تابع الملايين من البشر من حول العالم بجهاته الأربع ـــــ عبر العديد من الوسائل والقنوات الفضائية المختلفة ـــــ تلك اللحظات المهيبة وشبه النادرة في تشييع الشّهيدين المجاهدين السيّدين حسن نصر الله أبي هادي ورفيقه هاشم صفي الدّين أبي هاشم؛ الأمينين العامّين لحزب الله اللبنانيّ، اللذين استشهدا في غارات إسرائيلية صهيونية غادرة، أثناء معركة طوفان الأقصى المبارك في إطار إعلان المقاومة اللبنانية الإسلامية اشتراكها في أتون المعركة المقدّسة الشريفة ضدّ فلول الكيان الإسرائيلي الصهيوني وأعوانه في العالم أجمع.

لقد سجّلت لحظات التشييع للشّهيدين في العاصمة بيروت ـــــ كما أسماها العديد من المراقبين ـــــ جنازة القرن الحادي والعشرين لعدد من الاعتبارات، منها أنّ عدد المواطنين اللبنانيين المشاركين في الحضور والتّشييع الذي قدّر بمليون ونصف المليون مشاركة ومشارك، مقارنة بعدد السكّان الإجمالي، وحضور وفود أكثر من 77 دولة عربية وأجنبية برغم التّشديد والعراقيل في المطارات الأجنبيّة المتّجهة نحو بيروت، الوضع الأمنيّ الذي ما زال غير مستقرّ في لبنان؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الصهيوني، ومحاولة السّلطات اللبنانيّة الجديدة تضييق الخناق على حركة القادمين من داخل لبنان.

كلّ تلك العوامل آنفة الذّكر تؤكّد أنّ التّشييع والجنازة والتنظيم الدّقيق من قبل كوادر وشباب أعضاء حزب الله اللبناني، كان غاية في الدقة والتّنظيم والانضباط منذ انطلاقة موكب التشييع المهيب، ومروراً بمحبّـي وأنصار وضيوف الفعّالية، حتّى لحظة مواراة جثمان سيّد الشّهداء الطّهور في مرقده الأخير، المرقد المخصّص لرقود جثمانه الأبديّ.

أشاد بالتّنظيم والعمل الرّاقي خصوم وأعداء ومحبّو حزب الله اللبنانيّ الإسلامي المجاهد المقاوم، وهو عمل مشرّف يليق بالمقاومة الإسلامية اللبنانيّة العظيمة التي بناها أمينها العامّ الشهيد حسن، وعمل مشرّف يليق بكلّ حرّ عظيم، في مراسم مَهيبة لأنبل وأعظم وأشرف الشّهداء الكرام على دروب العزّة والكرامة لتحرير أرض فلسطين المقدّسة التي دنّسها اليهود الصّهاينة منذ العام 1948، بما أسموه يوم تقسيم أرض فلسطين بين العرب الفلسطينيين ويهود الشّتات شذّاذ الآفاق من حول العالم.

لكن مع عظمة الحدث وجلال اللحظة المهيبة الحزينة، يصادف المرء منّا عدداً من المنغّصات، فقد هاتفَني زميل وصديق عزيز من مدينة عدن الجميلة يوم الأحد الماضي بتاريخ 23 شباط/ فبراير 2025؛ لينقل لي مشاعر الحزن والألم والعزاء حدّ البكاء على فقدان الأمّة العربيّة والإسلاميّة الشهيد حسن نصر الله ورفاقه في قيادة حزب الله اللبناني المقاوم المجاهد، وتبادلنا معاً كلمات الودّ والثّناء والتعازي المعتادة للمجاملة في مثل تلك الحالات الحزينة والمؤلمة على الصعيدين الشّخصي والرسمي.

