما
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
عقدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، لقاءً مع جمعية كتاب الدراما، لبحث سبل التعاون في نشر الوعي الضريبي من خلال الأعمال الدرامية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات الضريبية التي تواجه أعضاء الجمعية. يأتي هذا اللقاء تنفيذًا لتوجيهات وزير المالية بأهمية استمرار التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، وتقديم التوعية اللازمة حول المستجدات الضريبية، والعمل على حل المشكلات والتحديات التي تواجه الممولين.
خلال اللقاء، أكدت رشا عبد العال، أن السيناريست ليس مجرد كاتب يروي قصة، بل هو صانع وعي، ومهندس مشاعر، وجسر يربط بين الواقع والخيال، من خلال الكلمة المدروسة والمشهد المؤثر، يستطيع تغيير المفاهيم، وتصحيح الأفكار، وغرس القيم في قلوب وعقول الناس، مضيفة أن الدراما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي قوة ناعمة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في سلوك الأفراد وتوجهات المجتمع، وهذا ما يجعل دورهم في نشر الوعي الضريبي وتصحيح المفاهيم الخاطئة بالغ الأهمية، قائلة نحن بحاجة إلى دعمكم وأفكاركم المستنيرة، لنتمكن من تقديم المفاهيم الضريبية بطريقة سلسة وجذابة، بعيدًا عن الرسائل المباشرة والمشاهد التلقينية، بل بأسلوب طبيعي يندمج بسلاسة في سياق الأحداث ويؤثر في الجمهور بصورة غير مباشرة.
أشارت رئيس المصلحة، إلى أن الحزمة الأولى من مبادرة التسهيلات الضريبية التي أطلقتها وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية تستهدف دعم الممولين، وتخفيف الأعباء المالية عنهم، مع تسهيل إجراءات السداد، مؤكدةً أن التوعية بهذه التسهيلات من خلال الدراما ووسائل الإعلام المختلفة يمكن أن يساعد في تعزيز الثقة بين الممولين والإدارة الضريبية.
الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية
استعرضت رشا عبد العال، أهم بنود الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية والتي تتضمن وضع نظام ضريبي متكامل مبسط ومُحفز للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وأنشطة ريادة الأعمال والمهنيين ومن ضمنهم المؤلفين والسيناريست الذين لم تتجاوز ايراداتهم 20 مليون جنيه سنويا ، يتضمن حوافز وإعفاءات وتيسيرات جديدة تشمل كل الأوعية الضريبية «الدخل والقيمة المضافة والدمغة ورسم تنمية موارد الدولة»، وسيتم إثبات المحاسبة الضريبية بسعر ضريبي نسبي يبدأ من0.4% وينتهي عند 1.5% لهم، موضحةً أنه سيتم إعفاء المنضمين لهذا النظام من ضرائب «الأرباح الرأسمالية» و«توزيعات الأرباح» و«الدمغة» ورسوم الشهر والتوثيق، مع الإعفاء من تطبيق نظام الخصم أو الدفعات المقدمة، وتسهيل تقديم الإقرارات الضريبية بحيث تكون ربع سنوية وليست شهرية للقيمة المضافة، مضيفة أن أول فحص ضريبي يكون بعد خمس سنوات، تأكيدًا على ثقتنا فى شركائنا صغار الممولين، مضيفة أننا لدينا ثقة تامة فيما يقدمه الممول من إقرارات.