لكنّ صديقي العدني عقّب بكلمة عابرة، ولكنّها صادمة لي، وقال للأسف إنّ تصريحات وكتابات وعبارات بعض الشّخصيّات الحزبيّة السّياسيّة اليمنيّة المخاصمة والمعادية لكم، ولمواقفكم السّياسيّة المعلنة في صنعاء، قد اختلط عليها ـــــ كما يقال ـــــ (الحابل بالنّابل) في السّياسة العامة ذات البعد اليمنيّ والعربيّ والإنسانيّ والمواقف الإنسانيّة البحتة للبشر الأسوياء الطّبيعيين، ولم يعودوا يفرّقون البتة بين حالة الوفاة الطبيعيّة التي سيصل إليها الإنسان اليوم أو غداً كقانون ربّانيّ طبيعيّ، وبين حالة الاستشهاد كحالة إنسانيّة مقدّسة تهدَى فيها الرّوح بسخاء ذاتيّ قلّ نظيره؛ في سبيل قضيّة مصيريّة مقدّسة عظيمة كقضيّة فلسطين .

أمطرني صديقي بكلمات ناريّة كانت ثقيلة الوطأة على النّفس والرّوح والمشاعر معاً، وقال ألم تتابع يا صديقي جميع قنوات التّلفزة (للحكومة الشرعية) التّابعة للملكة العربية السعودية، ودولة قطر بقيادة الشّيوخ آل ثاني مع امتداداتها الإخونجية في جمهورية تركيا العثمانية الطّورانيّة، والقنوات التلفزيونيّة للجنوبيّين الباحثين عن دولة جنوبيّة انفصاليّة وهميّة بحدود جزر (واق الواق).

جميع تلك القنوات تلهج بلغة واحدة، وهي لماذا يذهب وفد كبير من الحوثيين إلى العاصمة بيروت؛ لتقديم واجب العزاء والمواساة في وفاة الشهيد حسن نصر الله، ورفاقه من قادة حزب الله اللبنانيّ، ومن فوّضهم بالسّفر وتحميل الشّعب اليمنيّ كلّ تلك التكاليف الباهظة و و و، وأدلى عدد من السّياسيين والإعلاميين والأكاديميين والحزبيّين بأحاديث ناريّة مقذعة بحقّ الوفد وبحقّ الشّهيد المقدّس يصعب  علينا ترديدها لك؛ لأنّها مصطلحات سوقيّة لا تليق بإنسان طبيعيّ وعاقل، أن يعيد قولها وترديدها، ولا نريد أن نجرح مسامعكم يا دكتور؛ لقذارتها، وانحطاطها وسقوطها اللّغَويّ والأخلاقيّ، وهي تشبه إلى حدّ كبير ـــــ في معانيها ومفرداتها ـــــ ما تتناقله وسائل إعلام الكيان الإسرائيليّ الصّهيونيّ في قنواتهم المتلفزة، وصحفهم ومواقعهم الإلكترونيّة؟ وحتّى من النّاطقين بألسنة أجهزتهم الحزبيّة والعسكريّة .

وواصل صديقي العدني الحديث بالقول، لكني أقول بأنني سررت كثيراً، وأنا أتابع ـــــ عبر عدد من القنوات المتلفزة ـــــ مراسم التّأبين الرّمزي المهيب الذي نظّمتموه في العاصمة صنعاء مع صلاة الغائب على الشّهيدين السيّدين حسن نصر الله، ورفيقه هاشم صفي الدّين أبي هاشم، بحضور حشد شعبيّ يمنيّ كبير جداً، وهذا موقف أخلاقيّ رفيع، وشرف ما بعده شرف وعزّة وشموخ، وأنتم تتحدّثون من قلب العاصمة صنعاء عن بطولات ومواقف الشّهيدين المقدّسين اللذين استشهدا في محراب القضيّة الفلسطينيّة النبيلة، التي استشهد قبلهما، ومن أجلها العديد من الشّهداء العرب من اليمنيين واللبنانيين والعراقيين والسّوريين والمصريين والجزائريين والتّوانسة والمغاربة والسّودانيين والليبيين والصّوماليين، وكذلك من الأحرار المسلمين الإيرانيين والأتراك والأفغان والباكستانيين، وغيرهم طابور طويل من أحرار العالم .

رددت على صديقي العدني بالقول، لا تضيّع وقتك الثمين؛ في مشاهدة قنوات خونة اليمن،  ومرتزقة السعودية والإمارات وقطر؛ لأنّهم منذ قرابة عشر سنوات، وهم يبرّرون لذواتهم ولشخصياتهم جريمة الخيانة والارتزاق، جريمة ارتمائهم في الحضن الدافئ للعدو التاريخي لليمن؛ كي يستلموا مقابل النّوم المريح والدّافئ ريالات سعودية وسخة وقذرة ستعود عليهم بوبال ماحق في مقبل الأيّام، وسيلعنهم التاريخ المكتوب والمحكي، كما سيخجل من تاريخهم المشين معظم أبنائهم وأحفادهم جيلاً بعد جيل.

أما هؤلاء الشّهداء العظماء فيليق بهم التكريم والتّبجيل والتّعظيم؛ لأنّهم بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل تحرير لبنان وفلسطين وبقيّة الأراضي العربيّة المحتلّة من قبل اليهود الصّهاينة العنصريّين، وبدعم سخيّ وغير مشروط من قبل حكومات أميركا وأوروبا والصّهاينة من القادة العرب المطبّعين الانهزاميين، لذلك فكلّ أحرار العالم من آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا وأمريكا اللاتينية قد حضروا وشاركوا في مراسم التّشييع المهيب للشّهيدين المقدّسين، حضروا للتشييع المَهيب كضيوف لبنان الحرّ من أكثر من 77 دولة وقطراً.

لكنّي أودّ أن أذكّر القارئ اللبيب بما كتبه الجنرال أفيخاي أدرعي النّاطق اليهوديّ الصهيونيّ المعادي للإنسانية جمعاء، بما كتبه عن الشهيد حسن نصر الله في لحظة تأبينه في بيروت، وقد ورد في موقعه الإلكتروني المعتمد، وبما كتبه وسطّره زعيم الاشتراكيين اليمنيين الأسبق، الرّفيق الأسبق، واليساريّ البروليتاري الكادح الأسبق الدّكتور ياسين سعيد نعمان الصّبيحي، أذكّر القارئ اللبيبّ؛ كي لا يختلط عليه الأمر بين ما كتبه في صفحته على الفيسبوك المعتمَد منه شخصيّاً، وبين ما كتبه اليهوديّ ابن اليهوديّة الجنرال أدرعي، في صفحته المعتمَدة، والحكم للقارئ دوْن تدخّل من أحد.

هؤلاء العملاء والمرتزقة التَّافهون الذين خدموا بصدق وجدّ واجتهاد ليلَ نهارَ مصلحة العدوان السّعوديّ الإماراتيّ القطريّ ضدّ وطنهم اليمن، نقول فيهم، أن لا خيرَ ولا رجاءَ ولا مستقبلَ فيهم جميعاً، ولا خيرَ في أيّ إنسان مشابه لهم، وهذه قاعدة عامّة في هذا العالم، أنّ من يخدم عدوّ وطنه من أجل مصلحة ماديّة رخيصة أو ثمينة، فهو خائن بحكم الدّستور والقانون والدّيانة والأخلاق.. والله لا يحبّ الخائنين .

لكني يا صديقي العدني الجليل أودّ أن أطمئنك، وأريح روحك الثائرة بأنّ الأحرار الشّرفاء في عموم اليمن كلّها وتحديداً في العاصمة صنعاء سيواصلون المعركة المقدّسة الفاصلة؛ لتحرير فلسطين حتى يعود الحقّ الطبيعيّ والقانونيّ لأهلنا الفلسطينيين في كلّ قرية ومدينة هجّروا منها في العام 1948، وهو عهد قطعه الشّهداء والأحرار، والمجاهدون المقاومون الأحياء في أمّتنا العربيّة العظيمة.

عضو المجلس السياسي الأعلى

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إنطباعات خارجية قاتمة عن التجاوب اللبناني مع مساعي براك وحديث عن أيلول ساخن

توزع المشهد السياسي بين المتابعات الداخلية للملفات المطروحة واللقاءات التي يجريها المبعوث الأميركي توم برّاك مع مسؤولين فرنسيين يتابعون ملف لبنان، حيث اجتمع مع الموفد جان ايف لودريان للتشاور في ما توصلت إليه محادثاته في بيروت وردها على الورقة الأميركية إضافة الى استحقاق التجديد لقوات اليونيفيل.
وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا برئيس الجمهورية جوزاف عون، أطلعه خلاله على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكتبت" النهار": تشكلت شبكة مواقف للدول الأساسية المعنية بلبنان من شأنها ان تفاقم القلق اذ تتجمع فيها مؤشرات تراجع الثقة الدولية بالسلطة اللبنانية ورموزها بما لا يمكن معه تجاهل خطورة تداعيات هذا العامل . 
فعلى رغم الإحاطة الدافئة الذي حرص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إبرازها في استقباله لرئيس الحكومة نواف سلام الخميس الماضي في باريس لم تغب معالم الحذر الشديد الذي طبع الموقف الفرنسي حيال ملفات الإصلاح ونزع سلاح "حزب الله" وترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا كما حيال احتمال تعديل حجم قوة اليونيفيل في الجنوب بضغط أميركي . .
 