في حالة أن حجم أعمال الممول لا يتجاوز 20 مليون جنيه وزاد خلال إحدى السنوات، أوضحت أنه إذا كانت الزيادة في حدود 20% (أي حوالي 4 ملايين جنيه بحد أقصى، ليصل حجم أعمال الممول إلى 24 مليون جنيه)، فلن تكون هناك مشكلة، وسيظل خاضعًا لسعر الضريبة 1.5% من حجم الأعمال ، أما إذا تجاوزت الزيادة 4 ملايين جنيه أو تكررت هذه الزيادة أكثر من مرة خلال فترة الخمس سنوات، فهذا يعني أن مشروع الممول قد نما بشكل كبير، وفي هذه الحالة، اعتبارًا من السنة التالية، سيتم محاسبته وفقًا لأحكام القوانين الضريبية، بما في ذلك قانون الضريبة على الدخل رقم 91 لسنة 2005، وقانون القيمة المضافة رقم 67 لسنة 2016، وقانون ضريبة الدمغة رقم 111 لسنة 1980، وقانون رسم تنمية الموارد المالية للدولة رقم 147 لسنة١٩٨٤
كما شددت على أن المصلحة لديها إرادة حقيقية للتطوير، ليس فقط من خلال وضع الخطط، ولكن عبر تنفيذها على أرض الواقع، مشيرةً إلى أن الضرائب تُعد إحدى الأذرع المهمة للدولة في تحقيق التنمية، تمامًا كما أن الدراما والسينما والإعلام يمثلون أدوات فعالة للتوعية وبناء الوعي المجتمعي.
وأشارت، إلى أن المصلحة تقوم بتوفير دعم فني للممولين من خلال لجان متواجدة في مختلف النقابات المهنية، لتسهيل عملية تقديم الإقرارات الضريبية والرد على كافة الاستفسارات وحل المشكلات التي تواجه أعضاء هذه النقابات، من خلال تواجد أعضاء هذه اللجان بمقر نقابة المهن السينمائية يوم الأربعاء من كل اسبوع من الساعة الواحدة ظهرًا حتى الثالثة عصرًا، وبنقابة المهن التمثيلية يوم الخميس من كل أسبوع من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الحادية عشرة مساءً.
وأضافت، أن المصلحة تقوم بعقد ندوات للتوعية الضريبية بمختلف الموضوعات الضريبية سواء بالحضور الفعلي أو أون لاين ، لافتة إلى أنه يمكن لمن يرغب من أعضاء النقابات الفنية المختلفة في تنظيم ندوات التواصل مع وحدة الإعلام بمكتب رئيس المصلحة من خلال البريد الإلكتروني التالي [email protected]
من جانبه، أعرب السيناريست أيمن سلامة، رئيس جمعية مؤلفي الدراما، عن تقديره الكبير لجهود وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية في تقديم حزمة التسهيلات الضريبية الجديدة، والتي تعكس حرص الدولة على دعم الممولين، وخاصة العاملين في المجال الإبداعي، مؤكدا أن هذه التسهيلات تعد خطوة مهمة نحو تيسير الإجراءات الضريبية، وتعزيز الثقة بين الممولين والإدارة الضريبية، موجها شكره إلى وزير المالية و رئيس مصلحة الضرائب المصرية، مشيدًا برؤيتهما المستنيرة في تطوير المنظومة الضريبية.
وأضاف سلامة، أن هذه المبادرة سيكون لها أثر إيجابي كبير على المبدعين، حيث تتيح لهم الفرصة للاندماج في المنظومة الضريبية دون أعباء معقدة، مما يساهم في دعم الصناعة الدرامية ويشجع على المزيد من الإنتاج الإبداعي، مؤكدًا أن وجود تشريعات ضريبية عادلة وميسرة سيساهم في تقنين أوضاع العديد من المؤلفين والمبدعين، ويمنحهم بيئة عمل أكثر استقرارًا.
واختتم سلامة حديثه بالتأكيد على أهمية استمرار هذا التعاون بين مصلحة الضرائب والجمعيات الإبداعية، مشيرًا إلى أن الدراما ليست فقط وسيلة ترفيهية، بل أداة قوية لنشر الوعي وتعزيز المفاهيم الإيجابية، كما أن الجمعية ستبذل كل الجهد لتقديم رسائل إيجابية حول النظام الضريبي من خلال الأعمال الدرامية بما يسهم في تعزيز وعي المواطنين بدور الضرائب في الدولة وتحقيق التنمية المستدامة، متمنيًا أن يكون هذا اللقاء بداية لسلسلة من الحوارات البناءة بين الدولة والمبدعين لتحقيق أفضل النتائج لجميع الأطراف.