ولكن المواقف المثيرة للقلق برزت في صلب اللقاءات الديبلوماسية الأخرى التي حصلت في اليومين الأخيرين في باريس ومن ابرزها المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والموفد الأميركي توم براك .
وفي هذا السياق أفادت مراسلة "النهار" في باريس  رندة تقي الدين ان باراك ابلغ بارو بالنسبة إلى محادثاته في لبنان ان السلطات اللبنانية لا تتقدم في مسألة نزع سلاح "حزب الله".  واما بارو فحذر من جانبه من انه إذا بقي التباطؤ حول موضوع نزع سلاح "حزب الله" فقد تعود إسرائيل بعملياتها التي كانت قبل كانون الثاني الماضي فهناك خطر ولذا ينبغي التقدم في نزع سلاح "حزب الله" بطريقة ربما تكون بمراحل او بشكل اكثر توازنا . 
وأضافت مراسلة "النهار" ان المحادثات التي تمت قبل يومين بين بارو ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في باريس تناولت المؤتمر الذي سيعقد في نهاية الشهر في نيويورك حول حل الدولتين الذي يترأسه كل من بارو وبن فرحان في المرحلة الأولى كما تطرقا إلى سوريا ولبنان وايران . فحول سوريا هناك قلق سعودي مما تقوم به إسرائيل في سوريا والخطر الذي يحدث نتيجة ذلك . اما عن لبنان فأعرب الوزير السعودي عن استياء شديد قائلا انه إذا كان لبنان لا يريد ان يتحول إلى بلد طبيعي حيث الدولة تتسلم الامن والسلاح فالسعودية لن تساعده .

وكتبت" الاخبار":الذين التقوا براك، يقولون إن واشنطن تتبنى رأي إسرائيل بأنه لا يجوز أن يبقى مع حزب الله أي نوع من السلاح. صحيح أن الأولوية هي للأسلحة التي تشكّل خطراً على «دولة إسرائيل»، ولكن ذلك لا يعني أنه مسموح لحزب الله أن يحتفظ بأسلحة خاصة، ولو كانت خفيفة. وفي رأي براك، إن على لبنان إنجاز هذه المهمة ضمن فترة زمنية محددة، لا تتجاوز الثلاثة أشهر. ومع النقاشات التي حصلت، عاد براك ليتواصل مع إدارته في واشنطن، ليقول لاحقاً إنّ مهلة الأشهر القليلة إنْ جرى تمديدها لفترة ممثلة، فهذا يعني أنكم في لبنان سوف تماطلون، وسوف تمر ثلاثة أشهر تلو ثلاثة أشهر وهكذا دواليك، وفي كل مرة، سوف تقولون لنا إن هناك عقبات تحول تطبيق العملية!
ولفتت أوساط دبلوماسية واكبت محادثات الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك ل"نداء الوطن"، إلى أنه لم تعد هناك ضرورة لزيارة رابعة أو خامسة أو سادسة يقوم بها الموفد للبنان، باعتبار أن الحديث عن زيارة جديدة لبرّاك هو "تمديد للآمال الفارغة". وقالت: "الصورة باتت واضحة بعد فشل وساطة برّاك، ومن أفشل هذه الوساطة عليه أن يتحمل المسؤولية".

وأشارت الأوساط إلى أن جواب "حزب الله" انكشف خلال محادثات الموفد الأميركي مع الرئيس بري الذي طالب باسم "الحزب" بضمانات فرد عليه برّاك أنه لا يمكنه تقديم مثل هذه الضمانات. وقالت: "إن موضوع الضمانات هو الذريعة الإضافية الجديدة بعد أحداث سوريا كي لا يقوم "الحزب" بتسليم سلاحه والذي يجب أن يسلّم بمعزل عن أي ذريعة، علمًا أن براك كان واضحًا عندما صرّح بأنه وسيط وأن إسرائيل تريد نزع سلاح "الحزب" فإذا كانت الدولة لا تريد القيام بهذه المهمة فلتتحملوا المسؤولية".

وأعربت الأوساط عن خشيتها من أن واشنطن قد نفضت يدها من الوساطة، فأصبح الوضع متروكًا لإسرائيل". وتساءلت: "هل سنكون أمام أيلول أسود وجولة جديدة من العنف قبل هذا الشهر أو بعده؟ أضافت: "من الواضح من ورقة برّاك أن هناك تشددًا إسرائيليًا، وهو قال ذلك من خلال أن إسرائيل لا تريد أن تبقى لـ "حزب الله" أي بنى عسكرية في لبنان". وتابعت: "إن مطلب نزع سلاح "الحزب" في واقع الحال ليس مطلبًا إسرائيليًا بل هو مطلب لبناني، وأن من يريد ضمانات هو الشعب اللبناني من "الحزب" الذي انتهك السيادة واستجر الحروب وأوصل لبنان إلى ما وصل إليه وبالتالي فإن مطالبة "الحزب" بضمانات في غير محلها".

وأكدت الأوساط أن لا مناص من أن تقوم الدولة بمسؤولياتها بتفكيك البنى العسكرية لـ "حزب الله" كي تصبح مسؤولية الأمن في لبنان ملقاة على عاتق الجيش اللبناني، فينتشر على الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية وعند ذاك إذا ما قامت إسرائيل بأي فعل في لبنان تصبح إسرائيل في مواجهة الدولة اللبنانية بينما هي اليوم في مواجهة مع الحزب".

وأكدت الأوساط الدبلوماسية أن الصورة قاتمة والدولة لا تريد الاصطدام بـ "حزب الله" وكأنها في مكان تتوقع هجومًا إسرائيليًا مجددًا على "الحزب" . وإذا ما حضر توم برّاك مجددًا إلى لبنان فستكون زيارته استطلاعية وعلاقات عامة".
ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» الى أن الموقف اللبناني لم يتغير من الرد الأول على الورقة الأميركية الأولى رغم بعض التعديلات أو التقدم بالطرح اللبناني نحو ضمانات أكثر بعد الأحداث السورية، لكن الرد اللبناني الأخير سيكون نهائياً ولن يتغير لأنه ينطلق من السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية وحماية حدود لبنان وأمنه القومي واستعادة حقوقه وضمن الثوابت الوطنية.
ولفت زوار عين التينة إلى أن الرئيس بري قدم طرحاً متكاملاً مع شرح تفصيلي يحفظ الحقوق اللبنانية ويضمن حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي مرفقاً بتوازي وتزامن المهل والتنفيذ بين «إسرائيل» ولبنان، وبالتالي بعد هذا الطرح باتت الكرة في الملعب الأميركي والإسرائيلي. ولفت الزوار إلى أن لا يمكن للبنان أن يتنازل أكثر من المطروح في الورقة اللبنانية، والمطلوب العودة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لا خلق اتفاق جديد يطيح باتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي الحلّ يبدأ بتطبيق إسرائيل التزاماتها في الاتفاقات والقرارات السابقة والانسحاب من كل الجنوب إلى الحدود الدولية ووقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى مع ضمانات دولية وأميركية تحديداً بإعادة الإعمار.
غير أن مصادر نيابية أكدت بأن لبنان ليس ضعيفاً بل يملك أوراق قوة عدة أهمها سلاح المقاومة والإرادة الشعبية بالدفاع عن الوطن ضد الخطر الإسرائيلي والإرهابي، إلى جانب الموقف الرئاسي الموحد والوحدة الوطنية المتمثلة بأغلب القوى السياسية والمرجعيات الروحية التي أكدت خلال اليومين الماضيين أهمية الوحدة والتعاضد والتماسك الداخلي في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومخططات الفتنة إلى جانب موقف رئيس الجمهورية الذي أكد بأن لا عودة الى لغة الحرب، إضافة الى مواقف الرئيس بري الذي وصفه مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بالضمانة الوطنية الحقيقية.