وفي سياق متصل أكد الكاتب والإعلامي محمد الغيطي، على أهمية تسليط الضوء إعلاميًا على الإصلاحات الكبيرة التي شهدتها المصلحة مؤخرًا، ومنها الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية ،مشددًا على ضرورة توعية المواطنين بهذه التسهيلات وأثرها الإيجابي على الاقتصاد والمجتمع.
أشار الغيطي، إلى أن هذه الإصلاحات لم تقتصر فقط على تطوير آليات العمل داخل المصلحة، بل شملت أيضًا تقديم تسهيلات ضريبية تهدف إلى تخفيف الأعباء على المواطنين وتحفيز الاستثمار، مضيفًا أن اللقاء الذي تم عقده في هذا السياق كان فرصة لبحث سبل تعزيز الوعي الضريبي، وتشجيع الالتزام الطوعي، وتعزيز الثقة بين المصلحة والممولين، بما يحقق العدالة الضريبية ويدعم التنمية الاقتصادية.
وأكد الكاتب والسيناريست عباس أبو الحسن، الذي شارك في الاجتماع ضمن وفد من المؤلفين السينمائيين وكُتاب السيناريو، أن اللقاء مع رئيس مصلحة الضرائب المصرية كان خطوة إيجابية نحو بناء جسور الثقة بين المصلحة وممولي المهن الحرة والمبدعين، وأشاد أبو الحسن بالمبادرة التي أطلقتها المصلحة لطرح تشريعات ضريبية جديدة تواكب التطورات الاقتصادية، وتوفر العديد من المزايا والتسهيلات، بما في ذلك تبسيط الإجراءات الضريبية، وتسريع عمليات الفحص، والتخفيف من الأعباء المالية والإدارية على الممولين، لا سيما أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما أعرب عن تفاؤله بأن هذه التعديلات ستساهم في تصحيح الصورة الذهنية السائدة حول العلاقة بين الممولين والإدارة الضريبية، وتشجع المزيد من العاملين في القطاع الإبداعي على التسجيل والانضمام إلى المنظومة الضريبية بشكل رسمي.
وفي ختام اللقاء، أعرب جميع المؤلفين الحاضرين ضمن الوفد عن سعادتهم بهذا الاجتماع المثمر، والذي شهد نقاشًا بناءً حول القضايا الضريبية التي تهم المبدعين، وأبدى الحاضرون تفاؤلهم بحزمة التسهيلات الضريبية ، مؤكدين أنها خطوة إيجابية تعكس اهتمام الدولة بدعم الممولين، لا سيما في القطاع الإبداعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الممولين مصلحة الضرائب وسائل الإعلام التسهيلات الضريبية ريادة الأعمال المزيد مصلحة الضرائب المصریة التسهیلات الضریبیة الحزمة الأولى من الضریبیة ا الثقة بین من خلال إلى أن أن هذه
إقرأ أيضاً:
هل يهدد اقتباس الأعمال التركية مستقبل الإبداع العربي؟
بعد متابعتي مؤخرا لمسلسل "القدر" المقتبس من المسلسل التركي "لعبة القدر" من بطولة قصي خولي، وديمة قندلفت، وميلاد يوسف، ووسام حنا، وحسن عويتي، ورندة كعدي، ورزان جمال ويحكي قصة الأم البديلة أو الأم الحاضنة، ويدخل في تفاصيل قصص الحب والانتقام والجريمة وتجارة المخدرات، استطاع أن يجذبني بإخراج فيليب أسمر، ولكني لم استطع تلمس روح العمل الدرامي العربي، والقدرة على الخلود في الذاكرة بمعانيها المنسوجة بعناية في حبكتها الدرامية القريبة من الواقع العربي.
كانت الدراما العربية قريبة من مشهد الشارع، تناقش قضايا وهم الشعوب، وتستعرض دوامة الحياة والصراعات الاجتماعية، بأسلوب واقعي، وأحداث تتصاعد بشكل نموذجي جذاب، فاضت بإيقاع الشعور الإنساني الذي خلّد الدراما كجزء من ذاكرة الأسرة العربية.