وكان براك اعاد تأكيد موقف الولايات المتحدة من لبنان ، قائلاً إنه خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، صرّح بأن "سلاح (حزب الله) هو مسألة يجب أن يحسمها اللبنانيون أنفسهم، في تأكيد لموقف الولايات المتحدة الثابت منذ سنوات، وهو أن (حزب الله) يُشكّل تحدياً لا يمكن معالجته إلا من قبل الدولة اللبنانية". واضاف برّاك إن الولايات المتحدة "لا تزال مستعدة لدعم لبنان إذا ما التزمت الحكومة بفرض حصرية السلاح بيد الدولة، على أن تكون القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الوحيدة ذات الصلاحية الدستورية للعمل داخل حدود البلاد"، وذكر بتصريح وزير الخارجية ماركو روبيو القائل: "إن هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة (حزب الله) ونزع سلاحه".
وأكد براك أن الولايات المتحدة "لا تميّز بين الجناحين السياسي والعسكري لـ(حزب الله)، بل تعتبر التنظيم بكل أوجهه منظمة إرهابية أجنبية". وأشار إلى أنه في المقابل، «تعترف الولايات المتحدة بالقوات المسلحة اللبنانية كمؤسسة عسكرية وطنية شرعية وحيدة، وركيزة من ركائز السيادة اللبنانية، والمفتاح نحو مستقبل مستقر ومزدهر». وقال: «الكرة الآن في ملعب القيادة السياسية اللبنانية، وكذلك في ملعب الجيش اللبناني، لإظهار العزم والإرادة السياسية من أجل، كما قال الرئيس ترامب، (اغتنام فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله)»، مشيراً إلى أن «على هذا الطريق، ستقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع شعب لبنان».
ولعل المفارقة اللافتة تمثلت في تقارير إعلامية تحدثت عن تدخل إيراني مباشر تولاه السفير الإيراني في بيروت الذي عقد اجتماعات مع الرئيس نبيه بري قبل وصول براك إلى بيروت وبعد زيارته .  وأضافت هذه التقارير أن الاجتماعات عقدت بهدف "الدفع بالمصالح الإيرانية خلال التفاوض على الورقة الأميركية ولتنسيق المواقف بهذا الخصوص". كما جاءت اللقاءات في محاولة للتأثير على موقف الدولة اللبنانية من مسألة سلاح حزب الله ولتحريف رد الدولة اللبنانية على مذكرة التفاهمات التي تم تقديمها من قبل الولايات المتحدة الأميركية. وأشارت إلى ان إيران تتدخل في شؤون لبنان السيادية ومحاولة فرض إملاءاتها من وراء الكواليس عن طريق أنصارها الذين يمثلون الموقف الإيراني في المباحثات مع الولايات المتحدة. مواضيع ذات صلة زيارة وزير الخارجية السوري للبنان رهن نتائج مساعي برّاك Lebanon 24 زيارة وزير الخارجية السوري للبنان رهن نتائج مساعي برّاك 26/07/2025 05:22:33 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان يقترح تبديل ترتيب أولويات برّاك وعودة الحديث عن عقوبات أميركية Lebanon 24 لبنان يقترح تبديل ترتيب أولويات برّاك وعودة الحديث عن عقوبات أميركية 26/07/2025 05:22:33 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 المبعوث الأميركي توم برّاك: الاجتماع مع رئيس البرلمان اللبناني كان بناءً لكن "الوقت يداهمنا" Lebanon 24 المبعوث الأميركي توم برّاك: الاجتماع مع رئيس البرلمان اللبناني كان بناءً لكن "الوقت يداهمنا" 26/07/2025 05:22:33 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "نقاط عالقة" في الرد اللبناني على ورقة برّاك وساعات "تقريرية" اليوم Lebanon 24 "نقاط عالقة" في الرد اللبناني على ورقة برّاك وساعات "تقريرية" اليوم 26/07/2025 05:22:33 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن "تقدم بطيء" في ملف السلاح Lebanon 24 ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن "تقدم بطيء" في ملف السلاح 05:09 | 2025-07-26 26/07/2025 05:09:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأمر في عهدة الدولة Lebanon 24 الأمر في عهدة الدولة 02:00 | 2025-07-26 26/07/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إجراءات غير عادية Lebanon 24 إجراءات غير عادية 00:50 | 2025-07-26 26/07/2025 12:50:17 Lebanon 24 Lebanon 24 قعقور: لبنان ليس ساحة نفوذ Lebanon 24 قعقور: لبنان ليس ساحة نفوذ 23:37 | 2025-07-25 25/07/2025 11:37:50 Lebanon 24 Lebanon 24 الأسمر: لِمَن ترك حزب الله السلاح في شمال الليطاني؟ Lebanon 24 الأسمر: لِمَن ترك حزب الله السلاح في شمال الليطاني؟ 23:37 | 2025-07-25 25/07/2025 11:37:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة وزير العدل يزفّ بشرى إلى اللبنانيين Lebanon 24 وزير العدل يزفّ بشرى إلى اللبنانيين 16:33 | 2025-07-25 25/07/2025 04:33:19 Lebanon 24 Lebanon 24 جورج عبدالله في لبنان... إليكم ما قاله في أوّل تصريح له من المطار Lebanon 24 جورج عبدالله في لبنان... إليكم ما قاله في أوّل تصريح له من المطار 15:19 | 2025-07-25 25/07/2025 03:19:02 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيف سوريّ بالجرم المشهود في كسروان.. هذا ما حاول فعله مقابل نصف مليون دولار Lebanon 24 توقيف سوريّ بالجرم المشهود في كسروان.. هذا ما حاول فعله مقابل نصف مليون دولار 12:13 | 2025-07-25 25/07/2025 12:13:25 Lebanon 24 Lebanon 24 محاولة سرقة منزل فنانة... وهذا ما عُثِرَ عليه داخل خزانة غرفة نومها! Lebanon 24 محاولة سرقة منزل فنانة... وهذا ما عُثِرَ عليه داخل خزانة غرفة نومها! 15:42 | 2025-07-25 25/07/2025 03:42:08 Lebanon 24 Lebanon 24 كانا متزوجين سابقاً.. مخرج لبناني شهير يدخل القفص الذهبي للمرة الثانية وهذه عروسه (صور) Lebanon 24 كانا متزوجين سابقاً.. مخرج لبناني شهير يدخل القفص الذهبي للمرة الثانية وهذه عروسه (صور) 08:35 | 2025-07-25 25/07/2025 08:35:41 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:09 | 2025-07-26 ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن "تقدم بطيء" في ملف السلاح 02:00 | 2025-07-26 الأمر في عهدة الدولة 00:50 | 2025-07-26 إجراءات غير عادية 23:37 | 2025-07-25 قعقور: لبنان ليس ساحة نفوذ 23:37 | 2025-07-25 الأسمر: لِمَن ترك حزب الله السلاح في شمال الليطاني؟ 23:25 | 2025-07-25 رئيس بلدية برالياس يشكر الجيش بعد توقيف المتورطين في الإشكال الأخير فيديو "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) 17:00 | 2025-07-24 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) 09:48 | 2025-07-24 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بأجواء عائلية بسيطة.. فنانة شهيرة تحتفل بخطوبة شقيقتها الصُغرى (فيديو) Lebanon 24 بأجواء عائلية بسيطة.. فنانة شهيرة تحتفل بخطوبة شقيقتها الصُغرى (فيديو) 09:25 | 2025-07-23 26/07/2025 05:22:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية
  • إنطباعات خارجية قاتمة عن التجاوب اللبناني مع مساعي براك وحديث عن أيلول ساخن
  • شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد الصادق يحظى بإستقبال أسطوري وغير مسبوق لحظة وصوله حفل زواج “البندول” بالقاهرة
  • 41 عاما من الاعتقال.. من هو المناضل اللبناني جورج عبد الله؟
  • المناضل اللبناني​ جورج عبد الله: معيب أن يتفرج الملايين على أطفال غزة يموتون جوعًا
  • وزير الرياضة: تخصيص الأندية لحظة تاريخية
  • بعد الإفراج عنه.. قرار فرنسي عاجل بحق المناضل اللبناني جورج عبد الله
  • الجيش اللبناني يكشف جهاز تجسس إسرائيلي في الجنوب.. تحذير عاجل للمواطنين!
  • أسرار على الهواء
  • تبدل الأولويّات اللبنانيّة وارتياح لدىحزب اللهبعد جولة براك الثالثة