ولكن يبدو أن الدراما العربية بدأت بارتداء العباءة المستوردة، حيث صارت تتجه نحو إنتاج عمل مأخوذ من دراما تركية، وعلى الرغم أن الأعمال المأخوذة من الدراما التركية لها جمهورها في الوطن العربي، إلا أنها تثير الكثير من الجدل، لتخطيها حدود المعقول، ومبالغتها في تفاصيل المشاهد الرومنسية التي كانت محدودة ولها حدودها التي تراعي أخلاقيات الحياة العربية.
كانت البداية في مسلسل "عروس بيروت" 2019، المأخوذ من المسلسل التركي "عروس اسطنبول"، وشكل حالة من الانجذاب الجماهيري العالي على عمل في كل تفاصيله هو شكل تركي، لا تجد فيه العربية إلا من تلك الوجوه التي تمثل العمل، لتنعش الصوت الدرامي العربي وجماهيرته ولكن بصيغة أخرى، تفتقد للهوية العربية، ومواقع التصوير المألوفة، والأزياء المعتادة، ودون شك الأفكار والسيناريوهات والحوارات البعيدة عن النمط الدرامي العربي، وتحد من استعمال القضايا العربية بأسلوبها الدرامي الذي بات جزءا من أصالة الفن والهوية الثقافية.
فمن مسلسل "ستيليتو" المأخوذ من مسلسل جرائم صغيرة، الذي كان بطولة مجموعة كبيرة من الوجوه الدرامية السورية واللبنانية، أعادت الحنين لأعمال تجمع الممثل السوري قيس الشيخ نجيب، والممثلة كاريس بشار، والممثلة ديمة قندلفت، ولفتت الانتباه للكيمياء في الأداء التمثيلي بين هؤلاء النجوم اللذين كانوا يوما نموذج البطولة المثالي في فترة ازدهار الأعمال السورية، ليكون شكل الجذب نحو الدراما التي أثارت في الوقت ذاته انتقاد الجمهور لكثير من التفاصيل.
تتالت الأعمال التي عرّبت من الأعمال التركية كمسلسل "الثمن" المأخوذ من مسلسل "ويبقى الحب"، ومسلسل "الخائن" من بطولة قيس الشيخ نجيب وسلافة معمار، وهو مأخوذ عن مسلسل يحمل نفس الاسم في النسخة التركية، ويحكي قصة الخيانة الزوجية بجرأة عالية، ومسلسل "لعبة حب" الذي فتح بابا لشهرة واسعة لبطلي المسلسل، الممثل معتصم النهار، والممثلة نور علي.
هناك ما يدعونا للتساؤل: لماذا تتجه الدراما العربية بشكل متزايد نحو الاقتباس من الدراما التركية؟ رغم أن الأخيرة لها جمهورها وانتشارها مدبلجة بالعربية، فهل هذا الانتشار والشعبية كان ذات أثر على شركات الإنتاج العربية؟ وبات التفكير أن المكسب المالي لتحويل واقتباس الأعمال التركية ذو مردود مالي أكثر من دبلجتها؟ ولكن ماذا عن الهوية العربية في الأعمال؟ وأين هو القلم العربي الذي يكتب قضايا الشارع العربي وهمومه الاجتماعية؟
بعيدا عن نجاح تلك الأعمال أو فشلها، فلم تكن الأعمال المعرّبة بأبعد من شكل درامي يستعرض قضايا وفكر غير عربي، كتب بقلم هدفه الأول الجذب الدرامي دون الاكتراث للقيم، فالأعمال معظمها تدور حول قصص الحب، وأحداث درامية غير واقعية، وسرد رومنسي هدفه التشويق، مع حضور طاغ للشكل الجمالي سواء في الأزياء أو المنازل أو الديكورات الفخمة أو الوجوه المبالغ في مكياجها أو تجميلها، في سبيل تحقيق الأرباح المادية، مع حضور التكرار في نمط الأعمال المقدمة للجمهور.